أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جرجيس كوليزادة - زعيمان لم يتفقا على إمرأة واحدة














المزيد.....

زعيمان لم يتفقا على إمرأة واحدة


جرجيس كوليزادة

الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 10:41
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في كتاب بول بريمر، عامي في العراق، ورد فيه اعترافات مثيرة عن الزعامات والشخصيات العراقية التي تعامل معها لأمور سياسية متعلقة بالبدايات الأولى لتشكيل مجلس الحكم لإدارة أمور العراق، بعد سقوط نظام صدام، ومن هذه الاعترافات ان بريمر طلب من رئيسي الحزبين الرئيسين في كردستان العراق اختيار امرأة كردية كعضو للمجلس، لمنح المرأة الحق في التمثيل السياسي، وتنويع المممثلين للمجلس، لكن المؤسف في الأمر كما يبين بريمر أن الزعيمين لم يتمكنا من الاتفاق على اختيار المرأة الكردية، بالرغم من منحهما وقتا كافيا للاختيار، وبذلك سدا الزعيمين الباب أمام أول مشاركة تاريخية للمرأة الكردية في أعلى سلطة سياسية عراقية تشكلت في ذلك الوقت، حيث تشكل المجلس من 25 عضو ممثلين عن مختلف القوميات والمذاهب الدينية في العراق، ولا شك أن مبادرة بريمر مثل بحق بادرة جيدة لمنح المرأة العراقية اعتبارها وموقعها السياسي للمشاركة في اتخاذ القرار على أعلى المستويات، ولولا إصراره على التنوع التمثيلي لهذه القاعدة، لما تشكل مجلس الحكم من هذا العدد التمثيلي السياسي المتنوع لتمثيل العراق المكون من قوميات عربية وكردية وتركمانية وكلدو آشورية، ومن مذاهب دينية سنية وشيعية ومسيحية وأيزيدية ومندائية، ولولا إصراره على التمثيل العراقي من الداخل، لبقي المجلس مكونا من مجموعة السبعة الكبار التي اتفقت قبل سقوط حكم صدام مع الولايات المتحدة على تسليم السلطة لها بعد السقوط والتي كانت محصورة بالرئيس العراقي جلال الطالباني ومسعود البارزاني وأياد علاوي وعبدالعزيز الحكيم وأحمد الجلبي وإبراهيم الجعفري ونصير الجادرجي وعادل عبدالمهدي وحامد البياتي، ولبقيت هذه التشكيلة صاحبة السلطة في العراق.
وعودة لتمثيل المرأة في المجلس، فقد توصل بريمر الى اختيار ثلاثة مرشحات للمجلس، من مجموع 25 عضو، بعد أن كانت تضم قائمة المرشحين 80 شخصية، كما جاء في مذكرات بول بريمر ممثل الرئيس الأمريكي جورج بوش في إدارة الحكم العراقي بحكم تخويل مجلس الأمن للولايات المتحدة كسلطة احتلال للدولة العراقية، وهذا ما فتح الباب واسعا أمام المرأة للتمثيل في سلطة الحكم، وهذا ما ساعد أيضا على تثبيت حق المرأة بنسبة 25% في التمثيل السياسي في الانتخابات البرلمانية التي جرت في سنة 2005، ويبدو من خلال الوقائع، أن هذا التمثيل تحقق بفعل الرؤية الأمريكية وليس بفعل بادرة عراقية، لهذا فان تحقيق حق المرأة العراقية في المشاركة السياسية يمكن اعتباره فضل أمريكي أكثر مما هو عراقي، لأن الأمر لو بقي بيد المجموعة السبعة التي هيئت لاستلام الحكم لما حصل هذا الإنجاز الديمقراطي، و لبقيت مشاركة المرأة محدودة ومحصورة في أضيق الحدود، والدليل على ذلك عدم اتفاق الرئيسين جلال الطالباني ومسعود البارزاني على أي اسم نسوي كردي للتمثيل في مجلس الحكم، وهذا ما يفتح احتمالات كثيرة أمام تفسير الدوافع والأسباب، بالرغم من أن الزعيمين يعتبران من الشخصيات العلمانية المعتدلة والمتفهمة لحقوق ومكانة المرأة مقارنة ببعض الشخصيات السياسية العراقية التي تحركها طبيعة دينية وعشائرية صرفة، وهذه الصفة بالتأكيد لا تسمح للمرأة بالمشاركة في التمثيل السياسي والإداري على مستويات عالية.
إضافة الى هذا، فان عدم اتفاق الزعيمين الكرديين أتى في ظرف والمرأة الكردية كانت لها مشاركة سياسية في حكومة إقليم كردستان العراق ومشاركة فعالة في الجهاز الإداري للإقليم، ولهذا فان الأمر يفسر بكل الأحوال، من أن الزعيمين قد أجحفا بحق المرأة الكردية العراقية، وسجلا موقفا تاريخيا غير مناسبا تجاه المرأة في كردستان، حيث كان من المفروض عدم تفويت هذه الفرصة والاتفاق بأي شكل كان على إختيار المرأة المناسبة للتمثيل في مجلس الحكم، خاصة وأن مجتمع المرأة في الإقليم كان مليئا بشخصيات نسوية قديرة لتحقيق هذا المطلب للسيد بول بريمر بحق مشاركة المرأة في الحكم الذي كان من المفروض أن يكون مطلبا عراقيا قبل أن يكون أمريكيا، ولهذا نجد ان حسابات الحكم في مجتمعاتنا لا زالت تخضع لدوافع نابعة من سيطرة سلطة الذكورة على واقعنا، وغياب السلطة الحقيقية للمرأة ودورها في إقرار الأمور السياسية والمصيرية الهامة في واقع مجتمعنا كدولة، بالرغم من الانفتاح الحاصل على مشاركة المرأة بالحكم في العراق، ولكن بالرغم من هذا فان هذا الانفتاح الحاصل لابد أنه سيؤدي في المنظور البعيد الى قيام سلطة مشتركة لا غلبة فيها لا للرجال ولا للنساء لإدارة الدولة وفق مفاهيم حديثة متسمة بالارتقاء والتحضر الإنساني.




#جرجيس_كوليزادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم الثورات العلمية في نهاية العقد القادم
- الموازنة وحقائق غامضة عن تعداد سكان العراق
- المالكي وتجويع العراقيين بميزانية 2008
- إعلام الرئاسة العراقية واجهة فاشلة
- أراء القراء عن آليات مناهضة جرائم الشرف
- المالكي واحتياجات المواطنة العراقية
- إقليم كركوك ضرورة عراقية وكردستانية
- ألا يَا نَخْلَةَ الوادي
- حياةُ بِلادِ الكُردِ مماتٌ
- سَوادُ الفَسادِ في كُردِسْتان
- الأقاليم العراقية
- جَرائِمُ الشَرف
- آليات مناهضة ومنع جرائم الشرف في العراق
- قَنديلُ كُردستان نَخلَةُ العِراقِ
- يَتامى عراقِ النفطِ بالملايين
- مَليونُ أرمَلة
- نزولٌ الى بغداد
- صوت الشعب
- أطلالُ قَلعَةِ أربيل


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جرجيس كوليزادة - زعيمان لم يتفقا على إمرأة واحدة