الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)
الحوار المتمدن-العدد: 117 - 2002 / 5 / 1 - 22:12
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كلمة الاذاعة:1/5/2002
ترددت في الاونة الاخيرة اراء في وسائل الاعلام تدعو لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال توطينهم في البلدان العربية وخاصة العراق، ومنها ما نشرته جريدة (الشرق الاوسط) في 17/4/2002 بقلم وفيق السامرائي مدير الاستخبارات العراقية السابق.
ان مثل هذه الدعوات التي يتزامن توقيتها مع الظروف المعقدة والصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وسلطته وقواه الوطنية، تهدف الى الاضرار بقضية فلسطين وشعبها وتقدم الغطاء والذرائع لاسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة ولرئيسها المجرم شارون كي يمرروا سياستهم العنصرية ويواصلوا تعنتهم وارهابهم السافر.
فالشعب الفلسطيني الذي قدم ولا يزال، التضحيات الجسام من اجل تحرير ارضه واقامة دولته الوطنية المستقلة يتطلع الى الدعم والتضامن الدوليين من اجل العودة الى وطنه بالاستناد الى القرارات الدولية، ومنها القرار 194 الذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم. ولن يقبل الشعب الفلسطيني بالتوطين لان في ذلك تجاهلا لابسط الحقوق المشروعة التي تقرها المواثيق والقرارات الدولية وعهود حقوق الانسان. فوطن هذا الشعب المكافح هو فلسطين التي هي موطن انتمائه وهويته ولا يحق لاحد ان ينوب عنه في تقديم التنازلات في الارض او في حق تقرير المصير.
ان دعم نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة لا يتحققان من خلال التوطين وانما عبر توفير كل مقومات الانتصار على طريق حق تقرير المصير والعودة، هذا الحق الذي سلبته اسرائيل من الشعب الفلسطيني منذ اكثر من خمسة عقود من الزمن.
ومن المعروف ان نظام صدام حسين الذي يقمع شعبه ولا يتردد في استخدام ابشع الوسائل من اجل الحفاظ على كرسي حكمه، لا يمكن ان يكون مدافعا عن الشعب الفلسطيني، وانما يسعى لتوظيف معاناة فلسطين وشعبها للخروج من مأزقه الحاد وازمته المتفاقمة وعزلته الدولية.
فهل يمكن لنظام دكتاتوري يمارس كل صنوف الارهاب بحق شعبه من الكرد والعرب وكافة القوميات ان يكون نصيرا ومدافعا عن حقوق شعب اخر؟
ان الدعوات الى التوطين، بغض النظر عن النوايا، ما هي الا محاولات لفك عزلة اسرائيل وتقديم خدمة مجانية ومساندة لها، على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته. ولذلك فمثل هذه الدعوات، القديمة - الجديدة كانت ولا تزال موضع استنكار وشجب ليس فقط من السلطة الوطنية والقوى الوطنية الفلسطينية بل ومن كل الحريصين على الشعب الفلسطيني ونضاله.
فحتى الانظمة السياسية العربية لم تستطع انكار حق الفلسطينيين بالعودة الى وطنهم. وقد اكدت مبادرة السلام العربية الصادرة عن القمة العربية الرابعة عشرة (المنعقدة في العاصمة اللبنانية بيروت اواخر اذار الماضي) على ذلك حيث نصت على "التوصل الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194".
فماذا تخفي هذه الدعوات؟ وهل هي كما يقال عربون لاحتلال موقع في المشروع الامريكي ازاء العراق وخدمة لاسرائيل التي عجزت طوال السنوات الماضية عن تسويق مشروعها المسنود امريكيا في توطين اللاجئين الفلسطينيين بعيدا عن ارضهم وعلى حساب البلدان العربية الاخرى وفي مقدمتها العراق؟
انها غيض من فيض الاسئلة المشروعة التي تثيرها تلك الدعوات المشبوهة لتوطين الفلسطينيين خارج ارضهم.
فلتتوحد الجهود من اجل فضح هذه الدعوات المتعارضة مع مصالح الشعب الفلسطيني وليتواصل النضال من اجل احقاق الحقوق المشروعة لقضيته العادلة!
#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)
Iraqi_Communist_Party#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟