أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبد الحسين شعبان - من يضمن حقوق اللاجئين -العراقيين-؟!















المزيد.....

من يضمن حقوق اللاجئين -العراقيين-؟!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 11:55
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تعتبر الهجرة واللجوء حقيقة من حقائق الحياة تاريخياً ولها أسبابها المختلفة والمتعددة، الاّ أن هجرة العراقيين المستمرة في السنوات الاخيرة اتخذت بُعداً تراجيدياً بكل ما للكلمة من معنى، وكان ذلك موضوع ندوة دولية في بيروت أقامتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر واتحاد الحقوقيين العرب.
يمكن القول، أن اسباباً داخلية واخرى خارجية للهجرة، مثلما هناك هجرة قسرية وأخرى طوعية، وهنالك أيضاً هجرة دائمة وهجرة موقتة، وأياً كانت الاسباب فإن تاريخ الهجرة قديم، وإنّ تنقّل الناس لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أو غير ذلك كان سبباً مشروعاً للهجرة.
وخلال قرن واحد انتقل أكثر من 60 مليون مهاجر من اوروبا الى الاميركتين وجنوب إفريقيا، في الوقت الذي كان سكان العالم خلال ذلك القرن يراوح في بداياته بين مليار وفي نهاية بين مليار وثلاثة ارباع المليار. ويبلغ حالياً سكان المعمورة ستة مليارات و400 مليون نسمة، في حين يعيش نحو 200 مليون نسمة من أصل سكان العالم خارج أوطانهم الاصلية أو التي ولدوا فيها.
بلغت الهجرة العراقية حالياً نحو اربعة ملايين ونصف المليون في فترة قياسية تقل عن خمس سنوات، ولعلها أكبر هجرات العالم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الوقت الحاضر، إذ إن نسبتها اقتربت من 15% من سكان العراق، خصوصاً وأن أسبابها تتعلق بخرقٍ كامل لمنظومة حقوق الانسان السياسية والمدنية، إضافة الى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سواءً الحقوق الجماعية أو الفردية، ناهيكم عن استمرار الاحتلال، الامر الذي كان سبباً لأكبر عملية هجرة خارجية ونزوح داخلي ترافق مع تواطؤ وصمت دولي.
تعود المرحلة الاولى من تاريخ الهجرة العراقية الى النصف الثاني من القرن العشرين، حيث ابتدأت على نحو محدود جداً ونخبوي ولأسباب سياسية صرفة في أواخر الخمسينات ومطلع الستينات وذلك بعد اطاحة النظام الملكي وما بعده.
اما المرحلة الثانية فقد جاءت في أواخر السبعينات وشملت أعداداً غير قليلة من المثقفين والاكاديميين، وكانت غالبيتهم تنتمي الى التيار اليساري والماركسي، ثم انضم اليهم التيار الاسلامي بعد الثورة الايرانية في العام 1979، لكن الهجرة اتسعت بعد اندلاع الحرب العراقية¬ الايرانية وشملت عشرات بل مئات الألوف من العراقيين، ضمنهم المهجرون العراقيون (بمن فيهم الأكراد الفيلية) الذين انتزعت جنسياتهم وصودرت أملاكهم بزعم أصول بعضهم الايرانية، وكانت ظروف الحرب التي استمرت ثماني سنوات سبباً إضافياً الى الأسباب السياسية والدينية وربما الطائفية للهجرة.
اما المرحلة الثالثة للهجرة العراقية فقد تعاظمت خلال الحصار الدولي الجائر الذي فُرض على العراق بعد غزو الكويت عام 1990 ومن ثم اندلاع حرب قوات التحالف ضد العراق في العام 1991، واستمرت هذه المرحلة حتى العام 2003 حين قامت الولايات المتحدة وبريطانيا وقوات الائتلاف الدولي بغزو العراق واحتلاله.
وبعد أشهر بدأت المرحلة الرابعة من الهجرة بسبب انتشار موجة العنف المذهبي والاثني والقتل على الهوية وبخاصة بعد تفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء( 6 شباط) 2006، واندلاع أعمال انتقامية وثأرية.
كانت الأسباب السياسية للهجرة هي الطاغية في المرحلة الاولى، في حين أن الأسباب القومية هي التي كانت وراء اضطرار الأكراد الى الهجرة أو تهجيرهم بعد العام 1975 بسبب ما تعرضت له الحركة الكردية بعد اتفاقية الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين. ولعبت الأسباب الأمنية والمذهبية والعرقية دورها في تهجير عشرات الآلاف من العراقيين بزعم أنهم يشكلون طابوراً خامساً خلال الحرب العراقية ـ الايرانية، يضاف الى ذلك هرب الكثير من العراقيين لعدم قناعتهم بالحرب وجدواها!
أما الأسباب الاقتصادية فقد تمثلت في الحصار الدولي حيث اضطر عشرات الآلاف من العراقيين الى الهجرة بحثاً عن لقمة العيش وفرص عمل أفضل في الخارج.
وكل هذه الاسباب كانت دافعاً لهجرة جارفة في المرحلة الرابعة الحالية، إذ إن الانتهاكات استهدفت الحق في الحياة وهو أثمن شيء، مما اضطر مئات الآلاف الى الهجرة طلباً للأمان لاسيما بغياب مرجعية الدولة والانفلات الأمني والتطهير الطائفي والإثني. ورافق ذلك إختطاف وقتل العلماء والأكاديميين والإعلاميين والأطباء، حيث قتل أكثر من 350 عالماً وأكاديمياً وأكثر من 170 إعلامياً وما يزيد على 200 طبيباً، ما اضطر الأدمغة والعقول المفكِّرة والطبقة الوسطى الى الهجرة.
يشعر بعض العراقيين أن الحديث عن اللجوء كأنه مساس بكرامتهم أو جرح لشعورهم، فالفكرة السائدة أن اللجوء هو أقرب الى التسوّل وإن من يمنح اللجوء هو أقرب الى "المُحسن"، وذلك بسبب نقص الثقافة الحقوقية، في حين أن اللجوء هو حق دولي تكفله المواثيق واللوائح الدولية وقواعد القانون الدولي الانساني ومعترف به شرعاً وقانوناً، دينياً وإنسانياً وهو واجب على الدول الموقعة على اتفاقيات حقوق اللاجئين وبخاصة اتفاقية العام 1951 وملحقها بروتوكول عام 1967، فاللاجئ يستحق الحماية الدولية من الدول المضيفة بسبب عدم تمتعه بحماية دولته، حتى وإن لم يتم الاعتراف به رسمياً بصفة "لاجئ"، وعبارة "رسمياً" تعني: أن البلد المضيف أو المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة لم تقرّ له بعد بصفة اللجوء، ولا يقلل عدم الاعتراف بحقه كلاجئ من حماية القانون الدولي له، وفقاً للآليات التعاهدية الدولية، المتمثلة في الشرعة الدولية لحقوق الانسان واتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية حقوق الطفل.
تعتبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين هي المعنية مباشرة بتوفير الحماية للاجئين يشاركها المسؤولية المجلس الدولي لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة ومنظمة العمل الدولية بالنسبة للعمال المهاجرين، من حيث تأمين الحق في الحياة والعيش بسلام ودون خوف وعدم التعرض للتعذيب وعدم التعرّض للتمييز أو الاستخدام لأعمال السخرة أو العبودية أو السجن لسبب عدم الوفاء بدين، كما يجب الاعتراف للاجئ كشخص قانوني وله الحق في حرية الفكر والدين والضمير!!
لعل البحث في المسؤولية الدولية لا يستثني الحكومة العراقية ولا يعفيها من واجباتها، الأمر الذي سنخصص له فرصة أخرى!!



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غاندي وروح التسامح واللاعنف
- نفق غوانتانامو الذي لا ينتهي!!
- الحرب الاستباقية واحتكار العدالة: حالة غزة
- أور أو -مدينة القمر- والشبكة العنكبوتية
- جورج حبش: الاستثناء في التفاصيل أيضاً!!
- صورة المجتمع المدني بين التصادم والتواؤم
- دولة مواطنة أم مواطنة دولة ؟!
- المجتمع المدني بين الاقرار والانكار !!
- راية الليبرالية الجديدة!!
- العقدة النفطية في المشكلة العراقية!!
- العلاقات العراقية- الامريكية .. والعودة الى نقطة الصفر!!
- اللاجئون العراقيون : مسؤولية من؟
- سيناريوهات الاجتياح التركي للاراضي العراقية!!
- سيناريوهات الوجود أو الانسحاب الامريكي من العراق!!
- العدالة الانتقالية وذاكرة الضحايا!!
- شط العرب.. وصاعق التفجير!!
- هل الديمقراطية مثالية؟!!
- المكتب البيضاوي: انه الاقتصاد يا غبي!!
- التنوع الثقافي والنخب الفكرية والسياسية!
- العرب والتنمية!!


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبد الحسين شعبان - من يضمن حقوق اللاجئين -العراقيين-؟!