أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - خمسة وأربعون عاما من الأستثناء














المزيد.....


خمسة وأربعون عاما من الأستثناء


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 07:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليس بعيدا هو الوقت الذي يزحف علينا من آذار ، وتحديدا الثامن ، الثامن من آذار الذي قدر له أن يكون يوما غير مرحبا به ، بل هو يوما أسود لأنه كبل الشعب السوري بقانون الطوارئ البغيض ، قانون يلغي الشعب كصاحب بلد وسيادة وكرامة ، يلغي القانون والقضاء ، كتعبير للحياة الإنسانية ، يلغي العقل كحالة ونعمة للتفكير والتمييز والتنقيب على ما كل يجعل الحياة إنسانية ، كخيار بين الحق والواجب للتفاعل بين الوطن والمواطن ، يلغي الثقافة ودورها كنتاج بشري لا يعيش إلا بالحوار والتفاعل مع الأخر ، يلغي الطموح أن نصل ونتواصل ، و أن نحرر ونتحرر ، يلغي الجيش كمؤسسة وطنية مهمتها الدفاع عن سيادة واستقلال الوطن وتحرير أرضه وصيانة دستوره وشعبه ، ليصبح حرس القصر ، وكتائب حماية أمنه وبطشه وسطوته ، يلغي الأمن ، الأمن بمعنى شعور البشر بأنهم ذوي كرامة مصانة بالقانون ، ليصبح أمن القائد ، و أمن المسئول وأمن المزرعة .
ماذا فعل أصاحب الثامن من آذار ، فينا وبأنفسهم ، أنفسهم هم ، العبثيون ، كحزب له تاريخ لا ينكر في تاريخ العمل الوطني والقومي ، أين هم ، وماذا يمكن أن يقولوا للوطن والمواطن ، هل هناك ما نجتمع عليه ويشكل قاسم مشترك ، أكيد ، لا جدل في ذلك الوطن ، ولكن كيف وعلى ماذا نتشارك ونتحاور على معهم في هذه الذكرى البغيضة في تاريخ سوريا ، ذكرى القمع و إلغاء الأخر ، أرادو أن يقودونا للنصر والوحدة والحرية ، فأودوا بنا للهزيمة والضياع .
نقول هذا ونحن ندرك تماما أن الحزب سرق ونكل به وأصبح أداة لتمرير الهزيمة وتبرير السرقة والعسف ، نقول هذا لأن الشرف والكرامة فرزت أصحابها وأهلها ، وانفض السامر عن سلطات العسف والبطش منذ زمن ليس بقصير ، وهذه الجموع التي تحتشد تحت شرفات القصر ويافطته ، هم إما مرتزقة أو خائفون ومصابون بالرهاب الذي عمم على مساحة هذا الوطن الكبير .
الذكرى الخامسة والأربعون تزحف علينا والظروف التي تمر بها سوريا بالغة الحساسية والتعقيد ، ولا عذر لأحد ، كل ما يعم خراب وينذر بالأسوأ ، لا عذر للسلطة بغض النظر عن مطالب الحرية والعدالة وسيادة القانون ، يجب على السلطة أن تدرك إن سياسة إدارة الظهر لا تعطي إلا التفتت والتمزق ، ويجب أن تدرك السلطة أنه بالقدر الذي نقف به ضد الخارج ومشاريعه ، إلا أنها هي المسئولة الأولى عن تطاول ثقافة الاستعانة بالخارج بهذا التهميش والاستخفاف بالحقوق ، وعليها تدارك الأمور بسياسة إصلاح سياسي اقتصادي واضحة لا لبس فيها ، من خلال إلغاء هذا القانون السيئ الصيت ، وإطلاق سراح معتقلي الرأي ، وإعادة الاعتبار للدستور وسيادة القانون والعدالة من خلال تشريع الأحزاب و الصحافة والأعلام .
لا عذر لكل القوى في جبهة النظام أو في دائرته أن هذا القهر ، وهذا الوضع الشاذ سيودى بكل شئ والخاسر الأساسي هو الوطن وشعبه بسيادته وحريته واستقلال قراره ، عليهم أن يهتموا بالعدالة القانونية بالإضافة للعدالة الاجتماعية ، عليهم أن يدركوا أن الفساد عندما يصل القانون والتربية ، يكون فسد ملح الأرض وعندها تفسد المشاعر ولا إنسان في إطار العبودية والظلم .
لا عذر للقوى الوطنية بهذا التذرر والردح الغير مقبول ، وحدة الحركة الوطنية على مهام الديمقراطية وعروبة سوريا وسيادتها واستقلال قرارها في مواجهة الاستبداد والفساد ومواجهة السياسة البشعة والعدوانية للمركز العالمي المنحاز بصلف للعنصرية والفاشية الصهيونية والذي يخطط لتفتيت المنطقة ، هو الهاجس وهي البرنامج الذي لا خيار لنا سواه ، وإلا سندخل التيه والضياع .
الثامن من آذار القادم امتحان لكل الذين ينتمون لهذا الوطن ، من أجل الوقوف على عتبة مستقبل البلد و وجهها الذي أصبح لا يميز ، هو امتحاننا الذي يجب أن نوليه مسؤولية خاصة , ووقفة أمام الواقع ومساوئه ومخاطره بصدق .



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل بين الحلم والواقع
- إعلان دمشق وأوهام المعارضة
- الخارج الي يخطط والداخل الذي يمهد
- ممكن ان نكون ديمقراطيين ووطنيين
- إعلان دمشق إطار لابد من الحفاظ عليه
- نوري بوزيد بيان تأسيسي للفكر الحر
- حسين الشيخ وحده القلق يمزق هذه الوحدة
- حوارية مع الشعور القومي وآخرين
- أعادنا للحياة ومضى
- فاطمة ابراهيم جائزة ابن رشد للفكر الحر
- نجوى بركات في -لغة السر- والثورة الدائمة للعقل
- فلسطين عروس التيه العربي
- سياسة العهر، وتحول العهر إلى سياسة
- عارف دليلة كل عام وأنت بخير
- معارضة بالكيلو وعلى الميزان
- المنسي...ذاكرة في الحاضر
- اقرأ طرقت باب التابو في -قبل أن تحاسبوا*
- علي الشهابي ..المعتقل الدائم
- تصريحات البابا ، دوائر مغلقة
- مناضلان إشكالية ، وإشكالية المناضلان


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - خمسة وأربعون عاما من الأستثناء