أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وعد العسكري - تعلم اللغات الأجنبية















المزيد.....

تعلم اللغات الأجنبية


وعد العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 07:40
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تمهيد :
يقصد بتعلم لغة أجنبية أن يكون الفرد قادراً على استخدام لغة غير لغته الأولى التي تعلمها في صغره أو كما يطلق عليها اللغة الأم ، فهو قادر على فهم رموزها عندما يستمع إليها ، ومتمكن من ممارستاها كلاماً وقراءة وكتابة ، ويكون تعلم اللغة الأم على مستويين أولهما : استقبال هذه اللغة وثانيهما: توظيفها . أما بالنسبة إلى الفرق بين اكتساب اللغة الأولى والثانية فيقصد بها مجموع العمليات النفسية والتربوية لتي تسهم في تنمية قدرة الطالب على ممارسة المهارات اللغوية المختلفة طبقاً لمستوى معين من الأداء ، وتنقسم هذه العمليات إلى قسمين رئيسين: أولهما يتعلق بالجوانب النفسية الخاصة بالدارس ـ المتعلم ـ وثانيهما يتعلق بالجوانب لتربوية الخاصة بالمعلم .
( طعيمة ، 2000 ، ص 241 ـ 243) .
ولقد أدت طريقة علماء الانثروبولوجيا إلى إدخال فلسفة جديدة عن وسائل تعليم اللغات الأجنبية وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية حيث كانت القوات المحاربة منتشرة في أرجاء العالم ، وكان لابد لهذه القوات أن تتفاهم مع أهالي المناطق التي تسيطر عليها وأن تتعلم لهجاتهم ولغاتهم لذلك طبقت طريقة علماء الانثروبولوجيا وأساسها التفاهم المباشر مع استبعاد القواعد النحوية المعقدة واختصارها ، وإن تطوير اللغات الأجنبية أو الثانية يجب أن يمر بعدد من المراحل لكي تستطيع أن تصل إلى المستوى المطلوب من خلال ما يأتي :

1ـ المتطلبات الحضارية :
ففي البلدان النامية فأن تعلم وإجادة اللغات الأجنبية قراءة وكتابة وحديثاً يعينها على فهم المؤلفات والمراجع العلمية اللازمة لتطوير البلاد حضارياً أو الاتصال بمن تستعين بهم من خبراء الأمم الأخرى في هذه الميادين ، والواقع نحن حين نتعلم اللغات الأجنبية فأن دوافعنا تكون متعددة الزوايا ، فقد تنشأ هذه الدوافع بتأثير ظروف خاصة أو مطالب اجتماعية معينة .
( السجل العلمي ، 1980 ، ص22)
2ـ الوفاق العلمي :
في الماضي كان الكتاب هو الوسيلة الأولى لتعلم اللغة الأجنبية وكانت الطريقة المتبعة هي الترجمة التي يقوم بها المدرس في الصف الدراسي ، لكن الموقف تغير بعد ذلك تغيراً شاملاً حين قربت صلات الأمم بغيرها في كل مجالات الحياة في ظل تطور الاتصالات الحديثة .
3ـ أعداد الطلبة :
التزايد الكبير في أعداد لطلبة الذين يتعلمون اللغات الأجنبية ، جعل من الضروري إعادة النظر في طرايق تدريسها .
4ـ التقدم التكنولوجي :
شأنه شأن كثير من مظاهر الحياة العصرية ، أسهم كثيراً في تطوير طرائق التدريس الحديثة والوسائل الفنية كالأفلام والأشرطة والأسطوانات ، فضلاً عن مختبرات اللغة وأجهزة الحاسوب والانترنيت وغيرها من الوسائل السمعية والبصرية التي تساعد وتحث على تعلم اللغات الأجنبية .
( إبراهيم ، 1987 ، ص28)

5ـ التطور التربوي :
إن التربية تتأثر تأثراً مباشراً أو غير مباشر بفلسفة المجتمع وفي ضوء ذلك تكون طريقة التدريس التي تستخدم وسيلة لتحقيق الأهداف التربوية تتأثر بهذه الفلسفة أيضاً ، ومن ناحية أخرى فأن تطبيق هذا التفكير النظري على اللغة وتعلمها قد ساعد علماء التربية من ناحية على مواجهة الضرورات أو المتطلبات الاجتماعية والثقافية .
( عيد ، 1965، ص 206 )
نظريات تعلم اللغات الأجنبية :
1ـ نظرية التطابق :
يرى أصحاب هذه النظرية إن اكتساب اللغة الأم وتعلم اللغة الأجنبية عمليتان متطابقتان أصلاً وليس هناك أي تأثير للغة الأم في تعلم اللغة الأجنبية ، وأن أتباع هذه النظرية يساوون بين اكتساب الإنسان للغته الأم وتعلمه اللغة الأجنبية ، وهذا الرأي تنقصه الدقة العلمية ، لأن هناك فرقاً كبيراً من الناحية النفسية واللغوية بين الطالب البالغ والطالب غير البالغ .
( قفيشة ، 1985 ، ص97 )
أما الرأي الثاني فهو أنه ليس هناك تأثير للغة الأم في تعلم اللغة الأجنبية ، وأجريت فيه كثير من الدراسات ؛ إذ توصل بعضها إلى نتيجة تقول إنه لا تأثير للغة الأم على الإطلاق في تعلم اللغة الأجنبية .
( المعموري ، 1983 ، ص155) .
في حين وجد بعضها أن هناك أثراً للغة الم يكون بين ( 25% و 50%) ، ويظهر في بعض الأخطاء التي يرتكبها الطالب وهذا ما يتنبأ به التحليل اللغوي المقارن بين اللغة الأم واللغة الأجنبية .
( Kharma , 1972, p., 21)
ومن هنا يظهر موقفان متناقضان : الأول ينفي تأثير اللغة الأم ، وهذا الموقف فيه كثير من التخبط بسبب خطأ في تنظيم تجاربه التي أعتمد عليها وفي طريقة إجرائها .
أما الموقف الثاني فأنه يبدو أقرب إلى الصواب ، إذ يؤيد تأثيرها لذلك فأن الموقف الثاني هو أكثر قبولاً لدى كثير من الباحثين ؛ لذلك أسهموا في وضع إطار التحليل اللغوي المقارن وهذا الموقف أقرب إلى الواقع وهناك تأثير سلبي للغة الأم في تعلم اللغة الأجنبية يكمن في نسبة الأخطاء التي يقع فيها متعلم اللغة الأجنبية من الكبار أو الراشدين ؛ لأنه مهما يتمكن من اللغة فأنه لا يستطيع أن يؤديها كما يؤديها أهلها ؛ لأسباب كثيرة منها : سن الطالب أو القدرة الفطرية على اكتساب اللغة التي يتمتع بها اللغة التي يتمتع بها الطالب في مرحلة معينة من عمره بشكل فعال ، ومما يؤكد هذا الرأي ما قاله ( الجاحظ) في كتابه الحيوان (( إن كل واحدة من اللغتين تجذب الأخرى ، وتأخذ منها وتعترض عليها )).
( الجاحظ ، 1966، ص75)
2ـ نظرية التباين اللغوي أو التقابل اللغوي :
إن هذه النظرية ظهرت إلى الواقع رداً على النظرية السابقة إذ ترى إن اكتساب اللغة الأجنبية أو الثانية يتحدد بصورة كبيرة بفعل الأنماط اللغوية الخاصة الأم ، وأن التراكيب اللغوية التي تشبه التراكيب الموجودة في اللغة الأم يمكن تعلمها بسهولة وتسمى هذه العملية ( النقل الإيجابي Positive Trans For ) أما التراكيب الأخرى فأنها تشكل عقبة في طريق تعلم اللغة الأجنبية وتسمى ( النقل السلبي Negative Trans For) وهي تسبب حدوث الأخطاء في تعلم اللغة الأجنبية نتيجة التداخل بين اللغتين .
( Lado , 1957, p. 37)
وقد سادت هذه النظرية تعليم اللغات الأجنبية منذ ظهورها في القرن الماضي ، وعدت منهجاً من مناهج الدراسة والتحليل اللغوي القائم على أساس ( علم اللغة التقابلي )() وقد وضع ( لادو Lado ) أول عملية للتقابل اللغوي بين الإنكليزية يوصفها اللغة المتعلمة والأسبانية بوصفها اللغة الأم وقد بنى نظريته هذه على الفروض الآتية :
أ ـ مفتاح السهولة والصعوبة في تعلم اللغة الأجنبية يكمن في الموازنة بين اللغة الأم واللغة المتعلمة أو الأجنبية أي أن الصعوبات التي تواجه متعلم اللغة الأجنبية تنتج من عملية التداخل بين اللغة الأم واللغة المتعلمة .
ب ـ إن أكثر المواد التعليمية فعالية هي المواد التي تقوم على أساس من الدراسة الوصفية العلمية للغة تعلمها ، أي يمكن تقليل أثر التداخل بين اللغتين عند تقديم المادة العلمية بالإفادة من علم اللغة التقابلي .
ج ـ يمكن التنبؤ بالصعوبات في تعلم اللغة الأجنبية بالإفادة من الدراسات التقابلية ، ويكون المدرس الذي يقف على أوجه التشابه والاختلاف بين اللغة الأم واللغة المتعلمة أو الأجنبية بالمشكلات الحقيقية التي يواجهها الطالب ، أقدر على مواجهتها واتخاذ الوسائل الكفيلة بعلاجها .
( Lado, 1957, pp. 72-75)
3ـ نظرية تحليل الأخطاء :
في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي ظهر اتجاه مضاد لنظرية التباين اللغوي ، وانصار هذا الاتجاه يرون أن الأخطاء التي يقع فيها الطلبة لا تكون دائماً نتيجة الفروق بين اللغة الأجنبية ، ولغة الأم أي لغة الطالب الأصلية ؛ لأن ما يتنبأ به التقابل اللغوي هو مجرد تنبؤ وأن الأخطاء المتنبأ بها يجب أن تقوم ويبرهن عليها بالعمل لميداني ، الذي هو أخطاء الطلبة الفعلية . وقد أظهرت التجارب أن في مقدور التقابل اللغوي أن يتنبأ بنحو ( 50 ـ 60% ) من الأخطاء الحقيقية فقد بسبب وجود عوامل غير لغوية مثل طريقة التدريس ، وصلاحية المواد التدريسية وطبيعة اللغة المتعلمة وأهداف الطلاب وسنهم .
( قفيشة ، 1985 ، ص98)
4ـ نظرية الجهاز الضابط :
تهتم هذه النظرية بالعلاقة بين التعلم التلقائي والتعلم الموجه ويرى أصحاب هذه النظرية أن هناك طريقتين لتعليم اللغة الأجنبية .
ـ الطريقة الأولى : اكتساب اللغة لا شعورياً من خلال المواقف التواصلية الحقيقية الهادفة لاستخدام لأغراض الحياة الطبيعية ؛ لذلك يركز أصحاب هذه الطريقة على الأثر الذي سيحدثه استخدام اللغة في الموقف التواصلي بوجه عام لا يهتمون بدقة التراكيب اللغوية المستخدم ، إذ أن الشخص الذي يرغب في تعلم لغة أجنبية معينة عليه أن يعيش بين أصحاب اللغة الأصليين ومن خلال هذه المعايشة يتعلم اللغة .
ـ الطريقة الثانية : تعلم اللغة إرادياً ، وأصحاب هذه الطريقة يرون أن الطالب عليه أن يتمكن من قواعد اللغة الأجنبية أولاً من غير أن يعير اهتماماً كبيراً للتواصل المباشر ، بل أن التواصل اللغوي سيكون تحصيل حاصل يعد أن يتمكن الطالب من السيطرة على قواعد اللغة الأجنبية وبذلك يكون هذا النوع من التعلم وسيلة للتعلم التواصلي الذي ينشأ في المدرسة بأشراف المدرس ويتأثر الجهد الذي يبذله الطالب في ضبط اللغة وتصحيح أخطائه إذا لزم ذلك .
( Klein , 1981 , pp. 28-29)
5ـ نظرية اللغة المرحلية :
تؤكد هذه النظرية أن لكل طالب من الطلبة لغة أجنبية خاصة به تسبق الوصول إلى التمكن الكامل من اللغة الأجنبية ، وتسمى اللغة الانتقالية أو المرحلية. وظيفة كل كلمة وكل تركيب لغوي فيها ليست الوظيفة نفسها في اللغة الأجنبية ، بل إن لها مقاصد أخرى عند الطالب تتعلق بهدفه من تعلم اللغة الأجنبية ، سواء أكانت اللغة بالنسبة إليه أداة تواصلية في الحياة أم لغرض التدريب على اللغة من أجل الوصول إلى المزيد من التعلم ، وأن عملية تعلم اللغة الأجنبية ينظر إليها على أنها سلسلة من العمليات الأنتقالية من مرحلة إلى أخرى تقرب الطالب من اللغة الأجنبية .
( Klein , 1981, p. 29)
ومن خلال هذه النظرية ظهر منهج يدعو إلى تعليم اللغة الأجنبية لأغراض محدودة أو خاصة . يتلخص في تعليم اللغة على المهارات اللغوية التي يحتاج إليها الطالب فعلاً لأغراض محددة أكاديمية أو مهنية ، مثل تعليم اللغة الإنكليزية بقصد دراسة هندسة الطيران في أمريكا .
( محمود ، 1983 ، ص116 )



#وعد_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرس والتفكير النقدي
- خيانة إمرأة
- المرأة وعولمة الضياع
- أين أنتي ياملكتي ؟!
- دور المرأة العراقية في أواخر العهد العثماني
- وراء كل مجنون امرأة
- يا هادي الرشد
- يا واعق الدمع
- ملائكية الدمع
- دور الجامعة في المجتمع
- إمرأة ولكن
- حب سياسي
- أنادي
- رباك
- الحضيض
- خائنة الهوى
- استخدام الحاسوب في إعداد الوسائل التعليمية
- المتحولون
- تجارة الجسد
- سلاما إلى روحك الطاهرة


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وعد العسكري - تعلم اللغات الأجنبية