أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد الاخرس - ارفعوا الجدران الكونكريتيه التي تُقَطِعْ أوصال مدينة السلام














المزيد.....

ارفعوا الجدران الكونكريتيه التي تُقَطِعْ أوصال مدينة السلام


عماد الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 09:27
المحور: المجتمع المدني
    


حبيبتي بغداد مدينة السلام تحيط بأحيائها السكنية ذو التاريخ العريق جدران كئيبة رمادية اللون كونكريتيه زنتها ستة أطنان وارتفاعها 12 قدما وعرضها 5 أقدام .. جدران وظيفتها الحقيقية قطع الأوصال الاجتماعية والانسانيه لسكانها في محاوله لفصلهم طائفيا.. جدران تُذَكِرُنا بحواجز الفصل العنصري الصهيونية .. فهل حقا أصبح شعب السلام أسير هذه الجدران الطائفية ؟
لقد كانت ولازالت هذه الجدران سببا في عطل عدد كبير من النشاطات الاقتصادية وقطع أرزاق الكثير من الأسر العراقية ومحاولة بائسة يراد منها تذويب أواصر المودة والمحبة التي ترتبط بها فيما بينها على اختلاف أديانها ومذاهبها وحافزا للمزيد من الانقسامات الطائفية للنسيج السياسي والاجتماعي العراقي .
وبدلا من أن تكون هذه الجدران درعا بوجه الحاقدين على العراق وشعبه ممن استغلوا التعددية المذهبية كورقه لتحقيق أهدافهم ونواياهم في محاربة النظام الجديد والانتقام لعهدهم أصبحت سجنا كبيرا لمن يقطنون الأحياء التي أحيطت بها ومصدر نقمه على العهد الجديد!
لقد كانت الحجة في إنشاء هذه الجدران لحجب الرؤية عن الإرهابيين وتقليل هجماتهم البربرية التي تهدف إلى إثارة الفتنه الطائفية وأعلنت الحكومة في بداية إنشائها بأنها ستكون مؤقتة.. لذا فالسؤال الذي يطرح نفسه.. هناك تحسناً ملحوظاً في الوضع الأمني وقلة في الهجمات الإرهابية.. إذن لماذا لا يتم رفع وإزالة كافة هذه الحواجز وهل أصبحت هذه الجدران ألكاتمه للحريات والأنفاس دائمة ؟
ولا يخفى على احد أبدا بان مجرد إنشاء هذه الحواجز في عهد الاحتلال والتأكيد عليها من قبل قواته وسرعة الانجاز في تنفيذها يجعل الشك واردا على إن إنشائها تم لتنفيذ مخططات يراد منها تعزيز الفصل الطائفي وتمزيق وتشتيت العراق وشعبه وفق أسس ستكون بارودا ينفجر متى ما تشاء .
لقد دحر الإرهاب ولم تبقى سوى ذيوله من الهجمات الانتحارية التي تستهدف العراقيين بلا تمييز طائفي ويعود الفضل في ذلك إلى تحسن القدرة القتالية لقوات الجيش والشرطة العراقية إضافة إلى يقظة وتفهم العراقيين جميعا للمخططات الحاقدة التي يراد منها تحقيق أهداف سياسيه داخليه كانت أم خارجية ..أي أن هذه الجدران لم تكن يوما سببا في التصدي للإرهاب ودحره.. لذا فيقع على عاتق الحكومة العراقية تكذيب ورد التصريحات المستمرة لسادة قوى الاحتلال بان التحسن الأمني في العراق يعود إلى حدوث الفصل الطائفي كواقع حال بين الأحياء السكنية الذي تم تعزيزه بإنشاء جدرانهم الطائفية.
وأقولها صراحة .. على الجميع أن يكون على دراية كاملة بان إنشاء هذه الحواجز الطائفية لم يجد نفعا لأن الأسس التي يستند عليها الإرهاب في الساحة العراقية سياسيه قبل أن تكون اجتماعيه مرتبطة بالمجتمع العراقي وإن إنشائها لن يكون سوى احد المشاريع الإستنزافيه لأموال الدولة وميزانيتها .. ولو إن هذه الأموال التي صرفت على إنشائها تم صرفها على تجهيز قوات الجيش والداخلية لكانت الأمور تسير على أفضل مما هي عليه الآن.
لقد حان الوقت للحكومة لإثبات حسن نيتها والإسراع بإزالة هذه الجدران.. أما التراخي وعدم الإسراع في إزالتها معناه إن للحكومة دورا في تعزيز الفصل الطائفي للأسر العراقية.. وعليها إن أرادت التصدي للإرهاب فهناك وسائل أخرى أكثر فاعلية ولا تكن سببا في تمزيق الوشائج التي تربط المجتمع العراقي.
ولتعلم الحكومة بان استمرار بقاء هذه الحواجز يقلل من حالة التلاحم والوحدة بين العراقيين الشرفاء من مختلف المذاهب والأعراق ممن يهمهم العراق وطنا.. حيث إن وجودها عاملا نفسيا قويا مؤثرا بالاتجاه السلبي في ذلك وبالنتيجة يضعف من إمكانية التصدي للإرهاب.. وعليها أن تثق بأهالي الأحياء المحجوزة كونكرييتا وتفي بالتزاماتها اتجاههم وتقديم الخدمات وفرص العمل لهم ليكونوا الدرع القوى الأمين في التصدي لقوى الشر .
إن التظاهر ومطالبة الأسر العراقية التي تقطن المناطق المشمولة بالفصل الطائفي بإزالة هذه الحواجز دليلا قاطعا على إنها ترفض كل النوايا العدوانية التي تهدف إلى تمزيق النسيج العراقي سواء كانت داخليه أو خارجية و إشعار صادق للجميع بأنها ستبقى مختلطة مذهبيا وستزيد من تفاعلها وتداخلها مهما حاول أعداء العراق استخدام الصراع المذهبي كوسيلة لتهديمها وتفريقها.
سيأتي اليوم ومن المؤكد انه قريب ليعلن أبناء هذه الأحياء عصيانهم ويثبتوا للعالم اجمع ولقوى الاحتلال وكل القوى التي تسعى إلى تعزيز الفصل الطائفي إن التداخل المذهبي للأسر العراقية سيبقى ابد الدهر لم توقفه مخططات الاحتلال أو ذوى النوايا السياسية السيئة ممن يستخدمون هذه الورقة لغرض تدمير وتمزيق العراق وشعبه أو إعادة بنائه على أسس التصنيف المذهبي سعيا في الحصول على المكاسب الشخصية.
أتمنى أن تبدأ الحكومة المباشرة وبسرعة في نقل هذه الجدران والاستفادة منها في أماكن أخرى لكي لا يتم هدر المبالغ الطائله التي صرفت على إنشائها.
وأخيرا لابد من التذكير بالتراخي في افتتاح جسر ألأئمة وأتمنى أن لا يكون مقصوداً لأنه الفتيلة الأولى لهذا الفصل الطائفي في مدينة السلام.



#عماد_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يتم منع المظاهر الدينية في الأماكن العامة ومؤسسات الدولة ...
- دور الموساد الاسرائيلى في الساحة العراقية
- يوم الشهيد الشيوعي.. ذكرى الأبطال الخالدين
- نعم .. إنها الحقيقة وراء الغزو الصدامى للكويت
- تحالف اليسار .. من اجل بناء الدولة الديموقراطيه المدنية في ا ...
- ألعراق الآن.. بحاجه لدعم دور العلم أم دور ألعباده
- الحملة الايمانيه لنصير شمّه
- تنظيمات ( الصحوه ) وإختراقها من قبل البعثيين
- هل يُتابِع ألبرلمانيون إستغاثات العراقيين ؟
- أمانينا لعام 2008
- حرب على الطائفيه .. افتتاح جسر الائمه
- السيد وزير الداخليه العراقى ... هل هذا مايستحقه العلماء ؟!
- ألايستحق قضاء الجبايش الاعمار والتمجيد ؟ اقرأ قصتى مع المنفى ...
- نظام ( الاتمته المذهبيه ) لادارة الوزارات العراقيه الشاغره !
- المؤتمر الوطنى الاول لعلماء الدين فى العراق .. رسالة تحدى لل ...
- رساله شعب العراق الى المغرر بهم من الشباب العرب الانتحاريين
- لنبدأ انتفاضة المطالبه ﺒ (( صحوة اّل الصباح ))
- متى سيرد البرلمان العراقى على تصريحات مجلس الامه الكويتى ؟
- سادتى .. الطلبانى .. المالكى .. زيبارى .. ارجوكم الاجابه على ...
- هل تثمر دعوات موسى ..القبانجى .. الملا .. ليكون عام 2008 عام ...


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد الاخرس - ارفعوا الجدران الكونكريتيه التي تُقَطِعْ أوصال مدينة السلام