أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - شاعرنا الكبير يجب ان يعتذر















المزيد.....

شاعرنا الكبير يجب ان يعتذر


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2206 - 2008 / 2 / 29 - 11:04
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


العراق لم يعد وطني الآن ... هذه عبارة قالها وهي قاسية على نفسه قبل ان تكون على محبيه وعلى شعبه,
. انا متأكد بانها اشد من الجمر يحرق معدته. قالها ( الشيوعي الأخير) كما يطلق على نفسه في لحظة غضب وانفعال كما اعتقد.
لقد تكونت شخصية سعدي يوسف عبر الجد والنضال , وشاعت سمعته الطيبة بين الناس وانتشرت شهرته داخل وخارج العراق , بسبب التصاقة بالشعب والتعبير الصادق عن همومه , وانتمائه الى حزب جماهيري عريق . وفجأة يطلق العنان للسانه كشاعروينطق بتلك العبارة التي الغت ماضيه وحجمته الى شخص كأي الاشخاص ,عليه ان يعيد حساباته وان يعتذر الى الشعب والوطن , او ان يعلن برائته النهائية ويترك الكلام عن العراق. فالاوطان كثيرة وارض الله واسعة , ولنرى هل سيستطيع ان يبني لوحده شخصية ذلك السعدي يوسف , التي انهمرنا نقرأ شعره ونحبه كغيره من شعراء الوطن الكبار. صحيح سقط بعضهم , واعلنوا سقوطهم جهارا و بوضوح , وطبلوا ما شاؤؤا للنظام السابق خوفا على ارواحهم من بطشه , وقبولا باغراءات دولارات لطيف نصيف جاسم , التي يقدمها لهم شراء ذمة وتعويضا سخيا عن مدح صدام بقصيدة . قد تكون انفعالية من شاعرنا الكبير سعدي يوسف وشدة ألم في نفسه , عندما زار البصرة اخر مرة ولاحظ ما لاحظ , ووجد ما وجد , ففلت لسانه ونطق . ولكن ما لاحظته يا شاعرنا , لاحظه غيرك من شعراء وغير شعراء وعادوا هاربين من البصرة وغير البصرة , والالم والحسرة تعصر قلوبهم وعقولهم , ولكن بقي العراق وطنهم وابناء الشعب العراقي اخوانهم واهلهم . ليس الجميع هناك عملاء وخونة. كما لك رأيك لهم آرائهم , فقد تخطأ ويخطئون او تصيب ويصيبون , والافضل في الاثنين من يتوجه الى الشعب يوعيه وينظمه , لا ان يتبرأ منه ويخون الاخرين. قد تثبت خيانتهم عندما تري الناس وانت بينهم , انك مخلص لهم وان الاخرين اصبحوا خونة بحكم الفعل والتجربة. انا لا ادافع عن من اخطأ ولكن لا اخونه , وانا بعيد عن الاحداث تحركني فقط عواطف الوطنية , واكتب كلمة نثرا او شعرا , لا تصل الى مستوى معاناة ساعة واحدة لعراقي او عراقية في شارع من شوارع البصرة , عندما يرون ملثما يحمل رشاشته. صحيح ان هذا الملثم لا يمثلني ولا يمثل العراق , ولكن العراق يمثلني وانا امثله مهما يكن عدد الملثمين , فلا يمكن ان يكونوا شعب العراق .لقد تربى وتأدب هؤلاء الملثمين على ارض ايران , وجاؤا لينشروا البؤس والتخلف على ارض العراق . شاعرنا الكبير عليك ان تعتذر وان تشارك في تنظيم الشعب ضد الاحتلال وضد الملثمين , وليكن ذلك عبر الاشخاص والتنظيمات التي تؤمن بما تؤمن انت . لا يمكن ان يخون الجميع كما تدعي , بل هناك اشخاص وتنظيمات يقاومون بمختلف الوسائل والطرق, انتمي اليهم وغير افكار بعضهم من الشوفينية الى الانسانية الواسعة التي تؤمن, ومن الاسلامية التكفيرية الى التواضع والتسامح , وامنع تلك السيوف التي تقطع الرؤؤس.. قل شعرا ما شئت ضدهم وضد سيوفهم . مالك ومال زملاؤك الشعراء والادباء تتهمهم وتقذف بهم في البحر, كمثقفين تابعين وتتبادلوا قذائف المدفعية فيما بينكم , ويضيع الحابل بالنابل فيتميع بعضكم في السلطة ويتحجر الاخر في اللجوء والمعارضة, ويحتار الشعب بكم . واين طلائعه؟؟. عبارة خطيرة ان تصدر من لسان شاعر كبير كسعدي يوسف بان ( العراق لم يعد جديرا بان يكون وطنا له) اذن وطن لمن؟ للارهابيين وللامريكان وللملثمين ؟؟ وتلك الملايين اين بعثت بها؟ ما زلت تكتب عن العراق ولغاية البارحة.. لا تستطيع بريطانيا ان تلغي عراقيتك كما لا تستطيع انت .. انها زلت لسان شاعر فلا تسمح للسانك ان يغويك ويتبعك الغاوون.. لا يمكن لشاعر او أي انسان شريف وكبير ان يتنازل عن وطنه بسبب اخطاء الاخرين , وان اجرموا ويبقى انسانا وطنيا وكبيرا .. كنا نتمنى من سعدي يوسف وامثاله ان يشتهروا بيننا من جديد , رافعين اعلام الوحدة الوطنية والمقاومة الفعلية , لا أن يتبرؤا من وطنهم.. الفرصة ما زالت قائمة والدور ينتظر المخلصين , وهناك بؤر وكتل وطنية تدعو للتغير والتصحيح وهناك من يعترف بأخطائه, يجب الاخذ بيده والتعاون في سبيل خير الجميع . لا التقوقع على الشهرة , فقد تتبخر وتزول شيئا فشيئا بسبب العزلة ورفض الاوطان .. التواضع ضروري والانبهار بالشهرة داء كبرياء اخر كداء العظمة.. ارفعوا القدسية عنكم ايها الشعراء والمثقفين فقد تخطئوا , كما يخطأ الاخرون وأخطاؤكم كبيرة لأنكم كبار ويحتاجكم الشعب والوطن . ان كانت مواقفك صحيحة فانقذ المتبقين قبل ان تساهم في اغراق سفينة الشيوعيين . وما فائدة الشيوعي الاخير لوحده يذهب مع القوميين الشوفينيين والاسلاميين التكفيريين .
لقد اسقط الخوف والدولارات الشاعرعبد الرزاق عبد الواحد , فلا تسقطك مواقفك العاطفية الحالية من الاحتلال والعراقيين الذين اخطئوا او خانوا واجرموا كما تعتقد.
يمكنك ان تعيش وتتمتع بسترلينات لجوء الانكليز وتعيش في الاردن او سوريا تنظم العراقيين في الخيام واللجوء البائس ان كنت تبحث عن العمل السياسي الصحيح .
ارجو ان لا تسميني طارئ او متطفل , لانني غير معروف في اوساطكم الادبية والثقافية , كما سماني احدكم عندما انتقدته في موقف ما . اني عراقي ومن حقي ان انقد ايجابيا او سلبيا كل من له علاقة بالعراق سلبية كانت ام ايجابية . فلا تحيطوا انفسكم ايها الشعراء والمثقفين العراقيين بهالة القدسية والغرور, فكلما كنتم هكذا كلما انصب حولكم النقد , فلا تسمحوا لانفسكم ما لا تسمحونه لغيركم ولا تعبثوا بالعراق.
شعراؤنا البارعون عندما كانوا يعبرون عن معاناة الشعب مباشرة , من خلال معايشتهم همومه في الميدان , كانت الثورة تلتهب وفي صعود , وعندما تنازلوا وانقبعوا بهمومهم ومصالحهم ,خمدت الثورة وصاروا يعتبون على الشعب ويطلبون منه ان يثورفي الهواء وهم يتبرؤن منه .. محمود درويش وسميح القاسم مثال في الشعب الفلسطيني ,وعبد الرزاق عبد الواحد وسعدي يوسف مثال في العراق , رغم اختلاف الظروف والمواقف .ولا اقصد الطعن بشعراء فلسطين الكبار. عاش العراق وعاشت فلسطين وعاش شعراؤهما , عندما يلهبوا الثورة لا ان يطفؤها.
عبد العالي الحراك 27-2-2008



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آراء الداخل حول الاستقرار الامني والتهديدات القائمة
- لم تبادر قوى الداخل... مالعمل اذن؟
- نداء مثالي الى اوباما
- القلق على مستقبل العراق
- رسالة استفهام مفتوحة الى الشعب الامريكي
- مشروع لينين ليس نصا مقدسا
- الحجاب السياسي واثره في تخلف المرأة المسلمة والمجتمعات الاسل ...
- ما فائدة النقد الذاتي بعد فوات الاوان
- سقوط النظام واحتلال العراق ..طبيعة الصراع ومستلزمات المرحلة
- عجيب امر بعض اطراف اليسار العراقي
- من اجل الدولة الديمقراطية المدنية في العراق نتحاور2
- من اجل الدولة الديمقراطية في العراق نتحاور /الهدف من الكتابة ...
- بالوحدة يعوض اليسار الفلسطيني عن فقدان ابرز قيادييه
- لا تتشككوا ولا تيأسوا.. بل اعملوا فأنتم وطنيون
- الى اهلي واحبائي في العراق... و (مدنيون) / مهمات اليسار والق ...
- دعوة مخلصة الى الشيوعيين والوطنيين الاحرار
- دور الحركة الكردية القومية في بناء الدولة الديمقراطية في الع ...
- متى يتجاوز اليسار العراقي التقليدية والديماغوجية
- هل ان ايران تدافع عن مصالحها؟؟ ام تتدخل في العراق؟؟
- الاخ سامان كريم يعبر عن موقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي ب ...


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - شاعرنا الكبير يجب ان يعتذر