أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جاسم الحلفي - الحركة المطلبية في العراق حركة واعدة














المزيد.....

الحركة المطلبية في العراق حركة واعدة


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2192 - 2008 / 2 / 15 - 10:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


انطلقت خلال الايام القلية الماضية عدة نشاطات مطلبية، شملت قطاعات عديدة، وطالب منظموها بتحسين المستوى المعاشي، وتعديل سلم الرواتب واعادة النظر بنظام التمويل الذاتي المعمول به في عدد من الوزارات، وحسم تعيين موظفي العقود المؤقتة وتغيير صفتهم الى الملاك الدائم.
من بين تلك الفعاليات الملموسة هو اعتصام الكوادر الهندسية والفنية امام مبنى المديرية العامة للسدود والخزانات التابعة لوزارة الموارد المائية احتجاجا على قلة رواتبهم ومخصصاتهم المالية، وكشفوا، في الوقت ذاته، خطورة الأوضاع التي ادت الى وفاة عدد من الموظفين خلال العمل الوظيفي. كما تظاهر المئات من أعضاء نقابة المهندسين العراقيين في محافظة كركوك، مطالبين بزيادة أجورهم، مهددين بالاضراب عن العمل في حال عدم تلبية مطاليبهم.
كذلك طالب عدة مئات من الفنانين العراقيين بتحسين مستواهم المعاشي أسوة بموظفي الدولة، والاهتمام بالفن والفنانين العراقيين كما هو حاصل في دول العالم، وتخصيص مرتبات توازي عطاءهم الفني على مدار حياتهم المعطاء. وقد لا يصدق احد حينما يعرف ان رواتب الفنانين في دائرة السينما والمسرح تتراوح بين 100 ألف دينار و200 ألف دينار والحد الاعلى لها هو 300 ألف دينار!
وشملت الحركة المطلبية الاحتجاجية الاطباء البيطريين ايضا في عدد من المحافظات، ونفذوا إضرابا ًسلميا مطالبين بتحسين اوضاعهم المعيشية وشمولهم بمخصصات بدل العدوى والخطوره شأنهم شأن أقرانهم الأطباء البشريين، وإضافة اللقب العلمي لهم واحتسابه لمخصصاتهم المهنية، كما طالبوا بالعمل بنظام التعيين المركزي.

لقد استخدمت الحركة المطلبية الاحتجاجية في نشاطها، الوسائل السلمية، ومارستها بمنتهى الرقي والتحضر، وعبرت بذلك عن وعي ديمقراطي عالٍ، وإدراك للمسؤولية، والتزام بالمهنية، وغني عن القول أن الحركة المطلبية هي حركة مشروعة ضمنها الدستور.

لم تتفاجأ الحكومة بهذه الاحتجاجات، فقد لجأ اليها المحتجون بعدما قطعوا شوطا غير قليل في محاولة إيصال صوتهم إلى الوزارات المسؤولة، مستخدمين مختلف الوسائل الممكنة، ابتداءا من اللقاءات المباشرة مع السادة الوزراء والمسؤولين الاخرين، إلى رفع العرائض وتقديم المذكرات لهم، ثم الانذار بالقيام بهذه الحركات، والابلاغ عن موعدها، عسى ان يتم النظر في تلك المطالب العادلة والحقوق المشروعة.
لكن الاصغاء الى تلك المطالب لم يكن بالمستوى المطلوب، والوعود التي اطلقت لم ترَ الكثير منها النور، والنتائج التي تحققت لم تلبِ الغرض المطلوب بما يكفي.
لكن هذا لم يوقف الحركة المطلبية ولا أوهن عزيمتها، فالحركة تملك امكانيات غير قليلة، وياتي في مقدمتها مشروعية مطالبيها، وامكانية الاستجابة لها، وحسن تنظيمها رغم حداثة انطلاقتها. فاعتصام المعلمين اعطى درسا مهما، وكان هو الابرز، وذلك لسعة شريحة المعلمين، وشمول الاعتصام لعدد من المحافظات في يوم واحد. ورغم ان الاحتجاجات التي حدثت في الايام الماضية لم تتم تغطيها من طرف وسائل الاعلام كما يجب، لكن الحركة المطلبية الاجتماعية الاحتجاجية بينت انها، حركة تنمو بسرعة، وتنظم بشكل رائع، وتسير سيرا طبيعيا، وتتطور بشكل ملفت للنظر. فرغم الجو السياسي المضطرب حافظت تلك الحركة على مهنيتها، دون أن تسمح لأي طرف باستغلالها لحسابات سياسية قصيرة النظر واجندات لا علاقة لها بمطالب الشرائح المشار اليها اعلاه. وبهذا استطاعت تلك الحركة المحافظة على محتواها المطلبي الاجتماعي، وركزت على اهدافها، وسلطت الضوء على مشروعيتها، رغم قلة الامكانيات وحداثة التجربة.

لقد انطلقت الحركة المطلبية، وربطت بمهارة نشاطها المطلبي بالبعد الوطني وبالمحتوى الديمقراطي. انطلقت قوية فهي امتداد للحركة الاجتماعية العراقية، حركة الجماهير نحو مصالحها الوطنية والاقتصادية والاجتماعية. فالتحولات التي يراد لها ان تحدث في عراق اليوم، يدور حولها صراع كبير، صراع محتدم، حول شكل الدولة ومحتواها، وحول مصالح الناس ومن يتبناها. ولشبعنا العراقي ارث واسع في هذا المجال يمكن الاستفادة منه، للانطلاق نحو احقاق حقوق شغيلة اليد والفكر، من عمال وفلاحين ومهندسين واطباء واستاذة وفنانين وأدباء وكل من يسعى لبناء العراق الجديد ويشترك في صناعة بهجة الحياة فيه.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدنيون- ديمقراطيون هل من خطوة اخرى؟
- وقعت نداءكم وامشي معكم.. وخطوتي وحدي!
- المفسدون في....شبكة الحماية الاجتماعية
- مدنيون...ونزدهر في النور
- القضايا الاجتماعية في الميزانية... وجدل الوزراء
- اتفاقية الجزائر... كي تحترم يجب ان تمر عبر طريق اخر
- كي نتبادل بطاقات العيد بامانٍ اخرى
- قف للمعلم.... قف مع المعلم
- الشفافية في عقود النفط تكفل الحقوق
- صحوة للقضاء على المفسدين في ال...بطاقة التموينية
- قبيل إقرار قانون الخدمة الجامعية
- التحسن الأمني...حتى لا يكون مؤقتاً
- حتى يعودو ...
- المفسدون... في البطاقة التموينة
- الدور المرتقب للعشائر المسلحة
- الحل يكمن بعيدا عن الاجتياح العسكري
- الحكمة تتطلب حشد جهود المخلصين
- الطريق نحو انفراج الازمات
- مقترح قانون التوازن، تجسيد للطائفية
- نحو حوار وطني شامل


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جاسم الحلفي - الحركة المطلبية في العراق حركة واعدة