أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غازي الجبوري - مالفرق بين الفتوى والاجتهاد ومن يحق له الافتاء؟














المزيد.....


مالفرق بين الفتوى والاجتهاد ومن يحق له الافتاء؟


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 02:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحتل الفتاوى منذ القدم مساحات واسعة في الأدبيات الإعلامية والدينية المسموعة والمقروءة والمرئية ولا سيما في الوقت الراهن حيث تلعب تقنية الاتصالات الحديثة دورا مهما في إيصالها لأكبر عدد من المهتمين بها وذلك لأهمية الدين في حياتهم وتأثيره المباشر على كافة مجالات الحياة وفي مقدمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقد دفعني إلى الكتابة حول هذا الموضوع ماتنشره بعض المواقع الإعلامية والإخبارية على الانترنيت من فتاوي مثيرة للجدل فضلا على استخفاف واستهزاء العديد من القراء والمعلقين عليها بطريقة تسيء للدين الإسلامي ولعلماء الدين وهو مايدعوا إلى الإحساس بوجود سعي متعمد يستهدف هيبة الدين والعلماء ومكانتهم في نفوس وقلوب المسلمين.
فالفتوى في اللغة العربية تعني الحكم القاطع والقول الفصل في المسالة أو القضية قيد النظر أما الاجتهاد فهو إبداء رأي يحتمل الخطأ والصواب . وبما أن الحقيقة المطلقة ملك حصري لله عز وجل فانه الوحيد القادر على إعطاء الحكم القاطع والقول الفصل الذي لايرقى إليه الشك أو النقص أو الخطأ في كل شيء وليس هناك من يستطيع أن يقوم بذلك غيره . واستنادا إلى ذلك فان مايصدر من العلماء والمختصين في الدين لايعدو كونه اجتهادا و لايمكن أن يعد أو يبلغ الفتوى بأي حال من الأحوال وهذا لايعني انه لايحتمل الصواب دائما بل قد يكون رأيا صائبا وعند ذلك يتفق بالمصادفه مع الفتوى طبقا لقوله تعالى:"اللهم لاعلم لنا إلا ماعلمتنا"أي انه أيضا الهام من الله عز وجل . ولذلك أرسل الرسل والأنبياء لتبليغ الناس بكل ما يهمهم من أمور دينهم ودنياهم وبعد أن وصلت جميعها إلى حيث أمر قال تعالى:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" وهذا يعني انه لم يعد هناك أمر لم يتم الإفتاء به إلى يوم القيامة وبالتالي لامجال لفتوى جديدة . ولكن لنتساءل الآن عن ماهية دور علماء الدين والمختصين فيه تجاه الآخرين ، وحول هذا الموضوع قال الله تعالى:" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون" ... حيث أن التعمق في دراسة علوم الدين والتفقه فيه ليس ممكنا لجميع المسلمين مع انه واجب عليهم ولذلك فانه عندما تلتبس عليهم مسالة من المسائل فان الله تعالى يأمرهم بان يعرضوا الأمر على أهل الذكر ... أي العلماء . وهنا يقوم العالم بعرض حيثيات المسالة على الفتاوى التي أفتى الله تعالى بها ويجتهد في إعطاء رأيه الشخصي حول مدى اتفاقها مع تلك الفتاوى من عدمه أي لايتعدى دوره إجراء عملية القياس . ولذلك نجد اختلاف في الآراء بين عالم وآخر حول نفس المسالة وهذا يعود إلى اختلافهم في فهم الفتوى نفسها أو في فهم حيثيات المسالة أو في طريقة القياس . وقد تكون جميع آرائهم خاطئة وقد يكون احدها صحيحا ولكن يبقى الأمر عائدا لصاحب المسالة في تبني هذا الرأي أو ذاك حسب قناعاته. فكل إنسان مهما بلغ من العلم يمكن أن يخطا ولاسيما في مسائل الدين عدا الرسل والأنبياء ويؤكد ذلك قول الإمام مالك رضي الله تعالى عنه وأرضاه عندما كان واقفا عند قبر الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم:"كل شخص أو كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر" أي أن كل شخص يمكن أن يكون رأيه صائبا فيؤخذ منه أو خاطئا فيرد عليه رأيه ولا يؤخذ به عدا الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم لأنه لاينطق عن الهوى إذ هو إلا وحي يوحى . أي إننا نأخذ من الرسول عليه وعلى اله الصلاة والسلام ولا نرد عليه رأيه ليس لأنه رسول الله عز وجل فحسب بل لأنه لايأتي بشيء من اجتهاده الشخصي وإنما ينقل لنا ويبلغنا فتاوى الله عز وجل وأوامره ونواهيه التي أمره أن يعمل بها ويبلغها للناس .
مما تقدم نستنتج انه لايحق لأحد من الناس مهما بلغ من العلم أن يفتي في أي أمر من أمور الدين إنما لهم الحق في الاستفادة مما اكتسبوه من علم بالبحث والاطلاع في أن يجتهدوا في إبداء الرأي كما أنا فاعل الآن فقد يكون رأيي أكثر ميلا إلى الخطأ منه إلى الصواب ، وهم بذلك يؤجرون ويثابون من قبل الله تعالى إذا كان اجتهادهم خالصا لوجهه الكريم سواء اخطئوا أم أصابوا إلا أن ثوابهم يضاعف في حال كان اجتهادهم صائبا فللمجتهد المخطئ حسنة وللمجتهد المصيب حسنتان كما اخبر نبينا ورسولنا العظيم محمد صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم وهو مايدل على أهمية العلم ومقام العلماء عند الله تعالى .



#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليس هناك من ينتشل نسائنا من الضياع ؟
- هل لم تبقى اشكالية في العراق بدون حل سوى تغيير العلم ؟
- هل يتحقق حكم الشعب بالتعددية والاقتراع فقط ؟
- أيهما أفضل حكومة التكنوقراط أم حكومة الآغلبية النيابية؟
- من هم أنصار الإعلام ومن هم أعداءه؟
- على ماذا يدل توظيف جسد المرأة في الأعمال الفنية؟
- كلام لابد لإخواننا الأكراد في العراق أن يطلعوا عليه
- ماهي حكومة -التكنوقراط- وكيف يجب تشكيلها؟
- تداول مفردة الإرهاب واشتقاقاتها في أدبياتنا لمصلحة من؟
- قضية للمناقشة: ما الفرق بين المسلم العلماني والمسلم التقليدي ...
- تعددت الأسباب ُوالتقسيم ُواحد ُ(مقارنة بين دور التشريع الدست ...
- تعليقا على مقال الأستاذ ياسر الغرباوي (معركة الخبز والزيت)
- ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين المجاملة والتقية و النفاق؟
- أشعل شمعة بدلا ًمن أن تلعن الظلام !
- الطبخة السياسية الاميركية للعراق بلغت الغليان ولكن لم تنضج ب ...
- لاتسرع ياطيب فالمحجبات بانتظارك!
- هل يجوز أن تتصارع الحضارات؟
- ماهي سمات الاقتصاد المنشود ؟
- معايير تحديد الرواتب في العراق
- مجرد تساؤل؟!


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...
- ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
- الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس ...
- عاجل| يديعوت أحرونوت: الكنيست يصدق بقراءة تمهيدية على مشروع ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب الديمقراطي المسيحي عن رفضه حزب البدي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غازي الجبوري - مالفرق بين الفتوى والاجتهاد ومن يحق له الافتاء؟