سألت كثيراً حول إمكانية زيارته في قلعته، إلاّ أنني أفدت بأن الزيارات ممنوعة. واليوم قرأت خبراً عن تردي الأوضاع الصحية للدكتور عارف دليلة .. وتؤكد الأنباء، أن هناك مخاوف كبيرة وجدية على حياته بسبب مضاعفات الأمراض التي أصابته، خصوصاً في ظل افتقاده الرعاية الصحية وعدم توفر الأدوية المناسبة داخل السجن.
أرجو ممن له صلة بالدكتور عارف دليلة إيصال الرسالة التالية إليه بأية وسيلة ممكنة:
سيدي المناضل الوطني الحر والشجاع البروفيسور عارف دليلة وزملائه المحترمين!
كل الحبّ، والاحترام، والتقدير، والامتنان لك ولزملائك في قلعة شموخكم.
إنني أعلم أن كل الكلام أجوف أمام شخصكم وتضحياتكم النبيلة في سبيل الحق، والعدالة، والحرية، وحضارة وتقدم مجتمعنا وشعبنا. كما أنني أقر بأنّ كلمات جميع لغات العالم لا تكفي للتعبير عمّا نكنه لكم من تقدير وحب وامتنان..
وللإيجاز أقول لكم: كما أنه لا يمكن دراسة تاريخ سوريا في العصر الحديث، ونضالها في سبيل الحرية والاستقلال من دون الأخذ بعين الاعتبار معركة ميسلون وقائدها المناضل يوسف العظمة؛ فإنّه لا يمكن أيضاً دراسة نضال الشعب السوري في سبيل الديموقراطية وبناء مجتمع متحضر له موقعه المرموق في العالم، من دون دراسة تضحيات المناضلين أمثال المحامي رياض الترك والبروفيسور عارف دليلة وآلاف المناضلين الآخرين الذين ضحوا بأغلى ما ليديهم في سبيل الحق والعدالة والحرية والديموقراطية والتمدن.
إن هذه المشاعر والآراء لا تمتلكني وحدي، بل ثقوا أنّ الآلاف من الموطنين يكنون لكم أصدق المشاعر، ويتجلى ذلك بالمطالبة الصادقة والدائمة بحريتكم التي ضحيتم بها في سبيلنا جميعاً.
اسمحوا لي أن أنحني احتراماً لكم جميعاً، وآمل أن نسعد بلقياكم أحراراً معززين مكرمين كما يليق بكم.
كم يحز بنفسي أنني أكتب إليكم، وأنا قابع في منزلي، وأنتم تعانون داخل السجن، في سبيل الحرية والديموقراطية، في سبيلنا جميعاً!
أتمنى أن تتجاوزوا حالتكم الصحية السيئة، وأن تتعافوا في أقرب وقت. أرجو منكم يا سيدي أن تتعافوا، لأن الوطن بحاجة ماسة لأمثالكم!
طرطوس ـ 12 كانون الأول 2003 المهندس: شاهر أحمد نصر
[email protected]