أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مجيد محسن الغالبي - دور المنظمات الإنسانية لتحقيق وصيانة الديمقراطية















المزيد.....

دور المنظمات الإنسانية لتحقيق وصيانة الديمقراطية


مجيد محسن الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2205 - 2008 / 2 / 28 - 10:39
المحور: المجتمع المدني
    


تمثل اغلب المنظمات استجابة فاعلة لمتطلبات الوجود الإنساني وهذا يعني ان المبدأ الأساس لوجود المنظمات هو الحاجة الإنسانية ذلك ان وجود الإنسان كحقيقة موضوعية غير منعزل عن بقية الحقائق الموضوعية الاخرى وهذا يعني بداهة انه متفاعل مع محيطه الاجتماعي والطبيعي وفقا لامكانيات تحليلية على مستوى الادراك واخرى تركيبية على مستوى المفاهيم وان كلاهما يشكلان المحتوى ألمعلوماتي
ان النموذج الحضاري لجميع الحقب يبدو جليا في الدولة التاريخية اذا جاز التعبير ونعني بالدولة التاريخية هي ذلك الكيان المتميز بين الدول والذي يكتنف الى جانب مقومات تطوره عوامل تدهوره في المدى الاستراتيجي البعيد وان هذا النموذج هو مزيج من منظمات تمثل مجالاته الحيويه وتتحكم في مساراته فهناك قوىسياسية وقوى اجتماعية وقوى اقتصادية وقوى تكنولوجية وان أي من هذه القوى يتجذر نحو مكونات فرعية ادق وبالتالي فان عوامل الصراع هي الاخري تنحدر نحو التكوينات الفرعية واذا سلمنا جدلا ان الصراع ديناميكية التطور وصولا الى الجديد فان جميع المنظمات كقوى رئيسية اوفرعية تستند الى مبدأ اساس وهو ثقافة المنظمة من حيث قبول او مقاومة التغيير وعليه فان ثقافة المنظمة تعبرعن المحتوى الكلي للمعرفة بما فيها الفنون والمعتقدات والقيم وعلى مستوىالفرد تمثل الثقافة نظاما كاملا من القيم والمعتقدات والاتجاهات وسبل والاخلاق التي تحكم السلوك ولذلك فان ثقافة المنظمة تشير الى تصميم سبل الأداء وأهدافه وعليه فان اقتران الأداء بمفهوم المسؤولية الاجتماعية هو الذي يجعل من المنظمة استجابة لمتطلبات الوجود الإنساني وكلما ابتعدت عن مفهوم المسؤولية الاجتماعية كلما كانت رسالتها ابعد عن ذلك
ان حرية الإنسان وكرامته وتدعيم مقومات استمراره ككائن عاقل يحكم هذا الكوكب وينبغي ان يحضى بالاهتمام والرقي هي أهم مقومات المسؤولية الاجتماعية وحتى على مستوى منظمات الربحية فان وجودها أصلا يقوم على إشباع الحاجات وان كان هدفها النهائي تحقيق الارباح ولما كانت المنظمات الإنسانية لاتستهدف الربح فان جوهر ادائها ينصرف الى المسوؤلية الاجتماعية خصوصا ان هذه المنظمات تستند الى ثقافة الوعي باهمية الانسان ومن ثم فان رسالتها والتي هي المحتوى الفكري لاهدافها البعيدة تتوخى ذلك على الضد من منظمات الربحية التي تكون رسالتها توخي الارتقاء بالاداء الاستراتيجي بما يدعم سبل البقاء وان وسائل ذلك هي الحاجات وطرق اشباعها بمعنى ان الانسان يغدو الوسيلة الاساسية لذلك وان معطيات الجودة في الأداء والتكلفة هي المدخل الحيوي لبلوغ تلك الوسيلة وبذلك فان المسوؤلية الاجتماعية تغدو هنا ناتجا عرضيا وخضوعا لايمكن تجاوزه لأنه متعلق بوسيلة البقاء أي أن الإنسان هنا لايعدو عن كونه مستهلكا بقدر مايتعلق ذلك بالأرباح ينبغي اصطياده من قبضات المنافسين بمختلف وسائل الجذب وصولا الى الربحية في حين المنظمات الانسانية ترى ان الانسان الى جانب كونه مستهلكا له حاجاته المادية فمن الحق ان ينعم بحريته وكرامته ومكانته في هذا الكوكب وان مفهوم الرجل العظيم الذي يلقم الافواه بالمنتجات ليملئ الجيوب بالأموال هو مفهوم لايتجاوز الحدود المادية حتى وان حقق للبشر قدرات معرفية وادوات تقنية يمكن ان تصمم سبل العيش بطرائق متحضرة وتذلل الكثير من عقبات الحياة الا ان ذلك ناجم عن السعي نحو الثروة ويجعل من الانسان هو الوسيلة حتى ولو اقتضى الامر الحط من قيمته بذرائع تكيف مفهوم المسوؤلية الاجتماعية بما يخدم المصالح بينماترى المنظمات الإنسانية ان الوجود السامي للإنسان يكتنف الكثير من الحاجات المعنوية والتي هي لاتقل شأنا عن حاجاته المادية وان حريته وكرامته تمثلان الخط الاحمر الذي لايمكن تجاوزه وان اشكالية الربحية يمكن حلها في اطار مفهوم الانسان كغاية ووسيلة حيث ان العوائد والتي هي اكثر عمومية من الارباح تاخذ طريقها لتنمية الانسان ووفقا لذلك فان المنظمات الانسانية تبدو راعيا لحياة الانسان بما فيها حريته ولعل خير مثال على ذلك هو المدارس والمستشفيات ومنظمات حقوق الانسان وغير ذلك وهي عبارة عن خلايا مجتمعية نابضة بالحياة بمعناها الاشمل ولذلك فهي تنشط حيثما كانت الحاجة قائمة لذلك وتقاوم من اجل بقائها بوسائل اكثر وعيا وعليه فان من الصعب اجتثاثها لأنها تمتد في النسيج الاجتماعي احيانا وتاخذ شكلا متطورا للتنظيم اللارسمي كما هو الحال في الاحزاب الوطنية التي يستغور تاريخها حقبا مهمة وينغل في تاريخ المجتمعات بحث يغدو جزءا من التراث الوطني وتمثل منظومة الرقابة التي تعتمدها هذه المنظمات في الحفاظ على دقة مفهوم المسوؤلية الاجتماعية والسعي لتحقيق الالتزام الحقيقي به واحدة من اهم مقومات البقاء الى جانب كونها تعبير حقيقي عن ثقافة المنظمة باعتبار ان ذلك يصدق على القيم والمحتوى المعرفي لتلك المنظمة وتأتي الديمقراطية كنموذج حقيقي لمفهوم المسؤولية الاجتماعية التي تسعى هكذا منظمات الى تحقيقها ورعايتها لابكونها حكم الأغلبية بل بكونها حرية التعبير المسوؤل والهادف التي خلق قيم الحياة الحرة الكريمة التي يكون فيها الانسان غاية ووسيلة وبالإضافة الى منظومة الرقابة فان أدوات وطرائق التطبيق هي الاخرى موضع الاهتمام كما هو الحال في توصيف نظام السلطات وذا كانت الديمقراطية واحدة من التقاليد المهمة التي تسعى المنظمات الإنسانية الى تكريسها والحفاظ عليها فان هذا السعي في حقيقة الامر الى خلق ثقافة الديمقراطية وبالمفهوم الأكاديمي يعني ان هناك هدف وهذا الهدف يستلزم موارد وان الموارد لايمكن ان تمتزج وتفعّل الا بادوار واذا افترضنا جدلا ان الموارد قابلة للتحقق فما هو دور المنظمات الإنسانية بما فيها الأحزاب الوطنية في بناء الديمقراطية في ظل ظروف الاحتلال والمحاصصة وثقافة العواطف الدينية؟ والى أي مدى يمكن الاعتماد على هذه المنظمات في ترسيخ وصيانة القيمة الوطنية كواحدة من مقومات الديمقراطية وهل ان ثقافة الاعتراف بالاخر التي تسعى الى تكريسها المنظمات الإنسانية في العراق استطاعت ان تصمد ازاء عواصف التطرف وثقافة القتل؟ ان هذه الاسئلة هي دعوة مخلصة لمناقشة واقع المنظمات الإنسانية في العراق



#مجيد_محسن_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد الازمنة
- من برج العجل الى شعر النثر الشعبي!
- الاحتلال استراتيجية العولمة لعقد المصادر الحرجة
- الديمقراطية بين القطيع والنخبة
- اوراد الشناشيل
- سفر العراق


المزيد.....




- أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج ...
- بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا ...
- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مجيد محسن الغالبي - دور المنظمات الإنسانية لتحقيق وصيانة الديمقراطية