أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عائد صاحب كاظم الهلالي - السلوك الحضاري والمجتمع المدني في افكار هيجل














المزيد.....

السلوك الحضاري والمجتمع المدني في افكار هيجل


عائد صاحب كاظم الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 11:12
المحور: المجتمع المدني
    



ان الموقف العام والروح الجماعيه التي تميز الحياة السياسيه في مجتمع متمدن هي سلوك حضاري؛ويعني هذا اهتماما بالغا بمصلحة المجتمع كله وحرصا على الصالح العام.والانسان المتمدن؛عندما يتعين عليه ان يتخذ قرارا ويتصرف في موقف يحتدم فيه نزاع؛ويجب عليه ان يفكر بالمجتمع المتمدن كهدف لالتزاماته؛ وليس بافراد عائلته او قريته او حزبه او مجموعته العرقيه او طبقته الاجتماعيه او مهنته. ان المجتمع المتمدن والديمقراطيه الليبراليه يتدخلان لكنهما لا يتطابقان. ويضم المجتمع المدني مؤسسات الديمقراطيه الليبراليه لكنه يضم ايضا نمط حكم معين؛ وهذا يعني سلوكا حضاريا لايمكن ان تزدهر هذه المؤسسات بدون. ولااعتقد ان اي مجتمع يمكن ان يصبح مجتمعا متمدنا بالكامل؛ لكن من العسير وجود مجتمع متمدن اطلاقا حينما يفتقر الى سلوك حضاري وعلاقات تدعمه. فهناك قدر من السلوك الحضاري لاغنى عنه لبقاء المؤسسات الليبراليه. فاذا لم يكن هنالك مجتمع من النوع الذي نصوره هنا. فلن تكون الحكومه خاضعه لاي سلطه اعلى؛ ولا لااي قواعد تتجاوز قوانينها الوضعيه. والمجتمع الشمولي- التوتاليتاري هو نقيض المجتمع المتمدن.
لم يخلق السلوك الحضاري علماء اجتماع ليبراليون او ديمقراطيون ؛ كما لم تظهر فكرة السلوك الحضاري لااول مره في ممارسات مؤسسات شبه ليبراليه في القرن التاسع عشر ومؤسسات شبه ديمقراطيه انظمت اليها فيما بعد. والمجتمع المتمدن يماثل المجتمع الديمقراطي في نواحيه السياسيه ويماثل مجتمع التعدديه ذي الارتباطات الطوعيه والشركات الخاصه من نواحيه الاخرى. كما ان المجتمع المتمدن يستلزم حرية التعاقد واقتصاد السوق؛ وفي هذا الصدد؛ تعتمد فكرة السلوك الحضاري اعتمادا وثيقا على سمه استسيه ( مجتمع متمدن) كما صوره هيجل؛ وهي: الملكيه الخاصه للممتلكات في اقتصاد السوق وحرية التعاقد وتنظيم اقتصاد السوق حولهما هي شروط ضروريه للسلوك الحضاري في المجتمع. وبالنظر الى السلوك الحضاري والسوق نظره سطحيه.فانهما يبدوان متناقضين- فاحدهما غيري والاخر اناني؛ والاول شامل والاخر حصري- لكن كلا منهما يعتمد على الاخر اعتمادا تبادليا في الحقيقه. فمجهولية السوق نفسها؛ وتجاهله النسبي لما هو اساسي وشخصي؛ شرط ضروري لتوسيع الوعي الذاتي حتى يشمل اشخاصا مجهولين وغير ظاهرين للعيان.(فالتسلسل الهرمي الذي يزعم بانه اقتصادت مخططه اسفر عن انه معاد للسلوك الحضاري اضافه الى انه نظام مخرب للاقتصاد).
ومن الطبيعي ان بعض القيود على حق استكمال الملكيه الخاصه والتصرف بها؛ والى حد يصعب تحديده تتلائم مع السلوك الحضاري. لكن قيودا كتلك؛عند تجاوز ذالك الحد تضل مصدر ضروري لهذا السلوك. فقد اعتقد البعض ان الغاء الملكيه الخاصه في البلاد الشيوعيه شرطا لا غنى عنه لتطوير مجتمع متمدن تطويرا شاملا. ولكن الواقع اسفر عن انه عكس ذالك تماما. فقد اصبح من المستحيل صياغة حكم مستقل؛ فاجبر الغاء الملكيه هذا الحكم على ان يدخل عالم السريه ويستاصله؛ويمنعه من ان يعبر عن نفسه بحريه منعا باتا. كما الغى مؤسسات المجتمع المدني. واصبح حكام المجتمعات الشيوعيه من بين اقل التاس الذين يسلكون سلوكا حضاريا في تاريخ العالم؛ المجتمع الليبرالي هو مجتمع وعي ذاتي جماعي شامل. فمن الطبيعي ان يشيخ اي مجتمع يحمل هذ القدر المعين من الوعي الذاتي الجماعي؛ وبحد ادنى من السلوك الحضاري الذي قد يتبينه من وقت لااخر؛في دائرة المستشارين والعلماء المحيطين بالحاكم في انظمة الحكم الملكي والامبراطوري؛ بالرغم من ان لمؤسسات المجتمع المدني وجود بدائي جدا في مجتمعات كتلك.
ان لوعي الذاتي الجماعي عنصرا متاصل على الاقل بين جزء من السكان يشارك في هذا الوعي. ويصبح الوعي الذاتي الجماعي سلوكا ؛ حضاريا ليس فقط حينما يشترك ويشارك فيه قسم كبير من السكان؛ بل كذلك حينما يحدد على الاقل حدا ادنى من الكرامه لقطاعات مختلفه من السكان الذي يشملهم هذا الوعي.فلا بد ان يكون الحد الادنى من الدخل مرتفعا الى حد كاف يسمح بمنح اصحاب هذه الدخول؛ وفي قطاعات المجتمع المختلفه؛ حدا اساسيا من الكرامه المعنويه. ووراء ذالك الحد من الكرامه المعنويه؛ قد يعترف بوجود فروقات في قيمة الدخول ؛لكن المهم هم ان يكون السكان المشار اليهم مشمولين ضمن هذا الوعي الجماعي؛ وهذا النوع من شمولية وعي كافة سكان المجتمع تقريبا حتى وان كان على درجات غير متساويه؛ هو خاصه اساسيه من خصائص المجتمع الحديث الان. فمراكز السلطه في الماضي لك تفكر اطلاقا بمحيطها من السكان كثيرا الا عندما كانت تريد ان يستتب الهدؤ بينهم وتحولهم الى سكان مطيعين ؛ ومنتجين للمواد الغذائيه والى مصدر للطاقه البشريه العسكريه.
عائد صاحب كاظم الهلالي



#عائد_صاحب_كاظم_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس لوكربي
- الاطر التي تجعل من الحزب ديمقراطيا
- الاحزاب السياسيه وكيفية الانتقال الى الديمقرطيه
- اليسار العراقي وعلاقته بالتيارات الاخرى الجزء الاول الشيعه ح ...
- اليسار العراقي وعلاقته بالتيارات الاخرى الجزء الاول الشيعه ح ...
- اليسار العراقي وعلاقته بالتيارات الاخرى . الجزء الاول الشيعه ...
- النار اخر الحلول
- وأد النساء مرة اخرى
- الحوزه اخر من ينطق
- واعقدوا من الاتفاقات مثنى وثلاث ورباع
- تاريخ العراق المؤسساتي 1933_1958
- الدبلوماسيه العراقيه وتصريحات الساسه
- جنوب العراق الامن والعمامه في مهب الريح
- قلنا هاتوا برهانكم
- مسؤولية من ؟؟


المزيد.....




- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
- اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عائد صاحب كاظم الهلالي - السلوك الحضاري والمجتمع المدني في افكار هيجل