أخر ضحايا التأسلم في مصر.. الكورهّ!!

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 07:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تابعت كما تابع الملايين من المصريين في كل أرجاء العالم أحداث المونديال الأفريقي الذي اسعد كل عشاق الساحرة المستديرة كما يطلق عليها المتخصصون في هذا المجال والذي كان قمة في الأداء الفني العالي لهذه البطولة التي إتسمت بالفنيات والقوة والمهارات مع التكتيك الخططي العالي الذي ظهر واضحاًَ في هذه البطولة بين المدربين الفنيين وكم كنت في قمة سعادتي ولا أخفي عليكم إنني بكيت من الفرحة عندما أطلق الحكم البنيني صافرة النهاية معلناًَ تتويج منتخب بلادي بأنه هو الأقوى والأجدر والأحق بهذه البطولة بلا جدال وخرجت الأفراح من كل المدن المصرية بعد الكبت الذي يسيطر على كل الشعب يعلنون رغم حالة الحزن والترقب والنفور التي تسيطر على المجتمع المصري فرحتهم بفوز بلادهم بالعرس الأفريقي ولكن دعوني أطرح ملاحظتي على مجال الرياضة في الفترة الأخيرة وبخاصة كرة القدم فهو من وجهة نظري أخر محطة وصل إليها قطار التأسلم في مصر فأصبح كل شيء في الرياضة مرتبط بالأمور الدينية وهناك ظاهرة اللاعب الموهوب محمد ابوتريكة فمن ناحية أدائه الرياضي داخل الملعب فأنا معجب به ولكن سلوكه الديني اصبح مصدر قلق لي ولكثيرين فأبو تريكه شديد الذكاء ومما يجيدون إنتهاز الفرص بطريقة اللعب على وتر الدين وذلك لكسب تعاطف الناس والجماهير وانا لا أنتقد أن يكون متدين من عدمه ولكن محاولة إظهار تدينه في الفترة الأخيرة بطريقة مستفزة هي التي تجعله موضع إنتقاد فهذا اللاعب الإعلام الفاسد في بلادنا جعل منه واحداًَ من أولياء الله الصالحين في نظر الشعوب العربية فأي لقاء تليفزيون يتم مع الجمهور عن مستوي اللاعيبة وأدائهم تجد الرد بدون تفكير أبوتريكة بالرغم من أنه يمكن أن يكون هذا اللاعب ليس في التشكيلة او لم يكن موجود في المباراة فهذه الظاهرة إشترك فيها الإعلام مع اللاعب الذي يصرح في الكثير من المواقف أنه يلعب وهدفه الأول نشر إسلامه كما قال في أحد لقاءاته مع القنوات الفضائية هذا وتم توجيه سؤال له عن أول شيء رأه عقب هدفه في المباراة النهائية فقال إنه رأي الكعبة ناهيك عن سجوده المتكرر بداعي وبدون داعي داخل الملعب هذا وقام أيضاًَ بتحفيز زملائه داخل المنتخب على التبرع لبناء مسجد في مدينة كوماسي الغانية وكأن مصر لا يوجد بها فقراء ومرضي وأيتام ومستشفيات هم في أمس الحاجه إلى هذه الأموال التي ذهبت إلى دوله آخرى, لماذا لبناء مسجد وهؤلاء الإسلام يتيح لهم الصلاه في اي مكان على الأرض؟ المهم ان اللاعب تتهمه الكثير من الدوائر بإنتمائه لجماعة الإخوان وهذا واضح للعيان رغم إنه نفى هذا عقب الإنذار الغير كافي الذي أخذه عقب رفعه الشعار المتضامن مع غزه وبعدها نفى أيضاًَ مكتب المرشد العام أن يكون أبو تريكة عضو في الجماعة وهذا ما أكد صحة التوقعات بأنه بالفعل له إنتماءات سياسية دينية.
عموماًَ أعزائي هذا لسان حال الرياضة والملاعب داخل وطني في مصر ولكن إلى متى سيظل مرض الهوس الديني منتشر في كل مكان في مصر حتى في الكورة التي هي أخر ضحاياه

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات