أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - خرائط معقدة














المزيد.....

خرائط معقدة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 06:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوما بعد آخر يتزايد حجم الضرر الذي يصيب بناء الدولة العراقية والعملية السياسية وهو ضرر سببه الهوية الفئوية للكتل السياسية التي أنتظمت في تخندقات ضيقة منذ ايام الانتخابات وفق مصالح تصويتية محددة وتسهيلا للحصول على تأييد الطائفة ثم عجزت مكونات كل واحدة من هذه الكتل عن التوصل فيما بينها الى حالة من الانسجام وتوحيد الرؤى في القضايا المصيرية التي تواجه العراق دولة وشعبا كما عجزت هذه المكونات عن الانفلات من أسر الطائفة والخروج الى حالة من التحالف السياسي المبرمج وفق تفاهمات سياسية واضحة المعالم تقوم على وحدة الموقف من هذه القضية أو تلك بما يسهل تكوين خارطة سياسية واضحة المعالم بدل ان تتوزع القوى على خرائط متداخلة ومتغيرة معقدة.
يمكن تشبيه تغير الاصطفافات التصويتية للكتل بالحصى الذي يبعثره قراء (البخت) لتتكون مع كل رمية علاقات جديدة مؤقتة بما يترك المستقبل القريب عرضة لتخمينات كثيرة نتيجة لحراك عشوائي فتجد الحليفين يتفقان في نقطة ويختلفان في أخرى مما يعرض القرار التشريعي الى الشلل ويهدد عمل المؤسسات ومستقبلها.
الطريقة الوحيدة التي توصل إليها الساسة العراقيون لتلافي الإختناقات التشريعية والتنفيذية هي طريقة الصفقة، حيث يتم تمرير حزمة من القضايا في سلة واحدة فترتبط القضايا ببعضها البعض ليس بسبب وجود علاقات بينها ولكن ليسهل تمريرها عبر عملية تصويتية واحدة وبهذا تكون ترضية الاطراف لبعضها البعض هو المهم وليس معالجة العقبات والاخطاء الكامنة في الاجراءات والنصوص وصار الحل الوسط هو سيد الموقف ولكن الحل الوسط ليس هو دائما الحل الصحيح والانجع والغريب ان الجدل بين الكتل والقوى السياسية يبدأ على أساس الرأي المقترح من الاطراف لكن مع مرور الوقت ومع إشتداد الجدل يتم تسويق الاراء والمواقف على إنها اراء ومواقف ومصالح المكونات الاجتماعية وليست من انتاج القوى السياسية نفسها.
إن الخوف من المواجهات الانتخابية لا يمكن ان يتحول الى خوف مميت يجمد قدرة القوى السياسية على القيام بتحالفات عملية فيما بينها ويترك المؤسسات عرضة للأهواء واتفاقيات وصفقات اللحظة الاخيرة، واذا كانت التخندقات الطائفية قد أصبحت أمرا واقعا فالوقت يأزف لإعادة النظر فيها وتكوين تحالفات تقوم على المقاربة في المشروع السياسي لا القرابة في الانتماء الفئوي وهذا المطلب على تكلفته الباهضة إلا إن تكلفة الاستمرار في سياسة الاختناق الفئوي هو الاخر يكلف كثيرا ليس فقط من رصيد الاحزاب ولكن من فعالية المؤسسات الرسمية وجدوى العملية السياسية وإستقرار البلاد وأمنها.
الخرائط السياسية الفعالة هي تلك التي تعيش حالة من الاستقرار بسبب إنتظام المواقف في مشاريع محددة تمثل خلفيات القوى المتنافسة وطموحاتها ولا تعتمد على الاتصالات الشخصية بين الزعماء وحالاتهم المزاجية ولن تكون هناك عملية سياسية فعالة ولا مؤسسات رسمية كفوءة الا بتوفر مشاريع واضحة ومحددة تعتمد عليها المكونات السياسية في ادارة الدولة، وتكوين هكذا خرائط يتطلب بداية مبكرة في الحوارات بين القوى السياسية لصياغة تحالفات تكون جاهزة في الانتخابات القادمة لكن الخطوة الاولى للتمهيد لهكذا حوارات تتمثل في تلافي الخطاب الفئوي الذي يمثل حالة من الانفعالية والضعف يمكن ان تنفع قوى مهمشة أو خارج بلادها لكنها تضر القوى التي تدير دولة مثل العراق.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة قانون المحافظات
- المستقبل في الجدل السياسي
- القدرة على التغيير
- الموازنة ..حكاية طويلة
- العراق وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- إمكانيات التقدم السياسي
- الارهاب والاستبداد
- تجربة الهيئات المستقلة
- جدل الاتفاق العراقي الامريكي
- قضية الحرية
- باريس تقترب...
- زيارات متداخلة
- خطوات سريعة
- واجبات متراكمة
- مستقبل الصحوة
- جدل الموازنة
- البهائية
- غيتس في المنامة
- شراء السلام
- اعلان النوايا...فرصة للجدل


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - خرائط معقدة