أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - الحجاب السياسي واثره في تخلف المرأة المسلمة والمجتمعات الاسلامية














المزيد.....

الحجاب السياسي واثره في تخلف المرأة المسلمة والمجتمعات الاسلامية


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوعي العام لدى افراد المجتمع ومستوى تطوره , ومن ضمنها الافكار السائدة والعقائد والقيم هو الذي يقررالعادات والتقاليد بصورة عامة ومنها الزي واللباس . ولما كان المجتمع يتطور ويتقدم الى الامام فتتطور اذن عاداته وتقاليده , فتختفي بعض التقاليد والعادات وتظهر اخرى وقد تكون مكتسبة من مجتمعات بشرية تقدمت على غيرها , عن طريق العلاقات والاتصالات بين البشر. واذا جئنا الى مسالة الحجاب السياسي واقول سياسي لانه صدر بأوامر سياسية لحكام الاسلام السياسي وله اهداف سياسية اسلامية مذهبية يخص هذا المذهب نوع من الحجاب ويخص المذهب الاخر نوع اخر. انه لباس مقيد لحرية المرأة المسلمة واجبارها على ارتدائه من قبل الاهل ورجال الدين الذي تسيسوا اخيرا واشتغلوا بالسياسة وتركوا الدين الا ما يخدم مصالحهم السياسية . ففي العراق كانت العباءة رداء المرأة الجميل في الريف عموما , واقل انتشارا بعض الشيء في المدينة, وهو امر طبيعي مقبول لا يؤشر الى أي هدف سياسي او ايديولوجي , ودرجة الالتزام به تعبر بصوررة عامة عن المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للمرأة وعائلتها وقدرتها على التحرر من التأثير الاجتماعي العام للمجتمع الذي تعيشه . ففي اواخر الخمسينات ومع بداية التحرر الاجتماعي والثقافي الذي عاشه العراق وعموم المنطقة العربية ازدهرت المرأة في وعيها وتحررها وانتشرت المطالبة بحقوقها في الحياة ومن ضمنها حريتها في اختيار لباسها , ودعوتها لتجاوز كثير من المعوقات الاجتماعية البالية , فأنتشرت ظاهرة السفور بين البنات والنساء ابتداء من طالبات المدارس والجامعات , وانحسرت في المدينة قليلا ظاهرة ارتداء العباءة في المدينة ,ولكن بعد ظهور الاحزاب السياسية الاسلامية في الستينات , برزت ظاهرة الحجاب الذي اخذ تعبيرا ايديولوجيا وسياسيا معينا تفشى بشكل غريب بعد تغيير النظام السياسي في ايران في اواخر عام1979واجبرت النساء في ايران من قبل النظام السياسي الجديد على ارتداء الحجاب بشكله المعروف من قبل جميع النساء والبنات ومن عمر التسعة سنوات , وشكلت لجان من الحرس الثوري الايراني لمراقبة الحالة واجبار النساء على ارتدائه, وستتعرض للعقوبة كل من تعارض او ترفض . وانتشرت الظاهرة في المجتمعات العربية والاسلامية , وكان حلقة اخرى اضافية الى حلقات التخلف التي يعاني منها مجتمعنا العربي والمجتمعات الاسلامية الاخرى . واكبر مثال على ذلك ايران التي يحكمها الاسلام السياسي منذ ثلاثين سنة , لم تتطور في أي مجال بما يناسب خيراتها البشرية والمادية الهائلة , بل تقهقرت حضاريا عما كانت عليه في زمن الشاه وانشغلت حكوماتها بامور سطحية لا تمس التطور والتقدم في جوهره رغم الغنى الذي تتمتع به ايران والعقول العلمية والثقافية التي تعيش في الخارج . ونلاحظ في العراق نفس الحالة , فالتركيز يكون على قشور الدين ومظاهره اكثر من الانتباه الى جوهره. فالحجاب اصبح العلامة المميزة لعمق التخلف الذي تفرضه احزاب الاسلام السياسي على المجتمع , وخاصة النساء. فالتي لا تتحجب تقتل , وقتلن المئات فقط في مدينة البصرة . الحجاب هو رمز سياسي قسري يفوق أي شعار سياسي اسلامي , واية صورة لزعيم ديني . القصد منه الابقاء على المرأة متخلفة ومتأخرة , تخدم الرجل فقط في البيت وتشبع رغباته الجنسية كزوجة او زوجات . والاسلاميون ينظرون الى المرأة كجنس وكعورى , عليها ان تحافظ على عورتها , وهذه العورى اتسعت ولم يبقى منها الا ثقوب للعينين ترى منها النور الذي احجب عنها . فأذا كانت قريش تؤد البنات قبل الاسلام , فالاسلاميون السياسيون في عصرنا هذا يحجبون النساء اكراها , وهو ؤد مستمر طيلة حياتها , لا تستطيع ان ترفضه او تعترض عليه . عندما تلبس الحجاب طفلة في التاسعة من عمرها, فأنها اصبحت مكلفة وملتزمة بجميع الممنوعات , وليس لها حرية في امورها وعندها يتوقف عقلها عن التفكير الذاتي وتصبح تابعة للاوامر والتعليمات , والخوف يسيطر عليها من كل جانب , لان كل دافع ذاتي متحررلها يعتبر معصية للاب او الاخ او الزوج , وبالنتيجة فهو معصية لله.. يقتلون نصف مجتمعنا بالسلاح والنصف الاخر بالحجاب السياسي والفكري. لم نرى محجبة تقترح او تناقش في برلمان او قاعة اجتماع . فكيف تعترض وكيف تدافع عن حقوقها؟ اختفن تلكن النساء رافعات الهامة والصوت في سبيل حقوقهن, ولم نرى واحدة لا في التلفزيون ولا في الشارع ولا في قاعة اجتماع . نساء محجبات يتخذن موقعا ثابتا لا يتغير في قاعة البرلمان , لا حديث لهن ولا رأي ولا تصريح يصدر من افواههن, ومعاناتهن تفوق الخيال وتمتد عبر الأجواء والمدارات. انا لا اقول ان سبب تخلفنا هو فقط الحجاب ولكنه زي مكروه , تكرهه المرأة نفسها كمن تكره الزواج عليها من اخرى يقرها الدين والمذهب , فهي لا تحب التقيد والانطواء المرأة اكثر شوقا للحرية والتحرر من الرجل , اذا اعطيت ولوخيطا من حقوقها وفي مقدمة ذلك الحرية . العكس حصل بعد الاحتلال وتسلط الطائفية السياسية.. لا شيء من حريتها بل كل شيء ضدها , ابتداءا من تحجيب بنتها ذات التسعة سنوات.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما فائدة النقد الذاتي بعد فوات الاوان
- سقوط النظام واحتلال العراق ..طبيعة الصراع ومستلزمات المرحلة
- عجيب امر بعض اطراف اليسار العراقي
- من اجل الدولة الديمقراطية المدنية في العراق نتحاور2
- من اجل الدولة الديمقراطية في العراق نتحاور /الهدف من الكتابة ...
- بالوحدة يعوض اليسار الفلسطيني عن فقدان ابرز قيادييه
- لا تتشككوا ولا تيأسوا.. بل اعملوا فأنتم وطنيون
- الى اهلي واحبائي في العراق... و (مدنيون) / مهمات اليسار والق ...
- دعوة مخلصة الى الشيوعيين والوطنيين الاحرار
- دور الحركة الكردية القومية في بناء الدولة الديمقراطية في الع ...
- متى يتجاوز اليسار العراقي التقليدية والديماغوجية
- هل ان ايران تدافع عن مصالحها؟؟ ام تتدخل في العراق؟؟
- الاخ سامان كريم يعبر عن موقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي ب ...
- حوار صريح مع يساري صريح..في سبيل التعاون من اجل بناء الدولة ...
- الظواهر الدينية والاغراق في اللاوعي
- ;وتتعالى الاصوات في سبيل وحدة اليسار والتعاون المشترك بين ال ...
- مؤتمر حرية العراق اثلج صدر العراقيين... والاستاذ ياسين النصي ...
- فلنحول بصيص الامل الى لهب ثم شعلة../ رسالة مفتوحة الى الاستا ...
- ملاحظة حول اتفاقية الجزائر 75
- دعوتان مباركتان ولكنهما يحتاجان الى مبادرة عملية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي الحراك - الحجاب السياسي واثره في تخلف المرأة المسلمة والمجتمعات الاسلامية