أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبود الموسوي - اللغة والجهاد وجهل القتلة















المزيد.....

اللغة والجهاد وجهل القتلة


هاشم عبود الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 09:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من منا (نحن متوسطي الثقافة باللغة العربية) لم يتلعثم عندما يقرأ بعض الكلمات في الآيات والسور القرآنية، متحيراً بين الكسر أو الضم، أو الفتح فوق أو تحت حروفها (وكل حالة من هذه الحالات لها معانيها ومدلولاتها المختلفة) (ومن منا يستطيع أن يفسر الآيات القرآنية بدون لبس أو غموض) وذلك ليس بسبب نقص ثقافتنا العامة، وإنما يرجع ذلك إلى أن اللغة التي كُتب فيها هذا الكتاب، وهي تملك اسمى صور السحر البلاغي قد خاطبت شعباً كان يمتلك الفصاحة اللغوية، وحتى من لم يتعلم الكتابة منهم كان يستطيع آنذاك أن يفهم ويتحدث بنفس الفصاحة.
ومرّت علينا قرون من الزمن، وتعددت اللهجات، وبدأ المسار الحرج عندما التقى الأميّ (الجاهل بأبسط معاني وقواعد اللغة العربية الفصحة) عندما التقى بابات وسور قرآنية ذات حبكة لغوية مُعجزية، وذات سحر بلاغي يصعب أحياناً على بعض أستذة اللغة التمييز بين مدلولاته، فقد تكون هنالك كلمات لها سحرها عند البعض وفق فهمه لها، ولكنها تمثل كوابيساً عند الآخرين، وقد تعني عند البعض الآخر، بأنها لا تعني أي شيء يذكر.
ومن هذه الكلمات، تبرز لدينا كلمة الجهاد، والتي سأحاول أن أتحدث عنها في هذا المقال، والتي يفهمها بعض المسلمين بشكل مبتسر ففي الجزيرة العربية أو جنوب ووسط وغرب العراق أو في شمال افريقيا (في البلدان التي كانت تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي، وفرض عليها تعلم اللغة الفرنسية بالقوة)، وفي بلدان إسلامية أخرى (عربية أو أعجمية) كل هؤلاء وقد وقع الجور عليهم لسنين طويلة من الاضطهاد سواءً من داخل بلدانهم أو بسبب السيطرة الامبريالية على بلدانهم .. وعادوا في صحوة صوفية، ليواجهوا واقعهم المرير بالتدين والمنهجية السلفية، حتى وأن كان ذلك دون فهم واضح لمنهجيات ورؤى الموروث الديني، وذلك للهروب من الواقع المرير الذي هم فيه، واصبحوا ينظرون إلى الدين على أنه قضية وطنية تمس حياة كل الناس والتبست عليهم معاني ومفاهيم الدين.
جلست مرة في مسجدٍ بإحدى الدول العربية لاستمع إلى خطبة الجمعة، فإذا بإمام المسجد ينهي خطبته بدعاء هذا نصه الحرفي.. ((اللهم أهلك اليهود والنصارى، وشتت جمعهم، ويتم أطفالهم ورمل نساءهم و..و...)) وكل جميع الحاضرين يؤمن على دعاء الشيخ الأمام.. ذهبت بفكري بعيداً وتصورت أن هذه الدعوات تتكرر منذ أمد بعيد وقد تفنن الأئمة في تشطير الدعوات بالهلاك والدمار، والفناء.. وتصورت بفكري وأنا في المسجد إنني أجلس في كنيس يهودي فوجدت حاخاما يدعو لإبادة العرب "لأنهم يسعون لإبادة اليهود حسب زعمه.. وقد خرجت من الكنيس اليهودي مهرولاً، فلقيت قسيساً يتلو صلواته التي في ظاهرها الرحمة.. وقد واجهني بابتسامة لم أتبين معناها .. فأين"الجهاد"؟ ومن المجاهد؟
إننا ندري جميعاً بأن رسول الله (ص) كان يحاور اليهود والنصارى، وكفار العرب، وكان يجادلهم بالتي هي أحسن، فكيف يكون جهاداً ما نراه من أحداث؟ وهل كل الأرواح التي أزهقت في تفجيرات قطارات اسبانيا، ومترو لندن وأحياء بغداد وأسواق ومدارس وميادين المدن العراقية، هل كانت أرواح هؤلاء الناس كلها شريرة.
وحتى ضحايا تفجيرات نيويورك وواشنطن، وكيف يقبل الناس أن يكون جهادك في قتلهم؟
يموت الغير فتدخل أنت الجنة تحت مظلة "الجهاد" ولماذا يرتبط "الجهاد" بالموت في اذهان البعض رغم أنه حياة .. فالجهاد إحياء.. لا دمار في الجهاد، لا غدر في الجهاد، وقد يكون لا مباغتة فيه أيضاً... فهذه أشياء لم تكن هدفا للجهاد..
فالجهاد انتصار واضح للحق، ودعوة للحياة، ونعرف أن الغزوات والفتوحات دعوة لدين الله أو جزية .. ثم يأتي بعد ذلك القتال، وقد فرض وهو كُرهٌ لكم.
والجهاد طريق للخير، لا أشواك فيه ولا أهواء .. وهو علم بذاته .. وأولى أساساته، عدم الاقتداء بما يفعل الخصم.
فحتى وأن بطر الخصم نجد أنه من عفى وأصلح فأجره على الله.
للجهاد أوجه كثيرة وأقلها الاقتتال، فمغالبة النفس جهاد.. ومحاربة الفساد جهاد.. وحماية البيئة جهاد.. والحرص على الأمانة جهاد.. والدعوة لدين الله بالموعظة الحسنة جهاد.. وحب الآخرين جهاد.. والدفاع عن الحياة من خطر الموت جهاد.. والمعاملة الحسنة جهاد.. ومنها معاملة الوالدين ..ففيهما جهاد.. والجنوح للسلم جهاد.. والتقية جهاد.. والاضطرار جهاد ومقاومة الأمراض جهاد، والقضاء على الجهل والفقر جهاد.. واحترام الجار القريب والبعيد جهاد، وكل سكان الأرض جيران، هكذا هو فقه الواقع، أو الفقه الشامل.
كل إنسان على الأرض يهمه "الجهاد" فلاحق لأحد أن يدعي أنه يجاهد دون غيره.
إن عمارة الأرض، وإقامة العدل، وإنصاف المظلوم، ومكافحة الفقر والجهل هو جهاد من الدرجة الأولى.
إنني أقول لهؤلاء الجهلة، إذا أصبحت شهوة القتل لديكم هي دينكم ((فلكم دينكم ولي دين))
لم يكن هدف الدين هو منح السعادة والهناء في الآخرة وسحق وإذلال الناس في هذا العالم.
يبقى السؤال المحير: لمن نكتب؟ ولماذا نكتب؟ أنظل نكتب في صحف ومواقع الشبكة العالمية، لاناس لا يقرأون ولا يكتبون؟ ومن يوصل إليهم صوتنا؟ أم هل نستكين ونقبل بالواقع البغيض، وقد ضجت قبورنا بضحايا هؤلاء الجهلة؟ وخيام البؤس تتجدى إرادتنا، وتطعن كرامتنا.
إن كل خيمة تُنصب لمهجر في بلاده وفي الأراضي الموحلة، هي وصمة عار في جبيننا .. لقد تخلى بعض الناس عن أحلامهم الكبيرة في أن يكون لم وطنناً حراً سعيداً يفخرون به.
وشغلهم عنها حلم واحد صغير جداً، هو أنهم كيف يستطيعوا أن يبقوا على قيد الحياة.
بما يخص عنوان هذا المقال أستسمح القراء عذراً بأن أنشر إليهم رسالة شخصية وعائلية وصلتني قبل أكثر من أسبوعين، وقد تريثت بنشرها أو الكتابة عنها، ريثما أكون قد تخلصت من حزني وغضبي.. أني أنشرها بدون تعليق عليها :


العم العزيز أبو صارم المحترم
السلام عليكم ورحمــة الله وبركاته
أتقدم لكم بأزكى التبريكات القلبية بمناسبة السنة الميلادية وكذلك السنة الهجرية الجديدة داعين المولى القدير أن يجعل كل أيامكم مليئة بالافراح والمسرات والاستقرار وتحقيق كل الاماني انه سميع مجيب.
أرجو أن تكون أخباركم طيبة فقد انقطعت عنا منذ فترة وكذلك أخبار صبا والاولاد . أما عن أخبارنا فنحن بخير ولله الحمد ولكن توجد أخبار سيئة جدا عن أخي أمجد فقد حدث حادث بشع لعائلته عندما كان في البصرة حيث جلب عائلته معه من بغداد لزيارة الوالدين ولقضاء فترة عيد الاضحى في البصرة وفي ليلة العيد ذهب أمجد مع عائلته الى العشار لشراء هدايا العيد وفي العشار ذهبوا إلى نزهة في شط العرب وبعد العودة من النزهة وعندما كانوا يعبرون شارع الكورنيش للوصول الى سيارته المتواجدة في الجهة الأخرى وأثناء العبور جاء أحد المجرمين على دراجة بخارية (الماطورسيكل) وبسرعة جنونية متجهة على اسرته وعند إقترابه من أسرة أمجد , قام المجرم برفع التاير الأمامي للدراجة البخارية للأعلى فضرب زوجة أمجد (أم أيمن) برأسها فطارت في الهواء ثم وقعت وداس فوقها فماتت في الحال (إلى رحمة الله تعالى) حيث قد انفتح دماغها وتناثر في الشارع وقد ضرب ابنته (زينب) التي طارت هي الأخرى من أثر الضربة الى الجهة الثانية في الشارع وكانت هنالك سيارة قادمة ولم ينتبه صاحبها الى الطفلة زينب التي اصبحت امامه وقد دهستها بالعجلات الأمامية ثم بالعجلات الخلفية ولكنها لم تمت ولله الحمد وقد أصيبت أصابات بالغة ومنها كسر في عظمتي اليد وخمسة كسور في عظم الفخذ وكسور في الكاحل واصابة في الرأس وخلع في مفصل الكتف وجروح وسحجات متعددة. وقد نامت في المستشفى التعليمي في البصرة واجرى لها عدة عمليات وإخبارها حاليا جيدة ومستقرة إن شاء الله تعالى. وحاليا أخذها أمجد الى بغداد حيث ان عمله هناك إضافة الى أن ابنه أيمن لديه امتحانات في بغداد وبأن بناته يسألن عن أمهم حيث لا يعرفون بأنها قد توفيت لغاية الان وهنالك في بغداد توجد خالات الاولاد وأجدادهم مما يخفف عليهم الوحشة قليلا . أما امجد فقد أنفجع كثيرا وأغتم كثيرا والمشكلة ان في ساعة الحادث لم يكن معه أحد وقد استنجد بالناس لمساعدته في رفع زوجته من الأرض والذهاب بها للمستشفى لكن الناس المتجمعين حوله رفضوا جميعا وقد رفعها بنفسه ووضعها في السيارة ووضع رأسها في حضن أولاده المصابين والمفجوعين من الصدمة وقد ذهب بها للمستشفى التعليمي ليفاجأ بأن الأطباء والممرضين يرفضون فحص المرحومة بحجة انها ميتة ولا تحتاج الى فحص أو إسعاف وأنهم مشغولين وأيضا أخبروه بأن عليه هو أن يلفها بالغطاء ويأخذها بنفسه الى ثلاجة الموتى وعند وصوله الى الثلاجة رفض المعين أن يدخلها وأخبر امجد ان يدخل بنفسه الى الثلاجة ويدبر مكان لها في داخله بأية وضعية يرغب بها. والحقيقة أن الأخلاق تغيرت كثيرا كثيرا نتيجة الظروف والأزمات وأصبح الأخ في العراق وللأسف لا يفكر بنجدة ومساعدة أخيه .
أما الوالدين فقد صدما بالأخبار السوداء وهم يرون زوجة ابنهم تتوفى امامهم وكذلك حادثة حفيدتهم والمآسي التي تلت نتيجة الحادث فقد أغتمت الوالدة كثيرا ومرضت مرضا شديدا وهاج القولون لديها وهي أصلا مصابة بمرض القولون المتقرح وكذلك الضغط والسكر والمعدة والصداع النصفى والكآبة وهي لا تنام منذ اكثر من أسبوعين. أما الوالد فأصبح طريح الفراش في الفترة الماضية ولا يسيطر على البول لذلك وضعوا له صوندة للإدرار، أما الآن فهو أحسن ولله الحمد ولكن حالته الصحية والنفسية غير مستقرة.
هذه هي أخبارنا ونسأل الله سبحانه وتعالى اللطف والرحمة والتوبة وفي الختام ندعو الله تعالى أن يحفظكم جميعا من كل مكروه وأن يمنحكم موفور الصحة والراحة والأمان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المخـــــلص : أسعد سعيد الموسوي



#هاشم_عبود_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي قصةٌ لا تنتهي
- نداءٌ عاجل انقذوا نصب الحرية .. أنقذوا الراية
- -اللوحة المعقدة- اسم الدولة ، وعلمها ، وشعارها ، ونشيدها الو ...
- عام 2008 والخطة التنموية المرتقبة في العراق وماذا نريد منها ...
- العاروفوبيا
- الحج... والبرلمانيون... وطوبى لمن يستحون


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبود الموسوي - اللغة والجهاد وجهل القتلة