أولاً عراقي ومنذ اليوم
بالرغم من كوني لست شاعراً، اديبــاً ولا قاصّــاً؛ لكن علّي أستأذن اهل الخير من المنابر الجميلــه لأفصح عما تقص لي نفسي بترانيم بسيطــه بعيده عن مغازلات القانون ونصوص الأدب السياسي.
ذاك اني نمت ليلــة امس، بغير ان اقفل باب منزلي، نسيت حتى ان اشغل جهاز الأنذار، نمت بدون وعي مطبق؛ حتى حيث دق المنبه كعادتــه في السادســه، أطفأتــه لأعود للنوم دون شعور؛ لأعود في غمر حلم جميل، ومتمادٍ دون ان أحسب حساب ان تضرب بابي، دون ان يقتحم منزلي في اليل كما حصل معي في مدريد في ١٩٩٩، وكما جرى في تولوز في ٢٠٠٢، وفي مرسيليا نفس السنــه؛ حيث خرجت من شباك بيتي كلص هارب ممن أقتحم داري من أزلام صدام.
ما شعرت بنفسي إلاّ والتاسعــه والنصف صباحــاً، نهضت وألأبتسامــة على وجهي وانا أقول لنفسي ناظراً بالمرآة، صباح الخير، صباح الخير، صباح الخير عليكِ شمساً ما بزغت على صدام، صباح الخير عليكَ يوما ما طلعت على صدام، صباح الخير عليك عالمــا ليس فيك من صدام، صباح الخير عليك إله ما رضيت ببطش صدام، صباح الخير عليك مستقبلاً آمنــاً من بطش ذاك الصِدام... أما في الدهر ما ينسي تلك المعاني، أما في الدهر ما يجزي بذاك العذاب، اما فيك يادجلــة والفرات ان تحتضن عراقاً، عراقاً ليس فيــه من صدام؛ ولا أزلام صدام؟
راح زمانك يابعث، راح عهدك يابوعدي، أنقضى زمنك يا علاء القصاب، يا عماد ملاّ حويش، يا سيف الدين المشهداني، يا باسم محمد علي، يا محمد الدوري، يا حارث السعدي... راح يومكم يا يمن بطشتم بالرب حتى، راح عهدكم واليوم عهد وتأريخ تحث به السنابل. عراق اليوم عراقي، وعراق زميلي، جاري وصديقي، عراق اليوم عراقنا، عراق الكل، عراق الحوار، احترام الرأي والتأخي؛ عراق اليوم ما عاد عراقكم.
مراحى لك عالماً بلا صدام، عراقاً بلا بعث، وطناً بلا حديد ودم؛ اليوم انت حق، وغداً انت ...
وطن يبنيـــه اليراع والقلمُ تتهدمُ الدُنيا ولا يتهدمُ
فعلّ الحديد إن دام ينثلم وفي اليراع حديدُُ غيرُ منثلمُ