أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الكلمة الإلهية















المزيد.....



الكلمة الإلهية


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2196 - 2008 / 2 / 19 - 06:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لولاية حضرة بهاءالله ميزتان لا مثيل لهما في تاريخ الإنسانية. أولاهما المعاناة والاضطهاد اللذان ابتلي بهما صاحب الظهور الإلهي. وثانيتهما غزارة آثاره وكتاباته. ولا أدل على ذلك سوى التباين بين النور والظلمة، العظمة والعبودية، العزة والذلة. ويمكن وصف حياته بكتاب اسودت صفحاته بما ارتكبه جيل ضال من قسوة ووحشية، إلا أن حروفه لمعت بأنوار الوحي الإلهي وأشرقت ببهائها على عالم غلفته سحب الجهل والتعصب.
إن القوى الروحية الكامنة التي أطلقها حضرة بهاءالله في السنوات الأربعين لولايته، في هذا الظهور الأعظم قدر لها أن تعيد للبشرية حياتها وتؤسس لها حضارة إلهية بشر بها الرسل السابقون على أنها "ملكوت الله على الأرض". فالقناة التي جرت منها هي الكلمة الإلهية التي أظهرها للوجود في هذا العصر. لم تكن تلك الكلمة ثمرة العلم والمعرفة، بل كانت من وحي الروح القدس لأن حضرة بهاءالله لم يتلقَّ إلا تعليما ابتدائيا محدودا.
الكلمة الإلهية منزهة عن المعرفة المكتسبة
كان معظم سكان بلاد فارس في القرن التاسع عشر أميين تحت سيطرة رجال الدين يطيعونهم طاعة عمياء. فهناك طبقتان متعلمتان: علماء الدين ورجال الدولة ثم عدد قليل من عامة الناس. ولقب "العالِم" لم يكن يطلق إلا على أقطاب الدين ورجاله حيث كانوا يمضون عقود أعمارهم في دراسة الفقه والشريعة الإسلامية وقوانين التشريع والفلسفة والطب والفلك، وفوق ذلك كله اللغة العربية وآدابها لأنها لغة القرآن، وهذا ما دعا رجال الدين إلى الاهتمام بها حيث قضى العديد منهم سني حياته في صقل ملكة الإبداع فيها لسعتها وغناها في التعبير، واعتبروا أن بحثا لم يكتب بالعربية لا قيمة له، وأي خطبة تلقى من على المنبر لم يستعمل الخطيب فيها كثيرا من الكلمات العربية الصعبة لن تلقى نصيبها من التأثير، وغالبا ما تكون غير مفهومة للعوام. وبهذا النهج كان الوعاظ يسرحون بخيال المستمعين الأميين في غالبيتهم، فيصابون بالذهول وتبدو لهم مليئة بالعلم. فكان مقياس علوم الإنسان معرفته باللغة العربية وحجم عمامته.
أما الطبقة الثانية فتضم رجال الدولة والموظفين وبعض التجار الذين ما أصابوا من العلم إلا قليلا في طفولتهم من قراءة وكتابة ودراسة الخط والقرآن الكريم وبعض أعمال شعراء الأدب الفارسي المشهورين، وكل ذلك يتم خلال سنوات قليلة يختتمها بعضهم بالزواج قبل سن العشرين، كما جرت العادة.
إلى هذه الطبقة كان ينتمي حضرة بهاءالله، وكان لوالده مكانة مرموقة في بلاط الشاه ومشهورا كخطاط مبدع، ذلك الفن الذي يمنح صاحبه منزلة رفيعة لدى الدوائر الملكية. تلقى حضرة بهاءالله تعليمه الابتدائي في طفولته لفترة قصيرة وبرع في الخط كوالده، وهناك نماذج رائعة من خطه في محفظة الآثار البهائية العالمية على جبل الكرمل. وعندما بلغ التاسعة عشرة تزوج من آسية خانم ورزقا بسبعة أولاد بقي منهم ثلاثة على قيد الحياة هم: حضرة عبدالبهاء، الورقة المباركة العليا وميرزا مهدي (الغصن الأطهر).
كان رجال الدولة في تلك الأيام يتنعمون بما توفره لهم السلطة المستبدة واتصفوا بالغطرسة والعدوانية، ومجرد وجودهم يثير الرعب في نفوس الأبرياء. أما حضرة بهاءالله فكان على العكس من ذلك، ومن قابله في شبابه تملّكه العجب. فوالده يتبوأ منصبا مرموقا في بلاط الشاه وله حظوة لدى رئيس الوزراء، فمن الطبيعي أن تظهر عليه علائم التجبر والاستبداد، إلا أن حياته كانت تجسيدا للرحمة والشفقة والمحبة، فكان لليتيم أبا حنونا وللذليل عونا وللفقير والمحتاج ملجأ وملاذا. فجعلت منه هذه الفضائل الإلهية، التي انعكست على حياته منذ الصغر، موضع حب وافتتان لكل من سمع باسمه والتقى بشخصيته الجذابة.
وعلى الرغم من أن رجال الدولة كانوا في ذلك الزمان ساسة الأمة في بلاد فارس، إلا أن رجال الدين الأقوياء كانوا يعتبرونهم أقل مرتبة منهم وغير لائقين لولوج دنيا العلم والمعرفة. كان حضرة بهاءالله يدهشهم جميعا بسعة علمه وعمق كلماته وبشرحه في أكثر من مناسبة بحضور العلماء معضلات دينية إسلامية غامضة بأسلوب سلس بليغ.
لم تكن الكلمة الإلهية ثمرة العلوم المكتسبة، فحاملو الرسالات السماوية لم يتلقوا تعليما في أغلب الأحيان، فلم يكن موسى وعيسى رجلي علم ولا كان محمد مثقفا. وعند إشراق أنوار الوحي على قلبه نطق بالكلمات الإلهية التي كان يسجلها أحد صحابته في بعض الأحيان فورا وفي مكان نزولها، أو كانت تحفظ في الصدور لتدون فيما بعد. أما حضرة الباب وحضرة بهاءالله فلم يتجاوز تعليمهما المرحلة الابتدائية، إلا أن علمهما الموحى به كان فطريا أحاط البشرية جمعاء.
في أحد ألواحه المباركة المعروف بـ"لوح الحكمة"، الغني بنصائحه وتوجيهاته للفرد في سلوكه، بيّن حضرة بهاءالله جانبا من المعتقدات الأساسية لبعض فلاسفة الإغريق القدماء، وذكر أنه لم يدخل مدرسة ولم يطلع على علوم الناس، بل إن معرفته بكل هذا أوحيت له من ذي القدرة والجلال وانطبعت على صفحة قلبه ونطق بها لسانه في كلمات. وفي لوح آخر كشف حضرة بهاءالله عن مصدر علمه ومشرق رسالته الإلهية في الكلمات التالية:
"يا سلطان، إني كنت كأحد من العباد وراقدا على المهاد، مرّت عليّ نسائم السبحان وعلّمني علم ما كان. ليس هذا من عندي بل من لدن عزيز عليم... هذه ورقة حرّكتها أرياح مشية ربك العزيز الحميد".
ظهور حضرة بهاءالله وجوهر رسالته الإلهية
أدى الوصال الرمزي بين الله -باعتباره الأب- والرسول المختار -باعتباره الأم- إلى إنجاب الوحي الإلهي الذي نطق بالكلمة الإلهية. من المستحيل على الإنسان إدراك هذه العلاقة المقدسة، فهي واسطة الاتصال بمظهر أمره، إذ أن معلوماتنا المحدودة في هذا السياق مستقاة من كلمات حضرة بهاءالله، وتظل الكلمات غير قادرة على التعبير عن الحقيقة الروحانية.
فللكلمة الإلهية روح باطنية وشكل خارجي، ولا يمكن الإحاطة بالروح المودعة في باطن الكلمة لأنها تنتمي إلى عالم اللامخلوق ووجدت بقوة الروح القدس، بينما يكون الشكل الخارجي قناة تعبر فيها الروح القدس. وعندما تتعلق الكلمة الإلهية بعالم الإنسان تغدو محدودة.
وبما أن الأم تترك في طفلها شيئا من صفاتها وملامحها، كذلك فإن حامل الرسالة السماوية يؤثر على الشكل الخارجي للكلمة الإلهية. ولنأخذ مثلا النبي  الذي ولد في الجزيرة العربية وتكلم العربية فارتبطت الكلمة الإلهية في القرآن الكريم بطبيعة المجتمع الذي نشأ فيه ارتباطا وثيقا. ولكون حضرة بهاءالله فارسيا فقد نزلت الكلمة الإلهية بالفارسية والعربية. فشخصيته وأسلوبه وطبيعة اللغة الفارسية ومصطلحاتها وأمثالها والقصص التي أوردها عن حياة معاصريه في ذاك القطر والأماكن التي نفي إليها، أثرت في شكل الكلمة الإلهية المنزلة في هذه الدورة.
وبالرغم من أن حضرة بهاءالله لم يتلق العلم في مدارس الفقه وحلقات الدراسة، فقد شهد له الضالعون بفنون الأدب بأن كتاباته باللغتين العربية والفارسية متفوقة في غناها وجمالها وفصاحتها من الناحية الأدبية. ومع أنه كان غير متمرس باللغة العربية ومفرداتها الواسعة وقواعدها الصعبة، التي كانت تستنفد حياة رجال الدين كلها في سبيل إتقانها، فإنه أثرى الأدب العربي بكتاباته بحيث أوجد أسلوبا جديدا، كما حدث في أيام النبي محمد(صلعم) بحيث ألهم الباحثين والكتاب البهائيين، وكذا الأمر في كتاباته بالفارسية.
لن يجد القارئ نفسه في أسمى العوالم مفتونا بجمال أسلوبه وفصيح عباراته وتدفق كلماته ووضوح إنشائه وعمق بياناته فحسب، بل سيجد أمامه أيضا ما أبدعه حضرة بهاءالله من مصطلحات جديدة تنقله إلى فهم أوسع وإدراك أعمق لحقائق عالم الروح بدرجة كبيرة.
نزلت كتابات حضرة بهاءالله، المعروفة بـ"الألواح"، بالعربية أو الفارسية وغالبا بالاثنتين معا. فهناك العديد من الألواح نزل جزء منها بالفارسية وجزء بالعربية وقد أشار في أحد ألواحه إلى اللغة العربية بأنها "اللغة الفصحى" وإلى اللغة الفارسية بأنها "اللغة النوراء" و"اللغة الحلوة". وامتازت كتاباته العربية بالقوة والعظمة، وتبرز بياناته فيها في قمة عظمتها وفصاحتها، وتتصف كتاباته الفارسية بالجمال والدفء وتحريك المشاعر الروحانية. وبعكس الكتّاب الذين ينشدون العمل في جو هاديء، فقد أنزلت معظم ألواحه في خضم البلايا خلال نفيه أربع مرات متتالية.
وحتى يستطيع الكاتب أن يكتب، لا بد أن يعتمد على علمه ومعرفته ثم يتفكر ويتأمل في الموضوع ويقوم بالبحث، وبعد عمل مضن قد يتمكن من إنتاج كتاب يخضع دائما للتصحيح والتحسين، وغالبا ما يشعر الكاتب بضرورة إعادة محاولته من جديد. ولكن الأمر مع مظاهر أمر الله مختلف حيث لا يعتمد هؤلاء في ما يبدعونه من آثار على إنجازاتهم البشرية.
كانت الكلمات الإلهية تنهمر من شفتي حضرة بهاءالله عند نزول الوحي، ويقوم كاتب وحيه بتدوينها وأحيانا يكتبها بنفسه، وقد شهد حضرته في أحد ألواحه بأن غالبا ما عجز كاتب الوحي عن تدوينها لغزارة تدفقها.
يتضمن القرآن الكريم حوالي ستة آلاف وثلاثمائة آية نزلت على النبي محمد  خلال ثلاث وعشرين سنة، إلا أن تدفق الآيات في هذا الظهور أفاض على الإنسانية بغزارة بحيث أنزل على حضرة بهاءالله في ساعة واحدة ما يعادل ألف آية. وشهد حضرته بقوله: "بلغ اليوم من الفضل أن لو استطاع أحد الكتبة أن ينجز مهمته لنزل في اليوم والليلة من سماء القدس الربانية ما يعادل البيان الفارسي(1)."
أحاطت الكلمة الإلهية بالبشرية في هذا العصر وكأن أبواب
___________________________________________________________________
(1) "كتاب البيان" هو أم الكتاب في الدورة البابية وأنزله حضرة الباب.
السماء قد فتحت. ففي فترة الأربعين سنة من ولاية حضرة بهاءالله، انغمس الوجود في بحر من الفيض الإلهي أطلق قوى روحية هائلة لا يدرك أحد كنه إمكاناتها. فكتاباته آثار مقدسة للجنس البشري كافة وهي غزيرة وواسعة -بشهادة حضرته- بحيث أنها تؤلف ما لا يقل عن مائة مجلد لو جمعت.
كان كاتب وحي حضرة بهاءالله -معظم فترة ولايته- هو ميرزا آقا جان من كاشان، ولقبه "خادم الله" و"العبد الحاضر"، ذلك لأنه كان دوما حاضرا لخدمة مولاه. لم ينتم إلى طبقة العلماء بل كان تعليمه بسيطا. عمل في شبابه في صنع الصابون وبيعه في كاشان. وقدم إلى العراق بعد فترة وجيزة من وصول حضرة بهاءالله وتشرف بمحضره الأنور بمنزل أحد الأحباء في كربلاء، وهناك شعر بقوة روحية هائلة تنبعث من محياه قلبت كيانه بالكلية واشتعل بمحبة مولاه. فكان أول شخص لمّح له حضرة بهاءالله عن مقامه ثم شرّفه فيما بعد فعيّنه كاتبا للوحي.
ورغم أنه عاش في كنف حضرة بهاءالله أربعين عاما يتنعم بأفضاله وبركاته مصاحبا له في رحلته مع الوحي الإلهي قريبا من مولاه قائما على خدمته ليل نهار، إلا أنه في النهاية خان العهد والميثاق وانضم إلى ناقضي العهد في عدائهم لحضرة عبدالبهاء بعد صعود حضرة بهاءالله.
وكلما كان الوحي ينزل على حضرة بهاءالله، أكان ذلك في بيته المتواضع ببغداد أو في أدرنة في البرد القارس، أو حين كان يسافر بحرا أو برا،أو حين وجوده في زنزانته بسجن عكاء أو قصره الفسيح في البهجة،كان ميرزا آقا جان دائم الحضور في تلك الأثناء برزمة أوراقه ودواة الحبر وحزمة أقلام القصب لتسجيل كلمات الفيض الإلهي المنهمر من الشفتين المباركتين،ولسرعة نزولها لم يكن من السهل قراءتها قبل إعادة نسخها،وبعد قراءتها والموافقة عليها كان حضرته يزينها بأحد أختامه أحيانا.
استعمل حضرة بهاءالله عشرة أختام صنعت له في أوقات مختلفة من ولايته، بالإضافة إلى واحد كان يحمل اسم "حسين علي" ومن الأختام العشرة كان أحدها يحمل اسم "بهاءالله" والأخرى تحوي عبارات تصفه بالمسجون ومظلوم العالمين وفي بعضها ثبّت بلغة مهيبة وعبارات واضحة سلطانه الفريد،وعظمته السامية،ومقامه المجيد مظهرا إلهيا كليا وخليفة الله على الأرض.
ومن الذين قاموا على نسخ الألواح المباركة، حضرة عبدالبهاء الذي عكف على تلك المهمة منذ صباه في بغداد إلى نهاية ولاية حضرة بهاءالله. وقد كتب العديد منها بخط يده المباركة.
وكانت العادة أن يدوّن اللوح ثم يعمد إلى كتابة عدة نسخ منه لنشرها بين الأحباء، وفي بعض الأحيان في أيام حضرة بهاءالله كان الفيض ينزل بغزارة متناهية بحيث لم يكن بمقدور عدد من الكتبة العاملين ليلا ونهارا تدوين ألواحه جميعها وقد ترك بعض الكتبة للأجيال القادمة مجلدات كتبت بخط يدهم.
كان الملا زين العابدين من أبرز كتاب الوحي وقد لقبه حضرة بهاءالله بـ"زين المقربين". وكان قبل اعتناقه الدين البابي عالما مجتهدا وقطبا بارزا في مسقط رأسه -نجف أباد- وأثناء حبس حضرة بهاءالله في سياه ﭽال برزت فيه مشاعر الغيرة والحماس للدين البابي حتى أن أصدقاءه المقربين، الذين كانوا في وقت ما من تابعيه وأكثر المعجبين به، ناصبوه العداء وقاموا على معارضته واضطهاده بشدة.
وفيما بعد انتقل إلى بغداد وأخيرا تشرف بمحضر حضرة بهاءالله بعد عودته من جبال كردستان، ونتيجة لذلك اللقاء وبعد استلامه بعض الألواح المباركة سرت في كيانه روح جديدة بلغت به مقاما رفيعا من الإيمان والتضحية فأصبح في عداد حواريي حضرة بهاءالله البارزين. وبعد فترة طويلة من النفي والسجن في الموصل بالعراق أطلق سراحه وتوجه إلى عكاء حيث قضى بقية أيام حياته في خدمة حضرة بهاءالله ناسخا للألواح معظم الوقت.
كان زين المقربين دقيقا جدا في نسخ ألواح حضرة بهاءالله ويبذل جهودا مضنية في التأكد من صحة تدوينها، فكل لوح بخط يده يعتبر صحيحا ومطابقا للأصل. وقد ترك للأجيال عدة مجلدات بخط يده الرائع تضمنت معظم ألواح حضرة بهاءالله الهامة. واليوم توثّق المنشورات البهائية بالفارسية والعربية بمقارنتها بتلك المجلدات.
وثمة أثر كتابي آخر له علاقة وثيقة بما كان يتحلى به زين المقربين من ذكاء فذ ودقة في تقصي الأمور، وهو الكتاب المعروف بعنوان "رسالة سؤال وجواب". وبما أنه كان مجتهدا كفؤا في تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية فقد سمح له حضرة بهاءالله بأن يسأل أي سؤال يعنّ له حول تطبيق الأحكام الإلهية المنزلة في "الكتاب الأقدس". وتضمنت الإجابات التي تفضل بها حضرة بهاءالله على أسئلة زين المقربين إيضاحات إضافية وتوسعا في شرح أحكام شريعته السمحاء، ويعد كتاب "سؤال وجواب ملحقا لازما "للكتاب الأقدس".
وتبقى قصة حياة زين المقربين -رغم اختصارها- غير كاملة دون الإشارة إلى ما كان يتمتع به من روح الدعابة والفكاهة التي كانت دائما تدخل السرور إلى قلوب الأحباء. وكان أحيانا يبدي بعض الملاحظات الباعثة على الفكاهة والضحك في المحضر المبارك، وقد سجل بعض هذه النوادر في ما أُرّخ من الأحداث والقصص.
أما الشخص الآخر صاحب المواهب الفذة الذي قدم أجل الخدمات في مجال تدوين واستنساخ الألواح فقد كان الخطاط المشهور ميرزا حسين الملقب بـ"مشكين قلم" وهو من أهل مدينة إصفهان، وقد تحلى كزميله زين المقربين بروح الدعابة والفكاهة والتندر.
كان "مشكين قلم" قبل إيمانه بالأمر الإلهي مقربا من بلاط ناصر الدين شاه في طهران حيث شغل منصبا بارزا فيه. ولما سمح له الشاه ذات مرة أن يذهب في زيارة قصيرة لمنزله في إصفهان قابل أحد البهائيين هناك واستنار قلبه بالإيمان، الأمر الذي دفعه أن يتوجه إلى أدرنة للتشرف بمحضر حضرة بهاءالله بدل الرجوع إلى بلاط الشاه. ومنذ ذلك الحين كرّس حياته كلها لخدمة أمر الله. وفيما بعد أرسله حضرة بهاءالله في مأمورية هامة إلى الآستانة ليدحض الادعاءات الباطلة التي روّجها السيد محمد الإصفهاني-سيء السمعة- في الدوائر الملكية، إلا أنه بعد وقت قصير سجن "مشكين قلم" مع بعض الأتباع في الآستانة نتيجة لدسائس السيد محمد وأصحابه، ثم أرسلوا إلى جاليبولي لينتظروا وصول حضرة بهاءالله ومرافقيه في طريقهم إلى عكاء، وهناك تقرر مصير "مشكين قلم" حيث أرسلته السلطات مع ثلاثة من الأحباء إلى قبرص برفقة ميرزا يحيى، ناقض عهد حضرة الباب وميثاقه فكان العدو الرئيس لحضرة بهاءالله.
بقي "مشكين قلم" منفيا في قبرص لمدة تسع سنوات، ورغم معاشرته الطويلة لميرزا يحيى الخائن الغادر، إلا أنه بقي غير مزعزع الإيمان ثابتا راسخا مستقيما في ولائه لمولاه.
وحالما تنشق نسيم حريته عام 1294ه‍ (1878م) توجه إلى عكاء وتشرف بالمثول بين يدي حضرة بهاءالله الذي سمح له بالإقامة في المدينة. فأصبح أحد حوارييه، مرافقا وخادما مخلصا وفنانا ذا موهبة وخطاطا لا يبز، وعبقريا في ابتكار الأشكال الرائعة من الحروف والكلمات. ومن بين أعماله الفنية المميزة تلك التي خطها بأظافره على ورقة بيضاء.
أمضى "مشكين قلم" سنوات عدة من حياته في نسخ ألواح كل من حضرة بهاءالله وحضرة عبدالبهاء، وهنالك المجلدات العديدة بخطه الجميل، وقد خلد اسمه بفضل رسومه ورموزه وتصميمه لـ"الاسم الأعظم".
إن إحدى الميزات الرئيسة للدورة البهائية تتمثل في أن الكلمات التي أنزلت على صاحب الظهور الإلهي وحي أصيل موثوق بصحته. بعكس الظهورات السابقة عندما لم تدون فيها كلمات الرسل حال إنزالها. أما الكلمات التي أنزلها حضرة بهاءالله فقد دونت كما أملاها هو بنفسه على كتّاب وحيه. وفي حالات كثيرة سجلت المناسبات التي نزلت فيها الألواح من قبل كتّاب الوحي، أو غيرهم من الصحابة الموثوق بهم، وأحيانا سجل تلك المناسبات الحجّاج الزائرون، وأحيانا أخرى سجلها أولئك الذين تشرفوا بمحضره المنير.
كان لاندفاع الروح القدس اندفاعا قويا أثناء نزول الوحي أثره المهيب على حضرة بهاءالله من الناحية الجسمانية. فالإنسان العادي يصعق عادة إذا ما وصلته أنباء فائقة الخطورة، فكيف يكون الأمر إذا بالنسبة للهيكل الجسماني للمظهر الإلهي حين يصبح ذلك الهيكل قناة يفيض بواسطتها روح القدس ليغمر الإنسانية جمعاء!
حين نزول الوحي لم يكن يسمح لأحد بالبقاء في المحضر المبارك سوى كاتب وحيه، ولكنه أحيانا كان يأذن لبعض المؤمنين بالبقاء حينئذ لفترة قصيرة. وقد شهد أولئك الذين نالوا هذا الشرف العظمة الخاصة بهيكله المبارك الذي كان يشع أيضا نورا وضياء. ووجد الكثيرون أنفسهم عاجزين عن النظر إلى طلعته البهية وقد بهر أبصارهم ذلك التجلي الإلهي العظيم.
من هؤلاء الحاج ميرزا حيدر علي الإصفهاني الموطن الذي اعتنق الأمر في مطلع ظهوره وتشرف بزيارة حضرة بهاءالله في أدرنة أولا، ومن هناك أرسله مولاه إلى الآستانة ليكون واسطة اتصال حضرته بالأحباء في بلاد فارس والعراق. ثم أرسله فيما بعد إلى مصر حيث اعتقله أعداء الأمر ثم أبعدوه إلى سجن في السودان. لم تعمل الاضطهادات التي لاقاها هناك لسنوات طويلة إلا على رسوخه وازدياد نار العشق لهيبا في قلبه. وبعد إطلاق سراحه توجه مباشرة إلى عكاء حيث نال شرف البقاء إلى جانب مولاه لعدة أشهر، ثم توجه بأمر منه إلى بلاد فارس ليخدم في مجال تبليغ الكلمة الإلهية بشكل بارز لسنوات عدة. وبعد صعود حضرة بهاءالله من هذا العالم أدّى الحاج ميرزا حيدر علي دورا رئيسا في حماية الميثاق الإلهي بكل جدارة من هجوم تلك العصبة الخائنة من ناقضي العهد والميثاق الذين صمموا على هدم صرح أمره واقتلاع جذور مؤسساته. واختتم الفصل الأخير من حياته المليئة بالأحداث في خدمة حضرة عبدالبهاء في الأراضي المقدسة، وتوفي في حيفا حيث دفن في المقبرة البهائية على جبل الكرمل.
وفي إحدى زياراته لعكاء سمح له بالتشرف بالمحضر المبارك أثناء نزول الوحي، وقد ترك للأجيال القادمة ما كتبه باختصار عن تلك المناسبة التي لا تنسى:
"عندما صدر الإذن وأزيح الستار، دخلت الغرفة حيث استوى سلطان سلاطين الملك والملكوت، بل سلطان عوالم الله، على كرسي العظمة. كانت الآيات تتدفق كالغيث الهاطل، وكأن الباب والجدار والبساط والسقف والأرض والهواء في ذلك المقام الأقدس قد تعطر وتنور واهتز وتحرك وتحول كل منها إلى آذان امتلأت بروح من الفرح والحبور... في أي حال كنت وفي أي مقام؟ من لم يذق لم يدر..."
وقيل أن أحد آثار نزول الوحي على حضرة بهاءالله، كان بقاء حضرته فترة من الوقت، بعد ذلك، في حالة من الاضطراب والتأثر بحيث لم يكن باستطاعته تناول الطعام.
القوة الخلاقة للكلمة الإلهية
إن كلمة الله هي أشرف إبداع للخلق الإلهي وتسمو فوق إدراك البشر. وفي أحد ألواحه حذرنا حضرة بهاءالله من مقارنة خلق الكلمة بخلق باقي الموجودات، وأشار إلى أن كل كلمة من الكلمات الإلهية بمثابة مرآة تنعكس منها الصفات الرحمانية،وبقوة تأثيرها ظهر عالم الإمكان. وقد جاء في الإسلام أن الله خلق الكون بقوله "كن" وبها ظهرت الموجودات كلها. فوحي حضرة بهاءالله، وهو كلمة الله لهذا العصر، له أيضا قوة خلاقة مماثلة. وفي بعض ألواحه أشار حضرة بهاءالله إلى كلمة "كن" على أنها علة خلق الموجودات. ففي "لوح الزيارة" الذي جمع بين عدة مقتطفات من الألواح المباركة بعد صعوده، يتفضل: "وأشهد أن بحركة من قلمك ظهر حكم الكاف والنون وبرز سر الله المكنون، وبدئت الممكنات وبعثت الظهورات". وفي مثال آخر، يتفضل في "الصلاة الكبيرة": "... والذي ظهر إنه هو السر المكنون والرمز المخزون الذي به اقترن الكاف بركنه النون." فباجتماع حرفي الكاف والنون تتكون كلمة "كن" التي بدئت بها الممكنات.
يشير المقتطف التالي من أحد ألواح حضرة بهاءالله إلى القوة الخلاقة لكلماته:
"كلما يخرج من فمه إنه لمحيي الأبدان لو أنتم من العارفين. كلما أنتم تشهدون في الأرض إنه قد ظهر بأمره العالي المتعالي المحكم البديع. إذا استشرق عن أفق فمه شمس اسمه الصانع بها تظهر الصنايع في كل الأعصار وإن هذا لحق يقين، ويستشرق هذا الاسم على كل ما يكون وتظهر منه الصنايع بأسباب الملك لو أنتم من الموقنين. كلما تشهدون ظهورات الصنعية البديعة كلها ظهر من هذا الاسم وسيظهر من بعد ما لا سمعتموه من قبل. كذلك قدر في الألواح ولا يعرفها إلا كل ذي بصر حديد. وكذلك حين الذي تستشرق عن أفق البيان شمس اسمي العلام يحمل كل شيء من هذا الاسم بدايع العلوم على حده ومقداره ويظهر منه في مد الأيام بأمر من لدن مقتدر عليم. وكذلك فانظر في كل الأسماء وكن على يقين منيع. قل إن كل حرف تخرج من فم الله إنها لأم الحروفات وكذلك كل كلمة تظهر من معدن الأمر إنها لأم الكلمات وإن لوحه لأم الألواح فطوبى للعارفين..."
وفي لوح آخر يشير إلى نفوذ كلماته بقوله الأحلى:
"قد أودع في كل حرف يخرج من فمنا قوة بحيث تخلق خلقا جديدا ما اطلع عليه أحد غير الله. إنه على كل شيء محيط".
فكلمات مظاهر أمر الله هي الهيكل الخارجي للقوى الروحية المنبعثة عنهم، وما ستر في جوهر باطنها غير محدود في قوة الخلق والإبداع لأنها تنتمي للعالم الإلهي ولهذا يعجز الإنسان عن إدراكها بتمامها إلا على قدر محدود، ذلك لأن قواه العقلية محدودة.
يمكن تشبيه الكلمة الإلهية بأشعة الشمس التي تنقل حرارتها. فقريبا من قرصها تشتد الحرارة بحيث تستحيل الاستفادة منها في الفضاء الخارجي، إلا أن الأشعة نفسها بمرورها في طبقات الجو وغلاف الأرض وأطباق السحاب يصل قسم محدود من طاقتها إلى سطح الكرة الأرضية. وبالمثل تظهر الكلمة الإلهية في هذا العالم للعقل الإنساني على درجة محدودة بحقائقها ومعانيها الروحانية لأنه، بقواه المحدودة، عاجز عن إدراك هذه الحقائق بتمامها.
تتعاظم الكلمة الإلهية في قوتها ونفوذها وإبداعها وحقيقة معانيها عندما تعرج الروح إلى بارئها مفارقة الجسد لتبدأ ترقيها في العوالم الروحانية الإلهية. ورغم أن هذه المعاني والحقائق تبقى محجوبة عن إدراك البشر، فإن المظاهر الإلهية أصحاب هذه الكلمة يدركون قوة سطوتها وعمق معانيها بصورة كاملة.
الكلمة الإلهية أصل المعرفة
تلبية لطلب الشيخ محمود، أحد علماء المسلمين الذي اعتنق الأمر في عكاء فيما بعد،أنزل حضرة بهاءالله لوحا في تفسير سورة "والشمس" الفرقانية، وفيه كشف آفاقا من المعرفة فيما يخص الكلمة الإلهية، وكما نص حضرته، فإنه من كل كلمة منزلة من سماء الوحي جرت الأنهار العذبة السائغة من الأسرار الإلهية والحكم الربانية. وإجابة على سؤال الشيخ نفسه فصّل لكلمة "الشمس" معان عديدة، وأوضح أن لها معان أخرى فوق الحصر بحيث لو انشغل عشرة كتبة في تدوين تفاسيره لها مدة سنة أو اثنتين لما نفدت تلك التفاسير والشروح.
وفيما يلي آيات مقتطفة من ذاك اللوح المبارك الموجه إلى الشيخ محمود:
"فاعلم بأنك كما أيقنت بأن لا نفاد لكلماته تعالى أيقن بأن لمعانيها لا نفاد أيضا، ولكن عند مبينها وخزنة أسرارها والذين ينظرون الكتب ويتخذون منها ما يعترضون به على مطلع الولاية إنهم أموات غير أحياء ولو يمشون ويتكلمون ويأكلون ويشربون. فآه آه لو يظهر ما كنز في قلب البهاء عما علمه ربه مالك الأسماء لينصعق الذين تراهم على الأرض. كم من معان لا تحويها قمص الألفاظ وكم منها ليست لها عبارة ولم تعط بيانا ولا إشارة. وكم منها لا يمكن بيانه لعدم حضور أوانها كما قيل (لا كل ما يعلم يقال ولا كل ما يقال حان وقته ولا كل ما حان وقته حضر أهله)، ومنها ما يتوقف ذكره على عرفان المشارق التي فيها فصلنا العلوم وأظهرنا المكتوم. نسأل الله أن يوفقك ويؤيدك على عرفان المعلوم لتنقطع عن العلوم لأن طلب العلم بعد حصول المعلوم مذموم. تمسك بأصل العلم ومعدنه لترى نفسك غنيا عن الذين يدعون العلم من دون بينة ولا كتاب منير..."
ليست لكلمات المظاهر الإلهية معان باطنية فحسب، بل أن كل حرف منها يكتنز المعاني والأسرار الإلهية. وفي حديث مشهور ينسب للإمام علي بن أبي طالب ورد أن: "كل ما في التوراة والإنجيل والزبور موجود في القرآن، وكل ما في القرآن في الفاتحة، وكل ما في الفاتحة في البسملة، وكل ما في البسملة في الباء، وكل ما في الباء في النقطة..." وليس أدلّ من ذلك صراحة على أن كلمة الله سامية في طبيعتها منزهة عن إدراك الإنسان.
وفي تفسير بعض الحروف المقطعة وبيان معانيها الباطنة أنزل حضرة الباب، المبشر بحضرة بهاءالله، آثارا كتابية لا حصر لها. فعلى سبيل المثال أنزل ما لا يقل عن ثلاثة آلاف آية في شرحه لسورة "والعصر" في القرآن الكريم وفسر فيها حرفها الأول "الواو"، كما أنزل حضرة بهاءالله ألواحا بديعة أسهب فيها في تفسير الحروف المقطعة.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعاليم البهائية في الحياة بعد الموت
- البهائية-ماذا تكون
- جاء رب الجنود-وعاد المسيح فى مجد أبيه- وفاض النبأ العظيم- هب ...
- المظاهر الإلهية
- يَومُ الله
- -هذا دينُ اللهِ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ...-
- وغداً تشرق الشمس
- النظام العالمي لحضرة بهاء الله- (البهائية)
- البهائية والتحديات
- الدين والتطور الإجتماعي
- فى موكب الإنسانية
- إنسان المستقبل
- يوتوبيا جديدة لعصرٍ جديد
- رجال الله
- أمانى اليوم حقائق الغد
- دين الله واحد-النظرة البهائية لمجتمع عالمى موحد-المقالة(6) و ...
- القضاء الإلهي
- السّبيل إلى السّلام
- دين الله واحد-النظرة البهائية لمجتمع عالمى موحد-(5)
- دين الله واحد-النظرة البهائية لمجتمع عالمى موحد-(4)


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الكلمة الإلهية