أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حلٌّ جدير بالاهتمام!














المزيد.....


حلٌّ جدير بالاهتمام!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 10:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الموقف العربي ممَّا يحدث في قطاع غزة الآن ("والآن" على وجه الخصوص فحسب) نقف على جوهر المنطق الذي تقوم عليه السياسة العربية (الرسمية) فهي، أوَّلاً، تَنْشَطُ ذهنياً، توصُّلاً إلى "وصف" هذا الذي يحدث على مرأى ومسمع من العالم بأسره؛ ثمَّ يتوفَّر ممثِّلوها، والمتحدِّثون باسمها، على إنشاء "الموقف"، الذي جوهره الدائم هو أنَّ العرب جميعا، وعلى استعصاء اتِّفاقهم على ما ينبغي لهم الاتِّفاق عليه إذا ما أرادوا إنشاء وتطوير سياسة عربية تنتمي حقَّاً إلى العالم الواقعي للسياسة، يتَّفقون على أنَّ ما تقوم به، وتفعله، إسرائيل هناك لا يمكن أن يكون محلَّ قبول عربي، ولا يمكن إلاَّ أن يكون محل رفض عربي، فَنَسْمَع، بالتالي، ما اعتدنا سماعه، أي ما اعتادت أسماعنا مَجَّ سماعه، من إدانة، واستنكار، وشجب، وكأنَّ الغاية هي تشجيع إسرائيل على المضي قُدُماً في تلك الأعمال والأفعال!

هُمْ الآن منشغلون عمَّا يحدث على الأرض في قطاع غزة بالبحث في حقيقة ما صرَّح به نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي، فالأسئلة التي يتلهُّون بها عن "الحدث" وأسئلته التي تتحدَّاهم أن يجيبوا عنها هي أوَّلاً، إنَّما هي من قبيل "هل تحدَّث فيلناي حقَّاً عن محرقة (هولوكوست) يمكن أن ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إذا لم يتوقَّف مُطْلِقو "الصواريخ" عن إطلاقها على سديروت وعسقلان..؟"، و"هل من معانٍ أُخرى للكلمة في اللغة العبرية (معنى "الكارثة" مثلاً)؟"، و"كيف يمكننا توظيف الكلمة التي قالها، أو قاءها، فيلناي في سعينا إلى إلحاق مزيدٍ من الخسائر الأخلاقية بإسرائيل، لعلَّ المجتمع الدولي يَنْفُض ما تراكم على بصره وبصيرته من أوهام، فيقف معنا، لعلَّنا نستطيع، بعد ذلك، الوقوف مع أنفسنا؟".

وعن إسرائيل أقول إنَّ فيلناي لم يتوعَّد، أو يتهدَّد، الفلسطينيين في قطاع غزة بـ "هولوكوست"؛ وإذا فُهِم كلامه، أو فُسِّر، على هذا النحو، فإمَّا أن يكون لسانه قد زلَّ، وإمَّا أن يكون الرجل غير موفَّقٍ في التعبير، فإسرائيل يمكن أن ترتكب في حق الفلسطينيين (المدنيين) في قطاع غزة (وفي غيره) جريمة كبرى، أي لم يعرفها التاريخ من قبل، ولم يعرفها،على وجه الخصوص، المواطنون الألمان اليهود في عهد هتلر، من غير أن تَصِف جريمتها، أو تسمح لغيرها بأن يصفها، بأنَّها "هولوكوست"، أو ما يشبهه، فـ "الهولوكوست" يجب أن يبقى "الجريمة الكبرى في التاريخ"، التي ارْتُكِبًت في حق "الشعب اليهودي"، والتي لا يمكن أبداً أن يرتكبها هذا "الشعب ـ الضحية" في حق غيره، ولو كان الفلسطينيين الذين يُطْلِقون صواريخ على "الشعب اليهودي في سديروت وعسقلان.." تشبه "أفران الغاز النازية"!

لِيُوْقِف الفلسطينيون إطلاق تلك الصواريخ من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية حتى تُوْقِف إسرائيل حربها عليهم. هذا هو جوهر الموقف الإسرائيلي المُعْلَن في هذا الشأن. على أنَّ هذا الموقف يَقْتَرِن بموقف إسرائيلي آخر، يَبْذُر مزيداً من بذور العنف، فالتوقُّف التام عن إطلاق الصواريخ، التي تُفْرِط إسرائيل في تصوير وإظهار خطورتها، قد يوقِف الأعمال العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة؛ ولكنَّه لن يُوْقِف الحصار الاقتصادي الذي تضربه على الفلسطينيين هناك، بدعوى أنَّ منظمة تقف ضد حق إسرائيل في الوجود هي التي تحكمهم الآن، ولا بدَّ، بالتالي، من تجويع الفلسطينيين، وزيادة معاناتهم بأوجهها كافة، حتى ينهار ويسقط حكم تلك المنظمة. ويكفي أن تستمر إسرائيل في حصارها هذا، وأن تُمْعِن في تشديده، وأن يظل معبر رفح جزءا من هذا الحصار، حتى تُتَرْجَم نتائج وعواقب كل ذلك بمزيد من أعمال العنف.

الحل ليس بمستعصٍ إذا ما أريد للمشكلة في قطاع غزة أنْ تُحَل، فالعرب يمكن أن يبدأوا جهود الحل بالتوصُّل إلى اتِّفاق فلسطيني مُلْزِم (يشمل رئاسة السلطة الفلسطينية، وحكومة فياض، وحكومة هنية المقالة، و"فتح"، و"حماس"، وسائر المنظمات الفلسطينية) على وقف كل عمل عسكري فلسطيني ضد إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، على أن تُستكمل تلك الجهود بصدور قرار عن مجلس الأمن الدولي تؤكِّد إسرائيل من خلاله أنْ لا شأن لها، ولا صلة، بعد اليوم بقطاع غزة، الذي يصبح في هذه الحال خاضعاً لإشراف وإدارة مجلس الأمن الدولي حتى قيام "دولة فلسطين". وهذا إنَّما يعني أن يصبح قطاع غزة مفتوحاً، برَّاً، وبحراً، وجوَّاً، على العالم الخارجي، وعبر مصر على وجه الخصوص، وأن يُنْزَع منه كل سلاح، وأن تتولَّى قوة تابعة لمجلس الأمن إدارة شؤونه الأمنية كافة، وأن يَعْرِف من ازدهار الحرِّيات السياسية والديمقراطية ما يَحْمِل القوى والمنظمات الفلسطينية كافة على أن تنشط سياسياً وإعلامياً وتنظيمياً فحسب، وبما يسمح بتأسيس علاقة جديدة بينها وبين المواطنين.

الفلسطينيون جميعا يمكنهم وينبغي لهم أن يُظْهِروا استعداداً لقبول والتزام حلٍّ كهذا حتى تصبح إسرائيل في مواجهة خيار "الانفصال التام والمتبادل بينها وبين قطاع غزة"، وحتى يصبح المجتمع الدولي، عبر مجلس الأمن، في مواجهة خيار "أن يتولَّى الإدارة في مرحلة ما بعد انتهاء الاحتلال وما قبل قيام الدولة".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ثقافة المقاومة- التي ينشرها -الجهاديون-!
- مادية وجدلية العلاقة بين -الكتلة- و-الفضاء-
- تعصُّب جديد قد ينفجر حروباً مدمِّرة!
- الموقع الإلكتروني للجريدة اليومية
- التلويح ب -كوسوفو-!
- مفاوضات أم جعجعة بلا طحين؟!
- مرض يدعى -المظهرية-!
- وَقْفَة تستحق الإشادة والتقدير!
- اغتيال مغنية.. ما ظَهَر منه وما استتر!
- -نار الغلاء- فاكهة الشتاء!
- -المواطَنة- في -الوطن العربي-!
- -حرية العقيدة- بين تركيا وبريطانيا ومصر!
- بوتين يرى العالم بعين لا يغشاها وهم!
- مع الحكيم
- إعادة فتح وتشغيل معبر رفح هي التحدِّي الأول!
- الحركة والسكون في الكون
- حتى لا يأتي هدم -الجدار- بما تشتهي إسرائيل!
- طريقان متوازيتان يجب أن تلتقيا
- بوش: للاجئ الفلسطيني الحق في التعويض عن حقِّه في العودة!
- رئيس بونابرتي أم لحود ثانٍ؟!


المزيد.....




- أمريكا تصادر طائرة ثانية لرئيس فنزويلا.. ومسؤول: كنز من المع ...
- آيسلندا: مكتب الأرصاد الجوية يصدر تحذيرا بالطقس الأحمر بسبب ...
- روسيا لترامب.. حل نزاع أوكرانيا بالأفعال
- لبنان.. غارات إسرائيلية ليلية عنيفة تستهدف البقاع وإقليم الت ...
- كوريا الجنوبية تطور مدمرات بحرية لجيشها
- متصفح Firefox الجديد يحصل على ميزات الذكاء الاصطناعي
- أسوشيتد برس: مصر أبلغت واشنطن أن اتفاقية السلام مع إسرائيل ف ...
- تبادل للأسرى بين إدارة العمليات العسكرية السورية وعشائر لبنا ...
- صحف عالمية: خطة ترامب لغزة طوق نجاة لنتنياهو وتشتت مسار الأح ...
- أزمة الإيواء بغزة تتفاقم مع تنصل إسرائيل من تنفيذ البروتوكول ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حلٌّ جدير بالاهتمام!