أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامان كريم - جنين، وصمة الخِزيْ، على جبين " الحكومات الغرب" !














المزيد.....

جنين، وصمة الخِزيْ، على جبين " الحكومات الغرب" !


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 119 - 2002 / 5 / 3 - 17:13
المحور: القضية الفلسطينية
    




كثيراً هم الذين تحدثوا عن جنين، وأدانوا هذه الجريمة الشارونية باشكال مختلفة، جاءت الإدانات و الإستنكارات ليس من الرأي العالم العالمي والقوى التقدمية فحسب بل تتعدت ذلك بكثير، من الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان إلى البرلمان الأوروبي، إلى وزراء الخارجية في حكومات الغرب، كما قالت وزيرة الخارجية السويدية آنا ليندا، لوصف الحالة ب " إسبوع من العار"، والقوى اليسارية بدورها أدانت هذه الجرائم والمجزرة الجماعية في جنين. لكن الوقوف عند هذا الحد والإكتفاء بإدانة الحكومة الإسرائيلية والشارون نفسه، هو بحد ذاته ناقص و فيه تضليل لراي العام وتحديداً في الغرب، ولا توضح شيئاَ نظراً لمواقف الشارون الفاشية الصريحة والواضحة تجاه قضية فلسطين والإنسان الفلسطيني بشكل خاص، من جانب أخر وهو جانب موضوعي أيضاً، هناك ضوء أخضر لشارون من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، ليقود هذه الحملة الشرسة، فبدونه ليس بإمكانه المضي قدماً ليحرق اليابسَ والأخضرَ معاً، إذّن هناك شريك حيوي واصلي في هذه الجرائم الفاشية، وهو الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص، على الرغم من وجود إختلاف في وجهات النظر بين أوروبا وأمريكا حول هذه القضية. دور الغرب عموماً في هذه القضية هو سكوتها التام أمام الخطوات الأمريكية، وإنتظارها المتواصل للدور الأمريكي لحل هذه القضية، وعدم أستطاعتها تنفيذ الإجراءات العملية ضد حكومة الشارون، كإلغاء جانب التفضيلي في العقود التجارية أو سحب سفاراتهم أو ...خطوات أخرى مماثلة ناهيك عن خطوات أكثر حزماً.
لكن الغرب عموماً وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، كسوا الملابس الديمقراطية ويدعون "لحقوق الإنسان!" و "الديمقراطية" وهناك حملة عالمية بقيادة الأمريكان ضد مايسمى ب"الإرهاب!"، فالولايات المتحدة أطلقت شرارة نظامها الجديد بذريعة سقوط الديكتاتوريات، وإشاعة "الديمقراطية" و "الحقوق الإنسان" أبان سقوط جدار برلين والكتلة الشرقية، ولكن إنقشع الغبار على هذه الإدعاءات بسرعة البرق، في حرب الخليج الأولى ضد العراق، وفرضها الحصار الإقتصادي على ملايين من المواطنين فيها. في حملة شارون ضد مخيم الجنين ظهرت مرة أخرى وبشكل واضح، زيف هذه الإدعاءات ناهيك عن موازين ومعايير مختلفة التي تفرض بقوة السلاح والصواريخ الأمريكية حسب مصالحها. فهي تمارس حرباً شرساً ضد " الإرهاب!" ولكن الإرهاب قابع في عقر داره ومن قبل أقرب المقربين اليها، هناك الحملة شارونية، هناك إرهاب الدولة بشكلها الفضيع الذي حدا ببوش نفسه عدم ممانعته لإرسال بعثة الأمم المتحدة إلى هناك لإظهار الحقيقة، يمكن مشاهدة الأيادي المقيدة والقتل الجماعي وجرف المباني والمنازل، وختم السواعد، ومحاصرة رئيس السلطة الفلسطينية، قتل الأطفال والشيوخ والمقابر الجماعية و... ولكن هناك سكوت تام من قبل "الديمقراطية الحكومية للولايات المتحدة"، هناك سكوت تام لدرجة الإبتذال من جانب الصحافة والإعلام الرسمي الامريكي المأجور، ناهيك عن عدم تهديد جدي لحكومة شارون وعدم فرض العقوبات ضدها، كمثيلتها في يوغسلافيا والعراق والبلدان الأخرى، لا بل برر بوش الحملة بحجة الدفاع عن النفس وصد الإرهاب.

نحن قلنا مراراً إن حقوق الإنسان والحريات المدنية والفردية والسياسية التي طالما تتفاخر بها الحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، هي من مكاسب نضال الحركة العمالية والجماهيرية ضد هذه الحكومات أنفسهم، قلنا مراراً إن هذه الحقوق والحريات ليس هبة إنسانية من قبل هذه الحكومات، بل فرضت عليهم بالقوة، وأصبحت جزءاً من الوعي الإجتماعي والتراث والقوانين في الغرب بعد نضالات وصراعات طويلة ضد الرأسمالية وحكوماتهم، ذلك على الرغم من عنفوانهم وجبروتهم الإقتصادية والإستبدادية ضد هذه الجماهير التي ناضلت بضراوة من أجل الوصول إلى هذه الحقوق. لو غابت عن نظرهم هذه النضالات وهذه القوى الطبقية العمالية والجماهيرية التقدمية ولو للحظة قصيرة، لكانت هناك بربرية وهمجية متفشية إلى اقصى حدودها اللاإنسانية، اليوم وحيث نرى وأمام أعيوننا، جراء ضعف الحركة العمالية والنضالات الجماهيرية، كيف يحاولون تقويض هذه الحقوق وجرد الطبقة العاملة والجماهير معاً من هذه الحقوق المكتسبة بالقوة، نرى ذلك في أرتفاع نسبة البطالة بحيث اجتازت حدودها المعروفة، في قلة الأجور، في دمج الشركات وتسريح الآلاف من العمال عن العمل، نرى في تحجيم الحقوق المدنية والفردية وخصوصاً ضد الإجانب في البلدان التي ينظر اليها كمهداً للديمقراطية.
مذبحة الجنين وصمة عار وخزيْ على جبين الديمقراطيات الحكومية، على جبين هؤلاء الأوباش الذين يدعون شيئاً ويمارسون شيئاً أخرى، مرة أخرى ظهرت زيف "الديمقراطية لحكومات الغرب"، وبطلان إدعاءاتهم المنمقة بالوعود الكاذبة، وفي نفس الوقت ظهرت قوة لا يستهان بها، قوة التي ظهرت في واشنطن وفي برلين، في فرنسا، وهلسنكي و... ضد هذه الهمجية وهذه المعايير والموازين المختلفة التي تتبناها الولايات المتحدة، ضد الحملة الشارونية، الحليفة الاقوى للولايات المتحدة، ودفاعاً عن الدولة الفلسطينية المستقلة، هذه هي الإجابة الأولية لحكومة بوش وأعوانه وسيرى هو ومن يتبعه أن احداث 11 سيبتمر وتدويلها إلى حرب ضد "الإرهاب" سينعكس عليه وعلى حكومته بعكس مايتوقعه وأركان حكومته، نظراً للزلازال الذي سببها هذا الحدث في الفكر الغربي والرأي العام الغربي وتغيير نمط تفكيرهم صوب المسائل الإنسانية، وتغيير افكارهم صوب عولمة حقوق الإنسان، سيطلع هو وأركان حكومته آنذك، ان وقوفه مع جزار صبرا وشاتيلا وجنين، سيكلفه كثيراً، وينسد آماله و أحلامه للفوز ببطل االعالم في الوزن الثقيل. 24/4



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد ميلاد الديكتاتور العراقي، يوماً للتحدي أو تركيعاً للمواط ...
- حول التهديدات الأمريكية ضد العراق، المعارضة العراقية، مهماتن ...
- كولن باول رجع فاشلاً !
- المعنى السياسي لقرار ديكتاتور العراق بوقف تصدير النفط ؟!
- الحملة الأمريكية المزعمة على العراق، إهانة للإنسانية!
- نتضامن مع مطالب العمال في لبنان !
- الديمقراطية الإسرائيلية، عجينة الفاشية!في ضوء محكمة عزمى بشا ...
- الجلسة التاسعة لمجلس الوزراء العراقي وسيوف المتسلطين على رقا ...
- الضغط الجماهيري وحده وليس التوسل الى الأوباش


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامان كريم - جنين، وصمة الخِزيْ، على جبين " الحكومات الغرب" !