13/12/2003 يوم سيذكره التاريخ

أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 685 - 2003 / 12 / 17 - 05:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 لم تسقط بغداد في التاسع من إبريل الماضي، بل سقطت يوم السبت المجيد 13 سبتمبر الذي سيكتبه التاريخ وبحروف من نور، فبرغم سقوط بغداد كان الصادميون والقوميون يرون في حياة صدام الأمل في العودة للحكم مرة أخري، وقال مرتزقة الصحافة الكثير والكثير عنه وعن بطولاته التي مازال يفعلها وهو متخفي،وسمعنا عنه أنه "بات مان" ذلك الرجل الخارق للعادة والقادر على صنع المعجزات والتحليق في الهواء، والذي لا تستطيع أقوي أجهزة مخابرات العالم أن ترصده أو توقفه، حتى أنهم قالوا عنه أنه يتنقل وبحرية تامة في بغداد وأنه يظهر في أكثر من مكان في وقت واحد، وأنه "زائر الليل" الذي يذهب إلى أسر منفذي الهجمات ضد الأمريكان في العراق لتعزيتها تاركاً مبلغاً من الدولارات تعويضاً عن الفقيد، وكان استسلامه بدون أي مقاومة ضربة لن يفيق منها المنافقون والأفاقون بعد أن صورته كل كاميرات العالم وهو مستسلم بل ومتعاون مع ممسكيه حيث لم يبد أي معارضة، ورأينا جميعاً صورته وهو يفتح فمه للفحوص ولم يبد أي ممانعة، وكان بإمكانه حتى أن يرفض فتح فمه ولكنه كان وديعاً _ رغم قذارته _ عكس ما صوروه لنا في الصحافة والإعلام، ويبدو أنه كما قال الشاعر"أسد عليّ وفي الحروب نعامة" فكان أسداً هصوراً على شعبه سواء في المقابر الجماعية و"مقبرة" حلبجه الكيماوية، وكان أسداً على إيران والكويت، أما في يد الأمريكان فكان نعامة، لقد كان استسلام صدام حسين أول أمس بمثابة سقوط ورقة التوت التي أظهرت لنا عورة صدام والصداميين البعثيين والقوميين لأنه قضي نهائياً على مشروعهم القومي الساقط سلفاً، بل إن إمساكه بهذه الطريقة المهينة والمذلة أرتنا صدام الحقيقي،صدام الجبان،صدام الاستسلام، صدام الهزيمة،صدام النعامة، بعيداً عن العنتريات.
حين ‘سئل طارق عزيز قبل الحرب عما تردد من مبادرات عن تنحي صدام عن السلطة فقال بعصبية:"بأن القائد هو ابن الشعب وسوف يكون في مقدمة المقاومين والباذلين أرواحهم من أجل دحر المعتدين وسوف تكون نهايته نهاية الأبطال الذين يمجدهم التاريخ"،وقالوا عنه أنه على استعداد لمحاربة الأمريكان ولو بمدية، أراد صدام أن يكون بطلاً قومياً يقود العرب إلى المجد، فاستسلم دون مقاومة، فأين "القائد المعظم"؟ وأين "القائد الضرورة"؟ وأين"صلاح الدين"محرر القدس؟ استسلم دون أن يطلق رصاصة واحدة من سلاحه الشخصي _ رغم وعده العراقيين عبر شرائطه التي يسربها إلى "الجزيرة" _ الموت في هذا البلد، لكنه لم يمت فداء للبلد بل استسلم استسلام الجبناء.
 ويبقي سؤال أخير: هل سيجد صدام بعد اليوم من يدافع عنه ويتحمس لمشروعه بعد كل ما رأيناه وسمعناه عنه؟! أم أن يتامي صدام الباحثين عن أب قاسي وخاصي سيواصلون البكاء والإستبكاء عليه. أما المرتزقة فسينسونه لأن بترودولاراته ‘منعت عنهم وإلى الأبد وهم في انتظار ممول آخر لقطيع المثقفين المرتزقة  ابتداء من وطني مصر وإلى المغرب. ولله في خلقه شئون.

#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات