في مقالة سبق وأن نشرتها لي العديد من مواقع الإنترنيت في 10/12/2003 كتبت:
" إنّ الحاقدين يريدون الشر للعراق والعراقيين، ولكنهم في النهاية التي إقتربت سيجرّون أذيال الخيبة والخذلان، وأنّ عليهم أن يدركوا بأنّ رئيسهم قد ولّى إلى غير رجعة ولن يعود ".
نعم، لقد سقط الجرذ المجرم الجبان صدام حسين، وأصبح نزيل أحد السجون وسيواجه حتماً المحاكمة كمجرم حرب، ونهاية صدام هذه هي نهاية تليق بمجرم حرب حقير أذاق العراقيين الأمّرين، ونهاية عروبي فاجر ومتخاذل.
وبإستسلام " القائد الضرورة " العروبي صدام حسين الذي أذّل العراقيين وجرح كرامتهم وجرّ عليهم حروباً ونكبات لا تعد ولا تحصى، يتطّلع الشعب العراقي بعربه وكورده وتركمانه وكلدوآشورييه وأرمنه بشرائحه الإجتماعية المختلفة إلى أن يكون هذا الإستسلام المخزي للطاغية المجرم مناسبةً للنظر إلى مستقبل البلاد والوقوف بوجه الذين يحاولون دق الإسفين بين أبناء الشعب بدعواتهم الطائفية البغيضة ونعراتهم العنصرية المقيتة، وعلى الجميع أن يتحدوا صفاَ واحداً لتضميد جراح الشعب العراقي الذي هو بحاجة ماسة إلى علاج الأزمات العاصفة التي عانى منها والمخاطر التي تهّدد وحدته الوطنية.
سقط صدام حسين رئيس الجوقة المجرمة من الجبناء الذين ملؤا العراق بالمقابر الجماعية، دون أن يفيده نعيق الغربان من الموتورين والسلفيين والمخابراتيين، من الذين باعوا شرفهم، إن كان لهم شرف، من أمثال مصطفى البكري وعبدالباري عطوان وعبدالعزيز الرنتيسي الذين أصيبوا بالصدمة والهيستيريا عند مشاهدتهم لقائدهم الفأر المذعور، فإنّ هذه الشرذمة زعموا بأنّ صدام لم يهزم !!، وأنّه الرئيس الشرعي لدولة عربية مستقلة !!، وهم بزعمهم هذا إنّما كانوا يقصدون العراق الذي أرادوا له أن يعيش ذليلاً، وأن يعتاشوا على ثرواته .
فليعلم هؤلاء الجبناء من الشلة المجرمة بأنّ صدام حسين أثبت بأنّه جبان استسلم دون أن يحرك ساكناً منذ فترة طويلة، وكان مستعداً للإعتراف بإسرائيل وتنفيذ كل مطاليب أمريكا إن هي قبلت منه ذلك، إلا أنّها لم تصغ إليه، لذا فقد سحقته مع أعوانه العروبيين جميعاً.
يعتقد العديد من الشخصيات والأحزاب العراقية بأن إعتقال صدام حسين سيؤدي إلى نقل السلطة إلى الشعب العراقي بوتيرة أسرع، وهم يدعون في نفس الوقت إلى النضال الدؤوب في سبيل عودة الحياة الدستورية وتشكيل حكومة وطنية ينتخبها أبناء الشعب.
وعلى العراقيين تشديد النضال والعمل معاً يداً بيد من أجل الإسراع بوضع الدستور الذي يؤّمن بناء العراق الديموقراطي التعددي الفيدرالي الموحد.
إنّ المهمة الآنية لشعبنا هي النضال من أجل الوحدة الوطنية التي أصيبت بالتمّزق أيام الذليل صدام، وإنّ هذه المهمة ليست سهلة، وإنّ العراقيين الذين ضحّوا بالغالي والنفيس في مواجهة العنصريين الحاقدين والعروبيين المضللين أهل للدفاع بأغلى ما يملكون في سبيل الوصول إلى الهدف النبيل الذي سيكون بلا شك هو السبيل الصحيح لإرساء دعائم وقواعد حكم دستوري لعراق برلماني ديموقراطي تعددي فيدرالي.
مبروك للعراقيين من العرب والكورد والكلدوآشوريين والأرمن وجميع الفئات والشرائح الأخرى في المجتمع زوال الكابوس وسقوط أعتى دكتاتور في العالم.