أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - حصار الفنان الفكاهي أحمد السنوسي حلقة من حلقات تضييق الخناق على النقد وتعرية الواقع














المزيد.....

حصار الفنان الفكاهي أحمد السنوسي حلقة من حلقات تضييق الخناق على النقد وتعرية الواقع


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 685 - 2003 / 12 / 17 - 04:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يعتبر الفنان أحمد السنوسي من الفكاهيين المغاربة الأوائل الذين وظفوا فنهم و موهبتهم من أجل التعرية على الواقع المعيش و وضع الإصبع على مكامن الداء و المعضلات التي تنخر المجتمع المغربي و المجتمع العربي الإسلامي قاطبة.

و ظاهرة "أحمد السنوسي" المشهور ببزيز، تألقت مند فجر سبعينات القرن الماضي, فمند البداية ظهر بزيز و كأنه مثقل بحمل هم الوطن و آلام المهمشين و المضطهدين بالمجتمع المغربي في ظل السنوات الرصاصية التي خنقت الأنفاس و طوقت الكلمة الحرة لاغتيالها بأي ثمن. كيف لا و أحمد السنوسي هو ابن هذا الوطن ذاق المرارات صاعين على أكثر من مستوى، ابن الطبقات السفلى التي وظفت كل وقتها و كل طاقتها و كل حيلها للهث وراء ضمان القوت اليومي و وراء الخبز للتمكن من الاستمرار. و مند فجر السبعينات توج الفنان أحمد السنوسي كنبض للمضطهدين بالمغرب قاطبة، طلبة كانوا أو عمالا أو فلاحين أو معتقلين سياسيين أو مجرد مواطنين مغلوب على أمرهم بفعل الانحرافات التي عاينها المغرب على أكثر من صعيد و مستوى و في مختلف الميادين و المجالات.

لقد ظهر "بزيز" كصوت فرض على نفسه أن يظل صاعدا متصاعدا رغم العراقيل و المثبطات و لذلك كان من الطبيعي جدا أن تتناسل محاولات تكميم فمه و إخراس صونه بأي ثمن و باستعمال كل الأساليب حتى الدنيئة منه.

و بعد ظهور مكثف في المسرح و في قاعات السينما و على شاشة التلفزة، اختفى فجأة حيثما بدأ تفعيل مخطط الحصار طويل الأمد و الذي لازال ساريا إلى حدود الآن. على امتداد أكثر من عقدين من الزمن ظل هذا المخطط قائما و لازال، إلا أن صوت "بزيز" لم يخرس. مر جيل و المخطط ساري المفعول و اتفق الجميع أنه لابد من طي الصفحة، و لازال مخطط حصار "بزيز" سائرا مطبقا بجميع حذافيره. انكشفت فضائح و فتحت ملفات ساخنة، و تطرق البعض إلى مختلف القضايا التي حصنتها الخطوط الحمراء في السابق، و ظل مخطط حصار بزيز سائر المفعول كحصار إعلامي و رسمي شامل متكامل لسد جميع الأبواب في وجه أنشطة الفنان في الفضاءات العمومية، و تم تجنيد كل الطاقات و كل الإدارات و كل رجال السلطة و كل الحيل و كل التدابير و كل أساليب المكر السياسي و الإداري من أجل منع أي نشاط في أي فضاء عمومي.

و ظل الجميع غير منتبه إلى هذا التعسف و الظلم رغم كثرة اللغو حول دولة الحق و القانون و العهد الجديد و المفهوم الجديد للسلطة و حقوق الإنسان.

و مادام الأمر كذلك فقد أضحت قضية الفنان أحمد السنوسي قضية وطنية تهم الجيل الحالي و الأجيال القادمة لأنها تمثل حالة من حالات اغتيال حرية التعبير و الحق في الانتقاد و التعبير عن الرأي و الحق في التواصل و الحق في العيش الكريم مادام هو فنان يقتات من فنه و إبداعه كمصدر لضمان البقاء,
و بعد ما يناهز عقدين من الحصار تشكلت مؤخرا لجنة للعمل من أجل رفعه عن الفنان باعتبار ما يتعرض له يشكل انتهاكا صارخا لمختلف المواثيق الدولية و لمختلف القوانين الجاري بها العمل بالمغرب على علتها، في مجال حقوق حرية الرأي و التعبير و المشاركة الحرة في الحياة الثقافية لمجتمعه، علاوة على أنه يتعارض كليا و مباشرة مع الدستور المغربي الحالي.
و قد تزامن تأسيس هذه اللجنة مع الاحتفال بالذكرى 55 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و الذي تم الدوس عليه جملة و تفصيلا في حالة الفنان أحمد السنوسي، و ذلك مع الإصرار و الترصد. و مما يجعل هذا الإصرار و هذا الترصد صارخا أن جميع مكونات و فعاليات المجتمع المغربي مع هذا الفنان و بجانبه لاسيما و أنه ظل "معتقلا" على امتداد عقدين دون أن تدينه محاكمة عادلة و دون أن يوضع وراء القضبان الحديدية السميكة و خلف الأسوار الرمادية العالية./.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لازال علي المرابط خلف الأسوار الرمادية العالية و وراء القضبا ...
- هل المسألة الأمنية تعد من الأولويات بالمغرب؟
- -الإهانة في زمن الميغا- أمبريالية- للمهدي المنجرة في طبعتها ...
- داء فقدان المناعة (السيدا أو الأيدز) بالمغرب
- صناعة القرار السياسي بالمغرب
- الحوار المتمدن طوقت نفسها بحتمية الاستمرارية
- المغرب و الجزائر الى متى التنافر؟
- الشهادة المدرسية المزورة فعلت فعلها في الانتخابات بالمغرب
- نمو لن و لم تكن كافية كنسبة%3
- الهجرة السرية معضلة القرن
- من أجل وعي ايكولوجي
- طي صفحة الماضي بالمغرب
- البرلمان المغربي في قفص الاتهام
- بداية تجربة تدريس الأمازيغية بالمغرب
- لازال قانون مكافحة الارهاب يسقط رؤوس الصحافيين
- لازالت الصحافة المغربية في محنة اقتياد صحافي آخر إلى وراء ال ...
- الجماعات المحلية و تسيير الشأن العام بالمغرب التدبير المنتدب ...
- ضريبة الجرأة الصحافية
- الجماعات المحلية و تسيير الشأن العام بالمغرب - التدبير المنت ...
- النظام و المسألة الدينية بالمغرب - الحلقةالأخيرة


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - حصار الفنان الفكاهي أحمد السنوسي حلقة من حلقات تضييق الخناق على النقد وتعرية الواقع