أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - أهلاً .... عيد الحب؟!














المزيد.....

أهلاً .... عيد الحب؟!


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 12:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحب .. بما يحمله من مشاعر مرهفة حساسة، وعواطف نبيلة راقية ، أساس تكوين الشخصية، تميز به الإنسان عن غيره من الكائنات، فهو أساس تكوين تلك النطفة في رحم الأم ... وكما يقول عنه فناننا الكبير وديع الصافي: " عليه اتعمر أساس الكون، وأيَ نبي بالحب ما بشر. "
لذا لا يمكننا النظر إلى تلك الأحاسيس والعواطف على أنها أشياء ملموسة نكيفها كيفما نشاء، ونجعل لها من المظاهر ما نريد بما يتوافق مع تطور الحياة والمجتمعات، أو بما يتلاءم مع صرعات الموضة السائدة في زمن العولمة اللاإنساني في بعض جوانبه، والتي جعلت حتى هذه العاطفة تقع في فخ الاستهلاك، وتنزل إلى جانب بضائع أخرى في اقتصاد السوق..!!!
ولأن الحب أسمى وأرقى المشاعر بمفهومه الإنساني العام، فهو لا ينحصر ضمن إطار واحد أو اتجاه واحد أو شخص واحد( امرأة ورجل)، لكن الشائع أنه اتخذ في المنظور العام هذا المنحى أيامنا هذه أكثر من باقي الاتجاهات الإنسانية الأخرى.
فهل يعقل أن نحصر عواطفنا، ونعبر عن مشاعرنا بيوم واحد من العام نسميه: عيد الحب...؟؟!!
جميل أن يكون لهذه العاطفة السامية والمقدسة يوم تحتفل به الإنسانية جمعاء على وجه البسيطة.. كما نحتفل بعيد الربيع- النيروز- مثلاً، ولكن شريطة ألاَ تقتصر هذه الاحتفالية على جزء من تلك العاطفة، بل أن تشمل كل العلاقات الإنسانية، وأن تعود الحميمية للحياة والعلاقات الاجتماعية بعد أن هربت منها اللحمة والتعاطف والمودة، وأوشكت أن تقضي نحبها في زمن الاستهلاك والاستلاب والعولمة..
فكيف لنا أن نحتفل بعيد الحب وكل ما حولنا يشير إلى تلاشي المفهوم الإيجابي- الاجتماعي في الحياة، ليحل محله النفاق الذي يغلف كل تعامل بين البشر..؟!!
كيف لنا أن نحتفل بتلك المشاعر في زمنٍ تضخمت فيه البطالة والفقر والانتهازية..؟
أين نجد الحب في زمن اقتصاد السوق والانفلات من كل الضوابط بحجة التطور واللحاق بركب الحضارة...؟!
أين الحب في زمنٍ يجعل كل شيء حتى الهواء النظيف، حكراً على من يملك المال..؟!
لا عمل، لا علم، لا حياة إلاَ لمن استنزف لقمة عيشنا ومشاعرنا!!
أين الحب الذي نقيم له احتفالية سنوية في زمنٍ تلاشت فيه القيم الإنسانية والأخلاقية جراء اللهاث وراء الربح الجنوني والصرعات والابتذال حتى في الحب مما حول تلك العاطفة السامية وانفعالاتها لمجرد كلام فيه من الإسفاف ما لا يستطيع حتى غير العاقل التعامل معه وبه... كما حولها الاستهلاك إلى عري جسدي وروحي وأخلاقي... يجعلنا نتقزز من تلك الصور الخليعة، والرسائل القصيرة على شاشات الفضائيات المشبوهة..؟!
أين الحب في بلاد صدَرت لنا ما يسمى بعيد الحب، لتستورد وتستبيح ثرواتنا وآمالنا وأحلامنا تحت بند الديموقراطية..؟! بلاد ترتكب أفظع الجرائم بحق الإنسانية جمعاء، لا قيمة فيها لأية مشاعر إلاَ انتصار الربح الناتج عن دمار ودماء الشعوب..؟!
كيف لنا أن نرعى احتفالية فخمة بعيد الحب، وأبناء الأسرة الواحدة، أو الشعب الواحد الذي يقتدي برسوله حين قال: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه..." وبعضهم يحب لنفسه كل ما يمكن أن يمنعه عن أخيه بحجة الشريعة وصونها...؟!
أيُ حب قائم على المنفعة والثروة وضرب أواصر العلاقات الإنسانية والاجتماعية من خلال تبني مظاهر العولمة ومفاهيم السوق دون أدنى اعتبار لإنسانية الإنسان وعمقه الروحي.؟؟!
أيُ حب لا تقبله الفتاة إلاَ مغلفاً ومحاطاً بالجاه والثروة على حساب ذاتها وإنسانيتها وأنوثتها، فقط لأنه يمتلك المال..؟!
وهل يمكن أن تتحول أو تختزل المشاعر ليوم واحد، وهدية فخمة مؤطرة بشريط أحمر..؟
هذا اللون الذي كان على الدوام رمزاً للحب الصادق، ورمزاً للثورة على الظلم..!! هل يعقل أن يتحول لرمز الكسب السهل من جيوب مراهقين ما أخذوا من العولمة إلاَ ما هو تافه ورخيص..؟؟!!



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميشيل منيّر والصين يعيدان الاعتبار إلى لين بياو
- المرأة والشرف مترادفتان متلازمتان بين سندان القانون ومطرقة ا ...
- خالد المحاميد وناكرو الجميل يهود إسرائيل
- المؤتمر الأول لأسر لاعبي الأولمبياد الخاص بدمشق
- مفهوم العيب بين الأمس... واليوم
- صديقتي عفاف الأسعد تسألني... أين دماغي..؟؟
- كشف حساب للعام الجديد
- تركي عامر...وقصيدة لأبالسة السماء
- أساليب تعديل السلوكيات السلبية عند الأبناء
- الحوار المتمدن... واحة عدالة وفكر حر
- في اليوم العالمي للمعوق.. لأن الأمل هو الحياة
- لماذا يكون همّ البنات ... للممات..!!!؟؟؟
- ما بين الأمومة... والأنوثة
- الاكتئاب عند المرأة- محاضرة
- العانس... والحياة
- ما وراء ظاهرة التسرب المدرسي
- لنُصغِ لآرائهم
- الأخوة... بين الحب والشجار
- الأبناء... ما بعد الطلاق *
- تميز المرأة... نعمة .. أم نقمة..؟؟؟!!!


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - أهلاً .... عيد الحب؟!