أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رانية مرجية - مأساة حي - ساميخ حيت-: الظالم والمظلوم فيه مستهدفون من الشرطة















المزيد.....


مأساة حي - ساميخ حيت-: الظالم والمظلوم فيه مستهدفون من الشرطة


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 10:24
المحور: حقوق الانسان
    


المدينة تنشر شهادات حية للأهالي الذين تعرضوا لاعتداء مفزع من أفراد الوحدات الخاصة

فوزية عبد الهادي "لقد اتصل بي الجميع يعزّوني بابني جابر، هنالك من يعتقد انه مات لشدة ما تعرض له من ضرب مبرح، نزف بصورة رهيبة وهو صبيّ في السابعة عشر من عمره"
الحاج عبد الهادي حمد بن سليمان :" زاد استفزازهم لي عندما أدخلوا كلابهم في محاولة إذلال واضحة رغم أنني قلت لهم اني على وضوء للصلاة .. وهذه الكلاب نجسة "
ليمور جويدع الناطقة بلسان الشرطة " لقد تم إجراء تفتيش في بيت العائلتين وتم العثور على أسلحة بما فيها مسدسات وذخيرة، مخدرات، وأغراض تشك الشرطة بأنها مسروقة، وإذا كان هنالك ادعاءات من قبل العائلتين بالاعتداء عليهم بإمكانهم التوجه إلى ماحش".
نور الصانع "وقعت عين أحدهم على صحيفة عربية من فترة الحرب عليها صور لسماحة الشيخ حسن نصر الله وللمفكر العربي عزمي بشارة، فراحوا يشتمونهم ويلعنونهم بلؤم وحقد وقهر واضح"
احدى الجارات "لقد شتموا بناتنا باعراضهن .. ونعتونا بالبغلات والعرب الكلاب، لقد كانوا في غاية النذالة والحقد والوحشية و الوقاحة".
تقرير/ رانية مرجية

السيدة فوزية عبد الهادي التي قلبوا الشرطيين من الوحدات الخاصة بيتها راسا على عقب باحثين حسب ادعاء الشرطة على أسلحة وقنابل، قالت للمدينة فيما تبدو علامات الإرهاق الشديد ظاهرة على ملامحها نتيجة ضرب أولادها واعتقالهم :" لقد اتصل بي الجميع يعزّوني بابني جابر، هنالك من يعتقد انه مات لشدة ما تعرض له من ضرب مبرح وبعد ان نزف بصورة رهيبة وهو صبيّ في السابعة عشر من عمره، لقد رأى الجيران كيف قام التحرّيون بالدعس على رأسه وعلى بطنه وتمزيق وجهه وكان ملقى على ألأرض كأنه ميت" واضافت والدموع تذرف من عيونها "هذه ليست اول مرة يتعرض بها للضرب المبرح، فقبل أسبوعيين ايضا ضربوه وداسوا في أمعائه حيث كان يصرخ ابني من شدة الالم ويتساءل صارخاً لماذا تضربوني" ..؟؟
لم أتصوَّر أبداً في حياتي أن أسير كلَّ هذه المسافة مشياً على الأقدام من المحطة المركزية في اللد، ولغاية حي " ساميخ حيت" في اللد أيضاً ، وذلك بسبب رفض السيارات الخصوصية الدخول هناك بسبب المشاكل الجمّة التي كان وما زال يعاني منها سكّان الحيّ هناك، إذ يعتبر هذا الحيّ من أكثر الأحياء تهميشا لما يعترضه من مشاكل جمّة لا تحصى وحقيقة أقول أنّه لولا الواجب الانساني والمهني لتخليت منذ اللحظة الاولى عن إجراء مثل هذا التقرير، فالسير على الاقدام بمثل هذا الحي ليس بمسألةٍ سهلة، وتكفينا نظرات سكان الحي الشائكة والمستغربة ويكفيك تهافت الاطفال بنظرات غاضبة أو أصوات مستفسرة بلغة عبرية مكسَّرة، هل سيتكرّر ما كان أمس حتى يتنفسوا الصعداء عندما أحدثهم بالعربية وأوضّح لهم بأنني لست شرطية أو محققة جنائية، بل صحفية عربية من صحيفة المدينة، فعندها يطلب الأطفال التقاط الصور لهم ، فيما يقول لي أحدهم : إنّ علينا أن نضيف زاوية خاصّة للطفل في الصحيفة، لأن الاطفال لهم حصة، أستمر بالسير في الحي باحثة عن بيت الحاج عبد الهادي حمد بن سليمان.

وبعد صعوبة شديدة أصل لاستمع منه ومن أقربائه وجيرانه، الى تفاصيل الاعتداء المروع الذين تعرضوا له من قبل اكثر من خمسين مجند من الوحدات الخاصة للشرطة بمدينة اللد ..!!
يبدأ الحاج عبد الهادي حمد بن سليمان بالحديث للمدينة وتكاد دموعه تخونه، رغم أنه تعدّى السبعين من عمره، ما حدث هنا عبارة عن استبداد وليس تفتيش لقد كسروا القرميد والأعمدة وزاد استفزازهم لي عندما أدخلوا كلابهم في محاولة إذلال واضحة ، رغم أنني قلت لهم إني على وضوء للصلاة .. وهذه الكلاب نجسة، ثم توقّف بعد تنهيدة عميقة ..واستطرد قائلاً :"تصوّري .. حتى الشجر لم يسلم منهم، خلعوا وقطعوا وكسّروا، هدفهم ترحيلنا فقط، وأن نغادر الحي والمكان ولكن خسئوا، هنا سأبقى ...هنا فتحت عينيّ اول مرّة ..منذ فجر حياتي الأول، وهنا وجدت من سبقوني قبل أن احلّ ضيفاً على هذه الحياة ، وكذا أولادي وتابع .. ليت الامر توقف عند هذا المستوى من التخريب والهدم ، إنما تجاوزوا ذلك ونعتوا نسائنا بكلمات نابية على أسماعهنّ ..للمزيد من إهانتنا".


أصرّت فوزية عبد الهادي أن نكتب كل كلمة تقولها لتظهر للرأي العام مدى عنصرية الشرطة ضد العرب فالجميع هنا يؤكدون على ألأسلوب الهمجي في التفتيش "قال احد الشرطيين لأبني ( עוד לא הכנסנו לך את....) ذهبت من بعدها لمركز الشرطة في مدينة اللد سمعتهم كيف يشتمون أبناء أختي ويقولون لهم كان يجب علينا أن نغتصبكم وانتم صغار يا ..." وتابعت بألم .. "لقد حطموا نفسية ابني وهم لا يدرون أنّهم بتصرفاتهم الرعناء العنصرية هذه، يدفعون أي شاب للتحول للعنف والانتقام لكرامته، وهذا ما يصنعون، وهو الغباء بعينه، ليس جابر فحسب من تعرّض للأذي ومحاولة القتل، فإبني محمد ايضا البالغ 19 سنة اخرجوه من البيت للساحة وقذفوا ساقه بحجر بلوك كبير، ومنعونا من تزويده بكوب ماء خلال الساعات الثلاث التي قضوها في التفتيش والضرب والإهانة، لقد ربطوه بالشجرة، وكانوا يقولون لي باستفزاز، ابنك سيقضي اربع سنوات سجن ثم يواصلون شتمه أمامي ليذلوه ويذلوني بعبارات تمسّ شرفي ثم يقولون لي أنتِ موقوفة" !! وتابعت "حتى ابني حبيب الذي لم يصل 14 عاما اقتادوه وحققّوا معه وأذلّوه هناك، لقد حطمّوا كل ما في البيت".

اما حال محمود الصانع 24 عاما فلم يكن بالأفضل فقد قال لي انا لدي مشاكل بالكلى، هاجموني وراحوا يضربوني بصورة وحشية على قدمي وعلى بطني وعلى ناحية الكلى، طلبت منهم ان يتوقفوا وقد اخبرتهم أني مريض وجسمي هزيل لا يحتمل، وأني بحاجة إلى إسعاف وهذا ما زادهم لؤماً وتنكيلا بي، لقد نزفت ولم يتوقفوا عن ضربي إلا بوصولنا مركز الشرطة، وعندها انهرت تماماً فأحضروا لي سيارة الاسعاف.


بصوت مخنوق أضاف الحاج عبد الهادي : "لقد أذلوني فعلاً، وعاملوني كأسير حرب، أخرجوني من البيت، وأمروني بجعل وجهي إلى الحائط ومنعوني حتى التفاتة اطمئنان نحو أبنائي وأحفادي الذين أوسعوهم ضربا وركلاً وإهانة" وتابع "انّهم يعتقدون ان لدينا اسلحة وقنابل، وهذه سخافة، فانا مريض قلب، واعتاش ما تبقّى من حياتي على تأمين الشيخوخة، وليس لدينا هواجس بمثل هذا الذي يعشّش في رؤوسهم من افتراءات وأكاذيب، حقدهم العنصري دفعهم الى إتلاف كل شيء، البيت والمحتويات والشجر والحجر، هنالك أصول حتى في التفتيش ..لم يراعوها ..هل كلّ هذا لأننا عرب فقط ؟؟ وهل يجرؤون على التعامل مع يهودي في مستوطنة أو مدينة على هذا النحو ؟؟

أما السيدة نور الصانع وهي أم لولد وبنت، وفي شهر حملها التاسع، قالت لصحيفة اللمدينة: "بينما كانت الهليوكابتير تحلّق على ارتفاع منخفض، يكاد أحدنا لو رفع يده أن يلمسها، اقترب مني جندي، ودفعني بقسوة رغم ابلاغي له وشكلي الذي يشير للحمل، واستكملت شرطية أخرى ما فعله زميلها، وأسمعوني كلمات جارحة اخجل من ذكره او التفكير فيه أو نقله لكم" وتابعت "وقعت عين الشرطية على وسادة مطبوعه عليها صورة إبني فسألتني صور من هذه؟ وعندما أخبرتها، قامت بتمزيق الوسادة أمامي، ثم بدأوا بتحطيم المحتويات من أثاث وألعاب في غرفة أولادي، واغلبه حديث اشتريناه منذ شهرين فقط ، واضافة لكل هذه المذلة، راحوا يشتمون الدين الاسلامي ووصفوه بالارهاب، وأثناء ذلك وقعت عين أحدهم على صحيفة عربية من فترة الحرب عليها صور لسماحة الشيخ حسن نصر الله وللمفكر العربي عزمي بشارة، فراحوا يشتمونهم ويلعنونهم بلؤم وحقد وقهر واضح" ثم توقفت السيدة قليلا عن الحديث، وقالت بنوع من التحدّي والعزم :"لن نمرر لهم فعلتهم هذه، أنا أستطيع التعرف على الشرطية والشرطي الذين دفعوني وكسروا اثاث بيتي وشتموا ديني، لو كانوا بين ألف شخص".

إحدى جاراتها انضمت للحديث، وقالت للمدينة "لقد شتموا بناتنا باعراضهن .. ونعتونا بالبغلات والعرب الكلاب، لقد كانوا في غاية النذالة والحقد والوحشية و الوقاحة".


وأضافت السيدة نادية الصانع "لقد سرقوا من بيتي مبلغ ثلاثة آلاف شاقل أثناء التفتيش، عدا عن ثلاث خواتم ودبله خطوبة ، وتساءلت، بربّكم ما تعبدون؟ من هو الخارج عن القانون ..نحن الذين متواجدون في بيوتنا، أم هؤلاء اللصوص القتلة ؟؟

وأخيرا احتجّت مجموعة من نساء الحي أمامي ممن تجمعّن حولنا، وشاهدن ما قامت بهم عناصر الشرطة، ووصفن كيف تعمّد رجال الوحدات الخاصة على إذلال الحاج عبد الهادي حمد،ابن السبعين عاما ونيف أمامهنّ، و كيف خلعوا قبعته عن رأسه، وجردوه من بعض ملابسه ثم أوقفوه ووجهه للحائط، مستفزين سنّه وشيخوخته بطريقة وحشية، واضافت نساء الحيّ "هل هذا كلّه لمجرّد كوننا عرباً فقط ؟؟

هذه قصّة الحيّ ..فكم هي الأحياء العربية في مختلف المدن والمناطق تتكرّر فيها مثل هذه الحكاية من القمع والقهر والإذلال، سؤال يبقى برسم الجهات المختصّة ...إن وجد آذاناً صاغية، فلماذا بسبب تفتيش عادي يتعرض الظالم والمظلوم الى نفس القسط.

ليمور جويدع الناطقة بلسان الشرطة ترد على الاتهامات وتقول:" لقد تم إجراء تفتيش في بيت العائلتين وتم العثور على أسلحة بما فيها مسدسات وذخيرة، مخدرات، وأغراض تشك الشرطة بأنها مسروقة، وإذا كان هنالك ادعاءات من قبل العائلتين بالاعتداء عليهم بإمكانهم التوجه إلى ماحش ".



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقتل القتيل ويمشي في جنازته؟!
- اعترافٌ يُمَرْمِرُ رائحةَ العتمِ
- -فقدت برائتي وطفولتي-
- وداعاً أيها الفارس الى موسى ابو كشك
- أعطونا مسرحاً نسوياًنعطيكم إبداعاً وحياة وتحرير وعلاج
- عنف وتخريب)عائلة المربوع تعيش المأساة
- حي او مخيم لاجئين؟
- تعيين جمعة الزبارقة مديرا للمدرسة الشاملة -أعد بمستقبل زاهر ...
- القسّ صموئيل فانوس: الحوار يقرب بين الأديان والتطرف الديني ا ...
- دعارة المناشير!!
- أطفال يدفعون ثمن الخيانة !
- ((أبارتهايد)) في الرملة
- رفض واستهجان للقرار: هراري رئيسا للد.. والعرب قلقون
- هدم ومواجهات في الجواريش لافي يعلن الحرب
- الكاتبة اللدّاوية دينا سليم حنحن في حديث ل -المدينة-
- يريدون هدم البيت... بسبب القبة-
- ساعدونا!-
- شابة وشاب من اللد يقرعون الجرس ويحاولون انقاذ الطفولة من الض ...
- الأحزاب العربية دعمت تحالفي مع لافي-
- الدروس في الملاجئ


المزيد.....




- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رانية مرجية - مأساة حي - ساميخ حيت-: الظالم والمظلوم فيه مستهدفون من الشرطة