فشل القومية العربية

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2205 - 2008 / 2 / 28 - 10:41
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

في بداية الستينات من القرن المنصرم كتب آرنولد توينبي 1963 تقريبا كتابا بعنوان : النيل والمجر , وترجمه العرب تحت عنوان : القومية العربية قادمة , أو بهذا المعنى على ما أذكر وقد تنبأ بإقتراب العرب من الوحدة القومية في عام 1973م .

وكتب بعد إنتهاء الغزو العراقي الغاشم للكويت رئيس تحرير مجلة العربي :محمد الرميحي ,كتابا كان قد ذكر في بدايته عن موضوع توينبي وفشل توقعاته السياسية بدليل أن الفجوة بين العرب لم تنكمش بل على العكس زادت الفجوة بينهما قبل غزو العراق للكويت وبعد الغزو .
إن القومية العربية مشروع فاشل جدا ولا يمكن تحقيقه لأن التعددية الفكرية والسياسية داخل الدولة الواحدة في حالة صراع مستمر .

وحتى على صعيد العائلة الممتدة هنالك فجوة تتسع بسبب عوامل التفتت العشائري , فإذا كانت العشائرية تتفتت بفعل عوامل تقدم المجتمع المدني فكيف ستتحقق القومية العربية .
هنالك كتاب ساذجون يقولون أن في الأنظمة العربية وحدات متجمعة ومن بينها :
اللغة .
الدين .
وكنا في أيام الدراسة نقرأ قصائد عن الوحدة العربية :
في طريق الشمس عودي وأعيدي
عزة الشرق على كل الوجود.
وغيرها من القصائد التي ترى أيضا أن العودة للغة الكلاسيكية ستعيدنا إلى أيام مجدنا ويجب أن نحييها وأذكر قصيدة حافظ إبراهيم بهذا المعنى :

رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي
وناديت قومي فحتسبت حياتي
وهذه أساطير قديمة فالدين لا يمكن أن يوحد العرب بل على العكس يزيد من تقهقرهم وبعدهم عن بعضهم البعض بدليل أن السنة مختلفون بينهم وهنالك السلفية مختلفون مع رجال الدعوة والصوفية والوسطية , والأحزاب الإسلامية تخطأ بعضها بعضا والشيعة تكفر السنة والسنة تكفر الشيعة , والشيعة تكفر بعضها بعضا ,والنصف الأول من العالم الإسلامي يدعي أنه في الجنة وأمواتهم في سبيل الوطن في الجنة وأموات الشيعة في النار .
والنصف الآخر يرد على النصف الأول و يقول أن النصف الأول كافر ملحد ولا توجد سنة وإن السنة نظام سياسي إبتدعه الأموييون من أجل سرقة الخلافة من الرسول ويقول الشيعة : إن قتلانا في الجنة وهم بمجرد إستشهادهم يدخلون الجنة ومعهم مفاتيحها ولن يسمحوا للسنة بدخولها .
والسنة تدعي أن الأساطير الفارسية دخلت في الإسلام وتشوه دينهم وتفرقوا على بضعن وسبعين شعبة كلها في النار إلا الفئة الناجية .

والشيعة تقول : إننا نحن الفئة الناجية وآخر شراب شربه بن عمار بن ياسر هو ش راب اللبن وقال النبي إن ياسر تقتله الفئة الباغية وآخر شراب يشربه هو اللبن , وسقط عمار في موقعة الجمل وقتلته الفئ ة الباغي ة من السنة وجيش معاوية .
وتقول فرق أخرى من الشيعة تكفر بعضها بعضا : إننا نحن الحقيقة والصح وباقي الفرق كاذبة وعميلة للشيطان الأكبر .
إن الوحدة الكبرى بين العرب من الإستحالة تحقيقه نظرا أيظا لتشعب إنتمآتهم العرقية وولآتهم السياسية الأجنبية .
إن الوحدة العربية كانت تتحقق أيام ماكانت تتوحد العشيرة والقبيلة وحتى في هذا شكوك فحروب الردة تثبت عدم التكتلات العربية وإذا إعتبرنا أن الوحدة كانت قائمة فإنها اليوم في ظروف مختلفة جدا فكل شيء تفتت بدأ من العائلة النووية وإنتهاءا إلى العائلة الممتدة

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات