|
على ابواب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح....
يونس العموري
الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 11:09
المحور:
القضية الفلسطينية
بكثير من الحذر والترقب بات انتظار مسألة انعقاد المؤتمر العام السادس لحركة فتح... والذي بلا شك ان انعقاده اصبح اكثر من ضرورة ملحة واكثر من مسألة جوهرية ومصيرية في مسار العمل الوطني الفلسطيني على اعتبار ان حركة فتح تواجه العديد من التحديات والعقبات التي لا يمكن تجاوزها الا من خلال مؤتمرها العام... والذي سيشكل محطة مفصلية في تاريخ القضية الوطنية الفلسطينية.. وفي هذا السياق السؤال البسيط والطبيعي المطروح اليوم هل من الممكن انعقاد هذا المؤتمر...؟؟ في ظل تناحر وصراع التيارات المتنفذة داخل الإطار الفتحاوي عموما.. ؟؟ هذه التيارات التي اصبح لها ارتباطات على اكثر من وجه وصعيد حيث باتت تعبر عن ذاتها فيما يمكننا ان نسميه بمراكز قوى متصارعة داخل الجسم الفتحاوي... وعلى هذا الأساس فإنني اشكك في امكانية انعقاد مؤتمر فتح بسبب الخلافات السياسية بين تلك التيارات المتضاربة والمتصارعة وهو الأمر الذي بات ملمومسا وحقيقة واقعة لا يمكن لأحد ان ينكرها او يتجاهل وقائعها.... ولعل ابرز اوجه الصراع بالداخل الفتحاوي يتلخص اولا بحجم التناحر القائم ما بين الشخوص القيادية الفتحاوية ذاتها على اعتبار انه ما من جامع حقيقي اليوم بين مختلف هذه القيادات بصرف النظر عن مواقعها الأنية والحالية في الهرم القيادي لحركة فتح.... وهذا يعكس ايضا حالة الشرذمة التي تعيشها الأطر القيادية لفتح العاكسة بطبيعة الحال لحالة التنافر السياسي وما يمثله مثل هكذا تنافر... وبمعنى اخر ثمة صراع حقيقي دائر حول ما هية البرنامج السياسي الذي من المفروض ان يتبناه المؤتمر السادس حيث ان حقيقة وطبيعة البرنامج الفتحاوي العتيد من شأنه أن يحدث تحولاً جوهرياً في طبيعة الحركة من حركة تحرر إلى حزب سياسي يصراع من اجل السلطة والتربع على عرش الحكم الرسمي الفلسطيني.... وهو الأمر الذي ينذر بذات الوقت بنجاح سلخ حركة "فتح" عن تاريخها النضالي والتحرري وإلحاقها بما يسمى بتيار الإعتدال العربي الرسمي الممسك بزمام السلطة والمعادي بطبيعة الحال لمحور الممانعة والمقاومة في المنطقة العربية بشكل عام .... وهو ايضا ما يؤكده التراشق الإعلامي الأخير ما بين قيادات تسمي نفسها قيادية بالإطار الفتحاوي الأمر الذي يعطي مؤشرًا سلبيًا عما يمكن أن تنتهي له نتائج المؤتمر.... وهنا اجدني لا أبالغ إذا قلت إن المؤتمر السادس قد يكون محطة لبدء الانهيار الفعلي لحركة فتح وتفككها... اذا ما اعتبرنا ان مراكز القوى المتصارعة بداخلها ستحاول كل منها الإطباق وبالتالي السيطرة على مركز القرار من خلال حشد كل الإمكانيات في معركة السيطرة على الهرم القيادي لها في ظل ما يمكن تسميتها بالديمقراطية الداخلية والتي حتما ستنذر بكارثة السلخ والإنشقاقات الداخلية على قاعدة عدم التسليم بنتائج هكذا لعبة ديمقراطية اذا ما جاز التعبير.... وبالتحليل العلمي والعملي للواقع الفتحاوي اليوم نلاحظ ان ثمة تشاؤم لا يقف عند قيادات الحركة بل إن كوادرها باتت تخشى انهيار الحركة جراء ما تبدو عليه حالة القيادة الفتحاوية ذاتها حيث الإجماع بأن الحركة تمر بأسوأ مراحلها منذ انطلاقتها، وأن أبناءها لا يعولون على المؤتمر إلا في زيادة حدة الانقسام في صفوفها.... وهو الأمر الملموس في كافة الأطر القاعدية والمناطقية حيث تجري عمليات الإستقطاب بوتيرة متصارعة لتوسيع دوائر الأستزلام والولاء لهذا التيار او ذاك والتحشيد في معارك التجاذبات الداخلية على قاعدة امتلاك القواعد والكوادر المؤثرة في جسم الحركة..... لا شك ان الخلافات داخل الحركة "كبيرة وعميقة"، وتعكس الحالة السياسية والواقعية التي آلت اليها القضية الوطنية الفلسطينية ذاتها.... ويمكن تلخيص الوقائع الفتحاوية اليوم ببروز تياران بارزان مهيمنان على الحركة يتبادلان الإتهامات بالمسؤولية عن الإخفاقات التي تعرضت لها الحركة لاسيما هزيمة قوات الأمن التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في يونيو/ حزيران الماضي. والوجه الأخر لحالة الصراع تتمثل في أن أعضاء في اللجنة المركزية "يتخوفون من عقد المؤتمر السادس، وأن هذه القيادات تخشى حدوث تغيير جذري في اللجنة" كما أن بعض أعضائها لا يرغبون في التخلي عن "مناصبهم وامتيازاتهم". وفي هذا السياق فلا شك ان حركة فتح قد باتت ضحية للتيارين... الأول لا يهمه سوى البقاء في القيادة، والثاني يريد ابتزاز التيار الأول للعودة إلى القيادة والحصول على مناصب وامتيازات.... مما يعني وامام هذا التوصيف ان التياران باتا يشكلان عبئا وعبئا ثقيلا على حركة فتح مما يعني اختصار الحالة الفتحاوية برمتها بأطروحات شخوص كلا التياران مع الأخذ بعين الإعتبار ان كلا شخوص هذان التياران يشكلان ارقاما قيادية صعبة لا يمكن تجاوزهم وهو ما يعني استمرار حالة الشقاق والتنافر والصراع والتصارع الداخلي في فتح، مما سينعكس سلبا على اداء الحركة السياسي والتنظيمي وسيساهم في حالة الإنهيار وتعجيلها وارى في هذا السياق ايضا أن أطرافا عدة في المعادلة الفلسطينية ستستفيد من انهيار حركة فتح، وهي عديدة ومتعددة ولعل ابرزها حركة حماس الخصم الأساسي لفتح والمرشحة لقيادة العمل الوطني والسياسي على الساحة الفلسطينية خاصة أنها استعادت صورتها في الشارع العربي والإسلامي نتيجة الحصار الإسرائيلي والقتل اليومي في قطاع غزة"... كما ان التيار الليبرالي في الساحة الفلسطينية والممسك بمقاليد حكومة تصريف الأعمال اليوم والذي تتطلع رموزه وشخوصه لخلافة ارث فتح يهمهم وبقوة تصدع فتح ومعايشتها للحالة التشرذمية غير المعبرة عن حقيقة فتح واصالتها وواقع ادبياتها.... اخير اقول ان انعقاد المؤتمر في ظل الانقسام الحاد سيؤدي إلى انهيار فتح ونجاح مؤامرة تحويلها إلى حزب سياسي مجرد من العمل المقاوم والممانع ما سيؤدي إلى نهاية "أعظم حركة في تاريخ النضال الفلسطيني".
#يونس_العموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدكتور احمد المسلماني فارس العطاء يترجل....
-
في ظل السياسة الإسرائيلية لابد من انعقاد المؤتمر الوطني الشع
...
-
في أزمة الحكومة الفلسطينية....
-
وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....
-
قراءة بانورامية لمؤتمر انابوليس....
-
من قتل الرئيس...؟؟
-
نحو عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...
-
في محاولة فهم وقائع الإشتباكات ما بين حماس والجهاد الإسلامي.
...
-
القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....
-
حول دعوة وزير الأوقاف المصري لزيارة القدس
-
للقدس... وعلى القدس... وفي القدس....
-
اسئلة برسم فوضى السجال السياسي الفلسطيني....
-
المجزرة المتواصلة ....
-
في عبثية القتل والضرب وفعل صلاة العراء لابد من الرحيل....
-
تعويذة للمحرومين....
-
تعليقا على دفع الغرامات المالية للمعتقلين في غزة....
-
عشاق العتيقة في حضرة فخامة السيد الرئيس....
-
في تحليل إستطلاع الرأي لمركز القدس للإعلام والاتصال ( JMCC )
...
-
الأطروحة السلامية الإسرائيلية في ظل التشكيك الفلسطيني بشرعية
...
-
في تناقضات تصريحات الرفيق حواتمة والنظام السياسي العام ....
المزيد.....
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
-
زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
-
خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا
...
-
الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد
...
-
ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا
...
-
وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا
...
-
-فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|