أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عواد كاظم - الحقيقة














المزيد.....

الحقيقة


عواد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 06:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا شيء أعظم وأهم من أن نجد في ظلمات هذه الحياة وفي أضاليل الكون حقيقة ، هي َكتبر العالم الثمين وأشرف الحِرَف وأسماها فعلينا أن نفتش عنها بدون كلل وتهاون.
إن الحقيقة أساس النجاح العظيم . هي أمُ التمدن وإبنة الحياة الشريفة ومطهرة كل أدران العالم. مطامع الإنسان كلها لا شيء بالنسبة إلى من تتوق نفسه لإكتشاف الحقيقة . هي نفسها السيف والدرع وهي التي تساعد الإنسان على الخير وتدفعه إلى العمل الصالح .

الحقيقة هي نور الروح المقدس ، وكل إنسان يكتشف حقيقة ينير مصباح الهدايا للعالم .
كيف نعثر على الحقيقة ؟ نعثر عليها في البحث والأختبار والأمتحان بسماندة روح العقل ، ويجب أن نعطي الحرية لكل إنسان يبحث عنها بقدر رغبته ومعرفته ويجب أن نفتح أمامه آداب العالم ولا نمنع عنه الكتب أو نستر عنه أشياء ً منها .
إن القداسة لا تمنع البحث عن الحقيقة والشيء الذي يدعي مقدسا ً لا نفع له إن لم يكن فهمه قريبا ً من العقل .
يجب أن يؤذن لكل شخص أن يبحث لنفسه ويبني أراءه الشخصية ويعبر عن أفكاره بإستقامة وحرية . ومن يهدد الباحث بالعقاب هنا أو هناك يسجل على نفسه العداء للجنس البشري ، ومن يحاول أن يَرشي الباحث بالسعادة الأبدية في الآخرة ليكف عن بحثه ومنعه عن إبداء آرائه يكون أيضا ً خائنا ً لأبناء جنسه .
لا يعد البحث عن الحقيقة بحثا ً أصليا ً ما لم يكن الباحث متمتعا ً بتمام الحرية ومن كان خائفا ً غضب الآلهة والناس فليس أهلا ً للبحث في الحقيقة . إن الأمتحان والتفتيش عنها لا يجديان نفعا ً ما لم يجريان في نور العقل والبرهان .

يجب على كل إنسان أن يكون مخلصا ً لنفسه ، مخلصا ً لذلك النور الداخلي الذي تهديه الصراط المستقيم ، ويجب علينا أن نحك عقولنا في العقائد المقبولة عند الناس والتي تدعي حقائق ومن أمات شخصيته ونبذ برهانه وقتل عقله إستجابة لطلب حزب من الأحزاب أو طائفة من الطوائف أو ملك او مسؤول او سلطان او آية من الآيات العظام أو مرجع من المراجع في إيقاف البحث عن الحقيقة لا يعد إلا رقا ً ذليلا ً وحيوانا ً مسخرا ً .

وليس من حق كل إنسان أن يبحث عن الحقيقة فقط بل من واجباته الأولية . فعلى كل إنسان أن يفكر لنفسه أو أن يبحث بإستقلال لنفسه ومن حاول أن يمنع هذا البحث وهذا التفكير بالقوة أو التهديد والتهويل قد بذل ما لديه ليوقف دولا ب النجاح وليسترق أبناء جنسه يجب على كل إنسان ان يكون مستقيما ً عقليا ً كما يجتهد ان يكون مستقيما ً ادبيا ً .
يجب أن نحافظ على افخر واثمن كنز في العلم ألا وهو الصدق والإستقامة والعقل ،ويجب أن نشخص كل مسألة تمر علينا دون تعصب ودون تحامل . والحب والبغض والخوف والحقد يجب أن لا تحول قط بيننا وبين عقولنا .
إن غايتنا القصوى هي أن نتوصل الى الحقيقة مهما أحوجنا للبرهان المجرد عن كل الغايات . إن الحقيقة ليست مقرّة امّا الأفعال فيجب أن توزن بميزان العدل والبيان والحجج الذي لا يدخل عيناته أهواء ولا غايات دنيئة ولا مطامع ولا مقاصد شخصية أما السلطة فيجب ألا ّ تهم الحقيقية ولا الأسماء الطنانة والألقاب الكبيرة أن لا تثنينا عن هذا المقصد الشريف ولا الفوائد ولا العقائد يجب أن تحول دون غايتنا .

لا شيء ما نعتقد حقيقته يقف معنا او ضدنا، إن الأنسان سلطان عالمه يجب أن يرتدي بالأرجوان وأن يطرد من مملكته شياطين القوة والفزع والخوف يجب أن نكون كرماء عقليا ً وان نرحب بكل حقيقة مهما كانت مناقضة لما نعتقده .
إن التعصب والأنانية والبغض والحقد والإستخفاف هي الأعداء الأ لداء للحقيقة والنجاح والتقدم ومن يبحث عن الحقيقة إكراما ً لحقيقة لا يقبل القديم لأنه قديم ولا يرفض الجديد لأنه جديد .
إن الباحث المخلص الصادق لا يؤمن بغير الحقيقة ، وكل قول فيه شيء منها نتبناه ونرحب به دون أن ننظر إلى القائل فقد يكون ملكا ً أم ْ رقا ً فيلسفوفا ً ام معازا ً (راعي الصخول) فذلك لا يفسر جوهر كلامه .
قيمة الحقيقة مستقلة تماما ً عن شهرة الناطق بها . فالحقيقة لا تحتاج الى المناصب النامية بلباس الأرجوان والصولجان .
إن الحكماء والعلماء الحقيقيين لا يؤثر بأعمالهم العدد او الأكثرية فهم يقبلون ما يعتقدونه حقيقة ولا تهمهم آراء القدماء والعقائد والتعاليم إلا ما كان منها موافقا ً للعقل فهم يعيشون بكد وتعب واجتهاد في البحث عن الحقيقة ومتى اكتشفوا أعلى حقيقة يعتنقونها بالرغم عمّا يناقض ما كانوا يعتقدونه وبالرغم عمّا يصادفونه من التعصب والبغض والحقد من أعداء النور والعلم.



#عواد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر وسيلة الأبداع


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عواد كاظم - الحقيقة