|
حديث الروح(16)
فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 10:44
المحور:
سيرة ذاتية
المؤامرة على سوريا لقد كان للانتصار الذي حققته مصر وحركة التحرر العربي والموقف الجريء للاتحاد السوفيتي في توجيه الإنذار لقوى العدوان ومساندة مصر واستعداده للدفاع عن حقوق الشعوب العربية والشعوب المتطلعة للحرية والسلام والاستقلال والتخلص من الاتفاقيات الجائرة التي كبلتها بها القوى الاستعمارية،لقد أدى الى إلهاب حماسة الجماهير الشعبية ودفعها الى رص الصفوف والإصرار على تصفية بقايا السيطرة الأجنبية،ولكن الاستعمار لم يتعظ بهذه الهزائم ولم يستسلم لهذه النتائج وإنما بدء يعمل بنشاط وحيوية بعد أن دخل الأمريكان على الخط للهزيمة النكراء التي منيت بها بريطانيا وفرنسا في هجومهم الغادر على مصر،وكان الهجوم في هذه المرة أعظم خطرا واشد ضراوة بالنظر لما تمتلكه هذه الدولة من قوة عسكرية واقتصادية،وكانت وسيلة هجوم الاستعمار الجديد لتحقيق أهدافه مشروع إيزنهاور الذي يستهدف قهر إرادة الشعوب العربية والشرق أوسطية بوسائل أكثر مكرا وخديعة عن طريق المساعدات الاقتصادية لوقف مسيرة حركة التحرر ومحاولة تحطيمها من خلال إبعاد الدول العربية بعضها عن بعض وتفريق كلمتها وعزل مصر وسوريا تمهيدا للقضاء عليهما ووضع المنطقة تحت السيطرة الأمريكية وإبعاد هذه الدول عن التعاون مع الدول الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي. في تلك الفترة قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على حكام المملكة العربية السعودية لتجديد عقد قاعدة الظهران الجوية،وقامت بالضغط على مصر في مسالة والمرور به،كما وقفت الى جانب إسرائيل بشكل علني في اعتداءاتها وتحرشاتها بالدول العربية ومدها بما تحتاج من مساعدات لتكون الدولة الأقوى تسليحا في المنطقة،كما أعلنت أمريكا انضمامها الى اللجنة العليا لحلف بغداد،وبذلك أصبحت عضوا كامل العضوية في هذا الحلف العدواني،وكان أول تطبيق عملي لمشروع إيزنهاور تدبير الانقلاب الرجعي في الأردن،حيث قامت السفارة الأمريكية وملحقيتها العسكرية في الأردن بالإطاحة بحكومة النابلسي وبالسياسة التحررية التي كانت تسير عليها وتوجه الأسطول السادس الأمريكي الى البحر الأبيض المتوسط والقيام باستعراض عضلاته وقوته قرب المياه الإقليمية المصرية والسورية،ومن اجل الضغط على سوريا وسياستها التحررية بقيادة شكري القوتلي قامت الحكومة التركية بقيادة عدنان مندرس بحشد قواتها قرب الحدود السورية بقصد شن عدوان على سوريا واحتلال مدينة حلب وتشكيل حكومة من العناصر الرجعية السورية،وهذه الحكومة تطلب مساعدة الحكومة التركية وحكومة نوري السعيد التي حشدت قواتها في مناطق قريبة من الحدود السورية في ايج ثري وايج فور ولكن هذه المؤامرة انكشفت عن طريق المبعوث الأمريكي الى الشرق الأوسط هندرسن حينما كان يعبر مضيق البوسفور وخطف حقيبته من قبل المخابرات السوفيتية ووجد في داخلها المخطط الإرهابي التآمري لإسقاط النظام في سوريا،فنشرت الحكومة السوفيتية المخطط التآمري عبر وسائل الأعلام وأبلغت الأمم المتحدة ومجلس الأمن بذلك،وقامت بحشد قواتها على الحدود التركية ووجهت إنذار شديد اللهجة محذرة من مغبة الاعتداء،وأجرت مناورات واسعة على حدودها،فأفشلت خطط التآمر بقلب نظام الحكم،وكان ذلك في الأشهر الأخيرة من عام 1957 كنت فيها متواجدا في البيت الكبير مع قسم من أعضاء الوفد العراقي المشارك في مهرجان موسكو فكنا في كل مساء نذهب الى حي الأكراد حيث يتجمع في إحدى ساحاته الكبيرة الحزب الشيوعي السوري وتبدأ المهرجانات والخطب ولقاء القصائد من قبل قادة الحزب وشعراءه وأدبائه وتستمر حتى ساعة متأخرة من الليل وكنا نشاركهم في حفر الخنادق خارج مدينة دمشق،وتزامن ذلك الوقت مع إطلاق أول قمر صناعي سوفيتي الى الفضاء الخارجي فزاد من معنوية الشعب السوري وأحراره وقواه التقدمية والديمقراطية،وصمم على الدفاع عن وطنه وحريته واستقلاله،ونتيجة للتأمر المستمر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها في المنطقة حيث أصبحت محاطة بدول رجعية وعميلة فمن الشمال كانت حكومة كميل شمعون في لبنان ومن الغرب إسرائيل والأردن ومن الشرق حكومة عدنان مندرس في تركيا ومن الجنوب حكومة العراق وحلف بغداد مما أثار الذعر والخوف لدى الحكومة السورية،وكانت البرجوازية الحاكمة تخشى نجاح المؤامرات الخارجية وإسقاطها وضمها الى حلف بغداد فارتمت في أحضان مصر وعقدت وحده فورية معها وبالرغم من التسرع والطابع الارتجالي الذي قامت عليه وعدم اعتمادها الأساليب الديمقراطية في بناء دولة الوحدة،فقد هللت ورحبت بها جميع القوى الوطنية باعتبارها خطوة الى أمام في تحطيم السدود التي وضعها الاستعمار في طريق توحد الشعوب العربية وتحررها وردا على هذه الخطوة بين سوريا ومصر أعلن عن قيام الاتحاد العربي الهاشمي بين العراق والأردن.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حدسث الروح(17)
-
حديث الروح(18)
-
حديث الروح(6)
-
حديث الروح(1)
-
حديث الروح(2)
-
حديث الروح(3)
-
حديث الروح(4)
-
حديث الروح(5)
-
العراق الجديد و الإنسان المهمش
-
الديمقراطية و التنمية البشرية
-
من يحسم جدل نهاية التاريخ ... الاشتراكية أم صدام الحضارات ؟
-
الديمقراطية والتجديد ركنان أساسيان في النظرية الماركسية
-
خاتمة المطاف
-
التطور اللارأسمالي والتحول إلى الاشتراكية(1)
-
التطور اللارأسمالي والتحول إلى الاشتراكية(2)
-
الماركسية اللينينية
-
وفاة لينين
-
مفهوم الليبرالية
-
هل انتهى الصراع والنزاع في المجتمع حتى ينتهي التاريخ ؟
-
المصالح البورجوازية وأساليبها في الاستغلال والتجديد والتغير
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|