أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كاظم حبيب - فهد والحركة الوطنية في العراق















المزيد.....



فهد والحركة الوطنية في العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 680 - 2003 / 12 / 12 - 03:18
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صدر عن دار الكنوز الأدبية في بيروت في كانون الأول/ديسمبر 2003 كتاب جديد تحت عنوان
فهد والحركة الوطنية في العراق
[التفاتة نقدية إلى الوراء من أجل مستقبل أفضل]
في الذكرى المئوية لميلاد يوسف سلمان يوسف (فهد)

للكاتبين  د. كاظم حبيب و د. زهدي الداوودي ويتضمن الكتاب المفردات التالية:

المحتويات 2
المقدمة: في الذكرى المئوية لميلاد يوسف سلمان يوسف (فهد) 5
الباب الأول 11
العراق في ظل الانتداب 11
الفصل الأول : تكوين الدولة الحديثة وسياسات بريطانيا في العراق 11
1. المعاهدات العراقية-البريطانية 14
2. القانون الأساسي العراقي لعام 1925 18
3- منح امتيازات النفط لشركات النفط الاحتكارية 22
الفصل الثاني 27
الحالة الاقتصادية في العراق 27
الفصل الثالث 37
السكان والتحولات الطبقية في العراق 37
المبحث الأول: التطورات الجارية في البنية السكانية 37
المبحث الثاني : البنية الطبقية 44
1. الإقطاعيون (كبار ملاك الأراضي الزراعية) 44
2. فئات الفلاحين 59
3. البرجوازية الوطنية والبرجوازية الصغيرة 66
4. الطبقة العاملة خلال الفترة 1921-1950 74
الباب الثاني 80
فهد والحزب الشيوعي العراقي 80
الفصل الأول: بدايات نشوء وتطور القوى الماركسية والشيوعية في العراق 80
المراحل النضالية لفهد في الحركة الوطنية العراقية 90
المرحلة الأولى: مرحلة النضال الوطني وبداية التكوين الفكري والسياسي 91
الفصل الثاني 107
الحلقات الماركسية في بغداد 107
الفصل الثالث 116
المرحلة الثانية: دور فهد في تأسيس الحزب 116
الفصل الرابع 130
فهد والحركة الشيوعية العالمية 130
المبحث الأول: فهد في المدرسة الحزبية لكادحي الشرق 130
المبحث الثاني: فهد والأممية الشيوعية 138
الفصل الخامس 157
المرحلة الثالثة: عودة فهد إلى العراق 157
المبحث الأول: المهمات الجديدة 165
المبحث الثاني: فهد وعملية إعادة بناء الحزب 172
الفصل السادس 200
فهد والحركات الانشقاقية في الحزب 200
أولاً : الصعيد الفكري 208
ثانياً : الصعيد السياسي 215
ثالثاً : الصعيد التنظيمي 217
الفصل السابع 221
فهد والشرعية الحزبية 221
المبحث الأول: الكونفرنس الحزبي الأول والميثاق الوطني 225
المبحث الثاني: المؤتمر الوطني الأول للحزب وإقرار نظامه الداخلي 232
الفصل الثامن 234
لمحة عن الواقع السياسي والحياة الحزبية في الفترة 1945-1950 234
الباب الثالث 248
مواقف فهد حول بعض القضايا الفكرية والسياسية 248
الفصل الأول: العلاقة بين الوطنية والأممية عند فهد 248
الفصل الثاني: المسألة الكردية في العراق 253
الفصل الثالث: الجبهة الوطنية وسياسة التحالفات 266
الفصل الرابع: الحركة النقابية 276
الفصل الخامس: الحركة الطلابية 287
الفصل السادس: فهد والموقف من المثقفين 293
الفصل السابع: فهد وحركة تحرر المرأة 302
الفصل الثامن: فهد والقضايا العربية 311
المبحث الأول: فهد والقضية الفلسطينية 311
المبحث الثاني: القضية القومية والوحدة العربية 329
الفصل التاسع: فهد والسياسة الاقتصادية للحزب 339
الفصل العاشر: الحزب الشيوعي وفهد والانقلابات العسكرية في العراق 361
المبحث الأول: جماعة الأهالي وانقلاب بكر صدقي العسكري 361
1 . جماعة الأهالي 361
2. انقلاب بكر صدقي العسكري 376
المبحث الثاني: حركة مايس 1941 386
1 : طبيعة حركة مايس 386
2. تقييم الحزب وفهد لحركة مايس 1941 398
الفصل الحادي عشر 404
فهد ووثبة كانون الثاني 1948 404
الفصل الثاني عشر 422
شخصية فهد 422
الخلاصة 451
الملاحق 464
الملحق رقم 1 464
الملحق رقم 2 467
المصادر 470

وتضمنت المقدمة النص التالي:
في الذكرى المئوية لميلاد يوسف سلمان يوسف (فهد)

ستظل مسألة سقوط دولة الاتحاد السوفييتي وانهيار منظومة الدول الاشتراكية الأخرى السائرة في خطها، تشغل بال الكثيرين من المفكرين والمؤرخين على اختلاف مذاهبهم الفلسفية وآرائهم السياسية. وستظل تبقى مادة غنية لسلسلة من الدراسات التي لا تنتهي، ولكنها في الغالب الأعم ستكون أكثر موضوعية مع تقادم الزمن. ولعل الصدمة النفسية والعصبية القوية التي لم تكن في الحسبان، قد شلت الكثيرين من المنظرين والمؤرخين، سواء كانوا من الماركسيين أم من غيرهم، نقول أن هذه الصدمة بدأت الآن تخف وطأتها وتتلاشى بالتدريج، فتعود الأبصار كي ترى الأشياء بوضوح أكثر. وتحاول العقول التي ظلت أسيرة نمط معين من التفكير، أن تترك طابعها الذاتي نسبياً وتكون أكثر موضوعية. ولا يعني هذا أن نمط التفكير المتحجر أو الجمود العقائدي قد ولى إلى الأبد. حتى ممن كانوا ينظرون فيما مضى إلى دولة المعسكر "البائد" بعين العداء السافر، بدأوا الآن يفتقدون إلى شئ، كان ينبغي، في رأيهم، أن يبقى وأن لا يزول بهذا الشكل الدرامي الذي أشغل العالم عامة وأوروبا خاصة في السنتين 1989-1990. ويصرخ الكثيرون بصوت عال بأن وجود معسكرين من أجل الحفاظ على التوازن العالمي ومن أجل إيقاف ديناصور الرأسمالية العالمية عند حده، كان شيئا ضروريا. ربما يحن هذا الجانب إلى ذلك العهد، لأنه كان يتكئ عليه من الناحية العسكرية والمساعدات ليس إلا. وأما الجانب الآخر، ممن كان يعيش بأمان وتواضع وبمستقبل مضمون وغير مجهول، فيحن إلى ذلك العهد بشوق يبلغ أحيانا درجة الحنين إلى الماضي, النوستالجية، إذ أن نتائج التحولات السريعة وغير المتوقعة قد سحقته تحت عجلاتها أو قذفت به إلى الدرك الأسفل. وبكل ألم يرتفع صوت ألماني شرقي، يسأله المخبر التلفزيوني عن رأيه في الذكرى الثامنة لإزالة جدار برلين، قائلا أنه لو كان الأمر بيده، لمد في ارتفاع الجدار ثلاثة أمتار أخرى. وتجيب عجوز تعيش لوحدها في قرية روسية موبوءة ومهجورة، عن سؤال وجهه صحفي غربي: "كنا فيما مضى نعيش على الخبز والزبد وطرشي القرنبيط، وأما الآن فنعيش على حساء الأخير فقط".
  نحن، في سياق كلامنا هذا لا نحّن إلى النموذج السوفييتي الذي قال فيه التاريخ كلمته، كما ولسنا في معرض مقارنة العهد القديم (العهد السوفييتي) بالعهد الراهن (عهد الرأسمالية الروسية), وما إذا كان الشعب الروسي والشعوب الأخرى التي كانت تعيش في نطاق النظام السوفييتي، تعيش في بحبوحة ورفاه. هذه مسألة تخص تلك الشعوب وهي مسؤولة عن مصيرها بنفسها. ولكننا كماركسيين، يهمنا التعرف على أسباب السقوط, إذ لا يجوز المرور به مرّ الكرام. وإذا كان علم التاريخ يعتبر السياسة تاريخا راهنا، فان هذه السياسة ينبغي أن ترجع إلى التاريخ، إلى الماضي إلى الجذور، وذلك للبحث عن الدرنات المرضية التي رافقت العملية منذ البداية، وفهم الحاضر ورؤية المستقبل بوضوح، واضعين أمام أعيننا السؤال الكبير: ما إذا كان هذا السقوط، هو سقوط للماركسية؟ وللمثل والقيم الاشتراكية؟ أم أنه سقوط لنهج الماركسية- اللينينية أو اللينينية - الستالينية, وتجربته في بناء نظام اشتراكي؟.. واخترنا لذلك ذكرى يعتز بها الماركسيون والتقدميون والوطنيون العراقيون عموماً، ألا وهي الذكرى المئوية لميلاد الرفيق يوسف سلمان يوسف (فهد) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وأحد أبرز قادة الحركة الوطنية العراقية في النصف الأول من القرن العشرين.
  في مثل هذا العام من القرن الماضي وفي التاسع عشر من حزيران/ يونيو 1901 ولد يوسف سلمان يوسف (فهد) ، الشخصية الوطنية والشيوعية العراقية البارزة ومؤسس الحزب الشيوعي العراقي, في مدينة بغداد  في أحضان عائلة عمالية عراقية كلدانية كادحة ومتنورة . وبعد حياة قصيرة لم تدم سوى 48 عاما، ولكنها كانت مليئة بالحيوية والنشاط والأحداث المتلاحقة. استشهد ، مع رفيقيه زكي محمد بسيم (حازم)  وحسين محمد الشبيبي (صارم) ، على أيدي النظام الملكي الإقطاعي في فترة حكم نوري السعيد، وبدعم وتوصية أو نصح وضغط مباشرين من حكومة بريطانيا العظمى آنذاك، إذ كانت حتى ذلك الحين ما تزال تمتلك قواعد عسكرية ومستشارين يعملون في العراق وتأثير مباشر وكبير على حكام العراق والسياسة العراقية.
  يستهدف المؤلفان من تقديم هذه الدراسة الاقتراب من الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري في العراق، حيث نشأ فيه فهد والظروف التي أحاطت به وسمحت له بأداء مثل هذا الدور في الحركة الوطنية، ومن ثم في الحركة الشيوعية العراقية. فعلى مدى ثلاثة عقود من الزمن شارك فهد في خضم الحياة السياسية العراقية، ابتداءاً من مساهمته الفعالة في عمليات التنوير الفكرية والسياسية الأولى في العراق ومرورا بعضويته في الحزب الوطني العراقي بقيادة محمد جعفر أبو التمن ومشاركته في الحركة الوطنية العراقية العامة, وانتهاءاً بمساهمته الفعالة في نشر الفكر الشيوعي أو الاشتراكي في العراق، ومن ثم تأسيسه، مع نخبة من المناضلات والمناضلين، الحزب الشيوعي العراقي.
 وتتألف هذه الدراسة من توطئة وثلاث أبواب وعدد من الفصول التي تبحث في واقع العراق الاقتصادي والاجتماعي في ظل الهيمنة البريطانية المباشرة وغير المباشرة وفي دوافع نشوء وتطور الحركة الشيوعية في العراق والاتجاهات الفكرية والسياسات العملية التي مارسها فهد وهو في في قيادة الحزب الشيوعي العراقي. استهدف الباحثان التحرك على مسارين، هما:
أولاً: دور ومكانة فهد في الحزب الشيوعي العراقي وفي الحركة الوطنية العراقية حينذاك من الناحية التاريخية وفي ظروفها الملموسة ووفق المدرسة الفكرية والسياسية التي تبناها وعمل من أجلها فهد وضحى وسقط شهيدا في سبيلها. وفي هذا الإطار استهدفت الدراسة التطرق إلى مسائل استيعاب وتطبيق مبادئ الماركسية- اللينينية أو اللينينية- الستالينية في الحزب الشيوعي العراقي من قبل فهد، وإلقاء الضوء على سبل تطبيقه لها في تلك الفترة التاريخية التي تميزت بالهيمنة البريطانية وبواقع التخلف وتفشي الأمية بين الجماهير الواسعة والظروف المعقدة الأخرى التي كانت تحيط وتميز العراق.
ثانياً: أن نقيم، في ضوء التحولات التي جرت في العالم والتجارب الغنية التي مرت بها الحركة والفكر الماركسيين، سواء بنجاحاتهما وإخفاقاتهما، أم بانتعاشاتهما وأزماتهما، ومدى صحة جملة من المقولات النظرية والعملية التي تبنتها اللينينية ومن ثم اللينينية- الستالينية والتي عملت بموجبها الأممية الثالثة, وخاصة في الفترة التي وقف على رأسها وقادها ستالين، واعتبرتها أساساً مميزاً لها ولكل الأحزاب الشيوعية والعمالية المرتبطة بها، أي الخوض في حوار بشأن عدد من المقولات النظرية التي برهنت الحياة، كما يرى المؤلفان، على خطئها من الناحيتين الفكرية والسياسية وتلك التي عفا عليها الدهر، آخذين بنظر الاعتبار التطورات الجارية على الصعيدين العالمي والإقليمي، إضافة إلى الوضع الملموس في العراق.
فعلى مدى نصف قرن أو يزيد كانت شخصية هذا الإنسان الأسطوري تواجه حالتين، هما:
* حقد وكره المناهضين له ومحاولة تشويه شخصيته والإساءة إليه من أولئك الذين كانوا في الحزب الشيوعي وانتقلوا إلى صف المناوئين له أو عملوا كجواسيس لدى حكام العراق في فترات مختلفة، إضافة إلى كتابات أولئك الذين كانوا يختلفون معه فكريا وسياسيا ويعتبرونه عدوا  طبقيا أو فكريا وسياسيا لهم؛
* حب وتقديس فهد بسبب دوره في تأسيس الحزب الشيوعي العراقي والطريقة التي استشهد بها، إضافة إلى الصيغة التي عملت بها الأحزاب الشيوعية لعقود طويلة والتي يطلق عليها عبادة الفرد، حتى حاول البعض تحويله إلى أسطورة أو قديس. وبالتالي أصبح أي نقد لفهد بمثابة الإساءة له ولتاريخه وللحزب الشيوعي العراقي.
  ولا شك في أن الحالتين ترتبطان بتراث وتقاليد العراق في هذا الصدد والتي يفترض أن نتخلص منها لنستطيع التعامل مع الأشخاص العامين، أي الذين يعملون في القضايا العامة والتي تهم الشعب, بطريقة طبيعية وموضوعية, أي أن يكون في بالنا بأن هذه الشخصيات  يمكن, في مجرى نضالها ونشاطها الفكري والسياسي أن ترتكب الأخطاء وأن تصيب في آن واحد. وليس هناك من هو معصوم عن الخطأ أو بعيد عن النقد الموضوعي والهادف. وعبر هذا السبيل وحده يمكن الاستفادة من دروس الماضي ولصالح المستقبل، وليس الإساءة لهما ولتلك الشخصيات.
ويرى الكاتبان بأن الوقت قد حان منذ فترة طويلة في أن تكون الدراسات حول فهد أكثر موضوعية وعقلانية وبعيدة عن الأهواء الشخصية, إذ من حقه علينا ومن حق الناس على الباحثين, أن يتم تقييم واقعي ومسؤول عن فهد, وفق المعلومات المتوفرة حتى الآن.   
 تهدف الدراسة التعرف على نشاط فهد الفكري والسياسي والمشاكل المعقدة التي رافقت تطبيق تعاليم الماركسية - اللينينية أو الستالينية آنذاك في ظروف العراق الملموسة, وتلك التي سادت الحركة الشيوعية. ولهذا الغرض نعود مع فهد إلى أرض الواقع العراقي، باعتباره كان إنسانا طبيعيا ولد في العراق وعمل مع الناس البسطاء والطيبين, وناضل من أجلهم ومن أجل بناء "وطن حر وشعب سعيد"، واستشهد في سبيل ذلك. وفي مجرى عمله ونضاله أنجز الكثير وساهم بالكثير من النشاطات ولعب دورا أساسيا في تأسيس الحزب الشيوعي العراقي, والدور الرئيسي في تكريس وجود الحزب وتحويله إلى جزء عضوي فاعل وأساسي وحيوي من الحركة الوطنية العراقية. وفي مجرى هذا النضال وفي خضم العمل اليومي ارتكب، كأي إنسان آخر، إلى جانب منجزاته, الأخطاء وعرف النواقص أيضاً.
 وفي معرض عملية بلشفة الحزب في ضوء شروط الأممية، والتي كرس لها فهد كتابه:"حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية"، يحاول المؤلفان الإجابة عن الأسئلة التالية:
متى ولماذا وبأي وسيلة توجه فهد وقيادته إلى الأممية الشيوعية، وما هي المشاكل التي طرحت هناك وما هي الاستنتاجات التي توصلوا إليها؟ وهل أخذت الظروف الذاتية والموضوعية للعراق حينذاك بنظر الاعتبار فعلا؟
  عند الإجابة عن هذه الأسئلة جرت مراعاة وتحليل النقاط التالية:
1- في سياق تحليله لمسيرة الحركة الثورية وحركة التحرر الوطني في اللجنة المركزية والمنظمات الحزبية والجريدة المركزية، وكذلك في سياق تهجمه اللاذع على ممثلي الحركة العمالية العراقية ممن لم يتجاوبوا مع خطه البلشفي، أعتمد فهد على نهج ستالين الذي ساد فكر وممارسات الأممية الشيوعية، ليس انطلاقا من التزامه وطاعته فحسب، بل استنادا إلى أيمانه العميق بها, إذ كان ينظر إلى هذه القضية كأي مؤمن تجاه شئ مقدس لا يمكن ولا يجوز المساس به. وهكذا كان موقفه من المثقفين الحزبيين أيضاً. وكانت هذه إحدى صفات الشيوعي المخلص والملتزم حينذاك ولسنوات طويلة لاحقة أو حتى الآن للبعض غير القليل من الشيوعيين. علماً بأن لينين أكد مرارا وتكراراً بأنه يريد شيوعيين واعين وليس دراويش مؤمنين. وشكلت تلك الرؤية اللينينية-الستالينية عند فهد الأساس المادي لتحليلاته وعرضه للأحداث التاريخية التي عاصرها, وكذلك في رسمه لاستراتيج وتكتيك الحزب الشيوعي.
2- ومن أجل استنباط الدروس والتعاليم والدلائل من التاريخ، أعتمد فهد ورفاقه في المكتب السياسي على جملة من الأحداث والمناسبات وتمجيد شخصيات معينة ما كتبه لينين وستالين على نحو خاص. وبرز هذا واضحاً في كراس فهد حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية حين استفاد من مساهمة لينين (رسالة إلى رفيق) في إجابته أيضاً على أسئلة الرفاق. وكان الاستناد إلى النصوص اللينينية أو الستالينية والتقاليد الثورية للحركة الشيوعية أداة مهمة في إثبات أو التدليل على صحة الخط الذي يعتمده, وفي إثارة عاطفة وحماس الشيوعيين.
3- كانت الأممية الشيوعية، التي تأسست أساسا من أجل دعم الاتحاد السوفييتي والحزب الشيوعي، تعتبر مصير دولة الاشتراكية الأولى، شيئا مركزيا، كان ينبغي أن يسترعي انتباه كل قسم من أقسام الأممية وكل عضو من أعضائها كحلقة مركزية في مجمل استراتيجها وتكتيكها. وكانت الأممية تقوم نتيجة التباحث الجماعي فيما بينها، بإصدار قرارات تعممها على أقسامها. وكان على قيادات الأقسام الالتزام بها عند تحليل الأحداث وتثقيف قواعدها بها دون مناقشتها. ونرى مثلا أن المؤتمر الخامس للأممية ، الذي بدأ في مرحلة تطور جديدة للأحزاب الشيوعية، بدأ يركز على مسألة استيعاب وتطبيق النظرية الماركسية - اللينينية، أي عملية بلشفة كل حزب شيوعي أينما كان، والاهتمام بالالتصاق بالجماهير والتركيز على التحالف الوطيد مع الاتحاد السوفييتي وحزبه الشيوعي.
  ولما كان فهد قد درس في موسكو، لذلك كانت عبارات مثل" منظمات بلشفيه" أو" تثقيف بلشفي"  من المواضيع التي تطرق إليها. ومن المعروف أن الخطاب الدعائي الذي ألقاه جيورجي ديمتروف في المؤتمر العالمي السابع للأممية الشيوعية، كان يتضمن أسس استراتيج وتكتيك الجبهة الوطنية والشعبية ضد الفاشية، الأمر الذي أدى إلى بلورة مبدأ  ماركسي - لينيني جديد في السياسة الجبهوية في نطاق الأممية الشيوعية. كان لهذا الطرح الجديد أهمية كبيرة لرسم استراتيج جبهوي من قبل الحزب الشيوعي العراقي في ضوء الظروف الملموسة في العراق.
4- رغم التثقيف الذي كان يقوم به فهد بالشيوعية، واعتبار نفسه شيوعيا عند إلقاء القبض عليه لأول مرة، فإنه أتفق مع الآخرين على تسمية الحزب ب(لجنة مكافحة الاستعمار). ولم توافق الأممية على طلبهم إلا بعد تغيير الاسم إلى الحزب الشيوعي العراقي، حيث تمت الموافقة على الطلب في العام 1936. ويبدو أن فهد، بخلاف رفاقه أل 13 الآخرين، كان إلى جانب العلنية في العمل، بيد أن صدور قانون محاربة الشيوعية، قد حال دون ذلك.
 بسبب اختلاف الآراء بين فهد وبعض أعضاء اللجنة المركزية تجاه مسائل: دكتاتورية البروليتاريا والمركزية الديمقراطية وبعض المسائل التكتيكية، نشأت مجموعات وتوجهات انشقاقية دائمة في الحركة الشيوعية العراقية. كان فهد يريد حزباً شيوعياً بلشفياً صارماً، يلتزم بخط الأممية بثبات ومهما كلف الأمر، بغض النظر عن الظروف الوطنية الملموسة، في حين كانت المجاميع الأخرى تريد حزبا شيوعيا بدون ذكر شعارات "دكتاتورية البروليتاريا" أو "المركزية الديمقراطية" في النظام الداخلي. بيد أن ضعف الجانب النظري عند هؤلاء، كان يحول دون التمكن من طرح آرائهم بشكل علمي في إطار الفكر الماركسي، ناهيك عن أن طروحاتهم كانت لا تنسجم مع خط الكومنترن. الأمر الذي أدى إلى أن ترتفع كفة فهد في الحزب، هذا بالإضافة إلى قدراته التنظيمية والأيديولوجية والسياسية المتميزة.
كما حاول المؤلفان، من خلال متابعة وتحليل كتابات فهد، التعرف على مدى استيعاب وتطبيق مبادئ الماركسية - اللينينية (عملية بلشفة الحزب) من جانب فهد, وإلقاء الضوء على مدى تنفيذه لمقررات وتوجيهات الأممية الشيوعية ولاسيما مؤتمرها السابع في الحزب الشيوعي العراقي وكذلك مدى أخذه الظروف الوطنية والموضوعية الملموسة بنظر الاعتبار.
  ركزت الدراسة على الفترة الزمنية الواقعة بين 1941 إلى 1949، بدءا من تسلم فهد قيادة الحزب إلى يوم إعدامه. كما جرى التطرق إلى الحركة الوطنية وبروز النزعات الاشتراكية قبل تأسيس الحزب الشيوعي العراقي.
لم يكن اهتمام الأممية الشيوعية بالحركة الشيوعية العربية بالشكل المطلوب، إذ أن أول بادرة جدية وملموسة بهذا الشأن كان في 29/2/ 1936، حيث قامت سكرتارية المكتب التنفيذي للأممية الشيوعية بقيادة جيورجي ديمتروف وبمشاركة ممثلين من الأحزاب الشيوعية العربية بإصدار قرار جاء فيه:" إن الشيوعيين في البلدان العربية يجب أن يفهموا بأن النضال ضد النير الإمبريالي ومن أجل التحرر الوطني، هو المسألة الرئيسية في مجمل نشاطهم ويعتبر مقياسا لوزنهم السياسي في البلد. إن مصير الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية يتقرر من مدى الموقف الصحيح من هذه المسألة ... إن الأحزاب الشيوعية يجب أن تغير علاقتها بشكل جذري بالمنظمات والأحزاب الثورية الوطنية، كما وعليها تغيير تكتيكها وموقفها من الإصلاحيين الوطنيين. إن شيوعيي البلدان العربية يجب أن يعملوا بشكل مشترك وثيق مع الوطنيين الثوريين، ويصلوا إلى الظهور بصورة مشتركة مع المنظمات الإصلاحية الوطنية، ويقوموا بمساندة مطالب هذه المنظمات التي توجه ضد المواقف الإمبريالية
في تلك الفترة كان فهد يدرس في" الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق" في الاتحاد السوفييتي. وبعد ثلاث سنوات من عودته إلى الوطن، التي تصادف كانون الثاني/ يناير 1938، وضع نفسه أمام مهمة خطيرة ومعقدة، قدم حياته ثمنا لها، ألا وهي إعادة تشكيل الحزب الممزق وبنائه على الأسس البلشفية.
  إن احترام فهد وتقدير نضاله ودوره وتضحياته مسألة طبيعية ومطلوبة، ولكن الاحترام هو غير التقديس ولا يعنيه، كما أنه غير الخشية من ممارسة النقد إزاء نشاطاته أو ما أرتكبه من أخطاء إن وجدت خلال حياته. وينبغي أن لا نخلط بين المسألتين، إذ عندها نفقد البوصلة، ونسئ بوعي أو بغير وعي ، إلى تلك الشخصيات التي نحترمها ونقدر دورها ونرى أنها قدمت الكثير لشعبها ووطنها.
إن الاختلاف في وجهات النظر تعبير عن حيوية ومحاولة جادة للاجتهاد ما دامت تستهدف استخلاص الدروس لصالح المستقبل. ولهذا يأمل المؤلفان أن يكونا بهذه الدراسة قد قدما خدمة متواضعة للماركسيين وكل التقدميين والديمقراطيين في العراق في شق طريقهم النضالي الشاق من أجل الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية والسلام. ومن أجل إعادة النظر في مجمل نهجهم السابق بنظرة نقدية بناءة، وعدم أخذ الأمور كمسلمات جاهزة غير قابلة للمناقشة والتغيير. ولا يريد المؤلفان في هذا السياق، الادعاء بأنهما كانا من دعاة ورواد الاتجاه النقدي الذي لم يأخذ الأمور على علاتها، أنهما رغم تحفظاتهما, بهذا القدر أو ذاك, إزاء هذه القضية أو تلك، كانا، مقتنعين, و"مؤمنين"، ومرتبطين، وملتزمين ومحكومين بالخط العام أيضاً وشاركا في ارتكاب الأخطاء، بيد أنهما أحسا باكفهرار السماء، قبل هطول الأمطار وحدوث الزلزال. وهذا كله لا يعفياهما عن المسؤولية التي ساهما بحملها. ولعل النظرة النقدية الذاتية خير وسيلة لخدمة القضية التي نريد لها التقدم. ويدرك المؤلفان تماما بأن مثل هذه الدراسة تكون محفوفة بمصاعب كثيرة ولأسباب عديدة، منها مثلاً شخصية فهد بالذات, التي حاول البعض جعلها أسطورة.  
إن ما نقدمه، سواء أكان تقديراً لدور فهد الإيجابي أو نقداً لأخطائه، يعتبر بدوره اجتهاداً من جانب المؤلفين، وهو تقييم قابل للتعديل والتصحيح في مجرى الحوار. وربما لسنا في هذا البحث سوى البداية النقدية لبحوث لاحقة أكثر عمقا وتفصيلا واعتمادا على الوثائق التي لا نمتلكها حتى الآن أو التي لم تصل إلينا لأي سبب كان، إذ إننا رغم كل محاولاتنا في أن تكون لنا رؤية واقعية وموضوعية لتلك الفترة التي بحثنا فيها ومن ثم لحياة فهد، فإننا - ربما- مازلنا مشدودين، بهذا القدر أو ذاك، إلى المدرسة التي جئنا منها وتبنينا فكرها وعملنا على هديها؛ إلى الماضي الذي عشناه وعملنا فيه ولا نستطيع الفكاك من جوانبه السلبية تماما وكما ينبغي لمن يريد أن يعيد النظر ويدرس الماضي.
إن قناعة وإيمان المؤلفين بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية لا حدود لهما, وكذا القناعة والإيمان بقدرات الشعوب على تحقيق هذا الحلم الإنساني النبيل, حلم العيش في حياة حرة وديمقراطية, كريمة وسعيدة وخالية من الاستغلال الرأسمالي المعولم, وهما يجدان في المنهج المادي الديالكتيكي والمادي التاريخي, منهج ماركس العلمي القابل للإغناء والتطوير المستمرين مع التغيرات والتطورات الجارية في الحياة ذاتها, في العلوم والتقنيات الحديثة, عالم ثورة الأنفوميديا, خير وسيلة للبحث والاستقصاء من أجل فهم وتفسير الماضي, من أجل وعي الواقع وإدراك أبعاده واستشراف المستقبل, كما هو خير أداة لتحديد اتجاهات النضال لتغيير العالم, على أن تبقى الأفكار والاستنتاجات مفتوحة على كل المناهج والنظريات الأخرى للتفاعل معها والتأثير المتبادل في ما بينها لتحقيق الأهداف المنشودة. إن حالات الانغلاق والجمود والأصولية والتعصب في الفكر والسياسة أمراض تدفع كلها إلى التكلس والاستعلاء, وإلى فقدان الصلة بالحياة والناس, وإلى التمسك بالماضي والحنين إليه واستعادته, وكأنه الحلم الذي نسعى إليه والمستقبل الذي نريد تشييده, وكأن لسان حالنا يقول: ليس في الإمكان أبدع مما كان! وهو ما لا يمكن القبول به والرضوخ إليه والسكوت عنه من جانبنا, ولكن المؤلفين مقتنعان أيضاً بأن لكل إنسان الحق في التزام ما يقتنع به من وجهة فكرية ورأي سياسي, إضافة إلى حقه في اختيار طريق النضال.
لقد بذلنا جهداً في أن نستمع إلى أراء البعض من الأصدقاء من اتجاهات ماركسية وتقدمية ومستقلة عديدة, ونحن إذ نشكرهم على ملاحظاتهم القيمة, ولكن تبقى مسؤولية الدراسة وما طرحت فيها من اجتهادات وتقديرات على عاتق الباحثين.   
               كاظم حبيب                            زهدي الداوودي

يمكن اقتناء الكتاب من الكاتبين بالاتصال المباشر معهما وعبر الإنترنيت أو عبر الهاتف.  كما يمكن اقتناء الكتاب من أصدقاء أخذوا على عاتقهم تسويق الكتاب في بعض الدول الأوروبية مثل السويد, هولندا, ألمانيا, إضافة إلى الولايات المتحدة. 



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والتمت ...
- تقييم برنامج النشر الصحفي في صفحة الحوار المتمدن
- الهمُّ العراقي وهموم العالم!
- القوميون العراقيون العرب والأوضاع الجديدة في البلاد!
- سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني والوضع في العراق!
- موضوعات للتفكير والحوار!
- هل الديمقراطية هي السائدة حقاً في العراق, أم حرية الفوضى؟
- ما المخرج من همجية فلول صدام والقوى الظلامية والسياسات الخاط ...
- نص إجابة الدكتور كاظم حبيب عن استفتاء الزمان بشأن الدستور ال ...
- الاحتلال والصراع على السلطة والمصالح في العراق 3-4 & 4-4
- مرة أخرى مع المهمات المباشرة والأساسية لقوى اليسار الديمقراط ...
- تصحيح لخطاً وقع في الحلقة الثانية من سلسلة 1-4 حول -الاحتلال ...
- الاحتلال والصراع على السلطة في العراق وسبل معالجته 2-4 حلقات
- الاحتلال والصراع على السلطة في العراق وسبل معالجتها!1-4 حلقا ...
- من أجل التحويل الديمقراطي الحقيقي في السعودية!
- كيف يمكن التعامل مع أقطاب النظام السابق لتعميق التجربة الديم ...
- لِمَ هذا الهلع المفتعل للحكومة التركية من الشعب الكردي في كر ...
- العراق ليس فيتنام, ولكن ...!
- نحو مواجهة الإشاعات بمواقف شفافة وصريحة من جانب مجلس الحكم ا ...
- من أجل تعامل صارم وعقلاني مع العناصر التي خانت أحزابها الوطن ...


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - كاظم حبيب - فهد والحركة الوطنية في العراق