أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد بسام جودة - لمصلحة من هذه الجرائم الظلامية...؟؟؟!!!















المزيد.....

لمصلحة من هذه الجرائم الظلامية...؟؟؟!!!


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 10:25
المحور: المجتمع المدني
    


إن جاز لنا عبور حقل المفاهيم بسلام وسلمنا بمفهوم النشاط الثقافي كنشاط معرفي إبداعي للإنسان مكمل للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتنوعة فيمكننا تصنيف العناصر المكونة للنشاط الثقافي على أنها المثقف و المؤسسة الثقافية والنتاج الثقافي والذاكرة الثقافية والسلوكيات المعرفية والثقافية السائدة في المجتمع.
سيما وان الأنظمة المستبدة والرجعية تستهدف هذه المكونات بالإقصاء والتهجين والتشويه والتحريف فيملأ الفراغ الذي يخلفه إقصاء المثقف بموظف وتتحول المؤسسة الثقافية والإبداعية إلى مصائد وورش لصناعة وسائل وأساليب الخراب والإفناء وتحل الشعارات المجوفة محل النتاج الثقافي البناء فيما تلوث الذاكرة الثقافية والسلوك المعرفي للمجتمع ويقام على تشويهها ردح الرداحات وبذلك تقطع أنفاس المعرفة ويشل النشاط الثقافي، إن المعرفة طاقة وحاجة لان الفرد والمجتمع هي منظومة من الطاقات والاحتياجات المعرفية والتي تشكل احد أهم مؤشرات وقياس تمدن أو تخلف الأفراد والأمم.
إن ماهية الإنسان الفرد والمجتمع هي المعرفة فالإنسان مخلوق يتعلم ويعرف ويعلم ولهذا فان المعرفة هي المحتوى الذي يعبر عن شخصية الفرد الذي نسميه الإنسان وهو بدون ذلك يتعذر إقحامه في السلالة الإنسانية .
فالمستبدون عندما يشيعون الظلام في الحقول التنويرية للمعرفة فانهم يخلقون فراغا جاذبا لسيل الأفكار المتعصبة والمتطرفة والبدائية التي تنشط في العتمة وتجد بيئة مناسبة تتفشى فيها وتفرخ أجيال من ملوثي الثقافة الشاحبة كوسيلة للحرب فى مواجهة المعرفة التنموية وفى ذات الوقت تشكل تلك المفاهيم المجوفة والمتطرفة المنابع المعرفية لسلوكيات القسوة والإقصاء واحتقار العقل وتمجيد التوحش والإرهاب ,لهذا فالمستبدون هم خصوم المعرفة والثقافة والمثقفين لذلك فهم يستمروؤن تبديد و تشويه ما بناه الإنسان على مدى قرون فى لحظة من لحظات شهوة التسلط والاستبداد.
إنهم يحكمون قبضتهم على أعناق الحروف ويفقئون إحراق المكتبات وكل ما هو إبداعي ويقطعون الزيت عن فوانيس الاستدلال ويعمقون الأفكار ويحبطون التجارب ويلوثون ذاكرة المجتمع ويغلقون النوافذ بعد الأبواب بالممنوعات على المثقف كي يصاب بالخواء ويصطف إلى طابور المداحين والمشعوذين ومبرري التوحش والإرهاب .
ففي فترات ومراحل العتمة الموبوءة بالخوف يطفح إلى سطح الحياة الثقافية إلى جانب جماعات التطرف والاستبداد فئات من الموظفين العاملين في المؤسسة الثقافية المستعدين لتلويث الفكر واستباحة حياء الثقافة .
فعندما يجرى الكلام عن واقع الثقافة في فلسطين ونصادف من يتطوع بمحاولة إلغاء مرحلة كاملة من الحضور الثقافي والفكري الساطع والتي امتدت من الثمانينات حتى الآن ونجد من يقول بسلبية المثقفين وغياب العمل الثقافي دون التطرق للمشكلة الحقيقية لواقعنا ودون أن يرف لاحد جفن ولا ترتجف لاحد فرائض سوف يكون هذا ضربا من الخضوع لمحاولة جرنا من اجل أن نلغى ذاكرتنا ونتفرغ للمساهمة في تغييب مشكلاتنا الحقيقية والهاء الفكر بالكلام عن شكل العربة وألوانها بدل التفكير في الحصان الذي اعوجت عضلاته لفرط الحبسة في الحظائر حتى يكاد أن ينسى عادة الانطلاق في السهوب الفسيحة والمفتوحة على الأفق.
لماذا لا نطرح سؤالا عن الأسباب التي جعلت الناس تفقد عادة الحوار العفوي الصريح والحر في الندوات العامة مع أننا نعرف ونشعر بأنهم قبل وبعد الندوة مشحونون ومكتظون بالأسئلة؟
لايمكن أن يكون الناس قد فرغوا من الأسئلة إلى الحد الذي يدفع من ينظم الندوة أحيانا لان يوظف كتيبة مستعدة بأسئلة جاهزة غالب ما تكون ليست ذات معنى لكى تنقذ القاعة من صمت متوقع حيث لايمكن القفز عن ذلك للحديث عن النتائج التي يتحملها المثقف أو المؤسسة وهما لم يحسنا التعبير عن نفسهما بحرية وثقة .
اعتقد أن ما يحدث عندنا في السنوات الأخيرة في معظمه نوع من الزفة التي تغيب عنها العروس حيث يظل الإبداع بعيدا عن المشهد ولان الإبداع فعالية لا تقبل بامتهان الثقافة إلى حد ابتذالها وتحويلها إلي مجرد مظهر إعلامي .
ولو أردنا تسليط الضوء على المؤسسة الثقافية في فلسطين والتي تعتبر احدي أهم معطيات النهضة الحضارية والثقافية والإبداعية في المجتمع الفلسطيني وهى لاتزال تشكل الفكرة البهية لصورة فلسطين في الفكر والثقافة والإبداع محليا وعربيا ودوليا ,وفى سياق المؤسسات الثقافية المثيلة عربيا حققت هذه المؤسسات تميزا تقدره جميع الأوساط الثقافية وترى فيها نموذجا للكيان الذي حقق نفسه بإمكانيات إبداعية غاية في الغنى والتنوع وبإمكانيات متواضعة لم تعوق حضورها المتوهج في المشهد الثقافي للمؤسسة العربية إن هذه الحقيقة لأهميتها المعنوية والتاريخية للمجتمع الفلسطيني التي يتوجب أن تشكل دافعا قويا للجيل الجديد وللمؤسسات الثقافية المحلية لبلورة هذه التجربة بأدواتها وباجتهاداتها المختلفة مستقبلا .
إن المؤسسة الثقافية في فلسطين بكل ما واجهته من تحديات باعتبارها جزءا من الواقع الثقافي و السياسي الفلسطيني لم تتوقف للحظة عن العطاء الإبداعي ولم تسلم لكل محاولات القمع والإرهاب التي مارستها ولازالت عصابات الظلام والقمع والاستبداد على المجتمع الفلسطيني بشكل عام والمؤسسات الثقافية بشكل خاص،هذا فى الوقت الذي لازال فيه المشهد الفلسطيني بكل جوانبه غائما وضبابيا ولا زالت الخشية تتربع داخل العقول الثقافية والوطنية من غربان وخفافيش الظلام والقتل والجريمة المنظمة، ولازالت الأصوات المنددة والمناهضة لممارسات خفافيش الظلام خافته وباهته ولا ترتفع إلا إذا طالتها المصيبة أو الجريمة .
إن حالة الصمت التي نراها في المجتمع الفلسطيني ،في الوقت الذي أصبحت تستباح فيه هذه المؤسسات من قبل الظلاميين ، والتي كان أخراها التدمير الذي تعرضت له جمعية الشبان المسيحية بغزة ،هذه المؤسسة التي عرفت بنشاطاتها الاجتماعية والثقافية والتربوية منذ ما يزيد عن أربعون عاماً لخدمة المجتمع الفلسطيني ،وما يتعرض له المثقفين وأصحاب الرأي والكلمة والمؤسسات الثقافية والإعلامية من ممارسات واعتداءات همجية ، لايمكن أن تبقى على حالها ولابد من وقفة شجاعة ومسئولة وجريئة من قبل كل المثقفين والمؤسسات الثقافية والإعلامية وأصحاب الرأي والكلمة والقوى السياسية والاجتماعية لهذا النهج التصفوى الخطير والعبثي الذي يستهدف ويطال المؤسسات الثقافية والإبداعية في مجتمعنا الفلسطيني , فعندما تعجز قوى الظلام عن كبح طاقة الإبداع في روح المؤسسات الثقافية رغم كل متاريس الحصار الإسفلتية حول أحاسيسها ورغم حالة القحط التي تحاصرها ،فيسعون إلى تجفيف منابعها الاجتماعية بعد أن أخفقوا في تحقيق مآربهم من تجفيف منابعها المعرفية ،لقد جسدت المؤسسة الثقافية الفلسطينية ولازالت رغم قسوة وهمجية ووحشية الثلة المعادية للمثقف والمؤسسة الثقافية وكل إبداع يعكس حضارة ورقي المجتمع ، الدور الريادي والجريء في التصدي لكل محاولات الهزيمة و التخلف و القمع والحرمان والخضوع والخنوع لهذه القوي الظلامية التي تستهدف بناء الوطن الفلسطيني واستغلال طاقاته الإبداعية والثقافية والتنموية لإشراق حاضره ومستقبله،وانزلاقه في مستنقع أوبئة التخلف والاستبداد والقمع والإرهاب.
أعتقد أن من ضرورات المرحلة الفلسطينية الحالية أنه لابد من تحرك عاجل لكافة أبناء شعبنا الغيورين من مسئولين وفصائل وطنية وإسلامية وحكومة ومؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات حقوقية وإعلامية وكل المثقفين والإعلاميين ،لفضح هذه الاعتداءات الإجرامية وتجريم كل العابثين بمقدرات شعبنا الثقافية والاجتماعية والسياسية ، ،ولفظ كل المتسولين أيادي الشر والظلام اللذين يستبيحون هذه المقدرات ويشوهون انجازات شعبنا ، وذلك بحمايتها وتوفير الدعم الوطني الكامل لها، وإعادة تفعيل الحياة والمؤسسة الثقافية الفلسطينية ،بدلاً من حالة الصمت والخنوع لما يجري من حولنا، إذا كنا نفهم ونعتبر أن مقياس حضارة وتقدم الشعوب يتأتي من خلال المستوي الثقافي والإبداعي لها ولما توليه من أهمية ودور في هذا المضمار.



#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة الشامخة... تصفع مخططات إسرائيل الامبريالية ..!!!؟؟؟
- استيطان همجي ومفاوضات عبثية...وفصائل عاجزة لاأستثني منها أحد ...
- العنف ضد المرأة.. أسوء مظاهر الحضارة المعاصرة
- أنابوليس والواقع الفلسطيني المأزوم...؟؟؟
- المشهد الثقافي الفلسطيني في مرمي قوي الظلام والتخلف...!!!؟
- فتح وحماس وحكومة الوحدة الوطنية
- ماذا بعد هذا المأزق التاريخي؟؟؟
- الشعب الضحية .. للشعب القرار .. الشعب يختار...!!!؟؟؟
- حل السلطة .....ماذا بعد؟؟؟
- اسرائيل ومرحلة عض الاصابع
- إرهاب دولة منظم يمارسه الاحتلال في غزة...!!!
- حماس وهاجس السلطة والحكم !!!
- من الحوار إلي الاستفتاء ... ماذا يريد المتحاورين!!!؟؟؟
- جرائم حرب اسرائيلية وحوار فلسطيني ساخر...؟؟؟
- منظمة التحرير الفلسطينية وما بين فتح وحماس وتبادل الأدوار!!! ...
- فوضي وحصار وحوار...!!!
- الي متي ........!!!؟؟؟
- نقطة نظام :إلي السادة الذين تنتظرهم طاولة الحوار الوطني !!!؟
- الدولة ثنائية القومية بين النظرية والتطبيق ؟؟؟
- المطلوب حواراً جدياً لا حواراً خطابياً للحال الفلسطيني


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد بسام جودة - لمصلحة من هذه الجرائم الظلامية...؟؟؟!!!