للخوف أيضاً نهاية
لا النهاية السعيدة ... لا
بل أيضاً نهاية القدرة على الخوف
يصل الخائف إلى نهاية الخوف
وبجنون هادىء يطلع من الإختباء ، كاشفاً صدره وظهره
ماشياً في عرض الطريق
يخرج إلى القتلة الذين ينتظرونه
( أنسي الحاج )
حدثنا أبو يسار الدمشقي قال :
هل أتاك حديث حقوق الإنسان ، في جمهوكيّــة ســجســتان ؟ هذه الحقوق تختلف بين أبناء المسؤولين ، وأبناء الفقراء والمساكين . أما الديموقراطية والحريات ، فهي تحت رعاية الجنرالات ، وأجهزة الأمن والمخابرات ، فلا مجال للفوضى في دولة الحزب والمؤسسات .
إستيراد الديموقراطية من كبريات الكبائر الثلاث ، ولماذا نستورد ولدينا التراث ؟ لا نقبل بديموقراطية لا تنبع من أرضنا المعطاء ، كما ينبع النفط من الصحراء . فهذا زمان الكتمان والتقيّة ، ومعناها الكذب باللغة العربية . وأكاذيبنا كلها بيضــاء ، بلون الماء ، لكنها تفتقر إلى النباهة والذكاء!
السلطة في بلادنا دائماً على حق ، فلماذا العلاك والنق ؟
فمن حق قائد المسيرة ، أن يتركنا ننام على الحصيرة . ومن حقه حفظه الله ذخراً للوطن ، أن يختار لنا نوع الآفات والمحن ! وإذا تحدث إلى جريدة أميركية ، فمن حقه أن لا نعرف ما قاله كاملاً بالعربية ، لأسباب أمنية ! فهو في سباق مع المعارضين ، للفوز برضى الوشاة والمُخبرين . وفي مناقصات الظرف المختوم ، لا بد من " المعلوم " ، فافهم يا منظوم !
القضيّة يا أخي العربي في أيدٍ أمينة ، تدافع عنها بهمّة وعزيمـــة . ومن معركة صفين ، إلى اغتصاب فلسطين ، قياداتنا التاريخية تحرز النصر المُبين . و لا يشكّ فيما أقول ، إلا كل مسطول !
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى ، وأن لا تتعرّضَ للرفس واللبط من أبناء أمّ الكذا .
فعليك أن تتمسك بما قاله الأستاذ نظيم الموصللي رحمه الله ، وجعل الجنة مثواه :
أكتم ثلاثاً : ذهَــبَــك ، وذهابَـــك ، ومَذهَبَـــك " !
وليس مثلنا والحمد لله في حفظ الأسرار ، لكأن المواطن بئر بلا قرار ! أعرف مناضلاً من المعارضين ، كتم حبه للحاكمين ، عشرات السنين . متمسكاً بالحديث الشريف :
" من أحبَّ فعَفّ فمات ، مات شهيداً "
ومع أنه لم يمت حتى الآن ، إلا أنه شهيد الحب والكتمان !
نحن الخائفين العرب ، عمالاً وفلاحين ، تجاراً ومثقفين ، دكاترة وأميين ، حكاماً ومحكومين ، ألسنا نشكل من الشعب نسبة التسعة والتسعين ؟
وإذا كان ذلك كذلك أيها السمّار ، فعلام الإنتظار ؟
لو شكلنا حزباً ونحن الأكثرية ، لكنا أكثر الأحزاب جماهيرية ، ولفزنا في أي انتخابات ديموقراطية . فالخوف كالموت عادل ، يصيب العالم والجاهل ، والمقاول والمناضل .
وأنشـــد :
صَـــبراً وإن مَلّت الأسيافُ أغمِـــدَةً إن الأمين على العُقبى لَصَــبّارُ