أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الجندى - !! القرآن.. بين العقل والنقل














المزيد.....


!! القرآن.. بين العقل والنقل


ابراهيم الجندى

الحوار المتمدن-العدد: 681 - 2003 / 12 / 13 - 05:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية نتساء ل..هل هناك أى داع لحفظ القرآن أو غيره من النصوص الدينية؟ واذا كانت هناك ضرورة فما هى الفائدة التى تعود على من يجهد نفسه ويضيع وقته ليحفظ  ؟ وما هى الأضرار العقلية  التى يمكن أن تصيب من يحفظ ؟ وهل هذه هى الطريقة المثلى للتعامل مع النصوص الدينية ..أم أن هناك طريقة أفضل ؟
تواردت الى ذهنى تلك الاسئلة بعد أن قرأت خبرا باحدى الصحف يصف طفلا حفظ القرآن بأنه الطفل المعجزة، وبالطبع تم تكريمه  والشيخ النجيب الذى أشرف على تحفيظه!!!ا

حفظ القرآن كان يتم لأسباب أولها : انتشار الأمية وعدم وجود كتبة يتولون تسجيل النص أولا بأول بطريقة تضمن عدم ضياعه 

ثانيها : أن المشركين بالدين الجديد كانوا يعمدون الى قتل الحفظة بالتحديد لمحوه ، فكان الحرص على زيادة عددهم حتى تتوافر بدائل لمن يموت منهم

ثالثها : الخوف على الدين الجديد من التحريف والتبديل فى كلماته أو آيايه من المغرضين
أما الآن فقد اختلف الأمر ، انتشر التعليم وزالت الأمية ، ولا يوجد من يقتل الحفظة بل يتم الاحتفاء بهم وتكريمهم وكأنهم أضافوا للبشرية بحفظهم ، والآن لا خوف على القرآن من التبديل بعد أن ثبتت هيئته على هذا الترتيب منذ قرون بالاضافة الى حفظه فى الكتب والأشرطة والسى دى .. فما الذى يدعونا الى فتح آلاف الكتاتيب و المعاهد الدينية  بكل ما تحمله لميزانية الدولة من نفقات .. لمجرد حفظ القرآن ؟!!ا
لقد أثبتت  الأبحاث العلمية أن الحفظ ( بشكل عام) ضار بالمخ  البشرى ، بالاضافة الى أنه يعوقه عن استخدام المهارات الذهنية الاخرى كالتفكير والجدل والتحليل و استخدام المنطق والبرهان ، ولذلك  أدعو الى عدم الزام الأطفال بحفظ أى شىء فى المرحلة الابتدائية التى يتشكل فيها وعيهم حتى لا نقتل فيهم ملكات الابداع مبكرا ، وفى المرحلة الاعدادية والثانوية ( ست سنوات) أقترح تقرير جزء من القرآن وآخر من الانجيل وثالث من التوراه ، ليس لحفظها ولكن لتناولها بالشرح والتحليل ، وذلك فى التعليم المدنى والأزهرى على السواء، وفى المرحلة الجامعية اذا اختار الطالب دراسة الأديان فعليه أن يتخصص فيها تحليلا وفهما لا حفظا وصما  حتى يتخرج لنا انسان يفهم فى الأديان السماوية الثلاثة ، ولا يفرق بينها  ولا يكره تابعيها وبالتالى يقبل الآخر ، قد يسألنى سائل .. هل يقوم العالمين المسيحى واليهودى بتدريس الاسلام حتى نقوم بتدريس ديانته لأولادنا ؟
والرد ..هو أن هذا العالم يؤمن بالعلمانية وحسم أمره وفصل بين الدين والدولة منذ سنين ، ومن ناحية ثانية هل هناك ما يمنع من دراسة الأديان الأخرى بجوار الدين الاسلامى ؟
كما أقترح أن يدرس الدين للطلاب كمادة روحية للارتقاء بضمائرهم وأخلاقهم ولا تكون ضمن مواد النجاح والرسوب ، ولا تضاف درجاتها الى المجموع الا عندما يتخصص الطالب فى الجامعة لدراسة الأديان ،اننا لسنا فى حاجة الى ببغاوات تردد دون وعى ، وانما فى حاجة الى عقول تحلل وتبرهن وتسأل دون حرج حتى تصل الى نتائج ، فقد قتلت طريقة التعليم الحالية كل المبدعين ، والدليل عدم وجود مبتكرين الآن ، فكل حافظ جديد ما هو الا نسخة من النص يمكن الاستعاضة عنها بضغطة زر لطبع مليون نسخة، فالانسان ليس أرشيفا والعقل هو الذى يميزه عن باقى الكائنات !!ا
كما أن هذه النوعيه من التعليم خلقت لنا جيلا لا يؤمن بالاختلاف بل تابع دون نقاش ، أذكر أن المحقق سأل طلاب جامعة الأزهر الذين تظاهروا احتجاجا على رواية وليمة لأعشاب البحر لحيدر حيدر ..ما الذى أثار سخطكم فى الرواية ودفعكم للتظاهر ؟
أجابوا ..نحن لم نقرأ الرواية ولكن الشيخ فلان قرأها ونشر مقالا  فى الصحف أكد فيه أنها ضد الدين ، وقرأ أحد الزملاء المقال وأبلغنا فتظاهرنا !!!ا
هل رأيتم شبابا يتظاهر بالوكالة ؟ 
يجب أن نناقش المسألة بهدوء بعيدا عن العواطف والغوغائية ، فالنصوص الدينية نفسها تدعو الى التدبر لا الى الحفظ والتكرار ، فطريقة استعمال العقل هى سبب ارتقاء وسعادة الأمم أو شقائها وتخلفها ، فاذا كان الوضع الحالى يرضيكم فعلينا أن نسكت وكفى الله المؤمنين شرّ النقاش ، وان كان الوضع لا يرضيكم فهى البداية لاعمال العقل ..أليس كذلك؟



#ابراهيم_الجندى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصايا العشر للاصلاح فى مصر
- الحوار المتمدن.. والعقلية العلمية!!ا
- لا.. لتطبيق الحدود الاسلامية !!!ا
- الفتوى... والفتة!ا
- القتل الاسلامى !!ا
- اعتزال الفنانات..غير شرعى!ا
- مراجعة الأحاديث.. مسئولية الأزهر!!!ا
- أزمة الخطاب العربى!!
- لماذا تخلف العرب وتقدم الغرب؟
- ثروات الحكام العرب.. امام القضاء!!ا
- ازمة الصحافة فى مصر
- الصحافة العربية..أكذوبة كبرى!!
- نبى بالأجنبى!!!
- المشايخ .. والسلطة البديلة !!
- الشيطان !!ا
- عن الارهاب سألونى؟!!ا
- المرأة العربية
- !الرئيس مبارك..لا
- زواج المتعة ..الخيار الوحيد
- مفتى مصر ..الزم حدودك!!ا


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الجندى - !! القرآن.. بين العقل والنقل