أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الرومنسية المسيحية 2















المزيد.....

الرومنسية المسيحية 2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 00:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حتى إسلوب أعياد المسيح لها طابع رومنسي فإشعال الشموع والترانيم الشاعرية كلها تعبر في برودة أعصاب عن وجدان شعب مفعم بالحب والهيمان ومتلهف لرؤية أيام سعيدة في حياته وفي صحوه ويقضته وبعد خلوده في عالم من الروحانية والسلام ,وطريقة إرتداء المرأة المسيحية لأثوابها وملابسها تدل على شعب يعبد الجمال ويذوب في تعاريجه ويذوب كل من ينظر للمسيحية الناعمة الملمس والثوب والوجه, يذوب في تصافيف شعرها ورقة عاطفتها .

وحياة المسيح كلها رومنسية فهو الذي جنح بخياله نحو شعب مثقل بالآثام فأراد أن يطهره ونظر من جهة أخرى إلى شعب مثكل بالأحزان فأراد أن يخفف عنه آلامه ففداه بدمه القاني وصلب جسده دون روحه وصعدت روحه إلى عالم آخر بريء من أفعال البشر .
ونظر بعينيه فإذا الناس تنظر للقذى بعيون الآخرين وبنفس الوقت لا يرون الخشبة في عيونهم وهو الذي رفض أن يكسب العالم كله ويخسر نفسه وهو الذي رفض أن يبيع قضيته بكرسي كما باعها يهوذى الإسخريوطي, وهو الذي فضل الصلب على أن يبيع قضايا الناس وهو الذي رآه الجميع يبكي ولم يره أحد يضحك.
وهو الذي عاش ومات من أجل العبيد رغم أن بعض ورثته قد إستغلوا أحيانا سذاجة المؤمنين العاطفيين به فزادوا من آلامهم ورجموهم ولبسوا ملابس المسيح الدجال !1!

وأختلف العالم والناس في طريقة حياة المسيح فمنهم من نظر إليه نظرة شاعرية فرأى روحه تصعد للعالم العلوي ومنهم من رآه إبن الله البار بأبناءه وحزن لحزن المسيح على العالم الفاني ومنهم من نظر للمسيح على أنه إبن المرأة وليس إبن الله , وشاهدوه إنسانا عاديا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ومنهم من رفض أن يكون إبن المرأة وأصر على أن يبقى المسيح إبن الرب .

حتى الوثنيون آمنوا بالمسيح لأنهم رومنسيون كانوا يرون روح الآلهة تنزل على شكل صور بشرية وتقاتل الأشرار وتنتصر وتعشق وتحب وتسامح وأكثر الوثنيين إمانا بالمسيح هم أولئك الوثنيين الأثينيين الذين كانوا يرون في شخصيات الأباطرة والعباقر ة والقادة والعظماء أنصاف آلهة نصفهم بشر ونصفهم الآخر إله , يحزن لحزن البشر ويغضب للمظلوم ويتسامح مع المحروم تسامحا رومنسيا قليتمس له عذرا في حبه وحياته وفناءه ومماته ومعاشه .

حتى قرار مجمع (نيقية ) كله رومنسية وهذا نصه :
(يسوع المسيح هو إبن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور, نور من نور , إله حق من إله حق ,مولود غير مخلوق, مساوي للآب في الجوهر الذي به كل شيء ,الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء, وتأسى وصلب عنا على عهد بيلاطس النبطي وتألم وقبر وقام في اليوم الثالث .).
هذا هو قرار مجمع نيقية المسكوني للأساقفة عام 325م.

وكلمة نور من نور هي نفس التعبير القرآني (نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء), ولكن ليس في الإسلام نزعة رومنسية بل هنالك في بعض الجوانب العقائدية الإسلامية نزعات صوفية مع أنها لا تشمل كل الم+ؤ+منين بل هي لجماعة خاصة وعلى الأغلب للخواص ولكن العالم المسيحي لم يفقد رومنسيته بل زاد من رومنسيات الآخرين إلى رومنسيته وأضاف للوثنيين على رومنسيتهم رومنسية إله حي بدل رومنسيتهم التي يموت فيها الإله في أغلب الأحيان دون أن يحيا في اليوم الثالث .

ونهاية المسيح نهاي ة رومنسية تراجيدية وهو رمز الفداء والتضحية من أجل الآخرين سواء أكانوا يستحقون التضحية أم لا يستحقونها بعكس بعض الرومنسيات التي لا تضحي إلا من أجل أناس يرون أنهم يستحقون التضحية بعكس الرومنسية المسيحية التي ترى أننا سواء أكنا وثنيين أم كتابيين أم غير ذلك كلنا نستحق أن يضحي البطل الإله من أجلنا ونستحق بسبب آلامنا أن يكفر عن خطايانا حتى مهما مانت خطايانا .
عفوا يا ساده يا كرام :
أرجو المعذرة المسيح هو أبو الرومنسية الزراعية وهو دين إنبثق من داخل مجتمع زراعي للجنس قداسته وللإنسان قداسته ويصور مشاهد جنسية في أحلى الصور الرومنسية , فهذا المجتمع الزراعي هو نفسه مجتمع عشتار وإنانا ودموزي , وهو مجتمع العشق والحب بين الآلهة والإنسان في الهياكل الدينية الزراعية .
فعلا المسيح رومنسي وعاطفي جدا ودائما أصحاب القلوب الكبيرة يموتون من أجل إسعاد غيرهم من البشر .

ولم أقرأ في حياتي عن شخصية رومنسية كما هي شخصية المسيح البطل والمخلص من العذاب والخطايا إله يعذب نفسه من أجل ان يسعد الآخرين أو من أجل أن يكون سببا في إسعادهم .
ما أجمل هذا الإله : قلبه رقيق ومشاعره رقيقة ويستطيع أن يكفر عن خطايا البشر وأن يكون سببا في تخليص الآخرين من عذابهم وآلامهم.
والكاثوليك يعتبرون الروح القدس منبثق من الآب والإبن كليهما , ومع أن الأرثوذكس يختلفون معهم غير أن كليهما رومنسيان يريان الإله ينبثق من عباءة البشر ويطلع في قلوبهم كما تطلع الأعشاب الخضر من الأرض وكما تطلع الكلمات الشاعرية من قلب الفنان وريشته كما صور بذلك مايكل أنجلو المسيح .
وقرر مجمع خلقدونية في عام 451م مايلي :(أن المسيح شخص واحد ذو طبيعتين إنسانية ناسوتية وطبيعة أخرى لاهوتية .).
فهو أحيانا إنسان والذي صلب وعذب هو الإنسان والذي إفتدى العالم بدمه هو الإله .
أما النساطرة واليعاقبة فلم تعجبهم هذه الدوشة والإزدواجية وآمنوا بالطبيعة الواحدة للمسيح وهي الطبيعة البشرية وإن الذي عذب على الصليب هو عيسى إبن مريم وهم اليوم في شمال إيران وجنوب تركيا وهم نفسهم المسيحيون الآشوريون , حيث مازالوا إلى اليوم يؤمنون أن المسيح هو شخص إبن المرأة مريم وهو الإله المتجسد بشخصية عيسى , أي بالإقنوم .
والإقنوم كلمة يونانية معناها الشخص والأقانيم الثلاثة تعني الطبائع الثلاثة للمسيح . وأتباع الطبيعة الواحدة للمسيح يسمونهم (المونوفيزيين).
والشعب الآخر كما أسلفنا والذي آمن بالمسيح وشخصيته هم من الأمميين الوثنيين الذين تعودوا على الأساطير ورأوا ابطالهم وأباطرتهم بصورة آلهة وأحيانا رأوهم متحالفين مع الآلهة وأحيانا كانوا يرونهم نصف إله ونصفهم الآخر بشر لذلك آمنوا بشخصية المسيح بسبب إيمانهم بالرومنسية .
وأثرت شخصية المسيح في الآداب العالمية وكانت تزيد من عاطفة العاطفيين .
حتى المؤمنون بشخصية علي بن أبي طالب كانوا يرونه كما كانوا يرو المسيح وأغلب الظن أن الذين آمنوا بعلي بن أبي طالب كانوا أصلا من أصل مسيحي رومنسي والذين إحتشدوا حول علي ورأوه شخصا عاديا كانوا على أغلب الظن ممن لا يؤمنون بالعاطفة الدينية وكانوا يرون الأشياء مجردة من تلاوينها العاطفية , لذلك رأوا إبن أبي طالب شخصا عاديا أما الرومنسيون فآمنوا به على حد تعبير نزار قباني :
بابل ضوأت وقبر علي
ترك الأرض واستحال غماما .
إنها الرومنسية الدينية



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار المسيحية 1
- هانيبال القرطاجي :رجل واحد ضد روما , وويل للمغلوب
- جسد المسيح الدجال
- عمر الإنسان العربي(سيرته الذاتية )
- سبحان الذي شق نهديك بالمنشار...أنت تحت أزرار قميصي!
- عامي الأول في الحوار المتمدن
- المرأة بحصان
- فشل القومية العربية
- مضحكة ومسلية البنت المبدعة حين تتزوج
- كان المسيح في بيت جدي
- ظروف المرأة الإقتصادية
- كن مع العلمانية ولا تبالي
- الموت والحياة : من يد الخالق إلى يد الخلق
- من أكثر قدرة على علم الغيب ؟
- القرآن واللهجة العامية
- لقمة الجنس قبل لقمة الخبز
- عيد الحب والقمع الصوفي
- فقدان الجنس يؤدي إلى عمليات إرهابية
- فقدان البكارة للأنثى وممارستها للجنس قبل الزواج يحل المشكلة ...
- الثقافة بلغة الإقتصاد1


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الرومنسية المسيحية 2