سباق ((دوت نت)) بدأ وتحفيز لبيئة X M L
((إذا كان اهتمام الناس العاديين قد انصب خلال الفترة الماضية على الجدل القانوني الذي رافق الاتهامات الموجهة إلى شركة مايكروسوفت بالاحتكار في ما يتعلق بأنظمة التشغيل والتنقل عبر الإنترنت، فهم بالتأكيد أقل اهتماماً بالبرامج التطويرية و((الاحتكار))، لذلك يبدو من الأسهل للشركة الدخول بهدوء إلى قلب وعقل مطوري هذه البرامج وجعلهم يرتبطون أكثر فأكثر ببرامج الشركة السهلة الاستخدام، ولاحقاً بغيرها من الوسائل فيجعلهم أقل قدرة على العودة إلى غيرها من البرامج)). تلك هي إحدى النظريات التي نشرت بالتزامن مع إطلاق برنامج مايكروسوفت الجديد Visual Studio.Net في الولايات المتحدة.
وبغض النظر عن تهمة الاحتكار أو لا، من المؤكد أن الشركة تسعى فعلاً إلى تشجيع هؤلاء المبرمجين على التحول إلى برنامجها الجديد وترك غيره، وهو أمر طبيعي في منطق التسويق والمنافسة، لذلك قامت بإطلاقه في لبنان من داخل أربع جامعات هي الجامعة الأميركية والجامعة اللبنانية الأميركية وجامعة سيدة اللويزة وكلية الهندسة التابعة لجامعة القديس يوسف باعتبارها ((تلعب دوراً أساسياً في مستقبل تكنولوجيا المعلومات والانترنت)) بحسب خليل عبد المسيح المدير الصناعي لمايكروسوفت.
ويأتي هذا الإطلاق في لبنان بعد حوالى الشهرين على إطلاقه في الولايات المتحدة في الثالث عشر من شباط الماضي في خطوة لتطبيق سياسة مايكروسوفت بتقليص المدة الفاصلة بين إطلاق برامجها في الولايات المتحدة والإطلاق في منطقة الشرق الأوسط. وإذا كان يفترض أن يحصل الإطلاق في لبنان في الخامس والعشرين من آذار الماضي إلا ان الحدث تأخر بسبب تزامنه مع القمة العربية، وبعد أن أطلق في مصر في 16 آذار والأردن في 25 آذار الماضي.
ويسمح برنامج Visual Studio، الذي استلزم أربع سنوات لتصميمه، لمطوري البرامج بالاستفادة من دورات تطوير التطبيقات من أجل إنشاء ونشر خدمات Web Services XML. وبحسب المدير التكنولوجي وممثل شركاء مايكروسوفت في الشرق الأوسط الياس تابت ((فإن Visual Studio.NET سيتيح فرصاً واسعة أمام مطوري البرامج من خلال إنشاء خدمات XML Web Services التي هي في طريقها لتصبح أساساً لتطوير غالبية التطبيقات الرئيسية الجديدة. وهو سيسمح بإنشاء مواقع على الشبكة متعددة العمليات والوسائط واللغات، مما سيخوّل مطوري البرامج توسيع مهاراتهم لتضم خدمات XML Web Services وذلك من خلال إنشاء ونشر تطبيقات واسعة النطاق على الشبكة لأية وسائط أو منصات)). ويقدم Visual Studio.NET مع Framework.NET وWeb Services Engine XML ((لويندوز))، منصة أساسية لمطوري Microsoft.NET وتزود مطوري البرامج بمجموعة شاملة من الأدوات مثل Visual C++ وC# (C-sharp) لإنشاء خدمات Web Services XML بسهولة. فبالإضافة إلى كونه يدعم بروتوكولات الشبكة المختلفة XML وSOAP وWSDL فهو ىؤمن دعماً لعشرين لغة برمجة، مما يسمح لكل مبرمج من حول العالم النفاذ إلى هذه المنصة الجديدة.
وتنوي مايكروسوفت أن تجدد مجموعة الأدوات التي تقدمها لتتضمن أيضاً Visual J#.Net التي ستسمح للمطورين لاستخدام لغة ((جافاً)) لكتابة البرامج التي تعمل فقط على نظام .NET ويقف في وجه مايكروسوفت اليوم كل من ((صان)) و((أي. بي. أم.)) و((أوراكل)) و((بي. إي. أي. سيستامز)) وغيرها من الشركات التي تقدم آلية بديلة لبناء خدمات الإنترنت بالاعتماد على لغة ((جافا)) للبرمجة. والرابح في معركة خدمات الانترنت سيتمكن من تحديد التكنولوجيا التي ستسيطر على بناء برامج الأعمال للسنوات القادمة.
ويتهم منافسو مايكروسوفت أدوات البرنامج الجديد بأن عملها ينحصر في بناء تطبيقات وينذوز فقط على عكس لغة ((جافا)) التي يمكنها العمل على أي نظام. وترد الشركة بأن برنامجها يسمح باستخدام عدة لغات بما فيها جافا لبناء أنظمة تعتمد أساساً على ويندوز، لكن يمكنها الوصول إلى داتا على أنظمة أخرى غير ويندوز.
ويعتبر الخبراء التكنولوجيون في مايكروسوفت أن أهمية البرنامج الجديد تكمن في سهولة استخدامه وبالتالي الاقتصاد في الوقت الذي يمكن أن يكسبه المبرمج، لكنه يفرض أيضاً على المبرمجين الخضوع لعملية تأهيل أو تعليم على النظام الجديد وأدواته قبل البدء باستخدامه، ويعتبر المتخصص في أدوات التطوير لدى مايكروسوفت الشرق الأوسط محمد علاء الدين مصطفى ((ان انتاجية المطورين الذين يستعملون Visual Studio.NET ستزداد ليس فقط بسبب إعادة استعمال المكونات، بل أيضاً لأنه لن يطلب منهم تعلم لغات أو تكنولوجيات تطوير جديدة من أجل كتابة تطبيقات مبتكرة. وبالتالي، يمكن للمطورين الاستفادة من كل استثماراتهم في التكنولوجيا والبرمجيات والمهارات المتوافرة لديهم)).
ويرى بعض المحللين أن إطلاق VS.Net هو إشارة البداية الفعلية للانطلاق السباق لمشروع .net وقد يكون ذلك صحيحا فعلاً لا سيما وأن ((أوراكل)) أطلقت برنامج Oracle9iJDeveloper والذي يمكن اسقاطه مجاناً للمطورين الذين لا يعملون على تطوير برامج تجارية والقادر أيضاً على دعم بروتوكول XML.
ويتوفر برنامج VB.Net بثلاث نسخ هي النسخة الصغيرة أو نسخة المحترفين Professional edition ونسخة متوسطة مع مجموعة أوسع من الأدوات، ونسخة كبيرة للمصانع والتكنولوجيا الثقيلة Hard tech edition. وتتراوح أسعار النسخ المختلفة بين ألفين وخمسة آلاف دولار أميركي. ولا يدعم البرنامج الجديد نظامي Unix وLinux الآن، لكن مدير التسويق في الشرق خالد رضا يقول ((إن هذا الأمر سيصبح ممكناً في المستقبل)).
©2002 جريدة السفير