أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - العفيف الأخضر - سقوط بغداد دون قتال و استسلام صدام دون مقاومة














المزيد.....

سقوط بغداد دون قتال و استسلام صدام دون مقاومة


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 684 - 2003 / 12 / 16 - 07:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


  سقوطان رمزيان لهما وقع يوم القيامة على الوجدان القومي العربي والأصولي الإسلامي الذي لا يقتات إلا بالرموز . غدا صدام غداة سقوط بغداد دون قتال ونجاته من القتل أو الأسر الرمز بامتياز أي التجسيد المثالي للرغبات المحبطة الباحثة عن وهم تتعلق وتعلل به عن واقعها الذي لم يعد يطاق.صدام هو رمز لعنترة العبسي ولخالد بن الوليد وأبي زيد الهلالي. فهو الذي قرر سقوط بغداد دون قتال لينصب فخ حرب المغاوير للغزاة وهو الذي استدرج أمريكا لفيتنام عربية تستعيد بها الأمة العربية ثقتها بنفسها إلى الأبد وتكبد أمريكا وحلفائها "أم الهزائم".
رسّخ أنصاره في الإعلام العربي البارع في تنظيم الكذب صورة البطل المعتمر لطاقية الإخفاء الذي يمر أمام أنف الأمريكيين وينتقل من بيت إلى بيت لتقديم التعازي أو التهاني وفي كل مرة يترك عشرة آلاف دولار للأسرة التي رشحتها الأقدار لكسب شرف الزيارة ونعمة الجائزة.
أما إذا كتبت الأقدار للبطل صدام مصيراً مأساوياً فهو كإلاه أو نصف إلاه لن يستسلم لـ"العلوج" لأنه فخخ نفسه ليكون لحظة أسره قتيلاً وقاتلاً ليموت بطلاً _ رمزاً كما عاش بطلاً _ رمزا.
لكن ها هو صدام الواقع ‘يكذب جميع التخييلات باستسلامه كالفأر الجبان إلى المصير الحاسم. بيان معتقليه يقول:"لم يقاوم وكان متعاوناً ومستسلماً" لا شك أن ذلك نزل كالصاعقة على رؤوس من كانوا في الإعلام العربي الهاذي ينسجون له من مخيالهم العصابي أكاليل المجد منتصراً أو مهزوماً، حياً أو ميتاً.
تكذيب صدام لدعاته الإعلاميين كان صاعقاً إلى درجة أن "جزيرة" القرضاوي والإخوان المسلمين لم تنشر صورته وهو يستسلم أو صورته وهو يفتح فمه للطبيب العسكري الأمريكي ليأخذ منه عينة لتحليل
A D N  كما تفتح الحمير و البغال أفواهها _ قهراً لا طوعاً والحق يقال _لمن يريدون شراءها للتأكد من عمرها .. بل إنها استخرجت من أرشيفها صوره القديمة.. إنه العناد العصابي، معزي ولو طارت وصدام ينبغي أن يظل عنتره ولو أثبتت الحرب أنه نعامة تهرب من صفير الصافر.
لكن الذين يفكرون بأنفسهم _ وما أقلهم للأسف في النخبة والجمهور معاً _ توقعوا لصدام سيناريو مشابهاً لسيناريو استسلامه دون مقاومة .فالعظامي مستعد لقتل البشرية قاطبة لكن يبقي على قيد الحياة تبعاً لمنطقه الهاذي: الناس أشرار عليّ أن آذيهم قبل أن يأذوني وأقتلهم قبل أن يقتلوني. بقاؤه حياً هو القيمة الوحيدة التي يعطي بها لحياته معني. وهيهات أن يضع لها نهاية بطولية. موسيليني مات وهو يبكي..بارانويا صدام السريرية جعلته لا يثق في أقرب عملائه فاحتفظ لنفسه من المليار دولار الذي كان آخر سرقاته من المصرف المركزي قبيل سقوط بغداد بساعات وهكذا عثر معتقلوه على 750 مليون دولار المتبقية.
إنها أم الهزائم للصداميين نخبة وجمهوراً :صدام _ الواقع يهزم صدام _ التخييل.
وماذا بعد؟
صدام انتهي كرمز وهو منذ الآن جثة لم تدفن بعد. لكن على النخبة العراقية بعد أن تخلصت من كابوسه أن تحزم أمرها لتتسلم مقاليد السيادة من الأمريكيين تدريجياً_ أقول جيد تدريجياً _ قلت في إذاعة قطر في إبريل   _ نيسان _ الماضي أشنع عقاب يمكن أن تعاقب به أمريكا العراقيين اليوم هو أن ترحل فوراً لتملأ الفوضى الدامية الفراغ لتحويل العراق إلى صومال آخر تقتتل فيه الطوائف والاثنيات حتى التفاني.على العراقيين أن يتذكروا أن ألمانيا ما بعد هتلر احتاجت إلى أكثر من عشر سنوات لتبدأ في الوقوف على قدميها.
واضح أن تجربة مجلس الحكم الانتقالي أظهرت حدودها: 14 من أعضائه الـ 24 يتغيبون عن اجتماعاته . وفي المقابل فإن الحكومة العراقية المؤقتة التي يحمل 15 من أعضائها شهادات جامعية كانت بمستوي المهام المطروحة عليها والآمال التي عقدها العراقيين عليها . على واشنطن التي قررت تسريع نقل الحكم إلى العراقيين أن تساعد الحكومة العراقية المؤقتة على التحضير لحكومة عراقية منتخبة وعلى لجنة صناعة الدستور العراقي أن تعمل على إنجازه خلال عامين على الأكثر لينتخب العراقيون بعد 45 عاماً من الديكتاتوريات العسكرية الدموية برلماناً ممثلاً حقاً للطيف الطائفي والسياسي العراقي.
على قوات التحالف أن تعي أن الأوان آن لتسلم العراقيين بالتوازي مع التقدم في نقل الحكم إليهم مهام الأمن وشرف دحر الإرهاب على أرضهم. لكنهم لن يقاتلوا حقاً بالبسالة المعروفة عنهم إلا إذا فعلوا ذلك تحت السيادة العراقية. دور قوات التحالف يجب أن يقتصر على تقديم المساعدات المادية والتقنية لجيش وقوات الشرطة فأهل مكة أدري بشعابها.
يا أهل العراق كل شيء يرشح عراقكم لقيادة الشرق العربي إلى الحداثة لأول مرة في تاريخه. لكن بشرط واحد وحيد: أن لا تتصرفوا كما تصرف حتى الآن أجلاف العرب بدماغيهما الغريزي والانفعالي تاركين دماغهم المعرفي معطلاً إلى أجل غي مسمي. فإياكم وأجلاف العرب.



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبرر وجود الأصولية محاربة الحداثة
- دور العامل الخارجي في إدخال العرب إلى الحداثة
- التعليم الديني اللاعقلاني عائق لدخول الحداثة
- لماذا النرجسية الدينية عائق ذهني لاندماجنا في الحداثة؟
- الجابري يكتب عن العقل ولايكتب به
- المساواة في الإرث ضرورية وممكنة
- رهانات التعليم الديني التنويري ثلاثة : رد الاعتبار للآخر ولل ...
- عوائق توطين الديمقراطية في المجتمعات العربية
- العلمانية الفرنسية ليست ضد الدين
- ردا علي الشيخ عبدالقادر محمد العماري إن الحق والرجوع إليه خي ...
- لماذا النرجسية الدينية عائق ذهني لاندماجنا في الحداثة؟
- في سبيل تعليم ديني تنويري
- الإسلاميون والمثقفون: مشروع اضطهاد
- كيف تضافر جرحنا النرجسي ونرجسيتنا الدينية علي تدمير مستقبلنا ...
- كيف نجفف ينابيع الإرهاب؟
- تجفيف ينابيع ثقافة الجهاد والاستشهاد
- الحرب الامريكية علي العراق: أين الخلل، وما هي الدروس المستفا ...
- العراق: إلغاء الجهاد من برنامج التعليم
- ساعدوا العراق علي الانتقال من قوانين الغاب إلي قوانين العقل
- محاولة لفهم دلالة الزلزال العراقي


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - العفيف الأخضر - سقوط بغداد دون قتال و استسلام صدام دون مقاومة