أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - كوسوفو : الاستقلال أم الاضمحلال ؟














المزيد.....

كوسوفو : الاستقلال أم الاضمحلال ؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2206 - 2008 / 2 / 29 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد مّرت مرحلة هدوء بعد تلك الحرب الاهلية الدموية التي عانى منها شعب كوسوفو ، ولم تجف دماء الالاف المؤلفة من الذين سقطوا مقاتلين ام مغدورين على ايدي الصربيين . انني اخشى ان تكون مباركة الولايات المتحدة بانفصال كوسوفو ودعمه هو استعادة جديدة لمشروع الحرب. وهل غدا الامريكيون بحريصين على كوسوفو واهلها الطيبين الذين عانوا من الصرب طويلا ، كي يعترفوا لهم بالانفصال ؟ يبدو ان كوسوفو قد عادت ووقعت هي الاخرى في فخ المصالح الدولية التي ستأخذ ابعادا كبرى في منطقة الشرق الادنى .

ان الغضب الذي يعم صربيا اليوم سوف لا توقفه ابدا تصريحات الساسة الامريكان .. واذا كان العالم يرغب في ان يسود السلام بانفصال كوسوفو ، فانني ارى بالرغم من خصوصية كوسوفو تاريخيا وجغرافيا وسكانيا ، فان ذلك سيعيد فتح النار من جديد وسيشعل الحرب مع الصرب من جديد ، وقد اعلنت روسيا عن موقفها الذي لا اعتقد انها ستترجمه دباباتها على الارض باكتساح كوسوفو ان اصّرت على انفصالها .. ربما سيجد اهل كوسوفو انفسهم احرارا في اقليمهم الذي لم ينفصل يوما ، ولكنهم سيدفعون ثمنا غاليا جدا ازاء الصرب الذي رفضوا انسلاخ كوسوفو رفضا تاما ، علما بأنها كانت ولم تزل تحت حماية دولية . وان بعض المسؤولين الامريكيين يشاركون بلغراد مخاوفها في طبيعة الاجراءات الامنية

أعلن هاشم تاجي رئيس وزراء اقليم كوسوفو امام برلمان بلاده ، استقلال اقليم كوسوفو عن صربيا فجأة ، ونال ذلك اجماع البرلمان كدولة يوم 17 فبراير 2008 وإعلان برشتينا عاصمة لها بعد ان بقيت كوسوفو جزءا من صربيا .ان مشكلتها قديمة لا تشابهها مشكلات اخرى ، والاقليم محصور ومحشور بين مقدونيا وصربيا والجبل الأسود وألبانيا. يبلغ عدد سكانه مليونين وثلاثمائة ألف نسمة. وتبلغ مساحته 10,577 كم2 و نسبة المسلمين 90% هم من الألبانيين و5% صرب و5% قوميات أخرى . وبالرغم من التأييد الذي حظي به مشروع الاستقلال من قبل دول شمال الاطلسي والغرب ، الا ان هناك من عارضه بشدة متناهية وروسيا في مقدمتهم. ويبدو واضحا ان الخطة امريكية صرفة بدليل انها ترجمت وعود الرئيس بوش للالبان بمنح حق الاستقلال لكوسوفو التي تحميها قوة دولية قوامها 16 الف مقاتل ، تواصل حفظها للامن في الاقليم . ورحب الاتحاد الاوروبي ايضا بالانفصال ووعد بارسال تعزيزات. ولقد فتح انفصال كوسوفو الباب امام اقاليم اخرى ، وكان مبعثا للمطالبة بانفصال ابخازيا واوستينيا الشمالية عن روسيا في قوقاسيا .. ان ملف كوسوفو سيغدو بداية تاريخية لانفصالات اقاليم عدة تطالب بالانفصال وتشكيل دويلات على اسس عرقية وقومية وربما دينية وطائفية ، ويقال ان عددها يتجاوز المئتين في جميع انحاء العالم ضمن بوصلة قواعد اللعبة الدولية الجديدة . ولكن ما قصة كوسوفو ؟

قوصوه الاسم العثماني القديم لاقليم كوسوفو الاسم الصربي لكوسوفا الاسم الالباني ، كان جزءا عثمانيا لخمسة قرون مضت ومنذ العام 1389 حتى بدايات القرن العشرين عندما اصبح الاقليم جزءا من صربيا ، وبعد الحرب العالمية الثانية ، غدا بالضرورة جزءا من يوغسلافيا ، ومنح حكما ذاتيا وفق دستور 1947 بقيادة جوزيف بروز تيتو حتى الغاءه من قبل سلوبودان ميلو سوفيتش الذي حكمه بالحديد والنار .. وخاض النضال حزب الاتحاد الديمقراطي الالباني بقيادة ابراهيم روغوفا وهو مثقف واستاذ جامعي وباسلوب سلمي . وفي العام 1990 جرى استفتاء لاهالي كوسوفو الذين اقروا الانفصال باعلان جمهورية مستقلة ، وفي 24 مايو 1992 أنتخب الألبان إبراهيم روغوفا رئيساً لجمهوريتهم التي أطلقوا عليها إسم جمهورية كوسوفو ولم تعترف بها صربيا.حاول إبراهيم روغوفا المعروف بنهجه السلمي كسب تعاطف المجتمع الدولي ونيل اعترافه بجمهورية كوسوفو لكنه لم ينجح فكون الشباب الألباني خلايا عسكرية سموها جيش تحرير كوسوفو .

كان عام 1998 قد لفت أنظار العالم بقوة إلى خطورة الأوضاع في كوسوفو حيث دخل جيش تحرير كوسوفو في صراع مع الجيش الصربي ، فقام الأخير بارتكاب مجازر وحشية ضد المدنيين الألبان مما أجبر المجتمع الدولي على التحرك. وفي مارس 1999, شن حلف شمال الاطلسي غارات جوية على صربيا ، فأرغم ميلوشيفيتش على الانسحاب من كوسوفو. وفقدت بلغراد السيطرة الفعلية على الاقليم الذي وضع تحت حماية الامم المتحدة والحلف الاطلسي الذي ينشر نحو 17 الف عسكري فيه.

وجرت مفاوضات حول الوضع النهائي لكوسوفو بين الصرب والكوسوفيين الالبان, قدم في ختامها مارتي اهتيساري الذي كلفته الامم المتحدة اعداد وضع نهائي للاقليم خطة تقضي باستقلاله تحت اشراف دولي, دعمها الاميركيون ومعظم الاوروبيين.

هنا ينبغي اثارة عدة اسئلة يمكننا ان نطرحها حول مستقبل الاقليم الذي يأتي انفصاله في مرحلة تاريخية صعبة تتهيأ فيها الشعوب للانفصالات ، واذا كان الاقليم بمليوني شخص قد استقل وربما مشروعية الانفصال قائمة ، ولكن كيف ستكون له مقومات الحياة كدولة مستقلة ؟ هل يضمن الاوربيون بقاء كوسوفو جمهورية هادئة وهي تضم غالبية شعب مسلم ، فهي الدولة الاسلامية في اوروبا ، فكيف قبل الاتحاد الاوروبي ولادة هذا الكيان ؟ .. ما موقف الصرب الذي ترجموه بمعارضة شديدة ؟ ما موقف العالم الاسلامي من استقلال كوسوفو ؟ وهل سيكون ذلك بداية حقيقية لنشوء حقبة تاريخية يتمزّق فيها العالم الى دويلات صغيرة وفقيرة ومغلقة ليس لصالح العالم الاسلامي ، بل لصالح الولايات المتحدة الامريكية ؟ من يضمن عدم ولادة صراعات جديدة بانسحاب القوات الدولية عن الاقليم ؟ خصوصا اذا علمنا بأن استقرار الاوضاع على امتداد عشر سنوات مضت كانت مرتهنة بوجود قوات دولية .. واخيرا ، اذا كان اقليم كوسوفو فقيرا جدا ، فمن سيعيله ؟ هل سيغدو عالة على العالم الاسلامي ، او يصبح بؤرة مافيوية في جنوبي اوربا ؟ هذا ما ستكشف عنه السنوات القادمة . وهل ترى اوروبا في كوسوفو استقلالا ام اضمحلالا ؟




#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهرة المدنية مستعارة والظاهرة الدينية مصنوعة
- دمعة حزن على رحيل الصديق رجاء النقاش
- ستشرق الشمس في بلاد الشمس
- تقرير اتلانتيك : شرق اوسط جديد بعد العراق!
- التدمير الخّلاق من أجل شرق أوسط جديد !
- مكابدات تكنولوجيا الاعلام المعاصر
- الموصل في اعناقكم جميعا مجرد اسئلة موجّهة الى المسؤولين الام ...
- الديمقراطية : ضرورة تاريخية
- متغيرات القوة في الشرق الاوسط
- عبد الباسط يونس ذكرى صحفي من طراز خاص
- هل عاد الرئيس بوش بخفيّ حنين ؟؟
- مجتمعات الجنوب برعاية دول الشمال !
- الفيدرالية ليست حّلا سحرياً للعراق !
- ابراهيم الداقوقي - رحيل مثقف عراقي قبل الاوان
- جادة حوار عراقي - مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- التنمية البشرية : حالات عربية حرجة !
- جادة حوار عراقي مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ك ...
- تنميّة التفكير واستعادة تشغيل العقل
- أسرار نجاح زعيم عربي !
- الطوباوية : بحر خيال ومتاهة اوهام


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - كوسوفو : الاستقلال أم الاضمحلال ؟