لم يكن غريبا علينا نحن العراقيين أن نجد المجرم صدام حسين مختبئا مثل أي جرذ حقير في جحر من جحور مدينة تكريت ،حيث لفظته تلك المدينة إلى شوارعها فعاش حياة شقية مع حفنة من أولاد عشيرته، ليصبح بمساعدة مخابرات الدول الأجنبية ، نائبا للرئيس الأمي احمد حسن البكر ومن ثم رئيسا لحزب البعث المجرم ورئيسا للعراق ، البلد الغني بموارده وشعبه وتاريخه . وكانت تلك إحدى أشد مهازل التاريخ ألما .
لقد سبق أن كتبنا وكتب الكثير من الكتاب العراقيين ، في محاولة لبيان الطبيعة العدوانية لحكم الجهل الذي يخيم على العراق من خلال هذه الحفنة من الجهلاء أمثال عزت إبراهيم وعلي كيماوي و وطبان ومن لف لفهم .
إن هذا اليوم الذي القي القبض فيه على صدام حسين ، يسجل النهاية البائسة لحقبة من حكم سفلة الناس ، تحكموا بمصائر الملايين من أبناء شعبنا الذي سُلب كامل حقوقه على مدى ثلاثين عاما ، فلم يعرف سوى الحروب والسجون والنفي والأنفال والجوع والتهجير.
إن من حق أبناء شعبنا أن يفرحوا اليوم ويمسحوا دموع الحزن ، فان يوم استسلام الطاغية المجرم صدام بهذا الذل ، دليل على صغره وضعته ، ونهايته المحتومة .
لقد ظهر كالمعتوه أمام الكاميرا ، وهذه هي حقيقته التي حاول العديد من أتباعه فرض نقيضها على العراقيين فلم يفلحوا .
إن من حق أبناء المقابر الجماعية أن يقفوا أمامه في محكمة الشعب كي يقاضوه عن ما ارتكب بحقهم من جرائم .
إن من حق عرب الاهوار أن يقاضوه اليوم عن ما اقترف بحق أهوارهم من تجفيف وتهجيرهم من أرضهم التي عاشوا فيها من العصر البابلي .
إن من حق أبناء حلبجة أن يقاضوه اليوم عن ما ارتكبه بحق مدينتهم من قصف بالكيماوي .
إن من حق الأكراد الفيلية أن يقاضوه عن ما ارتكب بحقهم من تهجير إلى إيران وقتل أبنائهم وسلب أموالهم وبيوتهم وتوزيعها على اتباعه .
إن من حق العرب الشيعة أن يقاضوه اليوم بسبب قصف مراقد أوليائهم وأئمتهم وتخريب مدنهم وقتل أبنائهم .
إن من حق الأكراد أن يقاضوه على حملات الأنفال التي شنها ضدهم وراح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب الكردي الأبي .
إن من حق العراق اليوم أن يقف اليوم بقامته السامقة ليبصق في وجه هذا الطاغية المعتوه جراء ما أصابه من خراب .