أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين..... !!!.....الجزء الثاني














المزيد.....

الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين..... !!!.....الجزء الثاني


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 11:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الطبقة الاجتماعية الهاوية لممارسة الانبطاح؟

وعلى المستوى الاجتماعي نجد أن الأفراد المنتمين الى مجموعة من الطبقات الاجتماعية تمارس الانبطاح بأبشع صوره. إلا أن مسئولية إشاعة ممارسة الانبطاح في المجتمع تتحملها طبقة معينة.

فما هي الطبقة المسئولة عن إشاعة ممارسة الانبطاح في مظاهره المختلفة؟

إن الذي نعرفه، أن الذي يجمع بين الطبقتين الرئيسيتين، في أي مجتمع، هو التناقض الرئيسي، بمستوياته الإيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، مما يجعل العلاقة بين هذين الطبقتين الرئيسيتين علاقة صراعية: إيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية. والصراع قد يتخذ مستويين: مستوى الصراع الديمقراطي، ومستوى الصراع التناحري. والى جانب الطبقتين الرئيسيتين، في أي تشكيلة اقتصادية اجتماعية، هناك طبقة وسطى، لا إيديولوجية لها، ولا تصور تنظيمي، ولا مواقف سياسية واضحة. وهذه الطبقة الوسطى تستعير من الطبقتين الرئيستين ما يتناسب مع طبيعتها الطبقية. ولذلك نجد أنها تدعي الحياد، والوسطية، حتى لا تنخرط في الصراع بشكل واضح، لأنها لا تملك أدوات الصراع. غير أن ذلك لا يمنعها من الانحياز ثارة إلى الطبقة المستغلة (بفتح الغين)، وأخرى إلى الطبقة المستفيدة من الاستغلال.

والواقع أن المصنفين من ضمن الطبقة الوسطى، يكونون أكثر انتهازية من غيرهم من المنتمين إلى الطبقتين الرئيسيتين في المجتمع. وانتهازية المصنفين ضمن الطبقة الوسطى، آتية من كون هؤلاء يعتبرون مرضى بالتطلعات الطبقية، التي تجعلهم يقدمون على القيام بالأفعال المنحطة، والدنيئة، التي تجعلهم يفقدون قيمتهم الإنسانية، كما هو الشأن بالنسبة للذين يقبلون بممارسة الانبطاح أمام ذوي النفوذ المخزني، وأمام مختلف الأجهزة الإدارية.

فالطبقة الوسطى، إذن، بأحزابها، وبتنظيماتها المختلفة: النقابية، والجمعوية، والحقوقية، هي المسئولة، بالدرجة الأولى، على إشاعة ظاهرة ممارسة الانبطاح المتعددة الأوجه، التي تقف وراء تحقيق التطلعات الطبقية.

فما الذي يجعل هذه الطبقة الوسطى في موقع المسئولية عن إشاعة ممارسة الانبطاح؟

إن مسئولية الطبقة الوسطى عن ذلك، لا تأتي هكذا، وباختيار المنتمين إليها بقدر ما تأتي نتيجة ل:

1) كون فئات هذه الطبقة الوسطى ذات طبيعة بورجوازية صغرى.

2) كون شرائح البورجوازية الصغرى لا تكون إلا مريضة بالتطلعات الطبقية.

3) معاناة الشرائح البورجوازية الصغرى من ظاهرة التذبذب التي تدخلها في حيرة لا متناهية.

4) كون هذه الشرائح تقوم بالأعمال التي تدخل في إطار تنظيم الاستغلال المادي، والمعنوي للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.

5) كونها تقع بين الطبقات الممارسة للاستغلال، والطبقات التي يمارس عليها الاستغلال.

6) كونها، في معظمها، من الشرائح المتعلمة التي توظف معرفتها لخدمة مصالح الاستغلال المادي، والمعنوي.

7) كونها أكثر خوفا من الاندحار في اتجاه الطبقات التي يمارس عليها الاستغلال.

8) كونها تحرص، بسبب طبيعتها الانتهازية، تستغل كل الفرص لخدمة مصالحها الطبقية.

9) كونها منخرطة في مختلف التنظيمات من أجل توظيفها في تحقيق تطلعاتها الطبقية.

10) كونها قادرة على استغلال النضالات المطلبية للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة بالخصوص، من أجل تحقيق التطلعات الطبقية.

ولأن إشاعة ممارسة الانبطاح في المجتمع من قبل الطبقة الوسطى هو نتيجة لما ذكرنا، فإن هذه الطبقة الوسطى تستطيع، بممارستها للانبطاح، أن:

1) تتحول إلى طبقة ممارسة للاستغلال، بانتقالها إلى جانب الإقطاع، أو البورجوازية، أو البورجوازية التابعة.

2) تنخرط في تنظيمات الكادحين، وقيادة تلك التنظيمات، في أفق توظيفها لتحقيق المزيد من الثروات الهائلة.

3) تستغل تواجدها في مراكز المسئولية الإدارية، أو الجماعية، أو القضائية، أو البرلمانية، أو الحكومية، من أجل استغلال نفوذها، لتحقيق تطلعاتها الطبقية.

4) توظف ثرواتها في المشاريع التي تدر ربحا سريعا، يساعد على نمو ثرواتها، بما يتناسب مع حاجتها إلى إحداث تراكم هائل، يصنفها إلى جانب كبار المستفيدين من الاستغلال.

5) تلجأ إلى تهريب البضائع، والاتجار في المخدرات، والارتشاء، والإرشاء، والمحسوبية، والزبونية وغيرها، مما يؤدي إلى مضاعفة التراكم الحاصل في ثرواتها.

لا تميز بين الأعمال المشروعة، وغير المشروعة، ما دامت تدر عليها المزيد من الثروات.

وهذه الطبقة الوسطى تستطيع كذلك أن تغرق الأجيال الصاعدة في المزيد من المشاكل، إذا تحملت المسئولية الجماعية، أو الحكومية، خدمة للطبقة الحاكمة، ما دام ذلك يساعدها على تحقيق التطلعات الطبقية.

وهي لذلك تصير منبطحة، ويصير الانبطاح جزءا من بنياتها العضوية، ومرضا عضالا، لا تستطيع التخلص منه، مهما كانت الشروط التي تدعوها إلى العمل على التخلص منه إلا بالموت.





#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين.... ...
- الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من ...
- المرحلة الراهنة، ومهمات قوى اليسار، والديمقراطية.....5
- المرحلة الراهنة، ومهمات قوى اليسار، والديمقراطية.....4
- المرحلة الراهنة، ومهمات قوى اليسار، والديمقراطية.....3
- المرحلة الراهنة، ومهمات قوى اليسار، والديمقراطية.....2
- المرحلة الراهنة، ومهمات قوى اليسار، والديمقراطية.....1
- الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من ...
- الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من ...
- الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصيرمستهدفا من ...
- هل يصير ممارسو الاستبداد المخزني ومستعبدو الجماهير ومستغلوها ...
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....29
- الرحامنة: هل من الحداثة إغراق المنطقة في التخلف باسم الحداثة ...
- مصادر ثروات الأثرياء المغاربة
- انتخابات 7 شتنبر 2007 مجرد وسيلة لإنتاج برلمان على مقاس الاس ...
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....28
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....27
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....26
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....25
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....24


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الإنتهازيين..... !!!.....الجزء الثاني