أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - أدخل إلى العمق















المزيد.....

أدخل إلى العمق


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 06:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عند بداية تفكيري للكتابة عن الدخول للعمق انتابني شعور قوي بعدم معرفتي العمق المقصود الدخول إليه , وقد تبلدت مشاعري لعدم دخولي بأفكاري للعمق المطلوب, لأني في الحقيقة أفتقر للعمق وفي كثير من الأحيان أجد نفسي سطحي, ضحل المعرفة, فطلبت معونة من أوصاني بالدخول للعمق ليته ينظر إلى أتضاع عبده ويدخلني معه إلى العمق.
الدخول للعمق , مطلب من ضمن تعاليم السيد المسيح, في إنجيل معلمنا لوقا البشير الإصحاح الخامس:
" و لما فرغ من الكلام قال لسمعان ابعد الى العمق و القوا شباككم للصيد"
أي أن الإنجيل يطالبنا بعدم السطحية في مجريات حياتنا , وعدم الحكم على الأمور أجمعها بسطحية , وعدم الحكم على البشر بسطحية أيضاً, فإذا بعدنا عن السطحية أدخلنا لشباكنا سمكاً كثيراً وصيداً وفيراً.
قال لي مرة أحد الآباء الحكماء " إذا أردت الدخول في أي مشروع, فيه تحديد مصير, لابد أن تتوخى الصبر في البدء فيه ,, وأعطي لنفسك أسبوع من الأيام قبل البدء في دراسته ,, وأعطي لنفسك فرصة كبيرة لدراسته حتى تجمّع لنفسك فكرة عميقة عن المشروع,,, وقال أيضا : إذا استفزك أحد ببضع كلمات أو هاجمك ليفقدك سلامك ,, عد من واحد لعشرة في ذهنك قبل أن ترد عليه بكلمة واحدة,, حتى تستطيع أن تلملم سلامك الداخلي الذي في أعماقك ,, أي أدخل مع نفسك إلى العمق.
العمق هو جوهر عباداتنا لأننا اخترنا الباب الضيق والطريق الكرب ,,لأن مبتغاة هو حياة أبدية ,, تجاوزنا الأرضيات وابتغينا الأبديات كما يقول الكتاب أنتم ملح الأرض ,لأننا في أعماقنا في أهمية الملح ,, وفي جوهرنا ليس لنا ثمن في هذا العالم,,لذلك مملكتنا ليست من هذا العالم ,,لأن أعماق معرفتنا تجاوزت حدود الأرضيات وأدخلتنا إلى الأبديات في نصرة ربنا يسوع المسيح.
اقتنينا الجوهرة الكثيرة الثمن , والذي وجدها باع كل مقتنياته من الجواهر الفاسدة, الضحلة قليلة القيمة ليشتريها .

الدخول إلى العمق كما هو مطلوب في العبادة لتكون عبادة جوهرية خالية من المظاهر السطحية ,,هو أيضا مطلوب للدخول بالفضائل الأخرى لأعماقها:
أولاً : عمق المحبة:
البشر عامة يكره ويحب , بدون أن يدخل إلى أعماق نفسه لماذا يكره هذا ويحب ذاك؟ أي أنك لو دخلت بنفسك لعمق من تكرهه,وربما تحبه ويصير لك صديق , لو فكر الإنسان بعمق في كافة مخلوقات الله من البشر على اختلاف طوائفهم وعلى اختلاف مذاهبهم, لوجد الجميع أخوة ويحتاجون لتجميع شملهم في عمق محبة حقيقية, تبعدهم عن التعصب والتطرف والقتل والحروب والمخاصمات ,,إذا الموضوع لا يحتاج منا الكثير بل يحتاج أن ندخل بالمحبة إلى أعماق كياننا الداخلي, فنصنع سلاماً مع باقي أخوتنا في البشرية,, لهذا شريعة الكمال أقرت محبة الأعداء ,,لأنها تتويج عمق المحبة.
يقول جبران خليل جبران وهو أحد البشريين وليس من الآلهة يقول عن عمق المحبة:
"إن المحبة متى اتسعت صعب التعبير عنها بالكلام, والذاكرة إذا كثرت أحمالها سارت تفتش عن الأعماق الصامتة"
القتل كان عنوانا للبوادي ,, والمحبة كانت عنوان أبناء الله , فتجد البعيدين عن الله يقابلون الغرباء بالقتل والنهب ,, وأبينا إبراهيم كان يقابل الغرباء بغسل أرجلهم وهو السيد والغني في ذالك الزمان, لأنه دخل فعلاً إلى عمق محبة الله وهذه أدخلته لمحبة الغرباء, لهذا يلزم البعيدين عن الله الدخول إلى عمق محبته لتتأصل داخلهم محبة الآخرين, ولا يظن أحد ممن يكرهون البشرية جميعاً متعمقين في أنفسهم بمحبة كاذبة عنصرية!! أنهم يعبدون خالق الكل!!!.
ثانياً عمق الإيمان:
الإيمان بالله واليوم الأخر,,هو عمق الإيمان ونقول في المسيحية وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الأتي أمين,, ونقول مع بولس الرسول :
"الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى" أي ما نؤمن به هو الغير منظور بل المرجو ,, لأن المنظور لا يحتاج للفظ إيمان بل أصبح عيان ,, أما ما نرجوه هو عمق الإيمان, ولا أعتقد أن هناك دين سماوي يختلف في هذا,والإيمان شيء ومظاهر الإيمان شيء آخر ,,لأن العمق هنا يبغي البعد عن الشكليات منقاداً لجوهر العبادة,,وجوهر العبادة ينضح علينا بشكل العبادة,,أي الجوهر أولا ثم المظهر.
ولكن ما نرجوه يحتاج لعمق فيمن نرجو منه ,,أي يحتاج منا لمعرفة الله المعرفة الحقيقية,, وإذا عرفنا الله بعيون عقولنا أي بعمق المعرفة ,,لعرفنا أهم صفاته وهو الضابط الكل,, فهل يحتاج هذا الغير محدود في ضبطه للكون, من يقيمهم ليضبطوا البشر ويقاوموهم بحجة الدفاع عن الدين ,, أي أنهم في عمقهم المخادع يشكّون في الله أنه هو القادر وحده للدفاع عن أقواله في كتبه المقدسة.
كما أن من يقيم نفسه معاديا غيره بحجة اختلافهم في العقيدة ,,هل دخلت في عقيدة الآخر للعمق لتحدد أنها مخالفة لله؟,,فبدلا من الحروب والمنازعات أدخل مع عقيدة الآخر للعمق,, ربما تجدهم يعبدون الخالق دون سواه ,, فتتنازل عن مبدأ التكفير بلا سبب.
هل تقابلت أنت مع الله لتحدد أي عقيدة يبغي؟؟ يا صديقي الله يريد جميع البشرية للرجوع للحق والخلاص,,أبحث على من يملك خلاصك! وأتبع الحق! بهذا تكون قد دخلت إلى العمق في الإيمان دون حاجة لوسائل قتالية أو تكفيرية.
ثالثاً: عمق الوداعة:
الوداعة في مفهومها هي البعد عن الخصام والحروب, محبةً في السلام, وبدون الوداعة لا مكان لأحد في ملكوت الله سواء على الأرض أو في الحياة الأخرى,, والشيء الوحيد الذي طالب فيه رب المجد يسوع أن نتعلمه منه شخصياً هو الوداعة:"تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب"
إذا يا من تؤمنون برسالة السلام في شخص المسيح ابن مريم ,, كيف تتراجعون عن تعاليمه بمناداتكم بالعنف والتطرف والقتل ,بحجج مختلفة ناصبين العداوات للبشر أجمع!!!لهذا أدخل إلى العمق في معرفة الله وتعاليمه لتقتني لنفسك عمق فضيلة الوداعة.
الدخول إلى العمق نحتاجه في حياتنا العملية, فبواسطته لا نهاب أو نخاف أي عمل مهما كانت خطورته,,لأننا نحن المتعمقون في مجريات أمورنا , ندخل أيضا في عمق هذا الجديد المسند إلينا لنحقق فيه النجاح المرجو, ولا نخاف أي خدمة توكل إلينا فنحن نجد لها المنفذ للدخول إلى أعماق أعماقها ونحقق بها الثمار المطلوبة ثلاثين وستين و مئة.
لندخل سوياً إلى عمق معرفة الله ليتنا ننقذ ما فات من حياتنا في السطحية والتسرع في الحكم على مخلوقات الله من البشر ,,لهذا!! التسرع والسطحية والتي نهايتها الغضب وفقدان السلام هي بذرة رديئة زرعها عدو الخير" الشيطان " لإقامة التناحر والحروب والقتال بين بني البشر,, أما الدخول إلى عمق الموضوعيات المختلفة ومعرفة أعماق العالم أنه للزوال ,, ومعرفة أعماق الله أنها لحياة أبدية,,ومعرفة غاية العبادة لأنها علاقة محبة وتواصل مع الله دون سواه, وليس غايتها السطوة والسلطة والمال,, فهذه بذرة أو بداية معرفة الله الحق والعدل والسلام.
وإذا بحثت في عمق العلاقة بين البشر والله, وعمق العلاقة بين البشر وبعضهم, لا تجد غير المحبة ,أي أنك تجد الله لأن الله محبة وخلقنا على صورته ومثاله.
فلما سؤل المسيح عن أعظم الوصايا قال:
"تحب الرب إلهك من كل قلبك ,,, وتحب قريبك كنفسك" فبهذه الوصية تدخل إلى العمق فعلاً.
ومن لا يعرف المحبة لا يمكنه أن يجد الله ولا يعرف عمق العلاقة معه.
دعوة للدخول إلى العمق كلٍ على حسب ما يراه في حياته ليجد أن عمق المعرفة أفضل من ضحالة التسرع.



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب قادمون
- مظاهر من التمييز العنصري
- دولة مصر القبطية
- الاستقواء بالخارج
- العداوة والخصام
- المرآة المصرية وراء الأقنعة
- الفتنة الطائفية في مصر مسؤولية من؟!!!
- بوتقة الشر
- هذا هو الوارث هلموا نقتله
- براءة الأبرياء
- الأقباط في الخارج وفي الداخل !!هم مصريون
- نحو عالم دون عنف
- الشهداء عند الله المسلمين فقط!!!
- لك اسما انك حي و أنت ميت
- العلم القبطي والمواطنة
- مبرئ المذنب و مذنب البريء كلاهما مكرهة الرب (ام 17 : 15
- العمل الإيجابي والعمل السلبي
- الشريعة الإسلامية في مصر على المسيحيين فقط
- لا سلام قال الرب للأشرار
- لغتنا عربية ونعتز بالقبطية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - أدخل إلى العمق