أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - 14 ديسمبر 2003














المزيد.....

14 ديسمبر 2003


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 683 - 2003 / 12 / 15 - 05:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لاشك ان هذا اليوم لن يغيب عن ذاكرة العراقيين الذين  كان الطاغية صدام قد نظر لهم بازدراء وتعامل معهم بعنف وقسوة ، وصلت  به الى اعتبارهم  اعداءه ، وكان الدكتور سعد البزاز في عام 1991 أول من اشار الى هذه الناحية المرضية في سلوك صدام ، فقد كان مولعاً بخلق الاعداء له ، لانه كان يعتقد ان القوة ستبقى حليفه الى الابد ، وهذا الاعتقاد الخاطىء بحد ذاته هو حالة مرضية لانها تخالف حقيقة المنطق والقانون  الطبيعى  بأن كل قوة تفنى مهما بلغت ، وحال وصولها الذروة فهى تبدأ بالتراجع والتنازل والانتهاء. 
ولقد ادى هذه المهمة على اتم وجه بعد ان اذاق الشعب العراقي كؤوس المر ولوعات العذاب والحرمان والخوف واساليب البطش المروعة والموت الجماعي وسلط على حياتهم اشباه الرجال والناقصين والشواذ  واللصوص والقتلة من عسكرين فاشلين ومنتسبين لاجهزة الامن ومنظومات الاستخبارات والمخابرات ووكلاء الحزب والجواسيس والمرتشين  والحالمين بمجد زائف من تجار الكلام والشعر والمشعوذين والدجالين .. لقد كانوا ماكنة ثقيلة تسير ببطء على اجساد كل العراقيين بلا رحمة  لتهرس اعصابهم وتسحق عظامهم  وتسلبهم  ارواحهم البريئة  الطاهرة .
منح ماكنة  الموت هذه كل الدعم المالي والمعنوي لتفتك بالمثقف والسياسى والاستاذ والمعلم والباحث  والرياضى والصناعي والطالب والمرأة وحتى الاطفال ، كل ذلك في سبيل بقاءه على كرسى السلطة والتحكم برقاب شعب طيب  كان يعرف جيدا من هو صدام حسين وماهى افعاله وماهو تاريخه الاسود .
انظروه الان وهو  معتقلاً  في مخبأه مثل فأر صغير ، جباناً حتى من اطلاق النار على نفسه ، لانه كان محباً لملذات الحياة يحاول اشباع  غرائزه فقط منها  بلا ادنى احساس بحياة الاخرين ومشاعرهم وطموحاتهم وبراءة انفسهم.  ماذا كان يأمل أو ينتظر ؟ ان يخبأه العراقيين او يدافعون عنه؟؟ماذا كان يحلم ان يحقق من حفرته العامودية التى انزل فيها جسده غير ان تكون قبراً له؟
سيبقى هذا اليوم 14 ديسمبر يوماً خالداً  في ضمير وذاكرة  كل عراقي لان صدام حسين حفر في ذاكرة كل عائلة تواريخ اعتقال او اختطاف  او تغييب أحد افرادها أو اعادته اليهم جسدا مسجى ومطالبتهم بثمن رصاصات اعدامه! ان تاريخ اليوم سيمحو من كل تلك الذاكرات تلك التواريخ وسيبقى هذا التاريخ فقط  اليوم الحقيقي لسعادتهم  وكم كان  كل عراقي يحلم لو انه وقع بأيدى عراقية لكي تفعل به ما فعله بها خلال سنوات حكمه البغيض. أما كان الاجدى به ان يترك السلطة ويغادر العراق قبل 9 نيسان 2003  كما فعل شيفردنازه قيل ايام ؟؟ اما كان الاجدى به ان يجنب العراق كل ويلات الاحتلال ومصائبه ؟ لم يفعل ذلك لانه بكل بساطة : عدو للشعب العراقي لايريد له الخير حتى لوكان ذلك ضماناً لحياته وحياة عائلته ولكن الله اراد ان يذله وان يدحره لكى نراه في قفص المحكمة قريباً ولتقتص منه ارادة الشعب العراقي العظيم.

كاتب عراقي مقيم في تايلاند



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيل الجديد من الاسلحة النووية
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
- البرمجة الكائنية المنحى-01
- بغداديا - قصة قصيرة جداً
- تعالي ياناني ياحلوة العينين والثغر-قصة قصيرة جداً
- الانتظار واللعبة الاخرى - قصة قصيرة جداً
- اطلس البلاغة - القسم الثامن
- شامة في اسفل ظهرها - قصة قصيرة
- المفاضلة بين خدمة البريد في الياهو والهوت ميل
- الايدز وكراسي الجنرلات
- العرب بين أنتاج المعرفة ونقلها
- كلمات متقاطعة
- بكلوريا عامــــة-أجتماعيات
- لوردات الحرب ولوردات السياسة
- قلوبنا معكـــــــــم - نص نثري من وحي سمات المرأة العراقية ا ...
- جوانب خفية في شخصية صدام حسين
- حان الوقت للعراق للشروع بالديمقراطية
- الحب في شعر الراحل رسول حمزاتوف
- السلطة العربية بين الاغتيالات والانقلابات
- للنساء فقط – قراءة الكف علم أم وهم – القسم الثامن


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - 14 ديسمبر 2003