أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مع الأحداث 17















المزيد.....



مع الأحداث 17


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 679 - 2003 / 12 / 11 - 05:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


(( ليس في الدنيا غير حكيم معمم واحد،، من حكماء صهيون! ))

(( من أراد أن يرى أبا رغال وبن العلقمي فلينظر بوجوه مجلس الإمعات! ))

(( ثلاث تبوّء العبد مقعدا في النار: إنْ خالف ما حكم به القرآن وعارضه، وإن استعدى الغزاة على أرضه وعرضه، وإن دسّ في فتاوي الدين غرضَه!))

 

خلال الأيام القليلة الماضية نقلت الأنباء اعتراف إيران بمجلس الإمعات فحصلت على رضا أمريكا. ونقلت خبر اعتقل مندوب الصدر وقتل وكيله، وزيارة رامسفيلد إلى العراق ومقابلته بعدة عمليات موجعة، أطارت صوابه فصرح من مقر عبدو حكيم أنه سيتعاون مع إسرائيل لمكافحة المقاومة. ونقلت الأخبار خبر تأسف طيار أمريكي عن قتله لتسعة أطفال كانوا يلعبون الكرة في قرية بإقليم غزنة الأفغاني (1). وكشفت بريطانيا اسم عميل عراقي لها تقول أنه هو مصدر معلوماتها عن التسليح العراقي (2) فتدخل سكوت ريتر (3) معلقا. كما انتشرت أخبار هجمة حادة في العرف الدبلوماسي بوجه الغزو الأمريكي، حيث صرح قائدا مشاة أسبانيا وطيرانها، بأن: (( المقاومة العراقية ليست فلولا وإنما وطنيون يقاومون احتلالا لبلادهم)) (4). وقالت وزيرة خارجيتهما: (( أن العراق بعد التحرير أسوأ بآلاف المرات مما كان عليه أيام صدام )). وقالت حكومة أندونيسيا: (( أن ما تعتبره أمريكا تحريرا للعراق هو غزو فشل فشلا ذريعا )) (5). كما ذكرت الأنباء مقترحات جديدة لرئيس الدورة الشهرية لمجلس الإمعات عن تشكيل ميليشيا حزبية ومحكمة، وإقالة محافظ بابل اسكندر وتوت.

إلا أن أمتع الأخبار وأطرفها، ثلاثة: تمخضات الجمال لبعض القوى السياسية  العراقية، وإعلان أمريكا حرمان دول عارضت الحرب من كعكة، والصراع المعلن بين بوش ورامسفيلد (وموفق الربيعي) على كامرات الإعلام.

فما هي تصوراتنا عن هذه الأحداث؟!

 

أولا

أما ظهورات موفق الربيعي الإعلامية، فأتركها جانبا، لما يبدو عليه من إنسطال خلالها لا يسمح بدراسة اتجاهات خطابه. أما عن زيارة بوش قبل أسبوع فقد كتبتُ معقبا فقلت: (( ورب حالة جديدة بين بوش ورامسفيلد تظهر الآن، أو هكذا أفترض، ألا وهي تضارب السلوك والتصريحات بينهما. فبوش يردد جمل تطييب الخواطر لجنوده ومعها يردد وعود تسليم الحكم للعراقيين، بينما رامسفيلد يركز على بقاء القوات وزيادة عددها حتى وصل به الأمر أن ناقض تعليمات بوش التي أعلنها بريمر عن تسليم السلطة للعراقيين في حزيران المقبل. حيث خرج رامسفيلد وبتحد ظاهر، قائلا: إن ما يقرره مجلس الحكم يخص مجلس الحكم ولا علاقة له بالقضية الأمنية ولا بفترة بقاء قواتنا على أرض العراق. ومن هنا فأتوقع من رامسفيلد أما زيارة خاطفة ومشابهة إلى العراق، أو تصريحا عاجلا يختطف به الأضواء عن رئيسه )) (6)

وكلا التوقعين حدث. فقد صرح رامسفليد فعلا بأن قواته باقية في العراق حتى بعد التسليم الكامل للحكم للعراقيين، مناقضا ما وعد به رئيسه بوش ببقاء قواته حتى يحكم العراقيون أنفسهم. وزار رامسفيلد العراق علنا ليغطي كليا على أخبار زيارة رئيسه المثيرة للجدل.

وأنا، حقيقة وحتى اللحظة أشك بزيارة بوش. ففي التعقيب ذاته قلت أيضا: (( فالزيارة كانت ليلية كما قيل، لكن إحدى الصور المنشورة عنها ملتقطة خلال النهار حيث بوش يتناول طعامه بين جنوده في صالة بينما تلوح عبر الزجاج آلية أو سيارة في ساحة مكشوفة لضوء الشمس. أما وجود كلبي وطلباني ومن معهما إلى جانب بوش في صورة أخرى، فلا يدل على شيء. وقد صور لنا الإعلام الأمريكي نيل أرمسترونج على سطح القمر، فكذب نفسه بعد هذا بثلاثين عاما. وكلبي ومن معه لا ولن يفضحوا لعبة أشركوا بها )) واليوم دعمت الأنباء بعضا من الشكوك، حيث ورد أن: (( وهيمنت اخبار رحلة بوش إلى بغداد على وسائل الاعلام عدة ايام لكن ظهرت بعض التفاصيل المريبة في رواية البيت الابيض. فقد غير المسؤولون روايتهم بشأن الاتصال اللاسلكي اثناء الرحلة الجوية، واكثر الصور التي نشرتها الصحف انطوت على خداع. وأظهرت الصورة الرئيس وهو يحمل صينية عليها ديك رومي بينما كان الديك الرومي الذي يحمله للزينة فقط وليس حقيقيا )) (7).

فهل لو زار بوش العراق فعلا فهل كان مرافقوه، وليس الرواة، سيختلفون بنقل الوقائع؟!

المهم، أن الزيارة حتى لو حدثت، فقد تمت في جميع مراحلها بشروط المقاومة العراقية ابتداءً من التعتيم المطلق على وجهتها إلى مكيجة وجه رئيس الولايات المتحدة كي لا ينكشف للعراقيين الذين حررهم، إلى السرية التامة للزيارة وعجالتها والهدف الأساس الذي هو شد أزر الجنود الأمريكان مما يعانونه في العراق. أي جميع الشروط فرضتها المقاومة وليس أمريكا ورئيسها المرعوب هذا؟! بقي أن يعرف المعنيون الآخرون من مجلس الإمعات العراقي وغلمانهم ومن يواليهم من كتبة مرتزقة، أن يعرفوا أن سلوكا بهذا المستوى المشين من رئيس الدولة التي يخنبون الآن كأفراخ الدجاجة تحت عجزها، لا ولن يدل على قدرة لهذه الدولة على الصمود على أرض العراق. فليفكروا بمصائرهم!

 

ثانيا

وعن أسلحة الدمار الشامل العراقية، فقد سبق وقال العراق، وقال مفتشو الأمم وقال كل الشرفاء في العالم بأنها غير موجودة. وتصريح سكوت ريتر (3) وهو أمريكي ورئيس لجنة التفتيش السابقة واضح هو الآخر ولا لبس فيه حيث قال: (( إن مهاجمة أمريكا للعراق واحتلاله تهدف إلى تواجد أمريكي عسكري دائم ومكثف في الشرق الأوسط ولا علاقة لها بأسلحة دمار شامل لأنها أصلا غير موجودة )). وعن هذه الأسلحة، وبعد احتلاله للعراق قال رامسفيلد أن: (( تقول التقارير إنني أهتم دائما بما لا يحدث، لأنه كما تعرفون هناك أشياء معروفة نعرفها وهناك أشياء نعرف أننا نعرفها، كما أننا نعرف أن هناك أشياء غير معروفة نعرفها، وأنا أعني أننا نعرف أن هناك بعض الأشياء التي لا نعرفها، لكن أيضا هناك بعض الأشياء غير المعروفة لا نعرفها، والأشياء التي لا نعرفها، لا نعرفها )) وهو التصريح الذي نال عليه حذاءُ في فمه كجائزة. المهم أن رامسفيلد لا يعرف شيئا عن تلك الأسلحة شيئا. كما سحبت المخابرات الأمريكية عميلها المكلف قبل الغزو بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل كاعتراف منها بكذب معلوماته.

وعبدو حكيم - الرئيس الحالي للدورة الشهرية لمجلس الإمعات، سبق وأعلن قبل الغزو ومن خلال مكاتب إعلامه في دمشق وبيروت وطهران ولأكثر من مرة أنه سرق معلومات خطيرة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية من حافظة النظام المركزية وسلمها إلى أمريكا. كما حدد عناوين مخابئ هذه الأسلحة. وها هو كالقرد المجذوم صامت لا يذكر الأسلحة، التي دعا الأمريكان لغزو العراق بسببها.

والآن، وبعد 7 أشهر من وجودها على الأرض التي عليها تلك الأسلحة، تعود بريطانيا وترمي اللوم على غيرها قائلة: ((أن ضابطا عراقيا باسم الدباغ هو من كان مصدر معلوماتها عن السلاح النووي العراقي، ومعلوماته مؤكدة جدا وهو الذي قال أن العراقيين قادرون على القيام بهجوم نووي أو تطوير سلاح نووي خلال 45 دقيقة )) (2). وهكذا، فبعد إدعاء الثقة بوجود من هذه الأسلحة ومطالبتها العراق بتدميرها (وليس يعلن عنها) وإلا ستغزوه،، ها هي الآن تتبرأ مما ادعته، مقربنة كبش فداء جديد - ضابط باسم الدباغ، وبلسان حال يقول: (( لقد ذهبنا ليس للاحتلال وإنما لتخليص العالم من أسلحة الدمار، أخبرنا بها هذا العميل. فإن أخطأنا فبسببه ))

وقبل الدباغ، كان وفيق السامرائي ومشعان والخزرجي والصالحي، وقبلهم عبدو وباقر حكيم – الشخصين الأكثر استكلابا في مجال دعوة الغزاة لضرب الشعب العراقي باسم هذه الأسلحة. وجميع هؤلاء ليسوا سوى كبوش فداء ذهبت ملعونة، فلا استطاعت إقناع العالم بأقوالها، ولا أسعفت المحتلين مما يعانون من هجمات المقاومة الوطنية.

 

ثالثا

وفي أفغانستان، فحادثة مقتل الأطفال التسعة في غزنة، هذه الحادثة المجزرة، لم تكن الأولى من نوعها في أفغانستان. فقد سبقها في ديسمبر 2001 مقتل 65 في قصف قافلة من شيوخ القبائل.  وفي أبريل 2002 مقتل أربعة جنود كنديين. وفي  يوليو 2002 مقتل 48 شخصا حينما ضربت قنبلة عرسا. وفي أبريل 2003 مقتل 11 في انفجار قنبلة في قرية شكين. وعن كل مرة لا يصدر من الأمريكان سوى أسف عابر.

وإسقاط الترام المعلق في إيطاليا، كما تبين نتج عن رهان بين طيارين أمريكيين وحسب. بل وكانت نتائج التحقيق أن برئ الطيار الذي قطعه من الجرم، لأن هذا الطيار دمر صندوقه الأسود فلم يعد من تسجيل أمريكي للحادثة. وطالما لا يوجد تسجيل أمريكي للحادث فكل ما عداه لا تأخذ به المحاكم الأمريكية العسكرية والمدنية. وهكذا لم يعتبر برهانا على حدوث الفاجعة، لا جثث الضحايا ولا تسجيل الفديو الذي قدمه أحد الهواة، ولا نتائج الحادثة العينية التي أهمها دمار ذيل طائرة الجاني.

وفي العراق فإن: (( رصاص الجنود الأمريكان يخطئ هدفه دائما ويصيب مدنيين أحصى حتى الآن منهم 94 قتيلا، ما بين أيار وايلول فقط. وكل ما يقدمه الجنود الأمريكان ومسؤوليهم هو كلمة سوري )) (8). ومن بين القتلى أطفال وشيوخ ونساء. كما لا يحتفظ الأمريكان بأي سجل لمن يقتلون من العراقيين المدنيين. إضافة إلى أن عدد القتلى المدنيين خلال الغزو ونتيجة لخطأ(!) القنابل الذكية الأمريكية هو 13 الف قتيل. وذكر عراقيون لموقع (إيلاف) يوم 0311259 أن: (( ان قوات الاحتلال الاميركية تمارس القصاص الجماعي والعائلي ضد المواطنين العراقيين عقب العمليات العسكرية التي تنفذها المقاومة العراقية المسلحة، مهما كانت انتماءاتها، ضد تلك القوات أو ضد قوات الشرطة العراقية. إن ذلك العقاب يعيد صور العقاب الجماعي الذي تنتهجه القوات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين )). وكذلك: (( وشددت القوات الامريكية اجراءاتها في العراق بالفعل حيث تعتقل أقارب أفراد المقاومة وتهدم المباني التي تستخدم في التخطيط لهجمات على جنودها.)) (10)

أما أن يصمت مجلس الإمعات عن هذا الإرهاب، فلكون أعضاؤه على قناعة بدونيتهم تجاه سيدهم الأمريكي، لذا فهو عندهم فوق الحساب، وكل ما يأتيه بركة. ألا تراهم لم يحاكموا أمريكا بتهمة، بل وقعوا على وثيقة أن الأمريكي مهما فعل في العراق فلا يحاسب!

المهم أن مجلس الإمعات الأذلاء ومن يواليه يعدون الآن لمظاهرة احتجاج سترفع شعار: (( لا لإرهاب المقاومة العراقية ضد قوات التحالف! ))

ويا سقط الشعار ويا دونية حامله!

 

رابعا

إن ظهور الإمام المهدي (ع) على العراق تسبقه، كما نعلم، شروط محددة أهمها أن يرى جيشا تكون من صناديد الرجال والشجعان الذين لا يهابون الموت، بلهم يحمدون خالقهم سبحانه على الشهادة قبل الحياة. حين يتكون هذا الجيش أو حين يرى المهدي (ع) أن هؤلاء الصناديد قد تواجدوا حقا على أرضه الطاهرة – شنعار، فسيعلن عن نفسه ويبدأ حربه المقدسة.

والله سبحانه وحده يعلم ما في الصدور!

لكنا نعتقد، مع احتمال الخطأ، أن السيد مقتدى الصدر ومعرفة منه بشروط الظهور، أسس جيشا عرمرما تعداده لا يقل عن مليون قادر على حمل السلاح، واسماه (( جيش المهدي )) ليغري، وأستغفر الله عن زلة اللسان، الإمام المهدي (ع) بالظهور أو الإعلان عن نفسه.

لكنه إغراء  ذهب!

أو هو مخاض كغيره من مخاضات حركة السيد مقتدى الصدر، تبدد كالزبد، وبقي الجند (المحتلون وتابعوه) واضعين أكفهم على خدودهم أملا بالخطوة القادمة. وحين تأتي هذه الخطوة فستذهب مثل غيرها هباءً لا يبقى منها غير جعجعة.

لذا وبخطوة استفزازية فاقعة، قتل الأمريكان قبل يومين نائب السيد مقتدى الصدر وهو في مسجده، ثم اعتقلوا نائبا آخر له بتهمة مقتل اثنين منهم سبق وتصادمت مفرزتهم مع مواطنين في مدينة الثورة – صدام (9). فتململ السيد مقتدى وتماخض ،،، ولكن،،، ما خرج من المخاض سوى لطم صدور وشق جيوب ونحيب كالأرامل ثم تهديد بإضراب مؤجل يبدأ بعد شهر تزامنا مع ذكرى استشهاد الصدر الثاني. ومدة الإضراب، وهنا العجب، مرهونة ليس برحيل القوات المحتلة عن العراق، ولا بمحاكمة قاتل المسلم في محرابه ،، وإنما بإطلاق سراح المعتقل.

ولابد أن الإمام المهدي (ع) لاحظ كم هو بائس هذا الجيش العرمرم الذي أعلِن باسمه، فأجل ظهوره.

أو هو ظاهر موجود متجسد،، ولكن مع جيش صادق من الأشاوس الشجعان من فتيان شنعار المقدسة - أبطال تحرير العراق من كتائب الفاروق والحسين والجيش الجمهوري والفدائيين  ومن معهم من أسود القاعدة. هؤلاء هم الذين يذيقون المحتلين الموت الزؤام لحظة بعد لحظة. وهؤلاء هم الصناديد الحالمين بالشهادة فيتسابقون إليها تسابق الأرواح النجرانة إلى كوثر الفردوس. وهؤلاء واحدهم بستين من الأعداء. وهؤلاء، وليس غيرهم من يستأهل أن يتفاخر بهم الإمام المهدي المنتظر (ع) أمام خالقه وأمام ملائكته والأنس والجن أجمعين!

فبورك القائد الحق، وبورك جنده وتبارك الله باريهم!

 

خامسا

وعلى منوال المخاضات الخجولة أيضا، أصدر الحزب الشيوعي العراقي - مجموعة المرتد حميد مجيد بيانا أورده (إيلاف) 031126 تحت عنوان (( الحزب الشيوعي العراقي يطالب المحتلين بالرحيل )) جاء فيه: (( ان المشهد السياسي في العراق يعيش الان حالة ضبابية مضطربة نتيجة عدم وضوح الاستراتيجية الامريكية وتضارب تصريحات مسؤوليها وازدواجية السلطة. وسبب هذه الضبابية هو أن قوات التحالف لم تتمكن، برغم مرور اكثر من 7 شهور على وجودها، من اعادة الامن وتثبيت الاستقرار وارجاع الاوضاع الى طبيعتها،،، ورغم الحوارات العديدة معها، والاقتراحات الكثيرة التي قدمت اليها، ظلت سلطة التحالف مصرة على الاحتفاظ بهذا الملف رغم النكسات التي تعرضت لها استراتيحيتها الامنية في اكثر من موقع،، والقوى السياسية الراغبة في تغيير حقيقي لا شكلي طبعا بحاجة جدية للتفكير المشترك والبحث الجاد عن حلول تساهم في نقل الوضع السياسي الى حالة نوعية جديدة تسمح بتجاوز الحالة الراهنة وخلق أجواء انسب للحوار وبما يساعد في بلورة قواسم مشتركة وحيث يظل المطلب الآني والملح الذي يناضل العراقيون من اجله، في المرحلة الراهنة، ماثلا في استعادة السيادة والاستقلال بأسرع وقت ،، لتنبثق عنه حكومة عراقية مستقلة يتمكن العراقيون، عبرها، من إدارة شؤونهم بأنفسهم نحو بناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد ))

ومن هنا فمطالبة مجموعة حميد مجيد للأمريكيين بالرحيل عن العراق، لم يقلها بيانهم، بل حزرها (إيلاف) من بين فذلكات اللفظ والجمل الممطوطة، التي تنتهي أخيرا بمجرد التنويه عن استعادة السيادة والاستقلال، مع،، وهذا يمكن حزره أيضا، عدم المساس ببقاء قوات التحالف على أرض العراق.

 

سادسا

ومع جلوس كبير مؤسسة – عائلة حكيم على كرسي الدورة الشهرية لمجلس الإمعات، كشرت الصهيونية عن أنيابها في العراق جهارا نهارا فلم تعد بحاجة لتستر.

وخلال العشرة أيام الأولى من خلافة السيد عبدو حكيم هذا، وإن كنا لا ندري ما حفي، فما ظهر حتى اللحظة هو: إرسال طفلة عراقية إلى تل أبيب للعلاج، سباق المؤسسات الصهيونية بشراء العقارات في الشمال العراقي، تصريح رامسفيلد ومن مقر مجلس الحكم بأنه سيتشاور مع الحكومة الإسرائيلية للتعاون في قمع المقاومة، وتشكيل محكمة ولجان اغتيالات لما سيقال أنهم رجال ما قبل سقوط بغداد، وعودة الدفء العلني للعلاقات الأمريكوإسرائيلو إيرانية بشهادة اجتماعات جنيف الثنائية ما بين مبارك، شالوم ، خاتمي، ثم إقصاء محافظ بابل اسكندر وتوت عن منصبه.

وعودة إلى الوراء قليلا، فعام 1959 وبناء على كذبة اخترعتها له المخابرات الأمريكية أفتى الراحل محسن الحكيم بإباحة دم الشيوعيين. فذهب مئات القتلى نتيجة لهذه الفتوى وأغلبهم مواطنون لا يعلمون من الشيوعية شيئا، بل وأكثرهم من عامة الشيعة. ومنذ ذلك الوقت وحتى قبل شهر فقط، والقوى الوطنية العراقية بما فيها من كان على عداء شديد مع الشيوعية، كالبعث والناصريين، تحاول بكل الوسائل دحض هذه الكذبة والبرهنة بالملموس على بطلانها، لكن دون جدوى. وبقيت مؤسسة حكيم ومن يتبعها تثقف بهذه الفرية، وتعادي كل ما هو وطني على أساسها.

وقبل شهر انتزع أمريكي قرآنا من حقيبة سيدة عراقية ورماه أرضا ثم داسه على مرأى من الناس، ومرأى من مؤسسة حكيم ومجلسه الأعلى. والحادثة مسجلة، لتطلع عليها الأجيال. ولم يخرج من أل حكيم شيئا، اللهم سوى تابع لهم قال: (( لقد حررنا الأمريكان، وليمزقوا ألف قرآن! ))

وعن أنفسنا وعن القرآن المهضوم، نبتهل إلى الله ونقول: (( اللهم إلعن المفتري الذي أفتى بقتل العراقيين بفرية مفبركة، وغلّّس على ما فعلة الأمريكان حقيقة بكتابك، اللهم العنه لعنة أبدية تشمل الأولين منه والآخرين فتبيدهم واحدا بعد الآخر فلا يبقى لهم ولأمثالهم من المفترين أثر وصيت ))

كما سبق لحكيم الأب وحارب الزعيم الوطني عبدالكريم قاسم، ثم أفتى بتحريم قتال الانفصاليين الكرد وهو يعلم إن قيادتهم بيد الموساد وأن قواتهم تحت تصرف السنتو وبعده تحت تصرف الحلف الأنجلوصهيوني. وحتى اللحظة لم تفت مؤسسة الحكيم بالقتال ضد إسرائيل ولم تعارض احتلال فلسطين، وكل ما يخرج عنها  ينم على عداء مقيت لكل القوى الوطنية الفلسطينية. بل وحين حرق مسعور صهيوني المسجد الأقصى، صمت الحكيم محسن. أما تعاون باقر حكيم مع الصهيونية العالمية قبل غزو لعراق فتشهد عليه فتاويه بجواز التعاون معهم ضد الشعب العراقي وبتنفيذ كل ما أراده الصهيونان أنديك ودوني.

ولا غرابة. ففي عام 1969 ظهر أن مهدي الحكيم الأخ الأكبر لعبدو، يقود من النجف شبكة تجسس إسرائيلية، وقدم إلى المحكمة فتبين جرمه فحكم عليه بالإعدام. وكانت المحكمة برئاسة السيد محمد هادي وتوت، عم اسكندر وتوت محافظ بابل الذي فصله عبدو حكيم ثأرا بشبكة التجسس الإسرائيلية التي قضى عليها عمه بتلك المحكمة.

هذا هو ظاهر عائلة حكيم. أما باطنها فالله وحده يعلم أي عبادة تمارس!

وعلى أية حال فما بين عبدو حكيم واسكندر وتوت كيد الكفرة العملاء. تماما كذلك الذي بين أمريكا ومنظمة مجاهدي خلق. فهذه المنظمة، وتماشيا مع عرس الثعالب الذي سبق سقوط بغداد، ساهمت مع الأمريكان بقوتها العسكرية وتجسست لها، وها هي أمريكا ترد لها الأجر كيدا، سيجعل أفرادها يهيمون في الأرض، كذلك الأجر الذي ينتظر مجلس الإمعات من أمريكا.

وهو الكيد عينه الذي سينتظر إيران وسوريا، حيث، لو نجحت أمريكا، لا سمح الله في العراق، فمصير الحكومتين السورية والإيرانية محكوم مقدما بجزاء سنمار!

 

وهكذا!

فالمشهد العام للأحداث على الساحة العراقية، إذن، يشير في بعض منه إلي تصفية حسابات وتضحية بكباش لفشل الغزو. ويشير أيضا إلى نكايات بحرمان لدول يعينها من كعكة ذبلت، لإجبار هذه الدول على إرسال جنودا يموتون فداءً لأمريكا. كما أسقطت الأحداث أقنعة عن وجوه تسترت بالدين والشروع حينا، ووجوه وقفت أمام مرآة مكبِّرَة.

وحين تبين، كما تشير الأحداث، أن خسائر الأمريكان للشهور الثلاثة الأولى من وقف العمليات في العراق فاقت خسائرهم للثلاث سنين الأولى من حربهم في فيتنام، تغيرت الحال، وبدأت نغمة جديدة تلازم خطاب المحتل ومواليه. فالخطاب الجديد مثلا يقول: (( أن المقاومة سببها فلول، والفلول من الحدود، والحدود بيد إيران، وإيران بيد مجاهدي خلق، ومجاهدو خلق بيد صدام حسين )). أو هكذا تلوح التبريرات. كما يقول الخطاب الجديد أيضا: (( إن أزمة البنزين في بلد النفط العراق، سببها الانقطاع الدوري للكهرباء، وانقطاع الكهرباء في العراق سببه الإفلاس. والإفلاس سببه البطالة، والبطالة سببها عدم توفر الشغل،، الذي سببه لبس الحجاب الذي سببه عدم اعتقال عزت الدوري، الذي سببه تصريحات موفق الربيع التي سببها عدم فدرلة العراق الذي سببه فضائيتي العربية والجزيرة، المدعومتان من نظام الرئيس صدام حسين! ))

وهي هكذا! فدين العبد من دين سيده. وكزيارة بوش التي قررتها المقاومة الوطنية العراقية، فسلوك وتصاريح مجلس إمعات بوش وغلمانهم يسوقه ويقرره صدام حسين!

 

على أية حال!

لقد كان أصحاب قرار غزو العراق على يقين من أنه غزو سهل لن يحتاج سوى لرامبوهات من الدرجة الرابعة. طبعا! فرامبوهات الدرجة الأولى مخصصون لغزو المجرات، ورامبوهات الدرجة الثانية لغزو الدول العظمي، والثالثة بتهريب المخدرات والرقيق الأبيض وبعدها تأتي رامبوهات غزو العالم الثالث.

لكن الأيام حملت بما لم يتخيلون. لذاهم بدأوا يتلاومون ويتعاذرون وتتضارب تصاريحهم وظهوراتهم ويشتطون فلا يميزون في القتل بين طفل وشيخ، ولا يرون مواقع أقدامهم من شدة الخوف.

 

فسلمت أياديكم يا فتيان شنعار المقدسة! وسلمت يدك يا قائد المقاومة الوطنية العراقية ومنسقها! فوالله لا أرى في العالم الآن غير قطبين يتصارعان: قطب الخير المقدس (أنتم)، وقطب الشر والطاغوت اللامقدس (الأنجلوصهيونيا)!

 

www.alkader.net

 

 

------

(1) http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_3299000/3299331.stm

(2) http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_3298000/3298101.stm

(3) http://www.elaph.com.:9090/elaph/arabic/index.html

(4) http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDNews=19159

(5) http://www.iraqoftomorrow.org/viewart.php?pg=index&id=7439&c=y

(6) http://www.rezgar.com/search/search.asp?action=save&U=1

(7) http://www.asharqalawsat.com/view/news/2003,12,06,206258.html

(8) http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=73056&Sn=MAGA

(9) http://www.asharqalawsat.com/view/news/2003,12,06,206259.html

(10) http://www.reuters.com/locales/newsArticle.jsptype=topNews&locale=ar_ME&storyID=3964985



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد ( الحوار المتمدن ) الثاني!
- ميليشيا حكيم ،، لمن!!
- معركة سامراء!
- زيارة بوش!
- إنه ذِكرٌ للذين آمنوا بمجلس الإمعات!
- مع الأحداث 16
- كان يا ماكان يا فتيان شنعار الشجعان!
- موت يا حمار لما يجيك الصيف!
- مع الأحداث 15
- مؤتمر دمشق والحالة العراقية!
- بلغوا الحضيض!!
- يا سادة الحوزتين، تعالوا نتباهل!!
- مع الأحداث 14
- بيانهم الذي كان!!
- نفط! لا فليسات! لا وجعة هلي ولا شربت! لا نفط! كالوا قواعدكم ...
- مع الأحداث 13!
- عمّ يتباحثــون؟!
- أربعينة فاجعة الصحن، أين الجناة؟!
- أسلحتهم البيولوجية لإبادة الشعب العراقي!
- مع الأحداث - 12


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مع الأحداث 17