عبدو بائع القدس ، أو كما سميته سابقا - عبد ال?ارات عطَّ و أن - كان قد كتب في بداية العام الحالي متنبئا أن المجرم صدام دافِـعُ أرزاقه سوف لن يستسلم، بل سيستشهد، و نقل كلامه هذا معتمدا على قول المجرم الآخر طارق خنا عزيز ( خنا بالخاء المعجمة).
لكن عبدو لم يحسن التنبأ و التنجيم، فأخطأ، إذ إن طارق خنا قد استسلم و استسلم كذلك آخرون، و أن صاحبه الرئيس الدموي صدام قد استسلم أيضا، و عرض للعالم أجمع وجه إنسان مجرم ذليل، يفتح فمه كحمار و يدع الآخرين يفتشون في شعر رأسه عن حشرات وجدت فيه ملجئا تلوذ إليه.
و كذب المنجمون و خسئوا.
إنه يوم حزن و كآبة يمر بأيتام صدام و الحثالة التي على شاكلتهم. لقد وصل اليهم الدور.
و إنه يوم البحث عن بطاقات تموينية أخرى للقمل الذي كان يرتزق على جسد الطاغية.
إنه اليوم الذي ستتشبع فيه ملابس مرتزقة صدام السوداء بدموع و رطوبة البالوعات التي عاش فيها معلم إجرامهم.
اصطادوا الجرذ العفلقي و لن يعد طليقا من كان يقرض بعظام العراقيين و يشرب دماءهم و يزهق أرواحهم.
في أيام حكم البعث الدموي، لم يسلم في العراق أي شخص، و كذلك لم يسلم أعوان النظام، و لا حتى أقارب أو عقارب الطاغية. و أثبتت طريقة اصطياد المجرم صدام أن واحدا ما من عقاربه قد باعه، فإنهم قد تعلموا على بيع ضمائرهم فكيف لا يبيعون معلمهم! و الصانع أستاذ و نص.
من الذي باع معلم الإجرام؟
زوجته سميرة الشابندر التي اختطفها من الزوج السابق؟
إبن لؤم له؟
من؟
هل سيجيبنا على هذه الأسئلة المنجم عبدو بياع القدس، بعد أن يجفف دموعه؟
أم ستجيبنا إبنة المجرم لتحدد من هو الذي خان أباها؟ إن الأب قد زرع الخيانة والغدر ثم حصدهما.
سقط الجرذ رمز الإرهاب، و سقطت معه أحلام الذين اتخذوه قبلة و صنما لهم. نرى أعراب النفاق وهم يقولون: إعل صدام أعل صدام تماما مثلما كان يفعل أعراب الجاهلية: إعل هبل إعل هبل.
لقد عرضت لنا شاشات التلفزيون صورة طبيب، أشبه ببيطري، يفحص و يتفحص في أسنان صدام الدموي، و كأن البيطري يحاول معرفة عمر حمار، و عفوا للحمار. و يبحث البيطري - و يفلفل - في شعر رأس شبيه بقرد، و عفوا للقرد أيضا، ربما يجد قملة أو حشرة أخرى في رأس المجرم الذليل الذي أنهكه إجرامه.
لقد جلب لنا هذا الجرذ طاعونا كان العالم قد نساه، فأباد الملايين من العراقيين و شرد الملايين أخرى.
أتساءل الآن : من الذي سيُطعم القمل؟ إن القمل سيموت بعد أن تم صيد -جريدي- العراق. فيا حسرة على القمل المسكين!
من الذي سيغذي الوحوش المرتزقة من فصيلة عبدو، أيتام صدام؟
و بعد اصطياد الجرذ: هل ستتنظف و تستقيم عوجة العراق لوحدها؟ أم يحتاج الى تقويمها مقوما؟
و بعد هذا اليوم الحزين الذي أعزي فيه أجيف خلق على وجه الأرض، هل سيستمر في الإرهاب أنذل المجرمين؟ و هل سنبقى نراهم في البالوعات ساكنين؟
على العراقيين أن ينظفوا أرضهم مما تبقى من فضلات الجرذ الذي وقع في المصيدة.
محيي هادي- أسبانيا