أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نزار حيدر - اعتقال صدام حسين لكل طاغية أجل














المزيد.....

اعتقال صدام حسين لكل طاغية أجل


نزار حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 683 - 2003 / 12 / 15 - 05:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لن يتعظ الطاغية، الذي القي القبض عليه اليوم في العراق ، صدام حسين ، بمصيره، لأنه انتهى والى الأبد ، إلا أن الذي يجب أن يعتبر بمصيره ويتعظ بنهايته، هم كل طغاة العالم ، ومن هم في طريقهم إلى الطغيان ، فلكل طاغية اجل ، إنها حقيقة يجب أن لا تغب عن بال العاقل أبدا .
نتمنى أن يعيد طغاة العالم النظر في أمرهم ، ويبادروا فورا إلى الاعتذار من ضحاياهم ، ويقرروا حالا تصحيح مناهجهم ، أو التنازل عن السلطة ، فمهما تجبروا وتفرعنوا ، فسيأتي اليوم الذي يفرون فيه من أنفسهم وجرائمهم ومما عملت أيديهم واقترفت بحق الناس ، فيتركوا قصورهم الفارهة وجواريهم الحسان وكل الخدم والحشم ، ليختبؤا كالجرذان المرعوبة في بالوعة عمقها سبعون قدما ، قبل أن يسحلوا يوم يقوم الأشهاد بسلسلة طولها سبعون ذراعا ، يوم ينادي ألمناد ، وقفوهم إنهم مسؤولون .
العراقيون ، ومعهم كل الذين يحبون الحرية ويعشقون الكرامة ويكرهون الاستبداد ويبغضون الديكتاتورية ، فرحوا لاعتقال الطاغية ، وبهذه الطريقة المأساوية والمزرية والذليلة .
من كان يصدق أن ـ سيف العرب ـ سيلقى عليه القبض في بالوعة مجهولة ؟ .
 من كان يتصور أن ـ القائد الضرورة  ـ سيعتقل بهذه الطريقة البشعة ؟ .
قلبي على زملائه الطغاة، وهم يشاهدون  صوره الموحشة والمرعبة لحظة اعتقاله ، وكيف انه يفتح فاه كالبقرة أمام الطبيب المختص ،ليجري عليه الفحص الطبي اللازم .
هل تصور الطاغية الذليل انه سيعيش  يوما ما، كما عاش ضحاياه الذين غيبهم سنين طويلة قي قعر السجون المظلمة ، وطوامير المعتقلات ؟ . 
على مدى 35 عاما ، ملأ الطاغية الذليل الدنيا ، فأقامها بجرائمه ولم يقعدها ، ليجد نفسه في لحظة تاريخية ، يستخرج من بالوعة .
لقد ظن وقتها ، أن الفلك سوف لن يدور أبدا بعد الآن ، وان الساعة لن تأت أبدا ، وان الله لن يبعث من في البالوعة والقبور ، ظنا منه انه ملك ناصية الدنيا والى الأبد ، ناسيا أو متناسيا أن العزيز الجبار للظالمين بالمرصاد ، وصدق رسول الله ـ ص ـ الذي قال وهو الصادق المصدق ـ إن يوم المظلوم على الظالم ، اشد من يوم الظالم على المظلوم ـ ،فاعتبروا يااولي الألباب ، فصدام حسين ليس عبرة من التاريخ حتى تشكوا في روايته ، انه حي يرزق ، و  ... يعظ .
نتمنى أن نتعلم ـ نحن العراقيون أولا وقبل أي إنسان آخر ـ من نهاية الطاغية الذليل ، حتى لا تتكرر ظاهرته مرة أخرى ، ونحن على أبواب صياغة معالم عراق جديد ، عراق الحرية والكرامة والعزة ، لان صدام ظاهرة وليس شخص ، قابلة للتكرار إذا لم ننتبه إلى عوامل صناعتها .
إن الطاغية لا ينتج نفسه ، وإنما ينتجه الناس بسكوتهم عن أخطائه ، وتجاوزهم على جرائمه الصغيرة والحقيرة، حتى تكبر لتملأ البلاد بالمقابر الجماعية .
اقترح أن يصنع من آخر صورة التقطت للطاغية لحظة اعتقاله ـ بشعره الأغبر ولحيته التي عبث بها الزمان فاغرا فاه ـ  تمثالا عظيما ينصب في بغداد، لنتذكر دائما كيف صنعنا صدام حسين ، حتى لا نستنسخه مرة أخرى في عراقنا الحبيب والجميل ، والله هو المسدد ، وهو الذي يهلك ملوكا ويستخلف آخرين ، وهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء ، والعاقبة للمتقين ، فهنيئا لكل ضحايا الطاغية يوم أذله الله ، فهل من متعظ ؟ .



#نزار_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحك يشبه البكاء الديمقراطية الجديدة ... من دون انتخابات
- أيكم أحسن عملا ... الطالباني نموذجا
- الخلافات المرجعية ... مقترح حل
- إذا عاد الزمن العراقي إلى الوراء
- ألإمام علي ... نهج الديمقراطية
- شكرا ... مقتدى الصدر
- حوار عبر الأثير
- دفاعا عن الديمقراطية
- بعض المثلث ... اسود
- ليس قبل استقرار حكومة دستورية منتخبة ... يتم انتقال السلطة ف ...
- مـن هنـا نبدأ
- بيت العرب ... بيت العنكبوت
- العراق... بين مخاطر الماضي وتحديات الحاضر وآفاق المستقبل
- دستور جديد .. لعراق جديد
- مع التحية ... الى مجلس الحكم


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نزار حيدر - اعتقال صدام حسين لكل طاغية أجل