|
الى امرأة في بلادي
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 11:13
المحور:
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
مرحبا أيتها العزيزة ، يامن بقيت في وطنك تضمدين جراح الأحبة ، وتواسين المكروبين ، وتساعدين المحزونين ، وتبسمين في وجوه الثكالى وتضحكين مع الأرامل والأيتام ، تعاونين من يحتاج الى معونة من أحبابك ، الذين بقى عدد قليل منهم بجانبك ، بعد ان شتت شملهم ما قام به الساسة من حروب ، من يقف بجانبك أيتها المرأة العراقية ، وقد فارقك الحبيب والأخ والصديق ، من يواسيك في غربتك الأليمة وأنت تقفين وحيدة ، لاسند معك يحميك خطورة الأمواج المتصارعة ، ولا حبيب معك يضمك الى صدره فينسيك الم الطريق ووعورة السبل الملتوية ، التي فقدت ضياءها في هذا الليل المدلهم ، من يمد إليك يده مشاركا إياك أحزانك الكثيرة ، العصية على الشفاء ، وقد وقفت أجيالا عديدة بجانب الجميع ، تضمدين جراحهم متناسية جراح نفسك ،الآخذة بالتضخم والازدياد ، من لك أيتها المرأة العراقية ، يقف مواسيا بعد ان اشتد الخطب وتقيحت الجروح ، ووجدت نفسك تفقدين الأعزاء الواحد تلو الآخر ، وانت نخلة قد قلعت من الجذور ، ومنعت من النمو ، من يقف بجانبك ايتها العراقية ، والاتهامات تتوالى عليك من كل حدب و صوب ، والحروب تتلاحق ، وأنت تخوضين غمارها ، تحاولين ان تكوني صخرة صماء ، لاتعبر عن الضعف المتواصل ، الذي ينخر عظامك ، كل شيء أصبح محضورا عليك ، الخروج والابتسام ـ والتمتع بمنظر جميل ، يأتي يومك وأنت وحيدة غريبة ، مكلومة النفس ، مجروحة الفؤاد ، أعداء كثار في بلادك الحبيبة ، وأنت وحيدة قد هجرت من ديارها ، وحكم عليها بالنفي والبعاد ، من يحن عليك أيتها الأبية ، فيخفف من معاناتك المتزايدة وأنت تحلمين بأفول الظلام ، من يقدم لك وردة في يومك هذا ، مهنئا بانبلاج النور ، متمنيا تحقيق الأحلام ، وقد خفتت أمانيك ، ويبست أمالك في صنع غد أفضل ، كيف تتمنين ان يزول الظلم ، وحياتك تزداد قساوة ، وأيامك يشتد ألمها ، من لك أيتها العراقية ، وأنت تحاولين ان تتئدي أحزانك المتضخمة في قلبك المقتول ، أي عيد لك أيتها المخلوقة ، وأنت تودعين أحلامك الصرعى واحدا بعد الآخر ، تأملي خيرا عزيزتي ، ربما ابتسمت لك أخيرا الأيام ، وهل عليك الفرح ، من حيث لم تحتسبي ، وسطعت شمس حياتك بعد طول غياب ، تفاءلي بانهمار الغيث ، على صحراء حياتك ، فتتفتح ورودها الذابلة ، وتخضر غصونها بعد ان ماتت منها الجذور ، ابتهجي ، لعلك تدركين بعض ما حلمت به من فرح وحبور
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجثمان : قصة قصيرة
-
بالاحضان يا عامنا الجديد
-
الناس والكتابة
-
لقاء : حوار عن مجموعة قصصية
-
اشهار ..قصة قصيرة جدا
-
حقوق المواطنة وواجاتها
-
حوار
-
منطق : قصة قصيرة جدا
-
حرية رأي : قصة قصيرة جدا
-
الزمن الحافي : رواية مشتركة عن العراق قبل دخول القوات الامري
...
-
العانس : قصة قصيرة
-
احتفال تقييم : قصة قصيرة
-
رأي في - مؤسسة - الحوار المتمدن
-
التابعة : قصة قصيرة
-
وجاهة :قصة قصيرة
-
حول اشاعة الديمقراطية في العراق
-
أحلام محبطة
-
حالة
-
القسم
-
المسابقة : قصة قصيرة
المزيد.....
-
سلطنة عُمان: مقتل 6 أشخاص و3 مسلحين خلال إطلاق النار في الوا
...
-
السودان: هل يبدو المشهد متناقضا بين مؤتمرات السلام وحدة المع
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
ارتفاع حصيلة قتلى هجوم مسجد عمان إلى 6 بينهم شرطي
-
عاجل| مراسل الجزيرة: 23 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفا
...
-
9 قتلى بهجوم -مجلس العزاء-.. تفاصيل جديدة عن الحادث الصادم ف
...
-
روسيا.. تدمير 13 مسيرة فوق عدة مناطق
-
بايدن يؤكد عزمه على مناظرة ترامب مجدداً -في سبتمبر-
-
مصدر: انشقاق دبلوماسي كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية
-
اليوم 284.. قتلى وجرحى بقصف مناطق في القطاع ومقتل شاب بالضفة
...
المزيد.....
-
المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا
/ غسان المغربي
المزيد.....
|