أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - نويل إيغناتييف - نحو حل الدولة الواحدة، الصهيونية ومعاداة السامية وشعب فلسطين















المزيد.....



نحو حل الدولة الواحدة، الصهيونية ومعاداة السامية وشعب فلسطين


نويل إيغناتييف

الحوار المتمدن-العدد: 2206 - 2008 / 2 / 29 - 11:04
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


أعدّ النص العربي موقع أجراس العودة:
ترجمة أماني أبو رحمة، مراجعة وتدقيق رجاء زعبي عمري
-------------------------------------

تطورت الصهيونية بوصفها حركة سياسية في أواخر القرن التاسع عشر، وقد تأثر مؤسسها تيودور هرتزل بظاهرتين هما: مدى المعاداة الفرنسية للسامية التي كشفت عنها محاكمه درايفوس، والمثل القومية التي راجت في حينه في أوروبا. قرر هرتزل أن اليهود لا يمكن استيعابهم من قبل الأمم التي يعيشون بينها، وبأن الحل الوحيد لـ"المسالة اليهودية" هو إنشاء "دولة يهودية" يتجمع فيها اليهود. توخى الصهاينة الأوائل أن تكون دولة المستقبل الأرجنتين أو أوغندا، من بين مواقع أخرى. هرتزل آثر فلسطين، لأنه، على الرغم من كونه ملحدًا، كان يرغب في الاستفادة من العرف المنتشر على نطاق واسع بين اليهود الصوفيين، الذهاب إلى الحج في "الأرض المقدسة"، وتأسيس طوائف دينية هناك.

في عام 1868 كان هناك 13000 يهودي في فلسطين، من أصل ما يقدر ب 400000 من السكان. وكان أغلبهم حجّاجًا متديّنين تدعمهم مؤسسات خيرية في الخارج. لم يواجهوا أية معأرضة من المسلمين، ولم يؤدّ وجودهم إلى أية مواجهات مع السكان العرب، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.

في عام 1882، بدأ البارون روتشيلد، جامعًا بين العمل الخيري والاستثمار، بإحضار المستوطنين اليهود من أوروبا الشرقية لبناء نظام زراعة على غرار النموذج الفرنسي المستخدم في الجزائر. كانوا يتحدثون اليديشيه، العربية، الفارسية، والجورجية إلى حد كبير، والأهم أن العبرية لم تكن بين اللغات التي تحدثوا بها. نتائج تجربة روتشيلد كان يمكن التنبؤ بها: أدار اليهود الأراضي، في حين عمل العرب فيها. لم تكن هذه هي النتيجة التي أرادها الصهاينة؛ فالمجتمع اليهودي لا يمكن أن يقوم على العمالة العربية، وبالتالي بدأت بتشجيع هجرة اليهود للعمل في الزراعة، والصناعة، والنقل.

في عام 1917 أصدر وزير الخارجية البريطاني اللورد بلفور، في إطار سعيه للحصول على دعم لجهود بريطانيا في الحرب العالمية الأولى، إعلانه المشهور الذي يعرب عن التعاطف مع الجهود الرامية إلى إنشاء وطن يهودي في فلسطين. انتهز الصهاينة على الفور فرصة هذا البيان الذي فسّروه على أنه يعني دعم دولة يهودية. وفي وقت إعلان بلفور، كان اليهود يشكلون أقل من 10 ٪ من السكان ويملكون 2،5 ٪ من أرض فلسطين.

مشكلة بناء مجتمع يهودي بين أغلبيه عربية ساحقه عُرفت فيما بعد باسم "احتلال الأرض والعمل"؛ الأرض، وبمجرد الحصول عليها، كان يجب أن تبقى في أيدي اليهود، أما النصف الآخر من هذا المشروع، المعروف باسم "الصهيونية العاملة"، فقد دعا إلى الاقتصار على استعمال اليد العاملة اليهودية، في الأراضي التي حصل عليها اليهود في فلسطين. الصهاينة العمال حافظوا على هذا الإقصاء المزدوج (أو الفصل العنصري، كما نسميه الآن) من أجل بناء مؤسسات يهودية بحتة.

من أجل تحقيق "احتلال الأرض"، اتخذ الصهاينة ترتيبات يتم بموجبها امتلاك الأرض بواسطة شركات وليس من قبل الأفراد، والتي عُرفت فيما بعد باسم "الصندوق القومي اليهودي" (JNF). امتلك الصندوق القومي اليهودي الأرض ومنحها لليهود فقط، ولم يسمح لهم بإعادة تأجيرها أو بيعها. وهكذا فان الحصول على الأرض كان باسم "الشعب اليهودي" ولاستخداماته، دون أن تخضع لظروف السوق. وكانت فكرة الصندوق هي اكتساب اكبر قدر ممكن من الأراضي تدريجياً باعتبارها الأساس للدولة اليهودية المتوقعة. وبطبيعة الحال، من أجل أن تخدم الأرض هذه المهمة، كان لا بد من استبعاد العمالة العربية. حُظر على المنتفعين من الصندوق على وجه التحديد استخدام غير اليهود في العمل. إحدى الطرق لتحقيق هذا الهدف كانت تأجير الأراضي فقط لليهود الذين يعتزمون العمل بأنفسهم. وفي بعض الحالات، عندما كانت الأراضي تشترى من الملاك العرب الغائبين، فانه كان يتم طرد الفلاحين الذين كانوا يقيمون ويعملون في الأرض. المستأجرون اليهود الذين رفضوا استبعاد العمالة العربية كان يمكن أن يفقدوا الإيجارات أو يواجهوا مقاطعة.

لم يقتصر "احتلال العمل" على الزراعة فقط ولكن أيضًا امتد إلى الصناعة. العمال الصهاينة شكلوا مؤسسة لتنظيم العمل واستبعاد اليهود العرب: "الهستدروت". كان الهستدروت، (والى حد كبير لا زال) تجمعًا يهوديًا للنقابات والجمعيات التعاونية تزوّد أعضاءها بخدمات عديدة. ومنذ البداية كان وسيلة لعزل العرب واليهود في العمل وخلق قطاع اقتصادي يهودي بحت. حتى عندما كان العمال العرب يؤدّون ذات العمل، كان العمال اليهود يحصلون على رواتب أعلى إلى حد كبير. هذه السياسات كانت إعلان وفاة لأية محاولة لتنظيم العمل على أساس غير عنصري. هذه "العمّالويّة" "laborism" التي انتهجتها العمالية الصهيونية قتلت ولا تزال تقتل جهود بناء الحركة العمالية الموحدة.

وبالرغم من هذه السياسات، وحتى مع تشجيع الحكومة البريطانية، وعلى مدى ثلاثين عامًا عقب إعلان بالفور، تمكن الصهاينة من زيادة الجزء المملوك لليهود من أرض فلسطين إلى 7٪ فقط. علاوة على ذلك، فان غالبية يهود العالم لم يبدوا أي اهتمام في الاستقرار هناك. في السنوات ما بين 1920 و 1932 انتقل 118000 يهودي فقط إلى فلسطين، أقل من 1٪ من يهود العالم. حتى بعد صعود هتلر لم تكن إسرائيل هي خيار يهود أوروبا: من أصل 2،5 مليون من ضحايا النازية اليهود الذين فروا خارج البلاد بين 1935 و 1943، بالكاد ذهب نحو 8،5٪ إلى فلسطين. 182000 يهودي توجهوا إلى الولايات المتحدة، 67000 إلى بريطانيا، وحوالي 2 مليون إلى الاتحاد السوفيتي. وبعد انتهاء الحرب، بدأت الولايات المتحدة في تشجيع الاستيطان اليهودي في فلسطين. نيورن بيفان، وزير الخارجية البريطاني في ما بعد الحرب، أفشى بالأمر عندما اندفع معلنًا إن السياسة الأميركية نشأت أساسًا من حقيقة "أنهم لا يريدون الكثير منهم في نيويورك" (يقصد اليهود). وقد عبّر المندوب الباكستاني لدى الأمم المتحدة عن نفس النقطة قائلاً بسخرية: أستراليا، بلد صغير مكتظ بالسكان مع مناطق مزدحمة، يقول لا، لا، لا؛ كندا المزدحمة والمكتظة بنفس القدر تقول لا؛ والولايات المتحدة بلد الإنسانية العظيم بمساحته الصغيرة وموارده المحدودة تقول لا. هذا هو إسهامهم في المبدأ الإنساني. ولكنهم يقولون: فليذهبوا إلى فلسطين حيث المساحات الشاسعة والاقتصاد الضخم وقلة المشاكل؛ هناك يمكن استيعابهم بسهولة (weinstock، 226).

القيود الأمريكية المفروضة على عدد اليهود المسموح لهم بدخول البلاد تطابقت مع السياسات الصهيونية، كما وضح ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل: "لو كنت أعرف انه سيكون من الممكن إنقاذ كل الأطفال في ألمانيا بترحيلهم إلى انكلترا، أو نصفهم بنقلهم إلى أرض إسرائيل، لكنت انتقيت الخيار الثاني، لأننا يجب أن نضع في الميزان ليس فقط حياة أولئك الأطفال، وإنما أيضًا تاريخ شعب إسرائيل " (يواف غلبر، "السياسة الصهيونية ومصير يهود أوروبا بين 1932-1945" - Yad Vashem Studies، مجلد 12 ص199).

هذه السياسة التي أولت أهمية أكبر لإنشاء إسرائيل على حساب بقاء اليهود، أدّت إلى تعاون الصهاينة مع النازية وحتى إلى تصميم تلك السياسة من قبل حكومة هتلر. وأشهر حالة معروفة هي رودولف كاستنر، الذي فاوض على هجرة بعض أبرز زعماء يهود المجر إلى فلسطين لقاء مساعدته في الترحيل المنظم لبقية يهود هنغاريا إلى المعسكرات. ونظرًا لجهوده فقد مُنح كاستنر لقب "مثالي" من قِبل أدولف آيخمان نفسه! (أفضل دراسة للعلاقات الصهيونية - النازية هي: Lenni Brenner, Zionism in the Age of the Dictators - ليني برينر، الصهيونية في عصر الطغاة).

لقد عرف الصهاينة أن عليهم التخلص من الغالبية العربية لتكون هناك دولة يهودية تحديدًا. على الرغم من انتقال 75000 يهودي إلى إسرائيل بين 1945-1948 بقي اليهود أقلية في فلسطين. وقد وفرت حرب عام 1948 فرصة ممتازة للصهاينة لتصحيح هذا الوضع؛ نتيجة للحرب، فرّ أكثر من ثلاثة أرباع مليون من العرب من منازلهم. من أوضح الأمثلة على كيفية إجبار الفلسطينيين على الفرار مذبحة دير ياسين، حيث قامت القوات شبه العسكرية الإسرائيلية تحت قيادة رئيس الوزراء القادم مناحيم بيغن بذبح أكثر من 250 مدنيًا، موجهة بذلك رسالة إلى الفلسطينيين انه ينبغي عليهم الرحيل. في كتابه، الثورة، تفاخر بيغن انه لولا دير ياسين ما كانت هناك إسرائيل، ويضيف، "بدأ العرب يفرّون في ذعر، صارخين دير ياسين "(مقتبَس لدى menuhin، 120).

الكتابات الأخيرة لمؤرخين إسرائيليين تنقيحيين ("المؤرخون الجدد" كما درجت تسميتهم) فندت إصرار المسئولين الإسرائيليين المتواصل أن مغادرة الفلسطينيين كانت طوعية. بعض اللاجئين ذهب إلى الدول العربية المجاورة؛ آخرون أصبحوا لاجئين في وطنهم. أولئك ال750000 الذين طردوا من ديارهم يعدّون اليوم مع نسلهم 2،2 مليون نسمة، ويشكلون ما يسمى "مشكلة اللاجئين". ورغم مطالبة الأمم المتحدة المتكررة بضرورة السماح لهم بالعودة رفضت الحكومة الإسرائيلية الموافقة على ذلك. انتهت الحرب بسيطرة الصهاينة على 80٪ من فلسطين. في السنة التالية جرى تدمير نحو 400 قرية عربية تدميرًا كاملاً. لم يكن ذلك مصادفة بل سياسة متعمده، كما يبيّن التصرح التالي الذي أدلى به أحد أصحاب المناصب الأكثر رسمية في الدولة الصهيونية:
"يجب أن يكون واضحًا بيننا انه لا يوجد مكان في بلادنا لكلا الشعبين معًا. الحل الوحيد هو أرض اسرائيل، أو على الأقل، النصف الغربي من أرض إسرائيل دون العرب، وليس هناك طريقة أخرى سوى نقل العرب من هنا إلى الدول المجاورة، نقلهم جميعهم، لا قرية ولا قبيلة واحدة يجب أن تبقى". جوزف فايتز، نائب رئيس مجلس ادارة الصندوق القومي اليهودي من1951 - 1973، والرئيس السابق لسلطة أراضي إسرائيل (ديفيس، 5).

موشيه دايان، وزير الدفاع السابق، ذكر في خطاب شهير أمام طلاب المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا في حيفا في عام 1969: "القرى اليهودية بنيت في مكان القرى العربية. إنكم لا تعرفون حتى أسماء هذه القرى العربية، وأنا لا ألومكم لأن كتب الجغرافيا لم تعد موجودة. وليس فقط الكتب غير موجودة، بل القرى العربية ليست موجودة أيضاً. "نهلال" قامت محلّ معلول؛ "كيبوتس جبات" في مكان جباتا؛ "كيبوتس سريد" في مكان خنيفس؛ و"كفار يوشع" في مكان تل الشومان. لا يوجد مكان واحد بني في هذا البلد لم يكن فيه سابقًا سكان عرب (هآرتس، 4 نيسان / ابريل، 1969، ونقلت في ديفيس، 21).

من الخطأ رسم خط أخلاقي بين إسرائيل والأراضي المحتلة؛ إنها جميعها أرض محتلة. حرب عام 1967، التي كان نتيجتها أن غزت واحتلت إسرائيل القدس الشرقية، والضفة الغربية من نهر الأردن، وشبه جزيرة سيناء، كانت استمرارا للعملية التي بدأت في عام 1948. سيكون ذلك مألوفا بشكل موحش للذين يعرفون تاريخ تشريد الهنود من الأراضي التي كانوا يقيمون فيها في أمريكا الشمالية. اليوم هذا ما يطلق عليه "التطهير العرقي".

في أول تعداد لدولة إسرائيل، أجري عام 1949بلغ عدد اليهود 650000 وعدد العرب 150000. الأساس القانوني لدولة عنصرية نص عليه اثنان من القوانين التي صدرت في عام 1950. الأول، قانون العودة، يعطي لأي يهودي في أي مكان من العالم، الحق في "العودة" إلى إسرائيل. وهذا الحق لا ينطبق على غير اليهود، بما في ذلك العرب الفلسطينيين الذين أصبحوا لاجئين في الآونة الأخيرة. وبالإضافة إلى ذلك، قانون أملاك الغائبين الذي يسمح بمصادرة ممتلكات العرب "الغائبين" وتحويلها إلى حراسة أملاك الغائبين. اللاجئون العرب داخل بلدهم أطلق عليهم وصف "الغائبون الحاضرون " (يا للعبارة!)، ولم يسمح لهم بالعودة إلى ممتلكاتهم. عدد من اللاجئين الذين حاولوا القيام بذلك وصفوا بأنهم "متسللين" وأطلق الرصاص على بعض من حاول ذلك. الممتلكات المصادرة تمثل الغالبية العظمى من المستوطنات الجديدة. هذه الأراضي المصادرة، وفقا للإجراءات التي تم تأسيسها في فترة الصندوق القومي، أصبحت أراضي إسرائيل، مع إدارتها الخاصة. هذه الإدارة، المسيطرة على 92،6 ٪ من الأراضي في إسرائيل، تؤجر تلك الأراضي لليهود فقط.

وخلافا للعديد من البلدان، بما فيها الولايات المتحدة، لا تعود الدولة الإسرائيلية حتى من حيث المبدأ إلى أولئك الذين يسكنون ضمن حدودها، بل تعرَّف بأنها دولة الشعب اليهودي، أينما كان. هذا التعريف الغريب هو احد الأسباب التي تجعل الدولة حتى يومنا هذا عاجزة عن وضع دستور مكتوب، وتحديد حدودها، أو حتى الإعلان عن وجود جنسية إسرائيلية. وعلاوة على ذلك، في "واحة الديمقراطية المتقدمة،" لا يسمح لأي حزب يعارض وجود الدولة اليهودية بالمشاركة في الانتخابات. الأمر كما لو أن الولايات المتحدة كانت لتعلن نفسها دولة مسيحية، وتعرف "المسيحية" ليس كعقيدة دينية ولكن بحسب النسب، وبعد ذلك تصدر "قانون شكيمة" لكمّ الأفواه عن إجراء نقاش عموميّ حول المسألة.
إذا كان احد أجزاء المشروع الصهيوني هو طرد السكان الأصليين، فان الجزء الآخر هو توسيع نطاق ما يسمى السكان اليهود. ولكن هنا تبرز المشكلة، التي أرّقت المسئولين القانونين الإسرائيليين لخمسين عاما: من هو اليهودي؟ (طيلة قرن ونصف واجهت المحاكم الأمريكية مشاكل مماثلة في تحديد من هو الأبيض). وضع الصهاينة معيارين لتحديد من هو اليهودي، الأول هو العرق، الذي هو أسطورة عموما وبشكل خاص أسطوره في حالة اليهود. يشمل السكان "اليهود" في إسرائيل أناسًا من خمسين بلدا، من مختلف الأنواع العرقية (الطبيعية)، يتحدثون لغات مختلفة ويمارسون مختلف الأديان (أو بلا دين على الإطلاق)، يعرّفون كشعب واحد على أساس حكاية خيالية تقول بأنهم – وفقط هم - ينحدرون من صلب أبراهام التوراتي. إن الكذبة واضحة إلى درجة أن الصهاينة والنازيين يتظاهرون تظاهرًا بأنهم يأخذونها مأخذ الجد. وفي الواقع، لو أخذنا بالاعتبار الاختلاط اليهودي مع الآخرين لألفي سنة فالمرجح هو أن الفلسطينيين أنفسهم – اللذين هم نتيجة لاختلاط مختلف شعوب كنعان، بالإضافة إلى موجات من اليونانيين والعرب في وقت لاحق – هم الذين ينحدرون من السكان القدماء للأرض المقدسة بصورة مباشرة أكثر من الأوروبيين اللذين شرّدوهم. الادعاء بأن لليهود حقا خاصا في فلسطين ليس له صلاحية أكثر من الادعاء الايرلندي بالحق المقدس في إقامة دولة سلتيه على امتداد ألمانيا وفرنسا واسبانيا، على أساس أن القبائل السلتيه عاشت هناك يوما ما. ومع ذلك، وعلى أساس النسب، فان المسئولين الصهاينة حددوا أولئك اللذين اختاروهم للمكانة المميزة داخل الدولة. وإذا كان هذا ليس عنصرية، فان مصطلح العنصرية ليس له معنى.

الالتزام الصهيوني بالنقاء العنصري أنتج عبارات التعصب على أعلى المستويات في المجتمع الإسرائيلي والتي من شأنها أن تبعث الغضب في أوساط محترمه في الولايات المتحدة. شركة إسرائيلية طالبت الآلاف من العمال الصينيين بتوقيع عقد بعدم ممارسة الجنس مع الإسرائيليين. وقال ناطق باسم الشركة أن هذا مطلب قانوني، فالقانون الإسرائيلي يمنع زواج اليهودي مع غير اليهودي. (اسوشييتد برس، 23 كانون الأول / ديسمبر، 2003)

الإجحاف يولد العجرفة: في كانون الثاني/يناير الماضي, دمر السفير الإسرائيلي في السويد مجسماً فنياً في متحف ستوكهولم لأنه اعتبره عدوانياً. العمل يحيي ذكرى امرأة فلسطينية شابة قتلت نفسها وتسعة عشر آخرين في هجوم في مدينة حيفا. (لا يليق بالأمريكي, الذي يتعلم منذ نعومة أظفاره أن يحفظ عن ظهر قلب الكلمات الأخيرة من ناثان هيل، "أسفي الوحيد هو أني لا املك إلا حياة واحدة امنحها لبلادي،" أن يطلق على الوطنيين الفلسطينيين وصف "انتحاريين".) أشار مدير المتحف إلى أن السفير كان بإمكانه المغادرة إذا لم يعجبه المعرض. (وكالة الصحافة الفرنسية، 17 كانون الثاني / يناير 2004).

لدى الصهاينة حاجة ماسّة لزيادة عدد السكان الموالين للدولة لدرجة أنهم كانوا على استعداد لقبول مئات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من الاتحاد السوفيتي السابق، الذين لا ينطبق عليهم التعريف الرسمي لليهودي لأنه ليس لديهم سوى جد ذكر أو أنهم مجرد متزوجين من يهود. وبما انه لا يوجد شيء اسمه الجنسية الإسرائيلية في إسرائيل (لا يوجد حاليا سوى الجنسية اليهودية و"غير محدد")، فان هؤلاء الناس غير المؤهلين كيهود سُجلوا على أنهم "قيد النظر".

أولئك الذين تريد الآلهة تدميرهم، تصيبهم أولاً بالجنون. كتبت الصحافة الإسرائيلية مؤخرا تقريرًا عن مجموعة من هنود البيرو الذين اعتنقوا اليهودية وانتقلوا إلى إسرائيل، حيث تم توطينهم على ما كان أرضا فلسطينية. نخشون بن حاييم (سابقا بيدرو مندوسا) قال انه لا يوجد لدية أي مشكلة في ذلك. "لا يمكنك أن تقهر ما كان ينتمي إليك بحال من الأحوال منذ عهد الأب، ابراهام". بن حاييم قال انه يتطلع إلى الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي للدفاع عن البلاد. بن حاييم وجماعته المتهوّدون انتقلوا إلى إسرائيل بالاتفاق مع يهود البيرو، حيث لم يرغب هؤلاء الأخيرون في ضمّهم نظرًا لتدنّي مكانتهم الاقتصادية كهنود. "(هآرتس، 18 يوليو 2002.)

تشير هذه الحالة من بيرو إلى المعيار الثاني لتعريف اليهودي: التهوّد يتمّ عن طريق معتمد ديني رسمي هو الحاخامات الأرثوذكس فقط. في إسرائيل اليوم، الحاخامات المحافظون والإصلاحيون يحظر عليهم قيادة جماعاتهم، ليس هناك زواج مدني لليهود، وأيضًا – وهو إجراء من بقايا إسبانيا العصور الوسطى - جميع السكان تابعون للكنيسة الرسمية، وفي هذه الحالة الحاخامية الأرثوذكسية. التمسك الخانق بدين منظم في دولة أغلبية سكانها اليهود علمانيون وحتى ملحدون هو الثمن الذي يدفع من أجل المحافظة على التبرير التوراتي للاحتلال الصهيوني. "الله غير موجود،" تقول المزحة الشعبية، "وهو من منحنا الأرض".

إسرائيل هي دولة عنصرية، تمنح فيها الحقوق على أساس النسب أو إثبات العنصر المتفوق. في هذا الصدد فإنها تشبه الجنوب الأمريكي قبل تمرير الحقوق المدنية وحقوق التصويت، وايرلندا تحت سطوة البروتستانتية، و.. نعم.. ألمانيا الهتلرية. ولكن في الهياكل الأساسية فإنها اقرب إلى جنوب إفريقيا السابقة. ومن ثم ليس من المستغرب أن إسرائيل قد أقامت تحالفا وثيقا مع جنوب إفريقيا عندما كان هذا البلد لا يزال تحت وطأة نظام الفصل العنصري. بعد المحادثات الأولى التي عقدت في عام 1970 بين شمعون بيريز وزير الدفاع في جنوب إفريقيا، بوتا، تطور التعاون الثقافي والتجاري والعسكري بين النظاميين العنصريين، واحتفل علنا بهذه العلاقات خلال الزيارة التي قام بها رئيس وزراء جنوب افريقيا فورستر إلى إسرائيل في عام 1976 – فورستر نفسه هو الذي حمل رتبة جنرال أثناء الحرب العالمية الثانية في منظمة ossewabrandwag المؤيدة للنازية.

بالطبع أعظم دعم لإسرائيل يأتي من الولايات المتحدة: 3 إلى 5 بلايين دولار سنويا، أكثر من ما تعطي الولايات المتحدة لأي بلد آخر ويتجاوز إجمالي المنح الأمريكية إلى بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. كل قذيفة أطلقت على قرية فلسطينية، كل دبابة استخدمت في جرف منزل، كل طائرة هليكوبتر يدفع ثمنها من الدولارات الأمريكية .

هل من المسموح لأحد أن يقول بصوت فوق مستوى الهمس أن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه إسرائيل لها علاقة بالنفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية؟ ولعل الفائز بجائزة نوبل للسلام الأسقف ديسموند توتو من جنوب إفريقيا بإمكانه قول ذلك بدون تحمّل العواقب: "إن حكومة إسرائيل مثبّتة على ركيزة [في الولايات المتحدة]. الناس في هذا البلد يخشون أن يقولوا عن الخطأ إنه خطأ لأن اللوبي اليهودي قوي، بل قوي جدًا" (الغارديان 29 نيسان / ابريل 2002).

لا يقتصر الأمر على تشكيل الصهيونية للسياسة الأميركية، بل إنها تخنق مناقشة البدائل. ومن أجل ذلك أورد مثالاً شخصيًا: قبل عامين قابلتني مراسلة ال"بي بي اس" ونحن على أعتاب مؤتمر حول العنصرية برعاية الأمم المتحدة من المقرر أن يعقد في جنوب إفريقيا. قدمت بعض الملاحظات حول إسرائيل، وبعد ذلك سألتُ المراسلة إن كانت ستنشر ما قلته. "طبعا لا" أجابت. "أنا اتفق معك، وكذلك يفعل جميع الصحفيين وأنا اعلم، لكن لا يمكننا توجيه أي نقد لإسرائيل دون إتباعه بما لا يقل عن عشرة تفنيدات." البروفيسور دانيال بايبس من هارفارد ومارتن كريمر من منتدى الشرق الأوسط دشنا موقعًا على شبكة الانترنت، كامبُس واتش، "لشجب الأكاديميين الذين يُعتبر أنهم يظهرون "كراهية إسرائيل"؛ وعلى الطلبة الإبلاغ عن الأساتذة.

أعظم الأسلحة الإيديولوجية في الترسانة الصهيونية هو تهمة معاداة السامية. الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد يبدأون حملة لإجبار الجامعة على بيع أسهم لها في الشركات التي تبيع أسلحة لإسرائيل (على غرار الحملات السابقة لسحب الاستثمار من جنوب إفريقيا)، ورئيس جامعة هارفارد يشجب منظمي الحملة بوصفهم "معادين للسامية بالممارسة، وان لم يقصدوا ذلك". إحدى اللجان في كلية في كلية الفنون في جامعة ماساتشوستس دعت الشاعر البارز أميري بركة لإلقاء محاضرة، فعمّم أعضاء كلية الدراسات النقدية عريضة تطالب رئيس الكلية التنديد ببركة باعتباره معادياً للسامية، مقتبسين دليلهم الرئيسي من قول للشاعر في قصيدة عن القهر التاريخي للشعب الأسود أشار فيه إلى إجراءات قيل إن حكومة إسرائيلية اتخذتها قبيل الهجوم على مركز التجارة العالمي.
وكما عبر المعلق الإسرائيلي هاكوهين على ذلك بقوله: عندما يهاجم الفلسطينيون جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في قريتهم فان ذلك معاداة للسامية. عندما تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة ب 133 صوتا مقابل 4 لإدانة قرار إسرائيل اغتيال الزعيم الفلسطيني المنتخب، فان ذلك يعني أن كل بلد على وجه الأرض باستثناء الولايات المتحدة وميكرونيزيا وجزر مارشال معادية للسامية. ويقول: إنها لمفارقة، بالنظر إلى الواقع الحالي، فباستثناء واضح ومكشوف (هو في إسرائيل، حيث التمييز ضد اليهود المتدينين غير الأرثوذكس) يتمتع اليهود بالحرية الدينية الكاملة أينما كانوا. ولهم حق المواطنة الكاملة أينما كانوا، مع كامل الحقوق السياسية والمدنية وحقوق الإنسان شأنهم شأن كل مواطن آخر..

وفي الوقت الحاضر، يمكن ليهودي أرثوذكسي الترشح لأقوى المناصب على وجه الأرض، رئيس الولايات المتحدة. يهودي يمكن أن يكون عمدة امستردام في هولندا ال "معاديه للسامية"، وزيرًا في بريطانيا ال "معاديه للسامية"، مثقفا رائدًا في فرنسا ال "معاديه للسامية"، رئيسًا لسويسرا ال "معاديه للسامية"، رئيس تحرير صحيفة يومية رئيسية في الدانمرك ال "معاديه للسامية"، تاجرًا أو صناعيًا في روسيا ال "المعادية للسامية". ألمانيا المعادية للسامية منحت إسرائيل ثلاث غواصات عسكرية، وفرنسا "المعادية للسامية" أفشت لإسرائيل التكنولوجيا النووية لأسلحة الدمار الشامل، وإسرائيل هي الدولة غير الأوروبية الوحيدة التي ترحّب بها أوروبا "المعادية للسامية" في كل شيء، من بطولات كرة القدم وكرة السلة إلى مسابقات يوروفيجن الغنائية، كما منحت أوروبا الجامعات الإسرائيلية مكانة خاصة فيما يتعلق بالتمويل العلمي.

"استخدام معاداة السامية المزعومة هو مهين أخلاقيًا" يقول هاكوهين. الناس الذين يستغلون هذا التابو من أجل دعم إسرائيل وسياسة الإبادة العرقية تجاه الفلسطينيين لا يقومون بأي شيء اقل من تدنيس ذكرى أولئك الضحايا اليهود الذين كان معنى موتهم نذيرًا أبديًا للبشرية ضد جميع أنواع التمييز والعنصرية والإبادة العرقية ( "استغلال معاداة السامية "، 29 أيلول / سبتمبر، 2003 ؛ ويمكن الاطلاع على بعض كتابات ها كوهين على http://www.antiwar.com).
وإذا كنت لن أحقق من وراء هذا الكلام سوى أمر واحد، فاني أملي هو أن أخلق فضاءً لبعض الذين يرفضون الإجراءات الإسرائيلية ولكنهم يحجمون عن إدانة الصهيونية بسبب رغبتهم في أن لا يكونوا معادين للسامية.

هل ما قلته للتو يعني أني استبعد إمكانيه إحياء معاداة السامية؟ لا، لا اعني ذلك. ويُظهر التاريخ أن معاداة السامية في مدّ وجزر، وانه يمكن أن تعود. لا يسمح لي الوقت باستكشاف ذلك التاريخ بعمق؛ ولكن دعوني أوصي بكتابين بهذا الخصوص: "المسألة اليهودية" لمؤلفه أبرام ليون و"أصول الحكم الشمولي" لمؤلفته حانا آرندت (ولا سيما في الجزء الأول "معاداة السامية"). والآن سأكتفي بالقول إن معاداة السامية (أو على نحو أدق المشاعر المعادية لليهود) لا تكمن جذورها في الطبيعة البشرية أو في اللاهوت المسيحي، بل هي نتاج للعلاقات الاجتماعية، بما في ذلك التركيز التاريخي على اليهود بوصفهم ممثلين للتجارة في مجتمعات غير تجارية. التوزيع المهني الغريب لليهود في أوروبا أدى بأبناء الطبقات المحرومة بين السكان من غير اليهود إلى توجيه عدائهم لليهود بوصفهم وكلاء القهر الظاهرين للعيان. "معاداة السامية"، بكلمات الاشتراكي الألماني أوغست ببل في القرن التاسع عشر كانت بمثابة "اشتراكية الحمقى". إنها ليست فوق التفسير التاريخي (كما هو متضمَّن في مصطلح مثل "المحرقة" الذي ينزع معاداة السامية من التاريخ ويعيد موضعتها في مجال الظواهر الطبيعية).

ولكن طبعًا لا يمكن لليهود كيهود أن يحدّدوا السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، أكثر من قدرة الكوبيين في فلوريدا على تحديد السياسات الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن جميع الدعم المنظم لإسرائيل داخل الولايات المتحدة مصدره اليهود.

وإذا تركنا المصالح الامبريالية الإمبريالية جانبًا - وليس من الواضح في هذا الصدد ما إذا كانت إسرائيل هي مكسب أم خسارة - فقد حازت إسرائيل دعمًا من المربّع المفاجئ؛ عن الغارديان، فبراير 28 2002: للوهلة الأولى، المشهد مألوف جدًا فهو يحدث دائمًا في واشنطن العاصمة وغيرها من المدن الرئيسية الأميركية؛ على المنصة، طالب إسرائيلي يحدّث آلاف المؤيدين عن أهوال السنة التي ما كانت إلاّ لتشدّ عزيمة شعبه "رغمًا عن الهجمات الإرهابية، فهذه أبدًا لن تدفعنا بعيدًا عن الأرض التي وهبها الله لنا". ويصاحب ذلك بالطبع هتاف وصراخ وتلويح بأعلام إسرائيل ونفير البوق، (الطقس اليهودي الذي يتم فيه النفخ ببوق من قرن الكبش). ثم يأتي رئيس بلدية القدس، ايهود اولمرت، فيُستقبل بانتشاء أكبر. "الله معنا. أنتم معنا". وعندها تتعالى الترحيبات والصرخات ويشتد التلويح بالعلم ويعلو نفير البوق. ولكن شيئا غريبا جدا يحدث هنا. آلاف الأشخاص يهتفون لإسرائيل في مركز ضخم بواشنطن. ولكن لا أحد منهم يبدو يهوديًا، على الأقل ليس بالمعنى المتعارف عليه. إنه في الواقع اللقاء السنوي لمنظمة جدًا غير يهودية: "التحالف المسيحي الأمريكي".

هناك قليل من الشك في أن الرئيس بوش عندما كان في الربيع الماضي يتأرجح محتارًا بشأن سياسة بلاده نحو الشرق الأوسط قبل أن يرسو أخيرًا في أحضان الجانب الإسرائيلي، قد تأثر ليس بالأصوات اليهودية المبالغ في تقييم تأثيرها، بل برأي مسحيين يعرّفون أنفسهم "المحافظون المتدينون" – الذين يشكلون ما بين 15 و 18 في المائة من الناخبين. وعندما طالب الرئيس إسرائيل بسحب دباباتها من الضفة الغربية في نيسان / ابريل، تلقى البيت الأبيض 100000 رسالة الكترونية غاضبة من المحافظين المسيحيين.

فما الذي تغيّر؟ ليس سفر التكوين.
ما تغير فعلاً هو ظهور المذهب المعروف باسم التدبيرية "dispensationalism"، الذي راج عبر روايات القس تيم لاهي والقس جيري جنكينز. ترتكز النظرية إلى النشوة، والمجيء الثاني للمسيح، الذي سيكون نذير نهاية العالم. نهاية سعيدة تعتمد على تحوّل اليهود. ولتقصير القصة الطويلة والاستعجال بالنهاية لا بد أن يمتلك اليهود جميع الأراضي المعطاة لهم من الله. بعبارة أخرى، إن هؤلاء المسيحيين يدعمون اليهود من أجل القضاء عليهم. "أوه نعم"، قالت مادون بولارد موافقة. وهي سيدة لطيفة من دالاس كانت في قاعة المعارض في المؤتمر تبيع مجسمًا من الكريستال لأورشليم مزيّنًا برسومات يدوية؛ "الله هو السيد. وسوف يفعل ما يشاء. ولكن استنادًا إلى الكتاب المقدس هذه هي المبادئ التوجيهية." وتصف السيدة نفسها بأنها تدعم إسرائيل بحرارة.

بدأ هذا المؤتمر مع دعاء مسجل بالفيديو مباشرة من المكتب البيضاوى. بعض من النواب الجمهوريين الأكثر نفوذاً في الكونغرس خاطب اللقاء بمن فيهم – ليس مرة واحدة بل مرتين - توم ديلي [زعيم الأغلبية في مجلس النواب، بل يمكن القول انه أقوى رجل في كابيتول هيل]. "هل أنتم متعبون من كل هذا، هل أنتم؟" صاح بالجمهور. "لاااااااااااااا!" هدروا بصوت واحد. فأجاب: "لا، ليس عندما يكون ذلك في سبيل اليهود ويسوع، هذا أكيد".

وقالت التقارير إن المسيحين الإنجيليين قد رحّبوا بأرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في القدس الشهر الماضي، كأنه "نجم من نجوم الروك".

وقد أعقب ديلي, بات روبرتسون، مؤسس الائتلاف ومرشح الرئاسة في فترة ما، والذي يجسد شخصية التلفزيونية الناجحة للإنجيلي الأمريكي. وروى روبرتسون قصص يوشع وداوود لإثبات ملكيه إسرائيل للقدس "قبل أن يسمع أحد عن محمد بفترة طويلة".

أولئك هم الناس الذين حذرني جدّي منهم - الناس الذين يريدون فرض حظر على نظرية داروين في المدارس، والذين يريدون إرسال الأشخاص المثليين إلى المعسكرات - ومعادي السامية كارهي اليهود حتى النخاع. لم يتجاوز أسامة بن لادن الحقيقة عندما قال: إن العالم الإسلامي يواجه تحالفا من الصهاينة والصليبيين.

قبل أن انتقل إلى اقتراح الحلول، أود التطرق إلى الوضع الراهن لحركة السلام الإسرائيلية. وكما يعلم الجميع، هناك قوى داخل إسرائيل تعارض الحكومة القائمة الآن. بعض هؤلاء الأشخاص، وخاصة الجنود الذين يرفضون الخدمة في ما يسمونه الأراضي المحتلة أو الذين يرفضون القيام بفظائع مثل قصف المدنيين، وأولئك الذين يشجعونهم، هم أناس مثال للشجاعة. ومع ذلك فجميعهم (مع استثناء واحد جدير بالذكر سأعود إليه) عاجزون وغير فاعلين على المدى الطويل بسبب قبولهم الفرضية الأساسية للصهيونية، وشرعيه الدولة اليهودية. "الأرض مقابل السلام" يعني التقسيم الدائم لفلسطين. تحت قيادة حزب العمل، الذي تنتمي إليه اغلب المعارضة، وقع السلب والإقصاء الأول للشعب الفلسطيني من وطنه ونفذ التوسع في الضفة الغربية، وقطاع غزة ومرتفعات الجولان.

لقد أثبت التاريخ، في ايرلندا والهند وفي أي مكان آخر، أن تقسيم الأرض بخطوط حسب الجنس أو الدين هو ضمانة الحرب الدائمة. ومن المفهوم أن بعض الفلسطينيين، وبعد أن تعرضوا للتعذيب لأكثر من جيلين، قد وافقوا على مضض على قبول دولة فلسطينية باعتبارها بديلاً للعدالة, تقوم على اقل من ربع أراضيهم الأصلية. لكنهم يخطئون. مثل هذه الدولة، إذا كانت ستقوم أصلاً، ستكون بانتوستان، محمية ليس فيها من الأمة الحرة سوى العلم والنشيد الوطني. أنا لست فلسطينيا صهيونيا أكثر من كوني يهودي صهيوني.

ما الحل، الذي اقترحه إذًا ؟ بسيط ومعتدل: داخل فلسطين التاريخية، على المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الأردن، وحيث يعيش عشرة ملايين نسمة. اقترح أن تنشأ هناك دولة واحدة، يعلن كل شخص عن عزمه على العيش فيها واعتماد المواطنة وبالتالي يصبح معترفا به كمواطن له صوت واحد. واقترح كذلك إنهاء المزايا الخاصة باليهود، وأن الفلسطينيين اللذين كانوا قد اضطروا إلى الهجرة بعد عام 1948، ونسلهم، يمنحون الحق في العيش هناك، على أن تتعهد الدولة بالتدابير العملية لتجعل ذلك ممكناً بالنسبة لهم عن طريق بناء المساكن وإعطائهم حق الإيجار أو الشراء، وإذا لزم الأمر توفير الأموال لمساعدتهم. وأقترح كذلك أن يعلن أن اللغتين العبرية والعربية هما لغتان رسميتان للدولة وأن يتم تدريسها في المدارس، وانه يحق لجميع المقيمين إصدار الصحف والحفاظ على المؤسسات الثقافية بأي لغة يختارونها، أن يتم إنهاء الوضع الخاص بالأرثوذكسية اليهودية وان تعلن الدولة حرية العبادة وان لا تضع الدولة قيودًا على أي دين ولا تمنع الممارسة الحرة للشعائر الدينية.

إنها بسيطة، وأكرر: برنامج معتدل. إنها لا تنطوي على رمي أي شخص في البحر، وإنها تعترف بحق الناس الفطري في العيش في المكان الذي يختارونه.

قد يعترض البعض على أن مثل هذا الأمر مستحيل، وأنه بعد كل هذه الدماء التي سالت والمرارة التي تراكمت، لن يكون من الممكن بالنسبة لليهود والعرب العيش معًا بسلام. على أن عندي ثلاث ردود على هذا القول: الرد الأول يتعلق بتجربة جنوب أفريقيا، حيث تاريخ المرارة لا يقل عن فلسطين؛ لم تنتحب الآلهة لإقامة حكم الأغلبية هناك ولم تنشق الأرض لتبتلع الناس. أمّا ردّي الثاني فأستمدّه من شرلوك هولمز: "بعد أن تكون قد استبعدت كل الحلول المستحيلة يا واتسون, فالحل الباقي مها كان غير وارد لا بد أن يكون هو الحل الصحيح".. أما ردّي الثالث فهو ذكر مؤشرات في الآونة الأخيرة تدلّ على أن فكرة الدولة الواحدة الديمقراطية العلمانية – التي كانت يوما ما الهدف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية ثم تخلت عنه تحت الضغط الأمريكي - تبرز مرة أخرى كمحور للنقاش. بروزها مجددًا هو جزئيًا ردّ على ضمّ إسرائيل الكثير من الأراضي بحيث لم تترك أي شي للدولة فلسطينية. هذا الواقع الجديد هو ما اعترف به توماس ل. فريدمان كاتب عمود، الذي يقتبس عن عربي إسرائيلي بارز قوله: "إذا كان الفلسطينيون يفقدون حلمهم في أن تكون لهم دولة مستقلة، فان الشيء الوحيد الذي يمكن أن يضمن لهم حياة كريمة هو المطالبة بالعيش في دولة واحدة مع الإسرائيليين. وعندما يبدأ هذا النضال، فانه سيجد حلفاء بين المليون عربي فلسطيني داخل إسرائيل سنقول، لا تُخلوا أية مستوطنة في الضفة الغربية. فقط امنحونا التصويت ودعونا نكون جزءًا من مجتمع واحد".

وقد أورد فريدمان تقارير عن استطلاع يظهر أن 25 إلى 30 في المائة من الفلسطينيين يدعمون فكرة الدولة الواحدة - "رقم مذهل، علمًا بأنه لم يقترحها أي أحزب فلسطيني أو إسرائيلي". ويسمّي فريدمان ذلك "قانون العواقب غير المقصودة". (نيويورك تايمز سبتمبر14, 2003).

الاستثناء الوحيد لتعميمي السابق عن المعارضة الإسرائيلية هو جزء بسيط من اليهود الأرثوذكس في إسرائيل، والذين يرفضون دولة إسرائيل على أسس دينية؛ بالنسبة إلى هؤلاء كان النفي من الأرض المقدسة قدرًا إلهيا، وبالتالي فان على اليهود العيش بين الأمم في كل ركن من أركان المعمورة، وليس لهم إقامة دولة قبل مجيء المسيح.

واسمحوا لي أن اقرأ تصريحًا لأحدهم هو الحاخام مردخاي بريمان:
لأننا على وجه التحديد يهود سرنا مع الفلسطينيين ورفعنا علمهم! لأننا على وجه التحديد يهود نطالب بأن يعود الفلسطينيون إلى ديارهم وممتلكاتهم! نعم، لدينا في التوراة أمر بان نكون منصفين. نحن مدعوون إلى السعي لتحقيق العدالة. وماذا يمكن أن يكون أكثر ظلمًا من محاولة الحركة الصهيونية على مدى قرن من الزمان غزو أراضي شعب آخر، وطردهم وسرقة ممتلكاتهم؟ ليس لدينا شك في أنه لو أن اللاجئين اليهود جاءوا إلى فلسطين ليس بنيّة السيطرة، وليس بنيّة إنشاء دولة يهودية، وليس بنيّة الطرد، ولا بنيّة حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية، فإنهم سيكونون موضع ترحيب من جانب الفلسطينيين، نفس الضيافة التي أبدتها الشعوب الإسلامية لليهود على مرّ التاريخ. وكنا سنعيش معًا اليهود والمسلمين في فلسطين في سلام ووئام. إلى المسلمين والفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، من فضلكم استمعوا إلى رسالتنا: هناك يهود في جميع أنحاء العالم يؤيدون قضيتكم. وعندما نؤيد قضيتكم نحن لا نعني بعض مخططات التقسيم المقترحة في عام 1947 من قبل الأمم المتحدة التي لم يكن لها أي حق في عرضها. عندما نقول أننا نؤيد قضيتكم نحن لا نعني قطع وتقطيع أجزاء من الضفة الغربية التي عرضها باراك في كامب ديفيد مع العدالة لأقل من 10 ٪ من اللاجئين. ونحن لا نعني شيئاً سوى عودة كامل الأراضي، بما فيها القدس، إلى السيادة الفلسطينية! وعند هذه النقطة فان العدل يقتضي أن يقرر الشعب الفلسطيني كم من اليهود، ينبغي أن يبقى على الأرض. لقد حضرنا مئات الاجتماعات المؤيدة للفلسطينيين على مر السنين، وفي كل مكان نذهب إليه يستقبلنا القادة والجمهور بدفء الضيافة في منطقة الشرق الأوسط. ما أكذب أن تقول أن الفلسطينيين بصفة خاصة أو المسلمين بصفة عامة يكرهون اليهود. أنت تكره الظلم. ليس اليهود. لا تخافوا أصدقائي. الشر لا يمكن أن ينتصر طويلا. الكابوس الصهيوني في نهايته. لقد استنفد. آخر أعماله الوحشية ليست سوى سكرات الموت في المرحلة النهائية من المرض. سنعيش معًا لنرى اليوم الذي يتعايش فيه اليهودي والفلسطيني بسلام تحت العلم الفلسطيني في القدس. في النهاية عندما يأتي مخلص البشرية فان معاناة الحاضر هذه سوف تُنسى في ظل بركات المستقبل. (http:www.marchforjustice.com/becauseweare jews.php). لست مؤمنا ولكن كلمات الحاخام بريمان تحرّك فيّ شيئاً.

نقطة أخيرة:
لقد تحدثت في وقت سابق عن احتمال عودة معاداة السامية في الولايات المتحدة. في عام 1991 جورج بوش، والد الرجل الذي يجلس في البيت الأبيض، والعضو الوحيد من عائلته الذي تم انتخابه رئيساً، طالب الإسرائيليين وقف بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية. وخلافا للرئيس السابق، بدا بوش جاداً، مهددا بعرقلة المليارات من ضمانات القروض إلى الإسرائيليين إذا عصَوْا. وكما كان متوقعا، تعالت بالسخط الأصوات المهيمنة بين اليهود الأميركيين، وردّ بوش بالشكوى في مؤتمر صحافي أن "اليهود يعملون بدهاء من وراء الكواليس". وفي مناسبة أخرى ذكّر النقاد أن الولايات المتحدة تعطي "إسرائيل ما يعادل 1000 دولار لكل مواطن إسرائيلي" وهي ملاحظة اعتبرها الذامون معاديه للسامية. وزير خارجية بوش جيمس بيكر قدّم ملاحظته الشهيرة "اللعنة على اليهود" في محادثة خاصة، مشيرًا إلى أن اليهود "لن يصوتوا لنا على أي حال". وكان صحيحا: عندما خسر أمام بيل كلينتون في 1992، فإن بوش حصل على أقل نسبة من التصويت اليهودي لأي جمهوري منذ عام1964.
الرئيس المقيم في البيت الأبيض حاليا يبدو انه قد استرجع جزءًا كبيرا من خسارة حزبه بين اليهود، ويعود ذلك جزئيًا إلى تعيينه لهذا العدد الكبير منهم في مواقع السلطة والنفوذ في إدارته. ولكنني سأقوم بتنبؤ (أنا نادرًا ما افعل ذلك لأنني أكره أن أكون مخطئاً): دعم اسرائيل، وفي حين انه قد ساعد في كسب أصوات اليهود الأميركيين وبعض الأصوليين المسيحيين، ليس بالضرورة أن يكون حكيماً من وجهة نظر المصالح الأمريكية النفطية، حتى أنه يمكن أن يكلف أصوات العدد المتزايد من الأميركيين الذين يستطيعون التقاط الصحيفة تقريبا في أي اليوم والنظر إلى قصة أخرى عن الدبابات الإسرائيلية المحيطة بمنزل الرئيس الفلسطيني، أو ذبح الأطفال، أو اغتيال رجل الدين المشلول ونصف الأعمى. أتوقع انه لو تمكن دوبياDubya)) من مد سيطرته إلى البيت الأبيض في عام 2004، فانه سيقدم فاتورة حساب لمن هو في السلطة في إسرائيل، وهذه الفاتورة ستشمل الانسحاب من بعض الأراضي المحتلة بعد عام 1967. إذا كان الإسرائيليون سيردّون ردّاً سلبيا على هذا الطلب، وكل الأسباب تدعو للاعتقاد أنهم سيفعلون وسيدعمهم في ذلك اليهود الأميركيين، وكل الأسباب تدعو للاعتقاد أن هؤلاء سيفعلون، فإن بوش الابن، والذي كان قد "ولد من جديد"، سوف يولد من جديد مرة أخرى وسيبدأ في طرح الملاحظات حول أقليات خاصة منقسمة الولاء، وهلم جرّا. وبعبارة أخرى، فانه سوف يعلن معاداة السامية، بعناية بطبيعة الحال، كما يناسب زعيم العالم الحر. وسيجد استجابة هائلة، أكثر مما يتوقع أي شخص، من الناس العاديين الذين سئموا دعم الدولة المارقة الأولى في الشرق الأوسط، الدولة التي استعصت على عشرات من قرارات الأمم المتحدة، وأدانتها الأمم المتحدة أكثر من أي دولة أخرى عضو آو غير عضو، وهى الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك بشكل فعلي أسلحه الدمار الشامل.

سينثيا مكينني، عضو الكونغرس الأميركي من أصل إفريقي عن أتلانتا، كانت من أكثر منتقدي السياسة الأميركية في الشرق الأوسط في الكونغرس، بما في ذلك الدعم غير المشروط لإسرائيل. نتيجة لذلك، فإن الجماعات اليهودية في أنحاء البلاد قد استهدفتها، عن طريق تحويل الأموال إلى خصمها، الذي نجح في إلحاق الهزيمة بها في محاولتها لإعادة انتخابها في عام 2002. هل كان ضمن حقوقهم القانونية القيام بذلك؟ بالطبع نعم؛ إذ لا يوجد قانون يمنع الناس في ولاية ما من المساهمة في حملة انتخابية في ولاية أخرى. ولكن هل يعتقدون أن تدخلهم ذهب دون أن يلاحظه أحد من الناخبين السود في أتلانتا وفي جميع أنحاء البلاد؟
إذا كان اليهود الأميركيون يصرّون على تعريف أنفسهم بالتماثل مع إسرائيل، ومساواة معاداة الصهيونية بمعاداة السامية، هل سيفاجئهم أن يرتكب الآخرون نفس الخطأ؟

-----------

يستند هذا المقال إلى الحديث الذي أدلى به الكاتب في آذار / مارس 2004 في كلية الفنون في ماساتشوستس، ونشر في 17 يونيو, 2004

* نويل اغناتيف: مؤلف كتاب How the Irish Became White (كيف أصبح الايرلندي أبيضًا)؛ مؤسس ومحرر مشارك في "عرق خائن: مجلة الالغائية الجديدة"؛ ومدرس في كلية ماساشوستس للفنون.

Toward a Single State Solution - Zionism, Anti-Semitism and the People of Palestine , By NOEL IGNATIEV - June 17, 2004 ,http://www.counterpunch.org/ignatiev06172004.html




#نويل_إيغناتييف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - نويل إيغناتييف - نحو حل الدولة الواحدة، الصهيونية ومعاداة السامية وشعب فلسطين