أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - زياد ماجد - عمال محليون على أقصى اليمين؟ عمال أجانب على أقصى اليسار؟














المزيد.....

عمال محليون على أقصى اليمين؟ عمال أجانب على أقصى اليسار؟


زياد ماجد

الحوار المتمدن-العدد: 117 - 2002 / 5 / 1 - 11:25
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    




انها المعادلة الغريبة الآخذة في التشكل في أوروبا (وفي معظم أنحاء العالم) منذ سنوات: جزء كبير من أبناء الطبقة العاملة (المحلية) يقترعون لمرشحي اليمين المتطرف، وجزء كبير من أبناء الطبقة العاملة (المهاجرة) يتظاهرون دعماً لقوى اليسار (غير الاشتراكي)...
المحليون يحمّلون المهاجرين الوافدين مسؤولية تردي أوضاعهم ويتوجهون صوب أقصى اليمين بحثا عن انتقام، والمهاجرون يعتبرون المحليين عنصريين وعدائيين لهم ويذهبون الى أقصى اليسار بحثا عن حماية.
علاقة إشكالية ومعقدة بين طرفين تراكمت فيها التناقضات وتداخلت العوامل السياسية والثقافية والاقتصادية، ولم تفلح النقابات والاحزاب ((التقدمية)) في استيعابها وتغيير طبيعتها. وثمة عاملان تأسست عليهما هذه العلاقة:
عامل تعاظم هجرة الفئات غير المؤهلة علميا ومهنيا من الدول الفقيرة الى الدول الاغنى بحثا عن العمل والارتقاء الاجتماعي، او عن الملاذ الآمن والضمانات.
عامل تزايد معدلات البطالة لدى مختلف الفئات في الدول الغنية المتلقية للهجرة (لا سيما لدى فئات الدخل الادنى) وتفاقم الفروقات الطبقية فيها نتيجة عمليات الخصخصة ودمج الشركات وتخفيض الموازنات والتقديمات الاجتماعية وسواها من إجراءات السياسات النيوليبرالية.
ومن هذين العاملين ايضا تناسلت سائر القضايا الاقتصادية والثقافية والسياسية:
العمال المهاجرون جاهزون لقبول اي عرض يقدم لهم لتأمين قوتهم بغض النظر عن قوانين العمل.
أرباب العمل يهددون عمالهم المحليين باستبدالهم بالاجانب وضرب المكتسبات الاجتماعية التي حققتها نقاباتهم ان فاوضوا على شروط عملهم ومستوى مداخيلهم.
ضواحي المدن تتحول تجمعات للمهاجرين من عائلات العمال وترتفع فيها حدة التوترات (كما بينها وبين المدن) وتتصاعد فيها الجريمة.
الفروقات الثقافية والقيمية بين المهاجرين والمحليين تتحول من مادة تغنٍّ بالتنوع وتسامح مع الاختلاف الى مادة تحريض عنصري او بحث انتروبولوجي او تحقيق صحافي تعريضي.
المحصلة: تصاعد العداء للأجانب، واختصار سبل البحث عن أسباب المشاكل لجوءا الى الحجج السهلة واتهام ((الآخر)) (مع امكانية عطف القضايا السياسية العالقة مع ((بلده)) على القضايا المعيشية المرتبطة بحضوره).
هكذا، يصبح المسؤولون عن مشاكل الفقر والبطالة والامن في الولايات المتحدة المكسيكيين والبورتوريكيين، وفي اسبانيا الكولومبيين والمغاربة، وفي فرنسا الجزائريين والافارقة السود، وفي ألمانيا الاتراك والاكراد، وفي إيران العراقيين والأفغان والاذريين، وفي استراليا ((الآسيويين))، وفي لبنان السوريين.
وهكذا يأخذ تقدم اليمين مداه: نقل التناقض الاجتماعي من الموقع الطبقي ((الداخلي)) الى الموقع غير الطبقي ((الخارجي))، وجرّ اليسار من معركة البرامج السياسية والاقتصادية معه الى معركة الانتصار لجزء من ضحايا التهميش والإفقار على جزء آخر!
  
اليوم، في الاول من أيار، يحتفل العمال المحليون والمهاجرون في العالم بعيدهم. مزيج من القلق والحزن والغضب واللامبالاة يسكن احتفال نقاباتهم.
ويشارك العمال اللبنانيون والسوريون والمصريون والسودانيون والاثيوبيون والسريلانكيون في الاحتفال في لبنان بصمت، وبعيدا عن استقبالات الاتحاد العمالي العام...
وحدهم العمال الفلسطينيون في مخيمات بيروت والمناطق لا يحتفلون. فهم جميعا عاطلون عن العمل، محرومون منه، كما من سائر حقوقهم المدنية...


©2002 جريدة السفير



#زياد_ماجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورتو أليغري الثانية: تحالف عالمي بين مواطنين وتجارب
- منتدى الفقراء)) يختتم أعماله بخلاصات: عولمة العدالة والنضال ...
- المنتدى الاجتماعي يدعو الدول الفقيرة إلى التمنع عن تسديد الد ...
- منتدى بورتو أليغري اليوم لبناء عالم آخر


المزيد.....




- الاتحاد المغربي للشغل يطالب بضرورة الاستجابة العاجلة للمطالب ...
- اي سياسية لغوية تضمن العدالة المجالية والتنمية البشرية
- وزارة المالية تعلن عن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024 للعامل ...
- بدء تطبيق زيادة رواتب المتقاعدين الجزائر لشهر يوليو استعلم ا ...
- التأمينات الاجتماعية توضح.. طريقة الاستعلام عن رواتب المتقاع ...
- حقيقة عمل الموظفين من المنزل يوم الأحد بقرار من رئاسة الوزرا ...
- رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان يطمئن: -المخزون ...
- وفد من الاتحاد العام التونسي للشغل يزور اتحاد عمال سلطنة عما ...
- وزارة التربية تدعو الاساتذة النواب الى التثبت في معطياتهم ون ...
- الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس : يوم اعلامي حول التوجيه الجامعي ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - زياد ماجد - عمال محليون على أقصى اليمين؟ عمال أجانب على أقصى اليسار؟