أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - كاظم المقدادي - النظام العالمي الجديد" وأطفال العالم . . حصاد مر















المزيد.....


النظام العالمي الجديد" وأطفال العالم . . حصاد مر


كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 118 - 2002 / 5 / 2 - 17:57
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    




بعد تغيير موعدها المقرر في 19- 21 أيلول 2001، بسبب هجمات أيلول في أمريكا، تعقد، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، خلال الفترة 8 - 10 اَيار الجاري،، الدورة المكرسة لقضايا الأطفال في العالم، والتي من المؤمل ان تدرس،إلتزاماً بالإعلان العالمي لحقوق الطفل وميثاق الأمم المتحدة، مقررات مؤتمر القمة العالمي من أجل بقاء الطفولة وحمايتها ونمائها، الذي عقد في عام 1990، ومتابعة ما أنجز، والمعوقات التي شهدتها الفترة المنصرمة التي أعقبته.

لعل خير ما يوضح حقيقة ما "أنجز" لصالح الأطفال في العالم التقارير التالية للمنظمات الدولية المعنية:

حقوق الأطفال تهضم يومياً
في نهاية كل عام يصدر عن صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" تقريراً دورياً وافياً عن أوضاع الطفولة في العالم.فان تقرير " وضع أطفال العالم لعام 2000"، الذي نشر في 13/12/1999، قد شخص بأن حق الأطفال في حياة سعيدة يهضم يوميا.وانتقد حكومات العالم لعدم وفائها بالإلتزامات التي قطعتها لأطفال العالم في قمة الطفولة في عام 1990، مؤكداً بانه برغم الثراء المتزايد في العالم، فإن نحو 650 مليون طفل لايزالون يعانون من الفقر المدقع، وهو عدد أكبر مما كان عليه في بداية عقد التسعينات.وأضافت كارول بيلامي- المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف: بان عقد التسعينات شهد حربا غير معلنة ضد الأطفال والنساء، وظروفاً مزرية يعيشها أطفال العالم. وأنحت باللائمة على ضعف قيادات الدول، المتقدمة والنامية، لسماحها باستهداف النساء والأطفال في الحروب، وإستخدام الأطفال في العمالة..

ميثاق الطفل وقمة الألفية

في عام 1988 أُعتمد " ميثاق حقوق الطفل"، وهو أول إتفاقية دولية تحضى بمصادقة 191 من مجموع 193 دولة ( لم تصادق عليه الولايات المتحدة الأمريكية والصومال فقط)، وقد دعا الى القيام بإجراءات جذرية لضمان احترام الحكومات والوكالات الأخرى لحقوق الأطفال على أرض الواقع وليس على الورق.

في الذكرى العاشرة لصدور الميثاق أصدرت " اليونيسيف" تقريرين، هما:" حقوق الأطفال: حقيقة أم دعاية" و" دراسة لتأثيرات الميثاق"؛ حللت فيهما التقدم الذي حققه الميثاق خلال السنوات العشر المنقضية، وإعتبرت ان الميثاق " أوجد سابقة للتعاون وللمسؤولية الدوليين في هذا المجال"، مشيرة الى حصول بعض التقدم على المستويين الوطني والعالمي،بيد أن التقدم فشل في الوصول الى المستوى المحلي، مشخصة عدم وجود من وضع استراتيجية متكاملة لتنفيذه بين البلدان الموقعة على الميثاق.واستنتج التقريران بأنه لا يمكن ترك مسؤولية تنفيذ الميثاق في يد الحكومات بسبب تزايد الاندماج العالمي، وإن واقع استمرار معاناة الأطفال الجلية في نهاية الألفية يشكل إدانة واضحة للحكومات، لعدم اتخاذها الخطوات اللازمة لضمان تنفيذ الحقوق التي نص عليها الميثاق لصالح الأطفال

وأكد كوفي أنان -الأمين العام للأمم المتحدة، عشية قمة الألفية، بأن محاربة الفقر المدقع ستكون أهم الأهداف التي سطرتها المنظمة الدولية للفترة الممتدة حتى عام 2015، ووعد، في مؤتمر صحفي، في نيويورك، في 5 أيلول 2000، بان الأمم المتحدة ستسعى إلى تقليص عدد الأشخاص المحرومين من الماء الصالح للشرب إلى النصف، وضمان إكمال كل الأطفال لتعليمهم الابتدائي، ومضاعفة الجهود لمكافحة داء "الإيدز"، معتبراً أن قمة الألفية ستشكل لحظة مصيرية بالنسبة لقادة دول العالم من جهة، ولمنظمة الأمم المتحدة من جهة أخرى.وفي الوقت الذي لمح فيه بأنه ليس بوسع لقاء قمة وحيد أن يغير العالم، أكد بان الإنسانية تتوفر على الأدوات التي تمكنها من مواجهة المشاكل الكبرى، والمطلوب من قادة العالم هو إظهار القدر اللازم من الإرادة السياسية.

وأنعقدت " قمة الألفية "عام 2000، وحضرها ممثلو 185 دولة، وصدر في ختام مناقشات،,إستغرقت 3 أيام، " إعلان الألفية"، متضمناً جدول أعمال طموحاً يهدف الى القضاء على الفقر، والأمراض، ورفع مستوى التعليم بحلول عام 2015، والحرص على تعليم الأطفال وخاصة الفتيات.

ومن جديد ظل ما وضعه قادة العالم وأقروه حبراً على ورق.وأعلنت منظمة "اليونيسيف، في تقريرها السنوي " وضع الأطفال لعام 2001 "، بان قادة الحكومات، وصانعي السياسات ، ووكالات التنمية، يتعامون عن فرصة الاستثمار الوحيدة، التي تحقق عائدات شبه مضمونة، وهي ضمان بداية جيدة للأطفال في الحياة. ودعت الى وجوب بدء عملية ضمان حقوق الطفل في وقت مبكر. وشددت على ضرورة الاستثمار في صحة الطفل وتعليمه وتغذيته، خصوصا في السنوات الثلاث لأولى من عمره ، حيث يتضاعف فيها نماء مراكز الاعصاب في الدماغ.

الفقر والجوع والأمراض
استنادا إلى "اليونيسيف"،وهي أحدى أهم المنظمات الخيرية الرئيسية في العالم، فان معظم أطفال العالم لم ينتفع من القوانين العالمية التي تهدف إلى حماية حقوقهم وقالت، في 8/11/1999، إن ميثاق حقوق الطفل التابع للأمم المتحدة قد اعتبر في حينه نصراً رئيسياً للأطفال، الإ أنه فشل في الوفاء بما وعد به.وأوضحت إنه وكنتيجة لاتساع الفجوة بين البلدان الغنية والفقيرة، فإن المزيد من الأطفال يعيشون الآن في فقر ويعانون من مشاكل صحية واجتماعية، مقدرة بان حوالي 650 مليون طفل يعيشون في فقر مدقع بالرغم من تزايد الثروة العالمية بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة.

وحذرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة،على لسان مديرها التنفيذي جاك ضيوف، قادة العالم من التقاعس في مواجهة مشكلات المجاعة والتنمية في المناطق الريفية‏,‏ وقال في كلمته أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول أفريقيا، في روما، أنه مالم يتم التحرك مبكرا وإعطاء أولوية في الميزانيات الحكومية للتنمية الزراعية والريفية فلن يكون ممكنا انجاح الهدف، الذي تحدد في مؤتمر الغذاء العالمي عام‏1996، بخفض أعداد الذين يعانون من نقص الغذاء في 186 دولة، الى النصف،بحلول عام 2015، والذي أعادت قمة الألفية،في أيلول 2000، التأكيد عليه. وهاجم الزعيم الإفريقي نلسون مانديلا،،،حكومات الغرب لعدم قيامها بما يكفي من جهود لتحسين مستويات المعيشة للأطفال الأشد فقرا في العالم. وقال إن الفقر و الجوع هما التحدي الحقيقي لكل انسان في العالم، وخصوصا ما يعرف بالدول الصناعية المتقدمة وأضاف إن من بين المآسي التي نواجهها العولمة، التي لم تلتفت اليها، الفقر والمرض و الجوع والجهل.

وكانت منظمة اليونيسيف قد أشارت في تقريرها الى أن العام 2000 شهد ولادة حوالي 129 مليون طفل، ووفاة نحو 11 مليون طفل دون سن الخامسة، معظمهم لأسباب يسهل تجنب وقوعها. و كانت الأمراض الخمسة الرئيسية القاتلة للأطفال،تتمثل في المضاعفات المرضية لما قبل الولادة وبعدها، حيث شكلت نسبة 20 بالمئة، والالتهابات التنفسية 18 بالمئة، وأمراض الإسهال بنحو 17 بالمئة، وبلغت نسبة الأمراض التي يمكن الحيلولة دون الإصابة بها بالتطعيم نحو 15 بالمئة، أما الملاريا فبلغت نسبتها 7 بالمئة.ومع ان نسبة الوفيات المبكرة بين الأطفال في القرن العشرين تناقصت إلى النصف، إلا أنها ظلت مرتفعة في بعض الدول الفقيرة، كباكستان والهند ورواندا والسودان، حيث يموت 15 طفل من كل 100 يولدون. وقد وصف التقرير عدم توفير الموارد المالية لمحاربة وباء " الآيدز" بأنه مخز، إذ قتل المرض وحده من الأطفال والنساء في أفريقيا اكثر من الحروب، مودياً بحياة أكثر من مليونين في العام 1999 وحده. وأكد التقرير إصابة 5 أطفال جدد بالآيدز كل دقيقة تقريبا، بينما أشارت التوقعات إلى ان 13 مليون طفل سيفقدون، في نهاية القرن العشرين، أهاليهم بنتيجة وبائه

وعقب أحداث 11 أيلول وتداعياتها، والحرب التي شنتها امريكا تحت يافطة " مكافحة الإرهاب"، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة زعماء العالم، في 10/11/2001، عدم السماح لقضية الإرهاب بالتغطية على ما أسماه أعداء القرن الواحد والعشرين: الفقر والأمراض والتدهور البيئي والحروب. وقال في تصريحات عشية إفتتاح إجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة،" إن التركيز على محاربة الإرهاب دون النظر لهذه المشاكل يعد نصرا للإرهاب".وأضاف:" يشعر كثيرون بضرورة تركيز كل طاقتنا الآن على الصراع ضد الإرهاب وعلى القضايا ذات الصلة المباشرة، لكن إذا فعلنا ذلك فسنعطي الإرهابيين فوزا ما". وأشار إلى أنه منذ 11 أيلول لم ينخفض عدد الناس الذي يعيشون بأقل من دولار في اليوم في شتى أنحاء العالم، كما لم تقل أعداد من يموتون بالإيدز والملاريا والسل وأمراض أخرى. وقال "باختصار يا أصدقائي فإن جدول أعمال السلام والتنمية وحقوق الإنسان، الذي حددناه في إعلان الألفية، لا يقل أهمية.. بل على العكس لقد أصبح أكثر إلحاحا. وقال أنان إنه يتحتم على زعماء العالم "تعزيز آمال المليارات الذين يعيشون الآن في حصار من الفقر والصراع والمرض".
العمالة والتجنيد والتشرد والبغاء والعنف ضد الأطفال

تشير التقارير الى ان اكثر من 20 بالمئة من الأطفال في سن الدراسة الابتدائية في البلدان النامية غير ملتحقين بالمدارس.وثمة ما يقرب من 40 مليون طفل غير مسجل.أوصت اليونيسيف بحملات وطنية لتسجيل جميع الأطفال عند الولادة. وكذلك بتخلي الأسر عن أسلوب صرف النظر عن الأطفال، والتخلي عن المعتقدات التي تؤدي إلى الحد من نمو الطفل وادراكه. وأكدت على ضرورة أخذ الآثار المحتملة على الأطفال للقوانين والسياسات بجدية، وعلى ضرورة تعزيز دور المرأة في المجتمعات المحلية وفي البيت، وعلى ضرورة تضييق الفجوة بين المجتمعات الريفية الفقيرة والسلطة، وإيصال أصوات الفقراء إلى دوائرها

وبحسب وكالة غوث اللاجئين" اونوروا" التابعة للأمم المتحدة فان عدد المسجلين لديها لغاية أيلول 2000 بلغ 3 ملايين و 700 ألف لاجئ، ويعاني معظم اللاجئين من الفقر، ويعيش ثلثهم في المخيمات، وكان عدد المخيمات 59 مخيماً. ويستضيف الأردن وحده 1.6 مليون لاجيء يشكلون العدد الأكبر بين مناطق عمل الوكالة

وبحسب منظمة الأمم المتحدة فأن عدد المشردين في العالم يقدر بنحو 100 مليون شخص، وأن عددهم يتزايد عاما بعد عام، ومن بينهم نسبة كبيرة من الأطفال.ومع ان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نص على "الحق في المسكن الآمن هو من الحقوق الأساسية"، وقد مر اكثر من نصف قرن على صدوره ، فإن عددا هائلا من البشر لا يزالون محرومين من هذا الحق. وقد ألقى التقرير باللائمة على الحروب، والكوارث الطبيعية، وحركة النزوح المتسارعة من الأرياف إلى المدن.ويؤكد د. احمد عقل- الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية، بان عدد اطفال الشوارع في البلاد العربية يقدر ما بين 7 و10 ملايين طفل، وان هذه الظاهرة تفاقمت خلال العقدين الماضيين بشكل مضطرد.

وما تزال عمالة الأطفال مشكلة دولية قائمة، حيث يوجد 250 مليون طفل في الدول النامية يعملون مجبرين، وغالبا ما تكون أوضاع هذه الأعمال خطرة، وتنطوي على مخاطر إجتماعية وتربوية وأخلاقية وخيمة وهناك ظاهرة تجنيد الأطفال، التي قالت عنها ماري روبنسون- رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، بأن آلاف الأطفال تسرق طفولتهم، ويعانون من أضرار ترافقهم مدى الحياة.جاء ذلك في مؤتمر حول محنة تجنيد الأطفال في الحروب، عقد في النيبال، في اَيار 2000، وشارك فيه ناشطون من 30 بلداً. وأشارت تقديرات منظمة "التحالف من أجل إيقاف استخدام الجنود الأطفال" إلى وجود أكقر من 300 ألف طفل، مرغمين على المشاركة في مختلف الصراعات الدائرة في العالم، ودعت إلى فرض حظر عالمي على استخدام الأطفال الجنود، ورفع الحد الأدنى لسن التجنيد بالخدمة العسكرية من 16 إلى 18.وأشار تقرير لليونيسيف بان الموت أو الإصابات حصدت 8 ملايين طفلاً في الحروب التي دارت في التسعينات

وهناك ظاهرة عنف الأسرة،الذي يولد العنف عند الطفل، والعنف ضد الاطفال مرتبط بالعنف ضد المرأة- كما ترى نازلي الشربيني - المحامية لدى محكمة النقض والدستورية العليا في مصر، منوهة الى المعاهدات والقوانين الدولية التي تبنتها الجمعية العامة للامم المتحدة ودعت الى وقف كافة اشكال العنف ضد الطفل والمرأة على حد سواء.وظاهرة زواج الأطفال،التي حذرت منها اليونيسيف، منبهة إلى أن هذه الظاهرة تقضي على ملايين الفتيات الصغيرات بالبؤس والألم.و ظاهرة تجارة الرقيق الأبيض/ الجنس،التي استفحلت وانتشرت في السنوات الأخيرة بحدة وعلى نطاق واسع – كما تفيد تقارير عديدة ، بسبب تراخي تطبيق القوانين، ونتيجة الأزمات الاقتصادية التي مرت أو تمر بها تلك البلدان. وطالبت اليونيسيف بانتهاج سياسة لا هوادة فيها إزاء الاتجار بالأطفال من اجل الجنس.وقالت ان هذه التجارة تستغل الأطفال في العالم اجمع، مقدرة عدد الأطفال الذين يباعون بـ 6 ملايين طفل في تجارة لأهداف جنسية تبلغ مليارات الدولارات سنويا.

الأمهات وفلذات أكبادهن
يؤكد العلماء بان سعادة الأم تعني سعادة طفلها،نظراً لتأثيرها على صحة أطفالهن، موضحين بأن توتر الأم وقلقها النفسي أثناء الحمل ينتج عنه إنجاب أطفال قليلي الوزن وضعاف النمو، وهو ما يعرض المواليد الجدد للوفاة.وبالعكس فإن الأمهات السعيدات، والمتفائلات، اللاتي يشعرن بالثقة والرضا عن أنفسهن وحياتهن ومستقبلهن، فان فرص إنجابهن لأطفال أصحاء ذوي أوزان طبيعية أكبر. أكد هذا علماء في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، موضحين،.في دراسة،أجروها على 230 إمرأة حامل، نشرت نتائجها مجلة الصحة النفسية، في واشنطن، في شباط 2002،أن التوتر والقلق النفسي هي من عوامل الخطر التي تؤثر على طبيعة وصحة المواليد.وقالت د. كريستين ريني -الباحثة في الجامعة المذكورة، إن إنخفاض أوزان الأطفال عند الولادة، وعدم اكتمال نموهم، بسبب توتر الأم أثناء الحمل، هي من أهم الأسباب الرئيسية للوفاة بين المواليد الجدد والرضع.

على صعيد اَخر، أكدت اليونيسيف، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بأن امرأة واحدة تموت كل دقيقة في العالم أثناء فترة حملها أو أثناء عملية الوضع. وأن هذه الوفيات تزيد في الدول النامية. واعتبرت المديرة التنفيذية للمنظمة أنه "من غير المقبول أن يموت في العام 2002 هذا العدد من النساء أثناء عملية الوضع". وقالت في 8 اَذار 2002 : "علينا الالتزام بالاهتمام بهذه الحالة من اللامساواة الأساسية بين الجنسين والسهر على صحة الأمهات بقوة"، موضحة بأن حوالي 515 ألف امرأة يمتن سنويا أثناء فترة الحمل أو أثناء الوضع وخصوصا في الدول النامية. ولذا يصل معدل الوفاة عند الوضع في هذه الدول إلى وفاة واحدة لكل 13 حالة وضع ،مقابل وفاة واحدة لكل 4100 حالة وضع في الدول المتقدمة. من جهة أخرى فإن 55% من حالات الوضع في العالم تحصل من دون مساعدة شخص مؤهل. وشددت بيلامي على أن "ذلك ينبغي أن يسجل في جدول التمييز ضد النساء", ولفتت من جهة أخرى إلى أن فرص بقاء طفل على قيد الحياة، بعد فقدان والدته، انخفضت بشكل كبير جدا.

الى هذا تؤكد تقارير الأمم المتحدة بان عدد الوفيات بين الاطفال في الدول الفقيرة بلغ نحو 10 ملايين وفاة سنويا. ويعود السبب، في اكثر من ربعها، الى امراض معدية، وأمراض حديثي الولادة.أما وفيات الأمهات فتعود الى الولادة و مضاعفاتها، والوفيات الناتجة عن سوء التغذية.ويشير تقرير الى ان مجموع الوفيات في عام 1997 بلغ 16 مليون وفاة، 10 % منها كانت بسبب امراض إنتقالية، كالجدري والتيتانوس والدفتيريا، وهي امراض شبه مختفية في الدول الغنية، ويتم التلقيح ضدها هناك بشكل روتيني.وهو ما يعني بان هناك حالات كثيرة من الوفيات في الدول الفقيرة يمكن تجنبها بالتطعيم ضد تلك الأمراض..

وكانت الأمم المتحدة قد وضعت مشروعا أسمته " اهداف النمو في الألفية" حددت فيه هدف خفض الوفيات بنسبة الثلثين في الفترة 1990 –2015 للأطفال دون سن الخامسة، وخفض الوفيات عند الولادة بنسبة ثلاثة ارباع، وتقليص سرعة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة" الأيدز" والملاريا وغيرها من الامراض. وكلفت فريق عمل من "لجنة الاقتصاد والصحة" في منظمة الصحة العالمية، بوضع برنامج عام لخفض المشاكل الصحية في الدول الفقيرة. وقد تناول تقرير خاص وسائل تأمين تغطية صحية واسعة وعالية، مشيرا الى اهمية تخطي مجموعة من العقبات المالية وغير المالية، مؤكداً ان تأمين وسائل تدخلية فعالة يمكنها ان تحسن من وضع الدول الفقيرة صحيا، وتزيد من الوعي، وهذا يساعد بالمقابل من تخفيف الفقر، ويرفع النمو الاقتصادي فيها.

وفيات الأطفال: مشكلة مهملة
كشف تقرير، نشر في مطلع أيلول 2001، بأن بالإمكان إنقاذ حياة ملاين الأطفال، الذين يموتون حاليا في الصغر، بسهولة وبكلفة زهيدة، لا سيما وأن الإحصائيات تشير إلى أن 8 ملايين طفل يموتون سنويا في أنحاء العالم المختلفة قبل بلوغهم الشهر من العمر، وأن 98 في المئة من هؤلاء هم في بلدان العالم النامي

واستنادا إلى تقرير تحت عنوان "وضع الأطفال حديثي الولادة" الصادر عن جمعية "النساء والأطفال أولا" الخيرية ، بالاشتراك مع معهد صحة الأطفال في بريطانيا، فإن السبب في موت الأطفال يعود إلى الالتهابات والمضاعفات التي تحدث أثناء الولادة، وكذلك بسبب الولادة المبكرة، والتشوهات الخَلقية الخطيرة التي تؤدي إلى الوفاة.وأعلن البروفيسور أنتوني كاستيلو، مدير وحدة رعاية الأمومة في معهد صحة الأطفال- بأن ممارسات بسيطة، كإبقاء الأطفال في مكان دافئ حال ولادتهم، والتشجيع على النظافة أثناء عملية الولادة، ووجود قابلة ماهرة أو متخصص ماهر أثناء الولادة، من شأنها أن تقلل وفيات الأطفال حديثي الولادة الى أكثر من النصف، مؤكداً بأن أبحاثه بينت أن 8 أطفال يموتون كل دقيقة في أنحاء العالم،وفي مقدمتها بلدان العالم النامي، منبهاً الى أن هذه المشكلة هي مشكلة عالمية كبرى ولكنها مهملة،حيث لا تتوفر الرعاية الصحية الأساسية للنساء الحوامل أثناء فترة الحمل الحرجة أو أثناء الولادة في معظم بلدان العالم النامي، وتلد معظم النساء هناك بدون وجود مختص صحي أو قابلة ماهرة. لذلك فإن هناك حاجة-بالإستناد للإحصائيات- إلى التزام عالمي لإنقاذ ملايين الأطفال الذين يموتون في وقت يمكن فيه إنقاذ حياتهم، وإن هذا ممكن التحقيق، وبالإمكان تقليص وفيات الأطفال بمقدار النصف عند معالجة مشاكل الولادة ومراقبة الطفل بعد الولادة وتدريب الأمهات على الطرق الصحية لحماية أطفالهن

* * * * *

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح :هل ستخرج الدورة الإستثنائية للأمم المتحدة هذه بحلول جذرية لمعضلات أطفال العالم القائمة المزمنة ، أم سيبقى الحال كما هو، تأكيداً اَخراً على ان " النظام العالمي الجديد"، الذي يراد فرضه وفق الأستراتيجية الأمريكية، غير معني بحل مثل هذه المشاكل ؟





#كاظم_المقدادي (هاشتاغ)       Al-muqdadi_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكشف عن تأثيرات اليورانيوم الناضب مهمة إنسانية آنية ملحة !


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - كاظم المقدادي - النظام العالمي الجديد" وأطفال العالم . . حصاد مر