كان الحاج"الضويّ" رجلا غير محترم لهذا كان الجميع يحترمونه ويحبونه ..وكان صاحب فضل كبير علينا فقد كان يفضل أبي علي نفسه ويسجنه بدلا منه في قضايا التموين... ولم يكن الرجل يتركنا وأبي في السجن بل كان دائم الحضور لينادينا من تحت البلكونه فإذا نظرنا إليه قال "يا مجرمين يا أولاد المجرم" ويشتمنا وينصرف... صحيح أنه لم يكن يعطنا شيئا لكن يكفي سؤاله عنا... لهذا بكيناه بشده عندما علمنا أن الحزب رشحه في الإنتخابات التكميليه..حضرت المؤتمر الذي تحدث فيه الحاج وسمعته يقول" لقد رشحت نفسي لأبني "مبوله" لهذا الحي العريق...فهذا الحي يستحق مبوله وما هو أكثر من "المبوله" فصفق له أهل الحي وأخذوا يهتفون بأسمه يوم الإنتخابات عينني الحاج مندوبا له في اللجنه الرئيسيه وكنت أظن أنني سأوزع زيت وسكر التموين مثل أبي لكنه أخذني بعيدا وقرأ معي الفاتحه أن أزور له ولو مت من الضرب وإلا سيلحقني بأبي في عنبر السجن ليكون أحدنا فئات والأخر عمال...فرحت بالثقه التي منحني الحاج إياها وتوجهت إلي اللجنه حيث قلت للضابط صباح الخير فلم يرد وسألني عن سبب حضوري فقلت: - أنا يا أفندم اللي ح يزور للحاج "الضويّ" ...فسألني مين "الضويّ" ده؟ قلت بتاع "المبوله" يا أفندم ..أخبرني الضابط أن تعليمات التزوير لم تصل بعد فجلست صامتا... ساعات طويله لم يحضر أي زبون ثم حضر مسئول كبير يحيط به رتب كثيرة فتوجهت إليه بأدب وسألته : - ممكن يا أفندم أزور للحاج "الضويّ"، فسألني المسئول الكبير عن الحاج فقلت له "هو بخير وكان معايا الصبح"...لكنه شخط وقال: - أنا بأسالك مين هوه؟ فأخبرته أنه الرجل الذي سيبني "مبولة الإسكندرية"، فتركوني أزور وظهرت النتيجة ونجح الحاج "الضويّ" ومن شدة فرحته حضر إلينا في نفس اليوم ونادانا فخرجنا إليه في البلكونه فقال لي"يا مزوراتي يا أبن الكلب"...وشتمنا وأنصرف.