أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عصام شكري - النفاق السياسي للغرب حول -النسبية الثقافية- وحقوق الاطفال في الاوساط والعوائل الاسلامية














المزيد.....

النفاق السياسي للغرب حول -النسبية الثقافية- وحقوق الاطفال في الاوساط والعوائل الاسلامية


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 681 - 2003 / 12 / 13 - 05:04
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تحت مسميات متعددة، تنشط حكومات الغرب في ترسيخ سياسة العزلة الاجتماعية والتهميش ضد " المهاجرين" من الدول المبتلاة بالاسلام. وتحت غطاء احترام التعددية الثقافية والنسبية الثقافية واحترام حقوق الاقليات في التعبير عن "ثقافاتهم" الى غير تلك من المفاهيم الرجعية المعادية للانفتاح على المجتمع والمرسخة للـ" كيتووزم"*، تنشط تيارات اجتماعية رجعية جداً في اضطهاد الاطفال وقمعهم. فالاطفال وخصوصاً الفتيات في التجمعات  والاوساط التي ينخر في جسدها الاسلام وتعشعش فيها الرجعية الاسلامية يعانون معاناة فظيعة من وطأة فرض التقاليد والعادات الاسلامية عليهم. ان الفتيات الصغيرات يعانون*1 من فرض الحجاب عليهم وهم باعمار7 سنوات او اقل. ويعانون من المعاملة القاسية والاستغلال والاعتداء الجنسي من قبل  البالغين (بما يسمى الزواج) والضرب والحرمان من المشاركة مع اقرانهم من الاطفال الاخرين في اللعب وممارسة الرياضة والفعاليات من قبل اقرابائهم وعوائلهم. كما ان الفتيات خصوصاً ومن اعمار صغيرة يحجرون في المنازل بلا اي فرصة للخروج والالتقاء باقرانهم ويخضعون للقوانين الاسلامية فيما يتعلق بالسلوك والعادات الاجتماعية ويخدمون الكبار من افراد عائلاتهم بالاعمال المنزلية المرهقة من تقديم الطعام والتنظيف. انهم يحرمون من مشاهدة التلفزيون واللعب بالكومبيتر ويمنعون من قراءة الكتب والقصص وحتى ممارسة الرسم وسماع الموسيقى ناهيك عن الرقص. واجتماعياً فان هؤلاء الاطفال يعانون اشد المعاناة من انعدام الحياة وهم في اكثر سنينهم شغفاً بالحياة. ان الكثير من الفتيات يضطرون مرغمين الى الانزواء معانين من الخوف والاحساس بالمهانة والضعة والرعب من الوقوع  "بالخطأ".
ان سياسة الارهاب التي يتبعها الاسلام على الساحة السياسية والاجتماعية في الدول المبتلاة بالاسلام، تجد لها رديفاً دقيقاً في سياسة ارهاب الاطفال في المناخات التي تسيطر عليها الطقوس الاسلامية غير الانسانية في الغرب، كالمنزل والمدرسة. ان فرض الحجاب على الاطفال وضربهم واهانتهم و انتهاك حقوقهم ومعاملتهم على اساس كونهم خاضعين لعوائلهم واقاربهم وبلا شخصية، يجب ان تحرم قانوناً.
يجب ان يعامل الاطفال بكل ما تستحقه طفولتهم من احترام للكيان الانساني.  يجب الا يسمح للطقوس والعادات والتقاليد الدينية الشاذة وغير الانسانية والمترسخة بحكم التكرار لمئآت السنين في ان تفرض عليهم وتخنقهم وتدمر انسانيتهم. على المجتمع ان يضمن حقوق الاطفال ومن واجبه الدفاع عنهم من اي انتهاك لحقوقهم العالمية. ليس هناك ما يسمى "بالحجاب الاجباري للفتيات". هناك حجاب وحسب. حجاب اسلامي طقوسي يفرض من قبل الاهل وخصوصاً ذكور العائلة بالرغم من مشيئة هؤلاء البشر العاجز عن الدفاع عن حقوقه والمستلب لضعفه وحاجته للرعاية. يجب على المجتمع ان ينهض بمسؤولياته للدفاع عن هذه الشريحة المنتهكة لافراده.
ان الحكومات الغربية مدانة فيما يخص تشريع قوانين النسبية الثقافية والتعددية الثقافية وغير ذلك مما يسمى الهويات المتعددة تحت شعار الديمقراطية. اي ديمقراطية تبيح اضطهاد الاطفال وسلبهم حق العيش كبشر مندمج مع المجتمع بلا قيود؟ أي ديمقراطية تبيح اغتصاب الفتيات في التاسعة من اعمارهم؟ اي ديمقراطية تسمح بضرب واهانة الاطفال وحبسهم في البيوت؟ اي ديمقراطية توافق على ارعابهم بالخرافات الدينية التي تنضح بقصص الرعب والسادية عن عقاب "الاله العادل"؟ اي ديمقراطية ترضى بزجهم بالمدارس الدينية وملئ رؤوسهم بالخرافات والتعصب "لدينهم" بدلاً من العلم وحب الانسانية؟.
وداخل تجمعات "المهاجرين" هنالك بالطبع التيارات الرجعية وتحت مسميات متعددة، بعضها يتستر باسماء   " يسارية" وديمقراطية الا انها في الحقيقة رديف " محلي" وعميل لسياسة حكومات الغرب التي يعيشون فيها. نرى العديد من التيارات الناشطة في الغرب والتي تعرف نفسها كمعارضة و"علمانية" وتقدمية هي في حقيقة الامر يسارية مزيفة*2 .  ان الشلة اياها من "اعداء الامبريالية" اللدودين يقومون بممارسة النفاق السياسي والبروباكاندا داخل اوساط الجاليات المبتلاة بالاسلام ويقولون ان ليس هذا هو الاسلام الصحيح في محاولة للحفاظ على الاسلام من الهجوم والنقد.  يروجون للنسبية الثقافية والموازييك "مابعد الحداثي" ويطنبون في الحديث عن ديمقراطية التعبير عن "الهوية" والكيان الثقافي للانسان وكون الاسلام هوية الانسان. ان الانسان هو اقل ما يشغل بالهم االمضطرب يالبحث عن ارضية سياسية صلبة ومصالح في تلك الدول. ان تبعيتهم للحكومات الغربية هو الذي يدفعهم الى تبني مواقف "النسبية الثقافية"، مما يؤدي الى تقوية القوى الرجعية الاسلامية داخل اوساط العوائل المهاجرة. تلك الفئآت تقوم بالمقابل بدفع الاموال لهؤلاء لينشطوا "ضد الامبريالية الامريكية" وليعيدوا انتاج نفس البضاعة الفاسدة.

الاطفال بحاجة الينا. يجب على العلمانيات والعلمانيين فضح هذه الممارسات وتعريتها للمجتمع. يجب ان نندفع وبقوة لتبني هذه المواقف. ليس هنالك من سبيل لاقرار حقوق الاطفال الا بالتصدي الحازم والجسور لممارسات الاسلام داخل اوساط المهاجرين في الغرب وكشف القوى المنافقة الداعمة لها على اوسع نطاق. يجب دفع حكومات الغرب لالغاء  قوانين "النسبية الثقافية" المعادية للنساء والاطفال.
_________________________________________________________________
*كيتووزم: مأخوذة من الانكليزيةghetto  بمعنى احياء المهاجرين او الملونين الفقيرة المكتظة والمعزولة عن المجتمع.
*1 سالغي شخصياً من الان فصاعداً استعمال ضمائر المؤنث في كتاباتي العربية لتأكيد مفهوم المساواة بين الجنسين.
*2 phony leftist



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع في العراق صراع مفاهيم ام تيارات اجتماعية؟
- هل تقبل الشبيبة باقل من حريتها الكاملة؟
- اتحاد العاطلين وسيلة نضالية بيد عمال العراق
- الاحتجاجات الجماهيرية وازمة الادارة المدنية الامريكية
- بوش والهــدف الاخلاقــــــــــــي للحـــــــــــرب!!!
- يجب منـع هذه الحرب بكل الطرق
- أسئلـــــــة للجنرال باول
- الطليعة الجسورة لقوى الانسانيـــــة
- بالمرصاد لمن يتاجر بأرواح العراقيين
- احمد الجلبي وهزيمة الباب الخلفي
- سقوط الاقنعةٌ- ردٌ على الكاتب علاء اللامــــي
- ردي على رسالة السيد صاحب الطاهر في موسوعة النهرين بخصوص من ...
- خسرنا البارحة قائدنا الكبير منصور حكمت
- "الرفع الفوري وغير المشروط للحصار عن العراق"


المزيد.....




- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عصام شكري - النفاق السياسي للغرب حول -النسبية الثقافية- وحقوق الاطفال في الاوساط والعوائل الاسلامية